من حفرةِ البشيرِ إلى «دحديرةِ» البرهان

النور حمد

لقد كانت فترة حكم الكيزان للبلاد شرًّا كلها، من أوَّلِها إلى آخرها. وقد بلغت من الشر مبلغًا فاق تصوٌّرَ كلِّ متصوِّر، خاصةً في السنوات الست الأخيرة، التي أعقبت ثورة 19 ديسمبر 2018. لقد عرفنا عمليًّا عن الرئيس المخلوع عمر البشير كل الصفات الذميمة التي يمكن أن تجتمع في رئيسٍ لبلادٍ ما.

فقد كان البشير فارغ العقل، خاويَ القلب، مُعتم الروح، ميت الضمير، خَرِب الوجدان. وقد اتسم إلى جانب ذلك، بخساسة الغدر وقلة الوفاء. وهما خُلَّتان ذميمتان طال بهما حتى أستاذه ومرشده في التنظيم الكيزاني. كما طالت العديد من رفاقه في الحركة وفي منظومة الحكم. فقد لعب بهم البشير أيَّما لعب؛ تعيينًا، ثم إبعادًا، ثم إعادة تعيينٍ من جديد. فكانوا يُغادرون المناصب، وهم مُنكَّسي الرؤوس، ويعودون إليها، مرة أخرى، بأوامر منه، وهم منكَّسي الرؤوس. وما أكثر ما استذلت السلطة والمال أعناق الرجال ونكست رؤوسهم وحَنَت قاماتهم وأذلَّت هاماتِهم وجعلت منهم هياكل بشريةٍ جوفاء؛ بلا روحٍ وبلا شرفٍ وبلا ضمير.

لم ير السودان حاكمًا مهمِلاً لا يكترث بأي شيء مثل عمر البشير. لم يكن يهتم لشيءً إطلاقًا سوى البقاء في كرسي الحكم، لا ليفعل شيئًا ينفع البلاد والعباد، وإنما ليستلذ بالسلطة وبجمع المال وبإرضاء الأقارب والمحاسيب وبنشر الفساد وتمكينه من جسد الدولة. يجري منه ذلك، أثناء جلسات الأمسيات في مجمع كافوري، وسط أهله وزائريه المعتادين من بطانته، ليشرب الشاي باللبن مع اللقيمات ويثرثر مع خاصته باحثًا عن آخر النكات وغيرها من سفساف الأمور وتافهها. وحين يشبع من هذه الغثاثات ينصرف إلى ارتجال القرارات التي نتجت عنها سرقة كل ما تملكه الدولة، بل سرقة الدولة برمتها. فأصبحت هناك دولة البشير وبطانته ومن يحرسونه؛ كمليشيا الجيش ومنظومة الأمن والشرطة وغيرها من قوى التأمين المجرمة. وهناك، من الناحية الأخرى، دولة الشعب السوداني، التي أضحت قوقعةً منخورةً، غارقةً في الفقر المدقع، وفي قلة الحيلة، وفي العزلة المطبقة، وفي الاشتهار بالتخلف والعجز، وفي انغلاق الأفق.

وما أن خرجنا من كابوس البشير الطويل، حتى أمسك بتلابيبنا كابوسٌ آخرٌ، هو بكل المقاييس، أسوأُ واقبحُ وأنكأُ من كابوس البشير ورهطه. فحين عجزت قوى الثورة من أن تخلف البشير خلافةً كاملةَ الأركان، على دست الحكم، بسبب قلة خبرة من تصدُّوا لقيادتها، وبسبب ميلهم للمساومات الفجة، وابتعادهم عن جمهور الثورة، خلا الميدان لكي يخلف البشير من هو أسوأ منه، ألف مرة. فنتيجةً لحالة عجز الثورة عن ملء الفراغ الذي خلقته مختلف الأسباب والظروف، لم يكن هناك مناصًا من أن يخلف البشير، من هو أسوأ، وأقل كفاءةً منه. وهكذا وصل عبد الفتاح البرهان إلى دست الحكم، بلا فكرة، وبلا رؤية، وبلا مشروع. وصل فقط، بشهوةٍ عارمةٍ للسلطة والثروة، فاقت شهوة البشير آلاف المرات. بل، ومع لامبالاة بأحوال الناس، بل وبأرواحهم ودمائهم، فاقت ما لدى البشير أضعافًا مضاعفة. وها هي الحرب تقف شاهدا على ذلك. وكما قال زهير في معلقته واصفا الحرب بأنها: “إلّا مَا علمتمْ وَذُقتُمُ …. وَما هوَ عَنها بالْحَديثِ الْمُرَجَّمِ”، تؤكد لا مبالاة الفريق البرهان بالبلاد وبالعباد وبمقدار الجوع والتشرد والخراب الذي يحدث لكي يبقى هو في للسلطة ينقب عن الذهب ويقوم بتهريبه. ويستمر في قتل الناس، صباحزمساء.

