حزب الله يأخذ وقته قبل إعطاء جواب نهائي لباسيل
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
لم يكتفِ الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في طلّته الأخيرة، بالإشادة بالحوار القائم مع "التيار الوطني الحر"، ووصفه بأنه "جيد وإيجابي، بل زاد ما لم يكن رئيس "التيار" النائب جبران باسيل يتوقعه، حين قال إن "الورقة السياسية التي طرحها "التيار" بشخص رئيسه، في حاجة إلى تشاور مع بعض الأطراف"، ما يعني أن الحزب لن يتفرّد في الرد عليها إلا بعد تداول مضمونها مع حلفائه، لأنه لن يقرر بالنيابة عنهم، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يملك ترفاً للوقت ولا مصلحة في الانتظار إلى ما لا نهاية.
ولم يكن "السيد" في حاجة إلى تسمية الرئيس نبيه بري، وهو المقصود أكثر من غيره من الحلفاء، لكي يتشاور معه في ما ورد في ورقة باسيل، من كبيرها حتى صغيرها. وهذا يعني أيضًا المزيد من الوقت، والمزيد من الأخذ والردّ، والمزيد من التمحيص والدراسة، لأن ما يُطالب به باسيل في هذه الورقة المكتوبة يحتاج إلى التعمّق في كل فاصلة واردة فيها، لأن الأمور، على جدّيتها، لا يمكن سلقها أو القبول بها كما هي، أو كما يُقال "على علاّتها". فثمة مواضيع يمكن مناقشتها بأعصاب هادئة وبعقل بارد، وثمة مواضيع أخرى لا يمكن القبول بها على "العميانة". فالتريث في إعطاء جواب نهائي لا تعني، كما تقول أوساط "الثنائي الشيعي"، التمييع أو المماطلة، لأن لا أحد يملك ترف الوقت، ولأن ما كان مقبولًا عندما كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير متوترة، لم يعد جائزًا اليوم في ظل كل هذه الأزمات، التي يعيشها البلد، والتي تنذر بعواقب وخيمة في حال تمّ تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى أجل غير معروف، مع ما يحيط هذا التأخير من ملابسات تختلط فيها مصالح الداخل مع بعض المصالح الخارجية.
وما إشارة نصر الله إلى عامل الوقت سوى الإيحاء بأن الحوار القائم بين حزبه و"التيار الوطني" لا يرتبط بأي استحقاق، وبالأخصّ في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، الذي يبدو أنه سيرحّل على الأرجح إلى ما بعد العاشر من كانون الثاني 2024، أي إلى ما بعد إحالة قائد الجيش العماد جوزاف عون على التقاعد، اعتقادًا من باسيل أن هذه الإحالة ستؤدّي إلى تراجع حظوظ عون الرئاسية، وصولًا إلى استبعاده نهائيًا من قائمة المرشحين المحتملين في السباق الرئاسي. فـ "حزب الله" خبر نوايا باسيل في أكثر من محطة، كان يصّب بعضها في خانة تمتين العلاقة معه، فيما كانت خيبات الأمل أكثر بكثير، وبالأخصّ في الفترة الأخيرة، التي تلت تبنّي "الحزب" ترشيح فرنجية، مع ما أبداه من التفاف لم يكن متوقعًا بهذه السرعة القياسية. وهو يحاذر في حواره الجديد مع حليفه القديم، والذي كان يعتبر الحلف معه استراتيجيًا، ولن يراهن على "سمك في البحر"، وهو يريد الوصول من خلال تعويم تحالفه مع رئيس "التيار" إلى نتائج متقدمة في السباق الرئاسي، مع علمه المسبق أن اتفاقه معه لا يكفي وحده لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا، لأن لدى "المعارضة" أوراقًا مخفية يمكن استخدامها في "وقت الحشرة"، ومن بينها تعطيل أي جلسة قد يُشتمّ منها بأن "بوانتاجها" قد يؤّمن حصول مرشحه الثابت والوحيد على أصوات أكثر من نصف أعضاء المجلس النيابي.
ولذلك، فإن هذا الحوار الثنائي، وبمباركة غير ظاهرة من مهندس تدوير الزوايا، لن يطول كثيرًا، وبالتالي فإن "حزب الله"، ومعه الرئيس بري، الذي أدخله نصرالله إلى دائرة النقاش والتشاور، لن يقع في أفخاخ "الحبيب" الذي يعرف مكانته فيسمح لنفسه بأن يتدّلل أكثر مما يسمح به الوقت، الذي يسير بسرعة الصوت بالنسبة إلى "حارة حريك"، التي تعتبر أن عامل الوقت لا يعمل لمصلحتها، خصوصًا أن أقطاب المعارضة يستعملون ضدها سلاحًا بدأ يلقى قبولًا لدى أكثر البيئات المسيحة وغير المسيحية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3000 مرة
اتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3,000 مرة، مؤكدًا أنها لم تلتزم بالاتفاق ولم توقف عدوانها على لبنان.
وفي تصريحاته التي ألقاها أمس الاثنين، شدد الشيخ قاسم على أن “المقاومة التزمت بوقف إطلاق النار في جنوب نهر الليطاني، مما سمح للجيش اللبناني بنشر قواته لتكون القوة الوحيدة المسؤولة عن حفظ الأمن هناك”.
كما أكد أن “المقاومة منعت إسرائيل منذ عام 1982 من تقسيم لبنان أو فرض اتفاق مذل عليه”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل بقيت محصورة في مناطق محدودة ولم تتمكن من التوسع داخل لبنان بفضل المقاومة”.
وأضاف الشيخ قاسم أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة كانت السبب في انتصار لبنان أمام الاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق، شدد على ضرورة أن تتحرك الدولة اللبنانية بشكل أكثر فاعلية لمواجهة الخروقات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن “إسرائيل كانت ستتمكن من ضم أراضٍ لبنانية تدريجيًا لولا المقاومة”.
كما أضاف أن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لم يتمكن من القضاء على المقاومة في غزة رغم مرور أكثر من عام على الحرب، مؤكدًا أن “من المستحيل أن يسلب نتنياهو الفلسطينيين أرضهم حتى إن استمر في منصبه حتى نهاية ولايته”.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد أكثر من عام من فتح “حزب الله” لجبهة دعم قطاع غزة.
هذا ومنذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” في نوفمبر 2024، استمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية على لبنان، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا. وفقاً للتقارير، لقي أكثر من 200 مدني لبناني مصرعهم جراء القصف الإسرائيلي، بينما أصيب مئات آخرون بجروح.
وتركزت الهجمات بشكل خاص على المناطق الجنوبية وشرق لبنان، ما أدى إلى تدمير العديد من المنازل والمرافق الحيوية، كما شهدت المناطق المتضررة تزايداً في عدد المهجرين داخلياً بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية.