قلعة مطرح.. عبق الماضي التليد وإطلالة الحاضر الزاهر ومقصد سياحي فريد
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
ـ د. علي الريامي:
قلعة مطرح قبلة سياحية واعدة في موقع استراتيجي مهم
ـ هاني الكندي:
بدء أعمال إقامة النزل التراثي.. واتفاقية لإنشاء المصعد الجبلي لاستقطاب كبار السن
ظهرت قلعة مطرح في إحدى لوحات الرسام البرتغالي بيدرو باريتو دي ريسنده
تطل قلعة مطرح على بحر عمان وكانت تسمى قديما «كوت مطرح»، إذ تم تشييدها عام 1579م بالحجار والصاروج، وتم ترميمها عام 1981، وتظهر القلعة في رسومات الرسام البرتغالي بيدرو باريتو دي ريسنده، وكانت مهمة القلعة فيما مضى دفاعية بحتة، وتعد اليوم معلما سياحيا يرتاده الزوار من داخل وخارج سلطنة عمان وتشكل معلما تاريخيا بارزا ضمن الشواهد الحية التي تحظى بها مطرح عبر حقب ضاربة بجذورها في القدم، وتوفر قلعة مطرح إطلالة رائعة على ميناء السلطان قابوس وسوق مطرح والأماكن السياحية المجاورة.
«كوت مطرح»
وقال الدكتور علي بن سعيد الريامي، رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس: تعد قلعة مطرح بهيبة إطلالتها على مياه بحر عمان من أهم المعالم التاريخية في ولاية مطرح بمحافظة مسقط، وكانت تعرف قديما بمسمى «كوت مطرح»، وتعني البيت المبني على هيئة قلعة أو حصن بجانب الماء، وهذه التسمية متداولة ومعروفة في العراق وفي بلدان شرق الجزيرة العربية، ولا يعرف على وجه التحديد تأثيل وتأصيل كلمة «كوت»، إلا أن هناك من الباحثين من يرى أنها من أصل بابلي، وهناك من يرجع أصل الكلمة إلى اللغة الهندية، حيث توجد مدينة كالكوت بالهند وتعني قلعة كال، بينما يرجعها البعض إلى العربية وأنها محرّفة من كلمة قوت، وقد قلبت القاف إلى كاف، بحيث يكون الكوت هو مخزن الأقوات، وهذا النوع من الإقلاب معروف ـ بطبيعة الحال ـ في لغة العرب، وهناك من يرى أن أصل كلمة كوت فارسية، وآخرون يرون أنها برتغالية، ومما سبق يمكن القول - وبغض النظر عن أصل التسمية - إن المعنى ينطبق تماما على قلعة مطرح من حيث دلالة المعنى الجغرافي بحكم قربها من مياه البحر، وكذلك من حيث الاستخدام الوظيفي للمبنى المخصص للدفاع عن المدينة وتخزين الماء والغذاء في حالات الحصار.