لم يتخبط حاكمٌ قط، مدفوعًا بسببٍ منحصرٍ في شهوتي السلطة والثروة، في كامل التاريخ السوداني، كما تخبَّط هذا الشخص ذو التركيبة النفسية المعقدة، بالغة الغرابة، المُسمَّى: عبد الفتاح البرهان. ولم يسرف حاكمٌ قط، في الولوغ في دماء السودانيين الأبرياء كما فعل هذ الرجل. ولإنعاش ذاكرة أصحاب الذاكرة القصيرة والانتقائية، أجد من الضروري إعادة القول عن مجزرة فض اعتصام القيادة، التي جرى فيها قتل الشبان بوحشية بالغة وبتشفٍّ. وجرى فيها اغتصاب البنات في مسجد جامعة الخرطوم. كما جرى فيها رمي الأحياء من الشباب في النيل وأرجلهم مربوطة على أثقال خرسانية. ولا بد، أيضًا، من التذكير بقنص الشبان والشابات المتظاهرين السلميين، على مدى شهورٍ طويلة، عقب انقلابه.على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021. مستخدما في ذلك بنادق القنص ذات المنظار، بالغة الدقة، من على أسطح البنايات العالية، حتى تجاوزت أعداد من جرى إحصاؤهم من شبان وشابات، قرابة 130 فرد. وقد كان القناصون يتعمَّدون أصابة المتظاهرين في الرؤوس والصدور، إضافةً إلى الدهس المتكرر للمتظاهرين بسيارات القوى الأمنية. وحين لم يؤتِ كل ذلك أُكلَه، وأوشك الاتفاق الإطاري أن يمنع البرهان وكيزانه التحكم في الفترة الانتقالية القادمة، مثلما فعلوا عقب الوثيقة الدستورية، أشعل البرهان هذه الحرب اللعينة التي لم يشعل مثلها، قط، حاكمٌ ضد شعبه مهما كانت درجته من الجنون أو اللامبالاة.

 

والآن، فإن طائرات الأنتونوف تلقي، بأوامر البرهان، البراميل المتفجرة، وبصورةٍ يوميةٍ، هادمةً البيوت على رؤوس المواطنين الأبرياء؛ في الخرطوم، وفي الجزيرة، وفي النيل الأزرق، وفي كردفان، وفي دارفور. كما يواصل البرهان تكوين الميليشيات القبلية ويزكي نيران الكراهية العرقية لينتصر في حربه هذه، التي توشك أن تنهي عامها الثاني. بل، إن بعض الميليشيات التي يصل عددها قرابة العشر في شرق السودان وحده، يُجري تدريبها داخل الأراضي الإريترية. وقد حدث قبل بضعة أيامٍ احتكاكٌ بين ما تسمى “حركة تحرير شرق السودان” وبين الجيش، الذي قالت إنه حاول منع الآلاف من جنودها دخول البلاد بعد أن شاركوا في احتفالاتٍ جرت في دولة إريتريا! وقبل ذلك بشهر، كانت ميليشيا “الأورطة الشرقية” التي يقودها الأمين داؤود قد عبرت الحدود عائدةً من إريتريا بعد اكتمال تدريبها هناك، لتنضم إلى جبهة الفاو في البطانة، التي يقال إن الإعداد يجري فيها الآن للتوجه نحو الجزيرة لتحريرها، كما تزعم منصات جيش الكيزان.

 

من ناحيةٍ أخرى، ارتجل البرهان إجراءات بالغة الخطورة، حيث أمر بطباعة عملةٍ جديدةٍ ليست مبرئة للذمة وليس للمواطنين أي طريقة للحصول عليها في كامل وسط وغرب البلاد وجنوبها الجديد. كما قرر حرمان ثلثي سكان البلاد من استخراج الوثائق الثبوتية. كما وافق على إجراء امتحانات الشهادة في شمال وشرق البلاد، وحرمان ثلثي الطلاب من الجلوس لها. يُضاف إلى ذلك، القيام بتعتيم الاتصالات في كامل ثلثي البلاد، ومنع وصول الإغاثة إلى خارج مناطق سيطرته. بكل هذا وغيره، مع رفضه المستمر للتفاوض ولإيقاف الحرب والإصرار على الاستمرار في التجييش القبلي، يسوق البرهان البلاد، وبسرعة، إلى ما هو أسوأ مما هي فيه الآن. بل هو يسعى إلى تقسيم البلاد، وقد شرع في ذلك عمليًا، تسنده في مخطط التخلي عن غرب البلاد وجنوبها المخابرات المصرية. لقد سنحت الآن لمصر الفرصة التي طالما حلمت بها وظلت تعمل لها منذ إخراج الثورة المهدية قواتها الاستعمارية الخديوية من السودان، في نهايات القرن التاسع عشر.

