العلاج بالكتابة.. رسائل خاصة إلى الذات في مواجهة الأزمات النفسية
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
عندما يُستخدم العلاج بالكتابة بشكل صحيح، يمكن أن يصبح أداة فعالة في العلاج النفسي والمساعدة الذاتية، ولكن لمن يُناسب هذا النوع من العلاج وكيف يمكن البدء به؟
لا يتطلب هذا العلاج تكلفة كبيرة أو وقتا طويلا، وفي الوقت نفسه يمنح نتائج سريعة، ويمكن ممارسته في أي مكان، وقد يُحسّن الصحة النفسية.
يُقال إن العلاج بالكتابة، المعروف أيضا باسم "علاج اليوميات" أو "الكتابة العلاجية"، يساعد الناس على الوصول إلى زوايا خفية في اللاوعي من شخصياتهم يصعب التعامل معها.
تقول الدكتورة أداك بيرمورادي، أخصائية التحليل النفسي والطب النفسي الجسدي في مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين: "إنه بداية عملية تنتهي بمعرفتك لنفسك بشكل أفضل".
تضيف بيرمورادي، قد تؤدي هذه العملية إلى إدراك مؤلم: "لدينا جميعا جوانب من أنفسنا لا نشعر بأنها إيجابية، أو ربما تزعجنا".
لمن يُناسب العلاج بالكتابة؟وفقا لدوريس هونيغ، معالجة معتمدة بالكتابة، يمكن أن يكون العلاج مفيدا لأي شخص يبحث عن رؤية أوضح لنفسه. ويمكن أن يساعد الأشخاص في أزمات منتصف العمر، أو من تم تشخيصهم بمرض، أو فقدوا شخصا عزيزا.
توضح بيرمورادي أن "العلاج يناسب الأشخاص الذين يستمتعون بالتعبير عن أنفسهم، ويحبون اللغة، ولا يجدون الكتابة اليدوية صعبة". ومع ذلك، يجب أن يتم العلاج دائما تحت إشراف دقيق، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شديدة مثل اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يتطلب الأمر دعما نفسيا متوازيا مع العلاج الكتابي.
إعلانوتشير بيرمورادي إلى أن الكتابة العلاجية تعد وسيلة فعالة للتعامل مع الاكتئاب، كما أنها تستخدم كوسيلة مرافقة لعلاج السرطان.
كل ما تحتاجه هو ورقة وقلم. تنصح هونيغ باستخدام الكتابة اليدوية، مشيرةً إلى أنها "عادة ما تكون أبطأ من الطباعة، مما يمنح العقل الباطن وقتا للعمل". وتضيف أن الكتابة اليدوية تجنبك الإغراء لتعديل النص أو إنتاج نص نهائي.
وعلى الرغم من الدراسات حول هذا الموضوع، لا يزال سبب فعالية العلاج بالكتابة غير واضح تماما. وتستند جذوره إلى "الكتابة التعبيرية"، وهو نوع من العلاج طوّره بشكل رئيسي البروفيسور جيمس دبليو بينيبكر، أستاذ علم النفس الفخري بجامعة تكساس في أوستن.
اكتشف بينيبكر أن الكتابة عن التجارب المؤلمة تساعد في التعامل معها، وتقوي جهاز المناعة، وتجعل الكاتب أكثر استرخاء وتفاؤلا وهدوءا.
طرق العلاج بالكتابةمن أنواع العلاج الكتابي الكتابة الحرة، وأخرى أكثر تنظيما وتتناول مواضيع محددة. وفي الكتابة الحرة، يبدأ الشخص بما يدور في ذهنه ويكتب أي شيء يخطر بباله. وقد تكون رسالة لا تُرسل أبدا، إلى شخص متوفى، أو شخص متشاجر معه، أو حتى إلى نفسه.
طريقة أخرى هي كتابة كلمة معينة مثل "غضب" في وسط الورقة، ثم كتابة الكلمات المرتبطة بها حولها.
ومهما كانت الطريقة، تنصح هونيغ بعدم الحكم على ما يُكتب أو تصحيحه، وعدم القلق بشأن القواعد والإملاء. كما تشدد على ضرورة الكتابة لمدة لا تقل عن 10 دقائق، حتى تتجاوز النقطة التي يعتقد فيها الكاتب أنه لا يوجد شيء إضافي ليكتبه.
إنشاء روتين وأجواء مناسبةقد يكون من المفيد جعل الكتابة جزءا من الروتين اليومي، كأن تُخصص لها 10 دقائق في الصباح أو المساء. تشير هونيغ إلى أن الكتابة المنتظمة تجعل العملية أسهل.