وأشار إلى أن تسمية مطرح تعني مرسى السفن، حيث تطرح السفن مراسيها، أو من طرح البضائع، وكان البرتغاليون يسمونها "متارا" حيث تظهر هذه التسمية في رسمة للرسام البرتغالي بيدرو باريتو دي ريسنده، حيث إنها بحكم موقعها البحري ترتبط تاريخيا وجغرافيا ببلاد الهند وجنوب شرق آسيا، وبالخليج العربي وبلاد فارس وشرق أفريقيا، الأمر الذي جعل منها ميناءً مشهورا تقصده السفن التجارية من مختلف أصقاع المعمورة، ويمكن وصف مدينة مطرح بالمدينة الكوزموبوليتانية، فهي "أيقون التنوع والتعايش"، حيث كانت وما زالت مقصدا لأجناس بشرية متنوعة، وقد وصفها الرحالة والمغامر الأسترالي "ألن فلييرز" الذي زار مطرح في عام 1938 بالقول:" وقد كان الشاطئ زاخرا وبدون انقطاع بأنواع وأشكال شتى من البشر من العمانيين، والعرب، والفرس، والهنود، والكويتيين، الذين قدموا بمراكبهم"، وهذا الوصف يؤكد الأهمية التجارية لهذه المدينة، ولهذا لا غرابة أن تكون سوقا رائجة تأتيه البضائع من كل مكان، ومن جانب آخر كانت مقصدا للرحالة والمغامرين، وكذلك الطامعين في السيطرة عليها، لهذا كان من المهم أن تكون مدينة محصّنة، وقد ظلت مطرح لفترة طويلة المصدر الرئيس لتزويد ولايات عُمان بما تحتاجه من مؤن، كما كان سوقها مقصدا لتجار مناطق الداخل لتسويق منتجاتهم المحلية، واليوم ما من سائح يقصد سلطنة عمان، إلا وتكون مطرح محطته الرئيسة.. مشيرا إلى أن قلعة مطرح شيدت من قبل البرتغاليين في عام 1579م إبان احتلالهم للمدن العمانية الساحلية (1507-1649)، وقد بنيت بمداميك من الحجارة المغطاة بطبقة من الجص على تلة صخرية، وهي تتموضع في موقع استراتيجي مهم يطل على خليج مطرح وعلى ما كان يعرف بالفرضة (الميناء)، ولعبت دورا كبيرا في الدفاع عن المدينة من مختلف الجهات، خاصة من الجهة المكشوفة على البحر، حيث يمكن رصد السفن ومراقبتها، كما كانت الحارس الأمين على الممرات الجبلية المؤدية لمدينة مسقط، وتاريخيا هي المحطة الأولى في الدفاع عنها.
مزار سياحي
وأوضح: رغم أن رسمة دي ريسنده تظهر القلعة بشكل مربع، إلا أنها في الواقع غير ذلك، حيث إن طوبوغرافية الموقع جعلت شكل البناء يبدو غير منتظم، وعلى امتداد السور في الجزء المقابل للشاطئ تنتشر المزاغل ـ وهي عبارة عن فتحات صغيرة ضيقة من الخارج ومتسعة قليلا من الداخل ـ حيث كانت تستخدم مرامي للبنادق، كما يوجد في القلعة عدد من المدافع القديمة التي تعود إلى حقبة التنافس الدولي على المنطقة، منها مدافع برتغالية وفرنسية وفارسية وبريطانية، وتتخلل سور القلعة بوابتان، وبها ثلاثة أبراج دائرية أحدها كبير في أعلى التلة الصخرية، والاثنان الآخران أصغر حجما، وقد رمّمت القلعة لأول مرة من قبل وزارة التراث القومي والثقافة في عام 1981م (سابقا)، ومؤخرا مع توجه وزارة التراث والسياحة، حظيت بالصيانة اللازمة، حيث تم تأهيل جميع الأرضيات والأسطح، وصيانة المكونات الخشبية للأسقف والنوافذ والأبواب، مع توفير الإضاءة الملائمة التي أضفت إليها جمالا أخّاذا في المساء.
وأضاف: ومن منطلق تعظيم الاستفادة من التراث الثقافي وبالأخص المعالم التاريخية كالقلاع والحصون، وجعلها أكثر جاذبية للزائر والسائح، وبهدف الحفاظ عليها واستدامتها، أصبح لدى وزارة التراث والسياحة توجه واضح في ذلك، خاصة وأن القطاع السياحي من القطاعات المهمة والواعدة التي تركز عليها رؤية عمان 2040، لذلك عرضت القلعة للاستثمار والتشغيل وتحويلها إلى مزار سياحي جاذب، وتوفير الخدمات الأساسية مع وجود مطعم ومقهى، حيث يمكن للزوار من أعلى القلعة الاستمتاع بالمناظر الخلابة المطلة على خليج مطرح، والطريق البحري "الكورنيش"، ومشاهدة السفن الراسية في ميناء السلطان قابوس السياحي، وميناء الصيد البحري، والسفينة "فلك السلامة"، واليخت السلطاني "آل سعيد"، والإطلالة على أبرز المعالم المعمارية في مدينتي مطرح ومسقط.
