جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-25@04:18:02 GMT

العدالة من أجل السلام

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

العدالة من أجل السلام

د. قاسم بن محمد الصالحي

السلام يحمل دلالات عميقة تتعلق بالعلاقة الوثيقة بين تحقيق العدالة وإحلال السلام، والسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون معالجة الظلم وإعادة الحقوق إلى أصحابها، فغياب العدالة يؤدي إلى استمرار التوترات والنزاعات.
العدالة والسلام لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال جهود مشتركة.. الشعب الفلسطيني يمتلك واحدة من أكثر قضايا العدالة إلهامًا في العصر الحديث، والمقاومة الفلسطينية في ميدان المواجهة وعلى طاولة المفاوضات السياسية، توجه رسالة قوية تدعو فيها إلى العمل إلى بناء مستقبل قائم على أسس متينة من العدالة والسلام، حيث يمكن لشعوب المنطقة أن تعيش في استقرار وازدهار.

. كانت المقاومة الفلسطينية في الأساس تفتقر لعاملي المواجهة والإسناد والحراك السياسي معًا..  لسنوات عديدة، أثناء مسار عمليات التفاوض وبعدها.. دخلت قضية فلسطين خلال العقود الماضية في متاهات غريبة، دفعت الشعب الفلسطيني إلى اليأس، مارس فيها الكيان اللقيط كي الوعي العربي وتدجينه، لما يخطط له من قبل النظام الدولي الظالم، والاكتفاء بالكلام والتمنيات، ورسم خرائط لشرق أوسط جديد أو كبير، وأي أدوار يمكن أن يجدها الكيان اللقيط للحفاظ على أحلامه في أن يصبح القوة الإقليمية التي تتحكم في مقدرات دول المنطقة ومصائر شعوبها.
صراع تعانيه المنطقة لعقود عديدة، صراعٌ استمرّ في الواقع لمدّة ستة وسبعين سنة، كان يحصل فيها الشعب الفلسطيني على فتات السياسة ليبقى حيًا، من خلال أدوار صغيرة في القليل من المنابر الإقليمية والدولية لاستعادة بعض من حقوقه الإنسانية العادلة، بيْدَ أنَّه لم يحظَ بشيء مهم بما يكفي لبدء حريته واستقلاله على ترابه المسلوب فلسطين.
خلال تلك العقود السبعة الطويلة من الكفاح والصبر.. كان على بعد خطوات قليلة من إعلان شطب كل ما هو فلسطيني من على وجه الأرض، وبسبب اليأس الشديد الذي أصاب الفلسطينيين في كل فلسطين التاريخية، نتيجة الانتظار على منابر السياسة، اضطرت إلى حمل السلاح في غزة وتصعيد العمليات الميدانية.. بل سأم الشعب الفلسطيني أيضًا هجران الأخ وابن العم الذي لم يستطع حتى ادخال الطعام.. وصل مرحلة أضحى فيها بلا مأوى، اضطر للنوم في العراء يصارع برد الشتاء ولهيب الصيف.
لكن إيمانه بعدالة قضيته، كشعب مكافح أيامه الصعبة لن تدوم إلى الأبد! حيث إنه وبعد مواجهة ظروف قاسية لا تخطر على بال أحد لأكثر من سبعة عقود، حصل أخيرًا على فرصة كبيرة.. وأتت هذه الفرصة بعد أن تمكَّنت المقاومة المسلحة من التحكم في الميدان رغم الكلفة الباهظة، وكتبت ملحمة في موجة من الإلهام يوم 7 أكتوبر.. لاتزال مستمرة أمام جيوش الغرب مجتمعة.. كانت هذه اللحظة الحاسمة التي من شأنها أن تقلب الموازين بالنسبة للقضية الفلسطينية، وازدهرت مسيرتها بعد أن تفاوضت على المكانة التي يجب أن تكون عليه القضية، التي تحمل رسالة قوية تدعو إلى العمل لتحقيق العدالة كوسيلة أساسية لإرساء سلام دائم مستدام.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

563 مليون دولار عجز الميزان التجاري الفلسطيني خلال أبريل 2025

الثورة نت /..

ارتفع عجز الميزان التجاري في الأراضي الفلسطينية إلى 563.8 مليون دولار خلال أبريل/ نيسان الماضي، مقارنة مع الشهر ذاته من عام 2024.

وأشار الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، في تقرير له، اليوم الأحد، إلى ارتفاع العجز التجاري بنسبة 35 بالمئة خلال أبريل 2025، مقارنة مع أبريل 2024.

وأظهر الرسم البياني الذي اعتمده الجهاز المركزي عجزا بقيمة 563.8 مليون دولار، مقارنة مع أبريل 2024 حيث بلغ العجز 428 مليون دولار.

وأكد أن الصادرات ارتفعت خلال أبريل 2025 بنسبة 32 بالمئة، مقارنة مع أبريل 2024.

وشكلت الصادرات إلى الكيان الصهيوني 90 بالمئة من الإجمالي خلال أبريل 2025، وارتفعت بنسبة 28 بالمئة مقارنة مع أبريل 2024، وفق التقرير.

كما ارتفعت الصادرات إلى باقي دول العالم بنسبة 75 بالمئة، مقارنة مع أبريل 2024.

أما الواردات، فارتفعت بنسبة 34 بالمئة مقارنة بين الفترتين السابقتين، وفق المصدر ذاته.

وارتفعت الواردات من الكيان الصهيوني بنسبة 15 بالمئة بالمقارنة بين الفترتين، وشكلت الواردات من الكيان الغاصب 53 بالمئة من إجمالي قيمة الواردات لشهر أبريل 2025.

كما ارتفعت الواردات من باقي دول العالم بنسبة 47 بالمئة، بالمقارنة بين الفترتين نفسهما.

يأتي ذلك في وقت يشهد فيه الاقتصاد الفلسطيني انكماشا وصل إلى 28 بالمئة في ظل الإبادة الجماعية الصهيونية في قطاع غزة، والمتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق تقرير سابق لوزارة الاقتصاد الفلسطينية.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد “جيش” العدو الصهيوني والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 980 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و 500، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • حرب الإبادة والقدس وتهجير الشعب الفلسطيني
  • كيف يمكن محاسبة مجرمي سوريا؟ درس من فرانكفورت
  • منصة قوى توضح الحالات التي لا يجوز فيها نقل الموظفين غير السعوديين
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • السفير الفرنسي لشيخ الأزهر: نؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
  • حزب صوت الشعب: أمريكا تُشرعن الهولوكوست في غزة ودم الطفل الفلسطيني ليس أقل من غيره
  • ماكرون: ندعم الشعب السوري في كفاحه ضد الإرهاب ومن أجل السلام
  • «الشعب» بطلًا لكروية النخبة بنادي السلام
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • 563 مليون دولار عجز الميزان التجاري الفلسطيني خلال أبريل 2025