إعلانوتقترح بيرمورادي أيضا توفير بيئة مناسبة للكتابة، مثل اختيار مكان هادئ، وإطفاء الهاتف، وإعداد كوب شاي أو إشعال شمعة.
وتوضح بيرمورادي أن العلاج بالكتابة ليس بغرض تحسين الذات بقدر ما هو بغرض فهم أفضل لنفسك، واستخدام هذا الفهم للتعرف على احتياجاتك وتلبيتها بشكل أفضل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الکتابة الیدویة أن الکتابة
إقرأ أيضاً:
حركة العدل والمساواة السودانية تنعي رائد الكتابة باللغات الافريقية الكاتب والمفكر الكيني نقوقي واثينقو
“إن استعمار العقل هو أخطر أشكال الاستعمار، لأنه يجعل المضطَهَد يُشرعن اضطهاده بنفسه”نقوقي واثينقوتتقدم حركة العدل والمساواة السودانية، بالتعازي الحارة الي شعوب القارة الافريقية، والعالم أجمع، في رحيل الروائي الكيني الكبير والمفكر الثوري، نقوقي واثينقو (Ngũgĩ wa Thiong’o)، الذي ترجل عن صهوة الإبداع يوم الاربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥، بعد عمر حافل بالنضالات والكلمة الحرة والمواقف الصلبة ضد الاستعمار باشكاله المختلفة والدفاع المستميت عن قضايا الحرية والهوية والعدالة للقارة الافريقية ولشعوبها.لقد كان الراحل الكبير صوتاً أفريقياً عظيماً في فضاءات الرواية الافريقية، اذ بزغ نجمه في الكتابة باللغة الانجليزية، قبل ان يتحول الي الكتابة بلغة الكيكيو الافريقية، حيث عمل الفقيد علي تنزيل افكار مدرسة البان افريكانيزم، في انه لا حرية ولا تحرر لشعوب وامم افريقيا، الا بالتحرر من الاستعمار الفكري، الذي غرسته الانظمة الاستعمارية في اذهان الافارقة، عبر المدارس والمعاهد والجامعات الافريقية، وغيرها من وسائل الغزو الثقافي- الفكري. وطريق التحرر هذا لن يكون الا بالعودة الي استخدام اللغات الافريقية في هذه المؤسسات التعليمية وفي الحياة الثقافية.ولذا اختار أن يكون ضميراً للشعوب لا صديً للمؤسسات والمعاهد، فحمل قضايا أمته إلى العالمية، وبنى بكتاباته جسوراً بين الفكر والتحرر، بين الرواية والمقاومة، بين الكلمة والموقف.مضى نقوقي، لكن أثره سيظل باقيا في الذاكرة الأدبية والضمير الإنساني، وسيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال المقبلة من المبدعين والمثقفين، الذين يؤمنون أن للأدب دوراً جوهرياً في التغيير وصناعة المستقبل. ولاجيال افريقيا الناشئة، التي تؤمن بان الاستعمار الذي اُخرج من الباب، بفضل نضالات رواد حركات التحرر الافريقي، قد عاد من الشباك، بما اسماه رئيس غانا الأسبق كوامي نكروما بالامبريالية الجديدة.. وبالتالي يجب ان يستمر النضال والكفاح، ضد أشكاله المتحورة المتعددة الجديدة، والتي منها الغزو الثقافي، وحروب الوكالة، التي تدور اليوم في أكثر من دولة أفريقية، وما نموذج حرب السودان ببعيد.رحل نقوقي بعدما وضع بصمته كرائد لاستخدام اللغات الافريقية في الآداب والفنون والتعليم.. رحل الرجل العظيم (موزي)، بعدما غرس قلمه عميقاً في تربة افريقيا البكر دائماً.. ثمار ما عاش ومات من أجله، بدأت تثمر اشجاراً هناك وهناك.. ويوماً ما ستكون لكل افريقيا ادبها وابداعها الذي تكتبه بلغاتها الأصلية.. حينها يمكن للافارقة ان يروا انفسهم من خلال لغاتهم، لا من خلال لغات المستعمر الغربي.. حينها فقط، يكون قد اكتمل مشروع التحرير الفكري والثقافي لافريقيا، مثلما كتب عن ذلك يوماً نقوقي نفسه حين قال:-“عندما تعلمني لغةً ما، فإنك تضعني داخل صندوقها الفكري. ولكن عندما تعلمني لغتي، فإنك تطلقني في عالمي.”محمدين محمد اسحقامين الشؤون الثقافية لحركة العدل والمساواة السودانيةالخميس ٢٩ مايو ٢٠٢٥ إنضم لقناة النيلين على واتساب