 

نحن الآن في منعطفً تاريخي بالغ الحرج والخطورة، لم يسبق أن مرت به البلاد، منذ الاستقلال. وقد أحدث إعلام الحرب التضليلي منذ بداية هذه الحرب، ضبابًا كثيفًا مانعًا للرؤية. وهو ضبابٌ طال تأثيره عددًا من كبار المثقفين. خطة البرهان هي أن يبقى في السلطة، مستندًا على الانبطاح الكامل لمصر، وبيع البلاد ومقدراتها لها. وهو أمرٌ أنجز فيه الكثير منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021. أما الكيزان فإنهم يسيرون خلف البرهان الآن، مؤقتا، لكي يعينهم على استعادة سلطتهم واجتثاث الثورة وقواها الحية اجتثاثًا تامًّا. عقب ذلك، سيتفرغون للتخلص منه لمعرفتهم بهوسه بالسلطة، الذي يبلغ حد الجنون. فعلى كل وطنيٍّ مبصرٍ غيور، أن يعرف بدقةٍ، الآن، أين يضع نفسه، في هذه الاصطفافات الراهنة، شديدة الالتباس، شديدة الخطر. إذ لم تعد هناك أي مساحة لمسك العصا من المنتصف. فأي وقوفٍ على الحياد الآن معتمدا على زخرف القول وهلام الشعارات، يعني، بالضرورة، اصطفافًا مع البرهان وقبيله، كما يعني انزلاق البلاد نحو الهاوية الأخيرة التي لا صعود منها.

الوسومالبرهان البشير النور حمد حفرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان البشير النور حمد حفرة

إقرأ أيضاً:

الحكومات الناجحة

 

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

 

الحكومات الناجحة لا تقتصر جهودها على تشييد المباني الإدارية والتجارية والصناعية، ولا على تزيين الطرقات بالأشجار الباسقة، واللافتات الإعلانية الواضحة، وهي لا تكتفي بالشعارات الرنانة في الإعلام ووسائل التواصل؛ بل تضع احتياجات مواطنيها فوق كل اعتبار، والحكومة الناجحة يجب أن تشرك المواطن في برامجها؛ فهو حجر الأساس في بناء الوطن وصناعة القرار.

وهي من يجب أن يُدير موارد البلاد بعقول نزيهة وقلوب مخلصة، فتؤدي واجباتها بروح من النزاهة والوفاء والإخلاص، وتسعى جاهدة لترسيخ العدل، واعتماد الكفاءات بعيدًا عن المحسوبيات والمُحاباة، لذا ينبغي أن تتسلح بمبادئها وقيمها الإنسانية الموروثة والأصيلة، ويجب أن يراها الجميع مستمعة لمواطنيها بإنصات، وشعور عميق بالمسؤولية قبل إصدار أي قرار يعلن على رؤوس الأشهاد.

الحكومة الناجحة يجب أن تراقب عن كثب احتياجات الناس لتلبيتها، حتى ترفع بذلك همومهم، وتخفف آلامهم وأحزانهم، وإذا فشلت؛ لا يجب أن تُبرر فشلها للجميع؛ بل تعترف وتصلح وتنظم وتسعى وتجتهد لتنهض من جديد من أجل خدمة مواطنيها.

وعندما يحظى المواطن بحكومة ناجحة، سيشعر حتمًا بأن صوته أصبح مسموعًا، وحقه بات محفوظًا، وطريقه نحو المستقبل يسير نحو حياة أفضل وأجمل، وبالتالي لن يضطر المرضى في وجودها للانتظار طويلًا؛ بل سيستمتعون بخدمات سريعة، ولن يُهمَّش المبدعون والمعلمون والمهندسون والمفكرون؛ بل سيكون لكل منهم شأن عظيم يجعلهم يفخرون ويفاخرون بوطنهم وقادتهم وحكومتهم الناجحة.

إنَّ المتأمل في التاريخ الإسلامي يجده يخبرنا عن حكومات ناجحة أدت ما عليها من مسؤوليات عظيمة تجاه مواطنيها، لذا ينبغي اتخاذ تلك الحكومات قدوة حسنة لصناعة الحكومات النزيهة والعادلة في العالم، ومن أعظم تلك الحكومات الناجحة والمتألقة حكومة خليفة المُسلمين العادل الإمام علي بن أبي طالب، والتي كانت تعد من أنجح الحكومات الإسلامية في التاريخ البشري، كما اعترف لها بذلك حتى من خالفه في الرأي والموقف والدين والمعتقد؛ حيث قامت حكومته على مبدأ العدل والحق والمساواة بين الناس، وتميزت بمميزات فريدة وواعية رغم التحديات والصعوبات الكثيرة التي واجهتها.

