القاهرة: التهجير جريمة حرب وتطهير عرقي يهدد استقرار المنطقةمصر تدعو المجتمع الدولي لرفض أي مخططات تستهدف إفراغ الأرض الفلسطينيةالخارجية: لن نقبل بمشاريع تصفية القضية الفلسطينية تحت أي ذريعة

في بيان شديد اللهجة، جددت جمهورية مصر العربية رفضها القاطع لأي مخططات إسرائيلية تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية، مؤكدة أن هذا السيناريو لا يمكن القبول به تحت أي ظرف أو مبرر، سواء جاء في صورة تهجير قسري مباشر أو عبر وسائل غير إنسانية مثل الحصار، التجويع، مصادرة الأراضي، والاستيطان.

وزير الخارجية يدعو الاتحاد الأوروبي لوضع حد للتصعيد الإسرائيليوزراء خارجية ٣١ دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات وخطط إسرائيل ويؤكدون دعم حقوق شعب فلسطين

وأكدت وزارة الخارجية والهجرة في بيانها الصادر اليوم الأحد، أنّ مصر تتابع بقلق بالغ ما تردد مؤخرًا عن وجود مشاورات إسرائيلية مع بعض الدول لقبول استقبال سكان من قطاع غزة على أراضيها، مشددة على أن هذه السياسات لا تعكس سوى محاولة لإفراغ الأرض الفلسطينية من أصحابها، وتصفية القضية الفلسطينية من جذورها. وأوضحت الوزارة أن الاتصالات التي أجرتها القاهرة مع بعض هذه الدول كشفت أن أياً منها لم يبدِ موافقة على مثل هذه الخطط التي وصفتها مصر بـ"المستهجنة والمرفوضة جملة وتفصيلاً".

موقف تاريخي ثابت

الموقف المصري ليس جديدًا، بل يمثل امتدادًا لسياسة القاهرة التاريخية الداعمة للحقوق الفلسطينية. فمنذ بداية النزاع، وقفت مصر ضد محاولات فرض حلول أحادية الجانب، واعتبرت أن أي تسوية عادلة يجب أن تقوم على أساس عودة الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا السياق، جددت مصر تأكيدها أن التهجير – سواء كان قسريًا أو طوعيًا – يُعد "ظلمًا تاريخيًا" لا يستند إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي، وأن قبوله يعني تصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال.

تحذيرات للقوى الدولية

مصر لم تكتفِ برفض هذه المخططات، بل دعت المجتمع الدولي بكل أطيافه إلى عدم التورط في "جريمة نكراء" تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وخرقًا واضحًا لاتفاقيات جنيف الأربع. وأكدت أن التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين يرقى إلى مستوى جريمة حرب وتطهير عرقي ستكون له تبعات قانونية وتاريخية على أي طرف يشارك فيه أو يسهل تنفيذه.

وحذرت القاهرة من أن المضي في هذه السياسات من شأنه إشعال توترات أوسع في المنطقة، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن استقرار الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وليس عبر محاولات الالتفاف على جوهرها.

البعد الإنساني والسياسي

على المستوى الإنساني، شددت مصر على أن سياسات التجويع والحصار التي تُمارس في غزة ليست سوى أدوات ضغط لدفع الفلسطينيين إلى قبول التهجير، وهو ما وصفته القاهرة بأنه "جريمة مضاعفة"، إذ تُستخدم معاناة المدنيين وسيلة لتحقيق أهداف سياسية. أما على المستوى السياسي، فترى مصر أن التهجير يعني إنهاء أي أفق لحل الدولتين، وفتح الباب أمام صراع ممتد يضر بالمنطقة والعالم.

رسالة مصر للعالم

من خلال هذا البيان، بعثت مصر برسالة واضحة مفادها أن حماية الشعب الفلسطيني مسؤولية جماعية، وأن السكوت عن محاولات تهجيره يفتح الباب لسابقة خطيرة في القانون الدولي، تُهدد ليس فقط فلسطين، بل مستقبل النظام العالمي القائم على احترام السيادة وحقوق الشعوب.

وبذلك، تؤكد مصر أنها لن تكون طرفًا في أي مشروع يستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وتدعو جميع الدول، خصوصًا القوى الكبرى، إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والضغط نحو وقف العدوان والالتزام بالمسار السياسي العادل.

طباعة شارك جمهورية مصر العربية الأرض الفلسطينية مشاورات إسرائيلية القاهرة تهجير الشعب الفلسطيني مخططات إسرائيلية الاستيطان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جمهورية مصر العربية الأرض الفلسطينية مشاورات إسرائيلية القاهرة تهجير الشعب الفلسطيني مخططات إسرائيلية الاستيطان القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: اليمين الإسرائيلي المتطرف يخطط لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل (فيديو)

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن حكومة الاحتلال تسعى بعد أحداث 7 أكتوبر إلى استغلال الحرب لتحقيق مكاسب استراتيجية، وعلى رأسها ضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية تحت السيادة الإسرائيلية.

شفيق التلولي: مصر ثابتة بموقفها تجاه القضية الفلسطينية وتسعى بجدية لإحياء المفاوضات أيمن محسب: استقبال مصر لوفد حماس رسالة واضحة على تمسكها بثوابتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية


وأوضح عاشور، في مداخلة هاتفية ببرنامج اليوم على فضائية DMC، مساء اليوم، أن  التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ليست مجرد تكتيكات تفاوضية أو دعاية داخلية، بل تعكس  ولأول مرة "صدق نوايا اليمين المتطرف" لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل.

تظاهرات عالمية دفعت عدة حكومات للتلويح بالاعتراف بدولة فلسطين


وأشار إلى أن التحركات الإسرائيلية تأتي في سياق "سباق مع الزمن" لمواجهة ضغط دولي متزايد، تقوده مصر، والذي أسفر عن تظاهرات عالمية دفعت عدة حكومات للتلويح بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما قد يتبلور رسميًا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.


وأضاف عاشور أن إسرائيل تحاول فرض أمر واقع على الأرض قبل هذا الموعد، متوقعًا أن تشهد الفترة القادمة "تصعيدًا غير مسبوق في غزة، إلى جانب عمليات ضم واسعة في الضفة الغربية".

 أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن استقبال مصر لوفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية للتشاور بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يعكس بوضوح الثقل السياسي والدبلوماسي للقاهرة ودورها المحوري في إدارة الملف الفلسطيني على مدار عقود، موضحا أن هذه الخطوة تأتي رغم التصريحات الأخيرة للحية التي تناولت أوضاع معبر رفح، وهو ما يثبت أن مصر تتعامل مع القضايا الكبرى بمنطق الدولة المسؤولة التي تضع المصلحة العامة للشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار.

وقال "محسب"، إن استقبال الوفد في هذا التوقيت الحساس يبعث برسالة مزدوجة الأولى للأطراف الفلسطينية بضرورة تغليب لغة الحوار والتوافق من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، والثانية للمجتمع الدولي بأن مصر ستظل الراعي الأمين لأي جهود تهدف إلى تحقيق التهدئة ووقف نزيف الدم في غزة، مشيرا إلى  أن تصريحات خليل الحية حول معبر رفح يجب أن تُقرأ في إطار الظروف الاستثنائية التي تمر بها غزة، مؤكدا  أن مصر لم تتخل يومًا عن دورها في تسهيل عبور المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، بل كانت دائما المبادِرة بفتح قنوات الاتصال مع الأطراف الدولية والمنظمات الإغاثية لتأمين دخول الغذاء والدواء للمدنيين.

وأوضح وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب ، أن استقبال الوفد في القاهرة رغم تلك التصريحات يعكس نضج الموقف المصري وقدرته على الفصل بين المواقف السياسية المؤقتة وبين الثوابت الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الجهود المكثفة التي تبذلها مصر مع جميع الأطراف المعنية للعودة إلى مفاوضات التهدئة هي جزء من رؤية مصرية متكاملة تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وأكد "محسب"،  أن مصر تدرك حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل التصعيد المستمر، ولهذا تضع على رأس أولوياتها وقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لإطلاق عملية سياسية حقيقية تفضي إلى استعادة الحقوق المشروعة، مشددا على أن مصر كانت وما زالت تتحرك على كافة المحاور لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • الإصلاح والنهضة: بيان الخارجية مساءلة للمجتمع الدولي بشأن جريمة التهجير
  • مسئول حكومي فلسطيني: التنسيق مع مصر من أولويات القيادة الفلسطينية لإفشال مخطط التهجير
  • الجبهة الوطنية بالمنيا: نرفض التهجير القسري للفلسطينيين وتصفية القضية
  • بهجت العبيدي: المعاملة بالمثل صون للكرامة المصرية وحماية لدورنا التاريخي في القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يبحث مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للمتوسط تطورات القضية الفلسطينية
  • تونس: تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
  • محمد عيد: إسرائيل الكبرى وهم استعماري .. والمصريون موحدون خلف القضية الفلسطينية
  • خبير سياسي: اليمين الإسرائيلي المتطرف يخطط لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل (فيديو)
  • مستقبل وطن: الاستيطان الإسرائيلي جريمة مكتملة الأركان ومحاولة فاشلة لتصفية القضية الفلسطينية