بوابة الوفد:
2025-06-30@12:01:10 GMT

غزة المنسيِّة

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

مع بداية عام جديد، يستعد فيه العالم للاحتفالات بميلاد السيد المسيح الذى كان داعية للسلام والمحبة على الأرض، أسمع صرخات أطفال ونساء غزة التى لا تزال مستمرة منذ أكثر من عام وسط صمت دولى فاضح لن يغفره التاريخ.

ورغم المآسى والدمار والخراب الذى لحق بالقطاع المنكوب، بل بفلسطين كلها، لم يتحرك أحد لإنقاذ ما تبقى، وكأن تل أبيب لن تتوقف عن القتل والدمار، إلا بعد الخلاص من الفلسطينيين تمامًا ومحو قضيتهم نهائيًا.

ومن المحزن أن العالم نسى القضية الفلسطينية رغم أفعال إسرائيل الإجرامية المستمرة ليل نهار، وتوجهت الكاميرات إلى سوريا لمتابعة ورصد فرح الشعب السورى بالحرية، وتركت الإبادة الجماعية للأبرياء فى غزة، وكأنها تعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بأن تمضى فى طريق إنهاء وجود الفلسطينيين فى أرضهم المحتلة فى أسرع وقت ممكن عبر التجويع والقتل والتهجير القسرى، فى مشهد مؤسف لم تشهده الإنسانية من قبل.

ولنا فى مأساة الدكتور حسام أبوصفية أكبر دليل على وحشية الكيان الصهيونى وجيشه، لقد صمد هذا الطبيب داخل مستشفاه فى شمال القطاع شهورًا طويلة لمعالجة الجرحى وسط ظروف صعبة وإمكانيات طبية معدومة، لم يخف ولم يستسلم رغم الاعتداءات المتكررة، بل استمر فى تأدية واجبه إلى أن قصفت قوات الاحتلال المستشفى منذ أيام على رؤوس المرضى والطاقم الطبى، وأجبرتهم على النزوح فى مشهد يندى له جبين كل إنسان حر. 

ورغم إخراج الطاقم الطبى بالقوة كان «أبوصفية» يطمئن على سلامة مرضاه، وكان آخر من خرج لتسليم نفسه لقوات الاحتلال، حتى وصف البعض صورته وهو متجه وسط الخراب إلى دبابة إسرائيلية لاعتقاله، بأنه وحيد كغزة.

ظهر الرجل بمعطفه الأبيض شامخًا فى الصورة، إلا أنه اختفى ولم يعرف عنه أحد شيئًا إلى الآن وسط أنباء عن تعذيبه بطريقة وحشية كالضرب بكابلات الكهرباء، وكالعادة تجاهل الاحتلال مناشدة «منظمة العفو الدولية» التى وصفت الدكتور «أبوصفية» بأنه كان صوت القطاع الصحى المتضرر، وعمل فى ظروف غير إنسانية حتى بعد استشهاد ابنه، وطالبت بضرورة الإفراج الفورى عنه.

لقد فشلت المؤسسات الدولية والمساعى الدبلوماسية ووفود المفاوضات فى كبح جماح هذا الكيان المسعور الذى يبيد البشر والحجر تحت سمع وبصر العالم منذ نحو ١٥ شهرًا متواصلة حتى تحولت غزة إلى كوم تراب، وفقدت عشرات الآلاف من الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء. 

إننى أتطلع مع بداية عام جديد إلى أن تنتهى فورًا هذه الصفحة السوداء فى التاريخ الإنسانى، لأن هذه المجزرة التى تحدث فى غزة وسط التواطؤ والصمت ستظل عارًا يلاحق العالم عقوداً طويلة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية غزة المنسي ة عاطف خليل ة للسلام والمحبة اسمع

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يقر بمصرع جندي شمال غزة

صراحة نيوز – أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بمصرع الرقيب يسرائيل ناتان روزنفيلد (20 عاماً)، أحد عناصر كتيبة الهندسة القتالية 601، خلال مواجهات وقعت شمال قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • التقاعد النرويجي يقاطع عدة شركات بعد تورطها بتوريد الأسلحة لـإسرائيل
  • جرائم الاحتلال بحق الباحثين عن الطعام في غزة!
  • الاحتلال يعترف بمصرع جندي في غزة
  • الأردن ينسحب من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكأس العالم لكرة السلة.. وإشادات
  • جيش الاحتلال يقر بمصرع جندي شمال غزة
  • أردنيا وعربيا .. تفاعل ودعم وإشادة واسعة بقرار الاتحاد الأردني لكرة السلة
  • أخبار العالم | ترامب يضغط لوقف حرب غزة.. وجيش الاحتلال يقترب من إتمام عملياته البرية.. وجروسي يحذّر: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم خلال أشهر
  • العدالة والتنمية يحذر من مديونية كأس العالم ويجدد رفض التطبيع مع الاحتلال
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين بشدة استهداف المدنيين في غزة واعتداءات المستوطنين الهمجية برام الله
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف المتواصل ضد المدنيين في غزة والاعتداءات التي شنها مستوطنون على قرية كَفَر مالك