لقد تميَّز حكم خليفة المسلمين علي بن أبي طالب بالعدل بين النَّاس؛ حيث كان العدل من أهم الركائز الأساسية في إدارته وحكومته، كما يروى عنه قوله: "اَلْعَدْلُ يَضَعُ اَلْأُمُورَ مَوَاضِعَهَا" في كتاب "نهج البلاغة"، فقد كان لا يُفرِّق بين القريب والبعيد، وبين الأبيض والأسود، وهو من كان يقول لقائد جيشه مالك الأشتر "وَلْيَكُنْ أَحَبُّ اَلْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطَهَا فِي اَلْحَقِّ، وَأَعَمَّهَا فِي اَلْعَدْلِ، وَأَجْمَعَهَا لِرِضَى اَلرَّعِيَّةِ."

ومن أجل إعداد الحكومات الناجحة التي تؤمن بالسعادة لشعوبها لابد من توفير الرؤية الواضحة، وإعداد الكفاءات الوطنية المناسبة، التي تقوم على مبدأ الشفافية والمشاركة المجتمعية، وهنا نذكر أهم ما ينبغي توفره في صناعة الحكومات الناجحة وهي كالآتي:

أولًا: القيادة الحكيمة التي تضع المصلحة العامة فوق مصالحها الشخصية، بل وتملك القدرة الكافية على اتخاذ القرارات المناسبة في صالح الشأن العام. ثانيًا: إعداد وبناء المؤسسات القوية والمستقلة والفاعلة في البلاد بحيث تعتمد على الكفاءات الوطنية، والابتعاد عن المحسوبيات بحيث تكون قادرة على مراقبة الأداء في الحكومة وخارجها. ثالثًا: احترام القانون، والحث على تطبيقه، والعمل به من قبل الجميع، والحد من الفساد، فلا يمكن للحكومات أن تكون ناجحة إذا استحوذ الفساد في أروقتها. لا استثمار التعليم، وهو من أفضل ما ينبغي التركيز عليه في الحياة الاجتماعية والأسرية، لما له من أهمية بالغة في خدمة البشرية جمعاء. خامسًا: الانصات والاستماع للناس، وذلك من خلال التفاعل الحكومي الجاد مع ما يحتاج إليه المواطن ومشاركته في صناعة القرار. سادسًا: توفير فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة، والقضاء على البطالة، وإدارة البلاد بالشكل المتوازن والمستدام. سابعًا: الاستقرار السياسي في البلاد وهو توفير المناخ المستقر والمشجع لجذب المستثمرين الحقيقيين، مما يزيد في ازدهار التجارة الوطنية ويرفع من معدلات الإنتاج المحلي.

إنَّ العالم العربي والإسلامي اليوم بحاجة إلى صناعة دول ناجحة على غرار تلك الدول التي اجتهدت فنجحت ووصلت إلى أهدافها المنشودة، ومنها على سبيل المثال سنغافورة التي عرفت بكفاءتها الاقتصادية والإدارية، أو النرويج والدنمارك اللتان عرفتا بنظام الرفاه الاجتماعي في المجتمع، أو كندا وألمانيا اللتان تقدمان الخدمات بكفاءة عالية لمواطنيهما.

وأخيرًا.. إنَّ تشكيل الحكومات الناجحة لا يتحقق إلّا من خلال المسؤول الناجح، الذي لا يرى من كرسيه ومنصبه كسُلطة؛ بل مسؤولية عظيمة، وخدمة جليلة يجب أن يُقدِّمها كتكليف شرعي واجتماعي وليس مجرد تشريف.

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دفنوه في حفرة 9 أمتار.. نيابة بسيون تنتدب لجنة من الآثار لفحص المنزل
  • الحكومات الناجحة
  • ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!
  • مدير قوات الشرطة يعرض على البرهان خطة طوارئ كبرى لبسط الأمن
  • ???? مصير حميدتي
  • البرهان ومدير الشرطة: وضع خطة لتأمين المدن
  • من يقولون أن علي كرتي هو المتحكم في البرهان
  • العدوان على السودان .. الشعب سينتصر
  • حقيقة اجتماع القيادة النووية.. ووزير خارجية باكستان: الكرة الآن في ملعب الهند
  • لماذا يترك البرهان منصب رئيس الوزراء في السودان شاغرا؟