آلاف الزوار
وقال هاني بن عبدالعزيز الكندي، الرئيس التنفيذي لشركة قلعة مطرح للسياحة: بلغ زوار قلعة مطرح منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية يوليو المنصرم 79968 زائرا وسائحا بينهم 56384 عمانيا وسجل شهر يناير الماضي المعدل الأعلى من الزوار بـ21184 زائرا وسائحا.. مؤكدا على أهمية استثمار القلاع في تعزيز القطاع السياحي ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان، إذ لهذا النوع من الاستثمار عوائد كثيرة بينها العائد المعرفي الذي يوفره استثمار الموقع الأثري وإتاحة وإبراز جميع المعلومات المتعلقة بالموقع ليصبح أقرب لجميع الزوار، بالإضافة إلى تعزيز الهُوية والانتماء بالنسبة لأفراد المجتمع وتاريخهم الضاربة في عمق التاريخ، إضافة إلى أن تشغيل أي معلم تاريخي لابد أن يصاحبه توفير الخدمات الأساسية لإنجاح أي حراك سياحي أثري يلبي احتياجات الزائر، وبالتالي تنشط الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للعمل بشكل تكاملي مع الحراك السياحي للمنطقة أو الموقع، وكذلك خلق فرص وظيفية متعددة للشباب العماني من خلال توظيف الكادر الوطني في المهن الإشرافية والإدارية وحتى الهندسية، فمثلا في شركة قلعة مطرح للسياحة لدينا كادر نسائي في الهندسة يتولى مسؤولية المخططات الإنشائية واختيار المواد المستخدمة، ونضيف أيضا المساهمة في تنشيط القطاع الحرفي وتشجيع الأسر المنتجة من خلال إيجاد منصة بيع لمنتجاتهم في قلعة مطرح وكذلك تعليم الطبخ لبعض الوجبات العمانية المشهورة، ويسهم هذا النوع من الاستثمار في تعزيز المساهمة المجتمعية للولاية، إذ ساهمت شركة قلعة مطرح للسياحة -عن طريق مكتب سعادة والي مطرح- بحصة في هذا الجانب.
وأشار إلى أن من المشاريع قيد الإنشاء، إقامة النزل التراثي وهو جزء من الاستثمار في القلعة والذي سيشكل رافدا مهما لتنشيط قطاع السياحة بالولاية نظرًا لخصوصية المبنى الذي سوف يقام فيه النزل وكذلك لقربه من القلعة، كما أننا سوف نعزز هذا النزل بخدمات مهمة لأي زائر كمطعم عالمي ومقهى للقهوة ذي إطلالة رائعة، كما تم التوقيع مع شركة عالمية لتنفيذ المصعد الجبلي والذي سوف يساهم بشكل كبير في استقطاب كبار السن لزيارة هذه القلعة التاريخية.. قائلا: بفضل من الله، استطعنا تغيير معادلة الزوار لقلعة مطرح من خلال تنشيط السياحة الداخلية للموقع واستقطاب أعداد كبيرة من العمانيين وعائلاتهم، وتغيرت النسبة عن السابق لتحقق زيادة بنسبة 86%، أما بالنسبة للأجانب، فإن العدد في ازدياد وجميع الزوار للقلعة بلا استثناء ينبهرون بقصة القلعة وتاريخها وإطلالتها على أحد أهم وأقدم الموانئ في المنطقة.
وأضاف: لدينا برامج جيدة للفعاليات، كما أننا نعمل حاليا مع إحدى شركاتنا في المجال البحري وتمتلك سفينه خشبية المسمى بـ"مجان 1" تمت صناعتها في سلطنة عُمان وتحديدا بولاية صور، وذلك لإبراز التاريخ البحري وفنونه المميزة، وسوف نعلن عن تفاصيل هذه الفعاليات قريبا، وإضافة هذا النوع من الاستثمارات في هذه المعالم الأثرية والتاريخية تعزز تنويع مصادر الدخل للدولة وستصبح بتنميتها رافدا رئيسا لميزانية الدولة وهي كما يسمى في العلم الحديث بالاقتصاد البنفسجي، واعتقد أن دخل القطاع السياحي عبر الاستثمار في المقومات المتنوعة لن يقل عن قطاع النفط والغاز من حيث رفد الميزانية العامة للدولة خلال السنوات القريبة القادمة مع هذا الحراك السياحي في سلطنة عمان.
