تحت القنابل وأزيز الرصاص.. هذا هو الواقع الصحي بالسودان
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
نقدم في "الجزيرة صحة" تغطية معمقة حول الواقع الصحي في السودان، وذلك في ظل الحرب التي يعيشها البلد، والتي أدت إلى نزوح الملايين، وحدوث دمار غير مسبوق للمستشفيات والمنشآت الصحية، نتيجة استهدافها.
وقد عمل على التغطية شبكة مراسلينا في السودان، وفريق "غرفة أخبار الصحة" في الدوحة، وشملت تقارير ميدانية ومقالات وشهادات من ضحايا هذه الحرب.
وتوصلنا في هذه التغطية إلى معطيات متعددة تشير إلى استهداف قوات الدعم السريع للمنشآت الصحية في السودان. كما حصلنا على شهادات تتحدث عن ممارسة قوات الدعم السريع، للترهيب والتعذيب، اقتحام البيوت ليلا لاغتصاب النساء، وهو أمر له "أثر كبير على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة خاصة إذا لم تكن هناك تدخلات علاجية بعد تعرض المرأة للاعتداء والاسترقاق الجنسي، مما يجعلهن عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، وتعرض الصحة الإنجابية لخطر كبير" وفقا لسليمى إسحق مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة.
ووثقنا في تغطيتنا تعرّض السودانيين لصدمات نفسية قاسية جراء الحرب ومواجهتهم الانتهاكات التي صاحبت القتال، لكنها تشير إلى أن الأثر الأكبر كان على الأطفال، خاصة الذين فقدوا أسرهم أو شهدوا بأعينهم أحداثا عنيفة أو تعرضوا للعنف الجسدي أو اللفظي.
ووجدنا أن أمراض السرطان والسكري والكلى والقلب تمثل أكثر الأمراض المزمنة تفشيا في السودان، ويعاني منها بشكل أكبر كبار السن الذين يجدون صعوبة في التنقل من مكان لآخر، فيكون مصيرهم الموت البطيء، لا سيما في ظل دمار 80% من المؤسسات الصحية في جراء القتال.
إعلانوشملت تغطيتنا واقع اللاجئين السودانيين، الذين يعيشون عددا من التحديات خلال طريقهم للبحث عن الحماية، مما يضعهم أحيانا في مواقف محفوفة بالمخاطر، وينفصل عدد من الأطفال عن ذويهم خلال رحلة اللجوء ويصلون وهم في أمس الحاجة إلى الدعم الطبي والنفسي، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وكان وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم -في تصريحات نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024- قد ذكر أن المواجهات المستمرة منذ قرابة 20 شهرا، بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في انهيار النظام الصحي بالبلاد.
ونضع هذه التغطية المعمقة بين يدي القراء:السودان.. نظام رعاية صحية يئن تحت الحرب
اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود
حرب السودان.. آلام النساء معاناة صامتة
أطفال في خضم حرب السودان.. الموت جوعا وتحت القصف
بين الخوف والنزوح والموت.. قصص مأساوية لأصحاب الأمراض المزمنة في السودان
وزير الصحة السوداني: الاشتباكات أدت إلى انهيار النظام الصحي
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی السودان
إقرأ أيضاً:
عاصفة من الجدل بالسودان بعد تسريبات كيكل عن حميدتي
الخرطوم- أثار حديث قائد قوات درع السودان اللواء أبو عاقلة محمد كيكل مع مجموعة من الإعلاميين عاصفة من الجدل، بعد أن كشف عن معلومات عدّها صحفيون سرية لارتباطها بقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ووضعه الصحي ودوره في المعارك.
وتزامن ذلك مع تسريبات متداولة عن جهود لإنعاش عملية السلام في البلاد، مما حمل على الاعتقاد أن إفادات كيكل محاولة لغسل حميدتي من جرائم قواته وتقديمه بوجه جديد في إطار تسوية محتملة.
وفي أحد الصالونات بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة، جلس كيكل إلى نخبة من رؤساء التحرير والكتاب مساء الأحد، وردَّ على تساؤلاتهم بعدما طرح عليهم معلومات للنشر، وأخرى طلب عدم نشرها بسبب حساسيتها، كما نقل أحد الحضور -فضل عدم الكشف عن هويته- للجزيرة نت.
حذر حميدتي ودموعهونشر من حضروا اللقاء أن كيكل رسم في بداية اللقاء صورة لسير العمليات العسكرية، قائلا "قريبا سنصل إلى منطقة إطلاق المسيرات في دارفور، والوضع العملياتي مطمئن جدا، والنصر في كردفان ودارفور بات قريبا".
وأوضح كيكل أن حميدتي كان موجودًا في الخرطوم حتى فبراير/شباط الماضي، وكان يستخدم نظام تشويش حوله يغطي دائرة 100 كيلومتر، وكان معه قوة حماية تتألف من 150 مركبة بها مدافع.
إعلانوكشف كيكل استخدام حميدتي لوسيلة تواصل عبارة عن هاتف رقمه من دولة عربية، ولديه جهاز بحجم كبير وتصميم مختلف استخدم حصريا لأغراض الاتصالات السرية، إذ كان حميدتي يصر على عدم التواصل إلا عبر هذا الهاتف الذي تخلَّص منه -حسب كيكل- بمجرد انضمامه إلى الجيش، لشكه القوي في احتوائه على جهاز تتبع.
