نجاة عبد الرحمن تكتب: من طرف خفي 44
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
تناولت خلال سلسلة مقالات من طرف خفي الدور الذي تلعبه الحركة الصهيونية منذ عام 1897 من أجل استعادة ملك سليمان، الذي يزعمون تواجده بمنطقة بين النهرين نهر النيل في مصر و نهر الفرات بالعراق، و بالرغم من تلك المزاعم لا يوجد سند أو دليل قاطع يثبت مزاعمهم.
كان للحركة الصهيونية يدا في اندلاع الحرب العالمية الأولى و فرض الحماية البريطانية على مصرنا الحبيبة في 8 مارس عام 1914، عقب تدبير واقعة عربجي الإسكندرية التي وقعت يوم الأحد الدامي الموافق 11 يونيه عام 1882، الذي عرف بمذبحة الإسكندرية بشارع السبع بنات بالقرب من مقهى القزاز، وصل للقنصلية البريطانية شخص يهودي يحمل الجنسية القبرصية، قادما من جزيرة مالطة لزيارة شقيقه الذي يعمل في خدمة القنصل الإنجليزي كوك سن، و خرج لإستداراج احد العربجية ليكون الوقود الذي سيشعل النيران ليكون ذريعة للتدخل البريطاني في الشأن المصري.
بدأ اليهودي في استدراج شخص يدعي احمد الهجان سائق و صاحب حنطور يعمل على توصيل المواطنين حسبما كانت وسائل المواصلات حينها، و أتفق معه على توصيله لأحد الفنادق الصغيرة و اتفق معه أيضا على أجرة الركوب، و أثناء السير طلب اليهودي الذي يدعى إيزاك بنيامين الانتظار أمام أحد البارات حتى يتناول بعض الخمر و ظل يكرر ذلك الطلب عدة مرات، حتى تم استفزاز صاحب الحنطور و قتله أمام المارة و فر هاربا بعد أن أشعل فتيل الفتنة بالشارع السكندري و تحول الامر لمذبحة بعد خروج جاليات أجنبية من أحد المخابز و الشرفات المجاورة لمقهى القزاز محملين بالأسلحة يطلقون النيران بشكل عشوائي بالشارع على المارة و المتواجدين، حتى عندما تدخل قسم شرطة اللبان تم استشهاد القوة بالكامل و تحول الأمر لمذبحة حقيقية اتخذت البعد العرقي،
و في المساء تم اقتحام شواطئ الإسكندرية من قبل الأسطول الإنجليزي و احتلال مصر لمدة 74 عاما حتى تم إقرار أتفاقية سايكس بيكو التي ضمنت لليهود حق إقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين بعد أن كان مقررا أن يكون ذلك الوطن بالأرجنتين.
في عام 1880 قام الصحفي اليهودي ثيودور هرتزل المعروف بأبو دولة إسرائيل بالتفكير في إنشاء وطن لليهود ينقذهم من معاناتهم بدول أوروبا بعد أن أصبحوا منبوذين بسبب ممارساتهم و طباعهم المنفرة، و فكر هرتزل في الأرجنتين كوطن لهم وذلك لبعدها عن أوروبا و سيكون من السهل عليهم تكوين جيش دون اعتراض دول أوروبا التي تبغضهم و فضلا عن أنها تميل للطابع الأوروبي و ذلك يسهل عليهم سرعة الاندماج مع المجتمع الأوروبي، و لن يلتفت أحد لما يدبرونه و يسعون اليه من تحقيق السيطرة على العالم من خلال الذهب.
و كذلك البعد عن تدخلات الدولة العثمانية و تحكمات بابا الفاتيكان نظرا للهيمنة العثمانية و حساسية فلسطين للمسيحيين، و لكن سرعان ما عدل هرتزل عن فكرة إنشاء وطنهم بالأرجنتين و قرر اختيار فلسطين لتكون هي النواة التي يستطيع اليهود من خلالها ابتزاز دول أوروبا نظرا لارتباط مصالح الدول الأوروبية و الدولة العثمانية بالشرق الأوسط.