قلاع ولاية مطرح
إضافة إلى قلعة مطرح تضم الولاية العديد من القلاع بينها قلعة الروجة، وقلعة مطيرح الفناتيق، وقلعة جبل كلبوه، وقلعة لزم، وقلعة الريح، إضافة إلى قلعة سنجوري، وقلعة الغريفة، وقلعة بحوار، وقلعة بيت الفلج، كما تضم الولاية العديد من الأبراج، بينها برج الزرافية، وبرج وادي خلفان، وبرج الدوحة، وبرج روي، ولا يمكن رؤية جمال ولاية مطرح من دون زيارة قلعة مطرح التي تطلع الزوار والسياح على اندماج الحاضر بالماضي التليد، وروعة الكورنيش وسوق الولاية القديم، وأبراجها المتناثرة على قمم الجبال، والسفن الراسيات في ميناء السلطان قابوس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السلطان قابوس من الاستثمار هذا النوع من سلطنة عمان مطرح من إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدبولي من مسجد السيد البدوي بطنطا: تطوير شامل لإحياء الهوية الروحية وتحويل المنطقة إلى مقصد سياحي وثقافي
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، في أثناء جولتهم اليوم بعدد من المشروعات بمحافظة الغربية، أعمال التطوير والصيانة الجارية بمسجد السيد البدوي بمدينة طنطا والمنطقة المحيطة، حيث يعد أحد أبرز المعالم الإسلامية والتاريخية في منطقة وسط الدلتا، كما يُعد مقصدًا دينيًا وسياحيًا مهما يرتبط بهوية روحية وتراثية عريقة، وذلك في إطار جهود الدولة للحفاظ على التراث الإسلامي وتطوير المقاصد الدينية ذات الطابع التاريخي.
وخلال جولته التفقدية، حرص رئيس مجلس الوزراء على التوقف بين المواطنين المتواجدين بمحيط مسجد السيد البدوي، حيث بادر بمصافحتهم والتحدث إليهم، واستمع إلى آرائهم وملاحظاتهم حول أعمال التطوير الجارية، كما طرح عليهم عدداً من الأسئلة المتعلقة بانطباعاتهم عن مشروع التطوير والمظهر العام للمنطقة، وقد عبّر المواطنون عن بالغ سعادتهم بهذه الزيارة المهمة، وأكدوا أن ما يشهدونه من أعمال تطوير نوعية بمحيط المسجد والمنطقة التاريخية يعكس نقلة حضارية حقيقية تعيد لمدينة طنطا بريقها الثقافي والديني، كما أثنوا على حجم الجهود المبذولة في تحسين البنية التحتية وتنظيم الحركة وإزالة المظاهر العشوائية، معربين عن تفاؤلهم بالمشروع الجاري، واعتباره خطوة مهمة نحو تحويل المنطقة إلى مقصد حضاري وسياحي متكامل.
وأكد رئيس مجلس الوزراء خلال حديثه مع المواطنين أن الدولة ماضية بقوة في تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بشأن تطوير الأماكن التراثية ذات الطابع الروحي والثقافي.
من جانبه، أكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء لمتابعة أعمال تطوير مسجد السيد البدوي، تُعد تأكيداً على ما توليه الدولة من اهتمام بالغ بالمواقع الدينية ذات القيمة التاريخية والروحية، مشيراً إلى أن المشروع الجاري يمثل نقلة نوعية نحو استعادة الهوية البصرية للمنطقة وتحويلها إلى مقصد حضاري متكامل.