وأكد كيكل أن جميع الاجتماعات مع حميدتي خلال الحرب كانت تُعقد ليلا فقط، بناء على تعليمات مباشرة منه، في خطوة تعكس حذرا شديدا كان يمارسه لتجنب الرصد والاستهداف.
وقال كيكل إن حميدتي لم يكن مجرد قائد رمزي، بل كان يتولى إدارة الحرب بنفسه، وكان يتصل به يوميا بمعدل يصل أحيانا إلى 15 مرة، كما كان يتابع الإمدادات العسكرية بشكل شخصي، من ذخيرة وسلاح ومركبات وحتى الزي العسكري.
ونفى كيكل المعلومات الرائجة عن إصابة حميدتي خلال المعارك، مؤكدا أنه لم يصب مطلقا، وعزا نحافته إلى التزامه بالصيام منذ اندلاع الحرب، فقد ظل مواظبا عليه من دون انقطاع، كما أنه يعاني من مرض باطني، وسافر أسبوعين خارج البلاد لتلقي العلاج.
وأشار اللواء، الذي انحاز للجيش السوداني في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى أن آخر جلسة عقدها مع حميدتي وجها لوجه كانت قبل انضمامه للجيش بـ12 يوما.
وعن الانتهاكات المرتبطة بقوات الدعم السريع، قال كيكل إنه عند مناقشة تلك القضايا أمامه كانت "دموع حميدتي تجري، لكنه كان يصمت دون أي تعليق".
إعادة تموضع
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم شقلاوي إن كيكل منشق عن تشكيل عسكري مثير للجدل، ويتحدث من موقع سياسي مضاد للدعم السريع، وذلك ما يجعله طرفا غير محايد، وقد يكون مدفوعا بحسابات شخصية أو داخلية، مما يوجب الحذر في التعامل مع إفاداته.
وأضاف شقلاوي للجزيرة نت أن تصوير حميدتي كقائد عسكري يتابع الإمداد والتموين بدقة، وفي الوقت ذاته كشخص عاطفي متأثر بالانتهاكات، يعدّ تناقضا يلمّح إلى محاولة تلميع صورته أو خلق تعاطف معه، وهو طرح غير مقنع عسكريا أو نفسيا بالنظر إلى الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
إعلانويعتقد المحلل السياسي أن رواية كيكل تميل إلى الإثارة والتشويق أكثر من التوثيق والانضباط العسكري، وهو أسلوب يضعف من قيمتها الاستخبارية، ويقربها من الخطاب السياسي أو التعبوي، حسب كلامه.
أما المحلل السياسي ومدير مركز أرتكل للإنتاج والتدريب الإعلامي عثمان فضل الله فيرى أن كيكل والصحفيين الذين التقوه قدموا صورة لحميدتي هدمت كل ما كان مساندي الجيش يحاولون بناءه طوال الحرب، كما نسف رواية إصابة قائد الدعم السريع.
غير أن رئيس تحرير موقع "مصادر" ووزير الإعلام السابق في ولاية النيل الأبيض عبد الماجد عبد الحميد الذي حضر اللقاء مع كيكل قال إن الجدل الذي رافق لقاءهم سببه أن معلومات كيكل عن حميدتي هزَّت مسلمات وصورة رسخت في ذهن كثير من الناس.
وأكد عبد الحميد للجزيرة نت أن اللقاء لم يكن مرتبا من أي جهة، وأن إفادات كيكل كانت ردا على أسئلتهم، وعدَّه "لقاء أكثر من عادي، تم تحميله أكثر مما يحتمل".
إنعاش للمفاوضاتوفي اتجاه آخر، يرى مراقبون أن نشر منصات ومواقع سودانية عن جهود دولية وإقليمية لإنعاش المفاوضات بين الحكومة السودانية والدعم السريع -تزامنا مع تصريح كيكل- يدفع إلى الاعتقاد بأن كيكل يحاول غسل قائده السابق "حميدتي" من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قواته، وتقديمه بوجه جديد تمهيدا لأي عملية سلام أو تسوية محتملة.
وكانت تلك المواقع ذكرت أن وفدين من الجيش وقوات الدعم السريع وصلا إلى مدينة شرم الشيخ المصرية للانخراط في مفاوضات جديدة، وربطت ذلك بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج.
ونسبت مواقع تواصل اجتماعي، ينشط فيها سودانيون، تصريحا إلى مستشارة مركز الأهرام للدراسات أماني الطويل أن الأوضاع في السودان ستذهب نحو التهدئة في الأيام القادمة.
غير أن الطويل أوضحت عبر صفحتها في فيسبوك أن ما نسب إليها غير دقيق، وأنها قالت إن المطلوب وساطة عربية للتهدئة في السودان، نافية علمها بوجود اتصالات أو مفاوضات بين أطراف النزاع.
إعلانكما نفت قوات الدعم السريع، في بيان لها، وجود أي مفاوضات سرية أو علنية مع الجيش. وأكد البيان أن ما يتم تداوله عن مفاوضات سرية لا أساس له من الصحة، وأنها ستواصل معركتها ضد ما وصفتهم "بالفلول والمتطرفين".