نجح هرتزل في تحقيق فكرته و الدعوة لها حتى تم عقد أول مؤتمر لهم بمدينة بال بسويسرا عام 1897 حضره حكماء اليهود و ممثلين المنظمات و التجمعات اليهودية في شتى أنحاء العالم لإقرار خطتهم الشيطانية التي حملت عنوان بروتوكولات حكماء صهيون، بجانب إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية التي تنادي بأحقية اليهود بإنشاء وطن قومي لهم بفلسطين أرض الميعاد حسبما يزعمون.
و سارع اليهود إلى تأجيج الأوضاع بالشرق الأوسط لتمكين بريطانيا من الأراضي المصرية مقابل اعتراف الأخيرة بحقهم في إقامة وطن قومي لهم بأرض فلسطين و على كافة الدول الأوروبية دعمهم، حتي لاقت دعوتهم رفض و مقاومة من السلطان عبد الحميد الثاني و بابا الفاتيكان، فاقترحت بريطانيا عام 1900 إنشاء وطن لهم بأوغندا بشكل مؤقت حتى يتم القضاء على الخلافة العثمانية و تتمكن بريطانيا من السيطرة على المملكة المصرية و التي تخضع لها أرض الشام.
و لكن اليهود أصروا على فلسطين من أجل أبتزاز دول أوروبا تحت زعم الوازع الديني و أرض الميعاد و الرغبة في استعادة ملك سليمان، و صدر وعد بلفور بإنشاء وطن لهم بأرض فلسطين عام 1917 بعد قيام بريطانيا إعلان فرض الحماية على مصر بثلاث سنوات و عزل عباس حلمي الثاني و تعيين عمه السلطان حسين كامل.
أكتفي بهذا القدر و نستكمل باقي التفاصيل المقالة القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحركة الصهيونية الحرب العالمية الأولى المزيد إنشاء وطن
إقرأ أيضاً:
سي إن إن: متهم هجوم متحف اليهود بواشنطن يمثل أمام المحكمة خلال ساعات
من المتوقع أن يمثل إلياس رودريجيز، المتهم بإطلاق النار أمام متحف كابيتال اليهودي في واشنطن، أمام المحكمة الفيدرالية الأمريكية في وقت لاحق اليوم، بحسب ما نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق.
ويبلغ رودريجيز من العمر 30 عامًا، وهو من سكان مدينة شيكاجو. ووفق بيان الشرطة، هتف رودريجيز أثناء احتجازه بشعار "حرروا، حرروا فلسطين"، فيما أكد شهود عيان لشبكة سي إن إن أنه انتظر وصول الشرطة إلى موقع الحادث، ثم أعلن بصراحة: "فعلت ذلك من أجل غزة".
ووقع الهجوم أمام متحف كابيتال اليهودي، وأدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، في واقعة وصفت بأنها "الهجوم الأكثر دموية ضد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة منذ مجزرة كنيس بيت الحياة في بيتسبرج عام 2018".
الضحيتان كانتا تشاركان في فعالية نظمتها اللجنة اليهودية الأمريكية، ولم يتم الإعلان عن موقعها بشكل علني، حيث توافر العنوان فقط للمسجلين عبر الموقع الإلكتروني، في محاولة واضحة لتقليل المخاطر الأمنية.
وقد وصفت وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الهجوم بأنه "جريمة كراهية محتملة"، مؤكدين وجود مؤشرات على دوافع معادية للسامية، كما يجري التحقيق في منشورات أيديولوجية منسوبة إلى المتهم نشرت على الإنترنت.
وبحسب سي إن إن، فإن التحقيقات تتولاها فرقة مكافحة الإرهاب المشتركة التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، بالتعاون مع شرطة العاصمة، ويتوقع أن توجه إلى رودريجيز تهم فيدرالية متعددة، قد تشمل القتل بدافع الكراهية وجرائم إرهابية.
وحذرت أصوات أكاديمية وحقوقية من استخدام الحادث لتضييق الخناق على الحريات السياسية وشيطنة أي تعاطف شعبي مع القضية الفلسطينية.
وفي ظل الحملة المتزايدة التي تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب لقمع التظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية، يخشى نشطاء ومنظمات حقوقية من أن يستخدم هذا الحادث كذريعة لتجريم الأصوات المنتقدة لإسرائيل، ولا سيما حركات المقاطعة وسحب الاستثمارات أو حملات "أوقفوا تمويل الإبادة" التي يقودها طلاب وأكاديميون في الجامعات الأمريكية.