وأضاف المحافظ أن المحافظة تتابع بشكل مستمر تنفيذ الأعمال بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان الحفاظ على الطابع الأثري والمعماري للمسجد ومحيطه، وتقديم بيئة منظمة وخدمات تليق بمكانته، مؤكداً أن هذا المشروع يُجسد التوازن بين حماية التراث ودعم خطط التنمية السياحية والثقافية بالمحافظة.
وخلال الزيارة، اطلع رئيس الوزراء على الوضع التنفيذي لأعمال الصيانة الجارية بالمسجد الأحمدي، والتي تتم تحت إشراف وزارة الأوقاف، وتشمل مجموعة من الأعمال الدقيقة التي تستهدف الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل للمسجد، باستخدام مواد مطابقة للمواصفات المعتمدة للحفاظ على الطابع الأثري دون المساس بجوهره المعماري، وتعزيز جاهزيته لاستقبال الزائرين من مختلف المحافظات.
وخلال تفقده للمسجد، استمع رئيس مجلس الوزراء إلى شرح توضيحي حول التاريخ العريق لمسجد السيد البدوي، والذي يُعد أحد أقدم وأهم المساجد الإسلامية في دلتا مصر، حيث يعود تأسيسه إلى القرن السابع الهجري، ويحتضن مقام الإمام أحمد البدوي، أحد رموز التصوف الإسلامي في العالم العربي، وقد شهد المسجد زيارات تاريخية بارزة، من بينها زيارة الرئيس الراحل أنور السادات، التي عكست ما للمسجد من مكانة دينية وروحية وثقافية في قلوب المصريين.
كما تفقد رئيس الوزراء غرفة المقتنيات الأثرية داخل المسجد، والتي تضم عددًا من القطع والمخطوطات النادرة المرتبطة بتاريخ المسجد والإمام البدوي.
وأوضح إمام المسجد، أن المسجد بصدد إنشاء رواق علمي متكامل ضمن مكوناته، يهدف إلى تقديم برامج تعليمية دعوية منتظمة في العلوم الشرعية واللغة العربية تحت إشراف وزارة الأوقاف، بما يُسهم في بناء الوعي الرشيد، وترسيخ قيم الانتماء والوسطية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، التي تهدف إلى جعل المساجد منارات لنشر العلم والتوعية الدينية الوسطية، وتعزيز دورها في ترسيخ القيم والأخلاقيات السليمة والحفاظ على الهوية المصرية، وحماية النشء من التأثر بالمحتويات والسلوكيات السلبية.
كما استمع رئيس مجلس الوزراء لشرح المهندسة/ ايمان فتوح امام، مدير عام التنفيذ بالجهاز التنفيذي لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، عن الأعمال الجارية لتطوير محيط المسجد والمنطقة الأثرية المجاورة له، والتي تشمل حارة الهنود وسوق النحاسين، بهدف تحسين الصورة البصرية والمشهد المعماري للمنطقة وتحويلها إلى نقطة انطلاق رئيسية للتنمية السياحية المستدامة في محافظة الغربية.
وتشمل الأعمال تركيب أكشاك جديدة بتصميم موحد يتناسب مع الهوية المعمارية للموقع، وتثبيت بلدورات حديثة، وكذا تجديد الأرضيات والواجهات، بالإضافة إلى تنظيم المحال التجارية والباعة الجائلين بصورة حضارية، وذلك بعد إزالة التعديات والمخالفات التي كانت تشوه المنظر العام وتعيق الحركة المرورية.
كما يتضمن المشروع أيضًا تنفيذ شبكة متكاملة لصرف مياه الأمطار تعتمد على استغلال الميول الطبيعية للشوارع، وترميم واجهات المباني التاريخية في شارع الشيخ محمود علي البنا، وتنسيق المشهد العمراني بما يحفظ القيم الجمالية للموقع، ويُعيد إليه رونقه التاريخي، مع مراعاة تحسين جودة الحياة للسكان والزائرين على حد سواء.
وفي النهاية، وجه رئيس الوزراء وزارة المالية، بتوفير المخصصات المالية المطلوبة لمشروع تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد.