لقاء فرحان السنيورة وسلام والحريري: لا أسماء بل مقاربة للمرحلة
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": لا يزال اسم قائد الجيش العماد جوزف عون يتقدم كل الأسماء الأخرى التي تضيق لائحتها لتنحصر تقريباً بثلاثة، يأتي عون أولا وثانيا وثالثا، ورابعا في الاختيارات الخارجية، ليحل خامسا الوزير السابق جهاد أزعور وسادساً المصرفي سمير عساف، في إشارة إلى التمسك الخارجي ولا سيما على محور الولايات المتحدة الأميركية والسعودية بخيار عون.
وقد توزعت الحركة بين أميركية مع وصول الموفد آموس هوکشتاين الذي كانت له مروحة واسعة من اللقاءات أمس وفرنسية مع توقع زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان - إيف لودريان لبيروت اليوم وسعودية مع توقع وصول وفد سعودي ثان بعد مغادرة الوفد برئاسة الأمير يزيد بن فرحان، وحركة داخلية، تقدمها الاجتماع التشاوري لنواب المعارضة في دارة النائب الدكتور غسان سكاف مساء، على أثر اجتماع للكتل الوسطية والاجتماعان يرميان إلى جمع العدد الأكبر من الأصوات لتحقيق التوافق على عون.
واللقاء الذي جمع بن فرحان مع النواب السنة، لم يمنعه من توسيع مروحة لقاءاته على الضفة السنية، حيث كان له لقاء مع رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام، والنائبة السابقة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري. ولا يمكن وضع هذا اللقاء في إطار لقاء مع رؤساء الحكومة السابقين إذ غاب عنه الرئيس حسان دياب، وقد بدا واضحاً حرص المسؤول السعودي على استضافة السنيورة وسلام والحريري في دارة السفير السعودي، في ما وصف بأنه اجتماع عرض للأوضاع وتأكيد للاهتمام السعودي بالمرحلة المقبلة من خلال إعادة تكوين سلطة جديدة في شقيها الرئاسي والحكومي، قادرة على مواجهة تحديات المرحلة والتزام الدستور، انطلاقاً من وثيقة الطائف.
من هنا يكتسب اللقاء رمزية خاصة على قلة المعلومات التي توافرت عنه باستثناء ما أعلنه السنيورة باقتضاب ومؤداه أنه كان جيداً وتناول مسارات حكم الدستور وحسن تطبيق الطائف. وتكمن هذه الرمزية في أنها تعكس عودة المملكةإلىالتعامل مع المرجعيات السنية من خارج الكتل النيابية المتفرقة ونواب الطائفة، والذين شهدوا تشتتا بعد تراجع الدور السعودي وتعليق الحريري العمل السياسي، بما يؤشر إلى أن العودة السعودية لن تكون من بوابة
انتخاب رئيس الجمهورية وإنما أيضاً من بوابة ملف رئاسة الحكومة والشخصية السنية التي ستتولى هذا المنصب وتكلف تشكيل حكومة العهد الجديد. في المعلومات المتوافرة لـ "النهار" أن اللقاء قارب استحقاق رئاستي الجمهورية والحكومة في شكل عام من باب تأكيد أهمية تطبيق الدستور وحسن تطبيق اتفاق الطائف والشروع في الإصلاحات المطلوبة لإعادة لبنان إلى طريق التعافي. وبدا ذلك بمثابة تأكيد لرغبة المملكة في الانخراط مجدداً في الملف اللبناني في المرحلة المقبلة. لكن مصادر شاركت في الاجتماع نفت أن يكون تم التطرق إلى أي اسم، سواء لرئاسة الجمهورية أو لرئاسة الحكومة، علماً أن المجتمعين لمسوا لدى بن فرحان اطلاعا واسعا وعميقا على الملف اللبناني وتعقيداته ولا سيما على مستوى الحكومة والشروط التي كانت تفرض على التشكيلة الحكومية لجهة البيان الوزاري والثلث المعطل. ونفت المصادر علمها بنتائج جولة بن فرحان وما إذا كان فعلاً حمل اسم قائد الجيش في شكل علني كما يتردد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بن فرحان
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني: الانتقال للمرحلة الثانية من سلام غزة مستحيل
يواجه الشرق الأوسط تحديات كبيرة في محاولة تنفيذ المرحلة الثانية من خطة السلام لإنهاء الحرب في غزة، والتي تنص على نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتشكيل سلطة حاكمة جديدة في القطاع وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية مقالا للصحفي والمؤرخ مارك أوربان المتخصص في شؤون الدفاع والشؤون الخارجية، يقول فيه إن الجهود تُبذل لتحديد مستقبل غزة ومن سيعزز السيطرة عليها قبل اللقاء المقرر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 من الشهر الجاري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوفيغارو: استخبارات الدانمارك تضع واشنطن ضمن تهديدات الأمن الأوروبي لأول مرةlist 2 of 2واشنطن بوست: إلغاء مراسم منح الجنسية الأميركية عقاب جماعي يضر بسمعة البلادend of listوأضاف أنه في الظروف الحالية، تبدو المرحلة الثانية مستحيلة لعدة أسباب متشابكة ومعقدة.
تحذير من عواقب الجمود
وأشار أوربان إلى أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حذر مؤخرا من عواقب تجميد الانسحاب الإسرائيلي، مشيرا إلى احتمال تجدد الصراع.
وفي هذا السياق، قال الكاتب إن إسرائيل قتلت قائدا كبيرا في حماس، وهذا يعكس مخاطر الجمود المستمر. وفي المقابل، عبّر نتنياهو عن تفاؤله، ولكن إران إيتزيون نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أشار إلى أن نتنياهو قد يكون يستهدف تفشيل الخطة واستغلال "تردد" حماس من أجل تجميد العملية.
نزع سلاح حماس
ومن التحديات الكبرى، وفق أوربان، هو نزع سلاح حماس التي أشارت إلى أنها قد تتخلى عن الأسلحة الثقيلة ولكنها ترفض التخلص من الأسلحة النارية، مضيفا أن باسم نعيم، المسؤول في حماس، أشار إلى إمكانية تجميد أو تخزين الأسلحة.
ويستمر الكاتب في تحديد المشاكل التي تكتنف الانتقال إلى المرحلة الثانية، قائلا إن جزءا كبيرا من المشكلة يتركز في تحديد دور القوة الدولية المستقرة والجهات التي ستراقب عملية نزع السلاح.
وينسب إلى نعيم رفضه وجود قوة دولية تقوم بالإشراف على نزع سلاح حماس، مؤكدا أن دورها يجب أن يكون على الحدود فقط لمنع التصعيد.
إعلانويرى أوربان أن موقف حماس هذا يمثل إشكالا يؤثر على استعداد الدول لإرسال قوات لتستقر في غزة، إذ إن الدول مثل أذربيجان وإندونيسيا وباكستان تواجه تحديات سياسية داخلية تمنعها من المشاركة في هذه المهمة.
ويلفت أوربان إلى المقترحات المطروحة ومنها استبدال وحدات حماس المسلحة بقوة شرطة فلسطينية جديدة، ليقول إذا كانت هذه القوة تتكون من مقاتلين سابقين من الفصائل المسلحة، فإنه يشكك في قدرتها على نزع سلاح حماس، مضيفا أن هذه النقطة تزيد من تعقيد الوضع وتجعل الأمور أكثر غموضا حول مدى جدية واستدامة أي حلول مستقبلية.
مارك أوربان: الدول التي كانت مستعدة في البداية لإرسال قوات إلى غزة بدأت تشكك في مشاركتها بسبب الشروط غير المحددة لمهام وقوانين الاشتباك الخاصة بالقوة الدولية. استمرار العنفكذلك يقول الكاتب إن الأمر الذي يزيد الشكوك حول استمرار وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة التالية من خطة السلام "هو استمرار العنف بين الجيش الإسرائيلي وحماس منذ بدء وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ويضيف أن تصريحات قائد الجيش الإسرائيلي أيال زمير زادت من شكوك الدبلوماسيين، إذ أشار زمير إلى أن الخط الأصفر قد يصبح الحدود الجديدة مع غزة، وهذا يعني أن إسرائيل قد تحتفظ بنصف القطاع بشكل دائم، وهذا يعيق أي تقدم نحو السلام الشامل.
ومن المشاكل الأساسية في تنفيذ الخطة هو معارضة حماس لوجود قوات أجنبية، وهذا يجعل من الصعب جذب الدول للمشاركة في قوة استقرار دولية. وحتى الآن، وفق أوربان، فإن الدول التي كانت مستعدة في البداية بدأت تشكك في مشاركتها بسبب الشروط غير المحددة لمهام وقوانين الاشتباك الخاصة بالقوة الدولية.
ويشير الكاتب أيضا إلى أن العوامل السياسية الداخلية في الدول المساهمة مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة وفرنسا تجعل من الصعب تقديم دعم مستدام لأي نوع من اتفاقية سلام في غزة.
وقال إنه من غير المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة قوات برية على الرغم من محاولتها تشجيع حلفائها عبر تقديم جنرال أميركي لقيادة القوة، وذلك بسبب معارضة قاعدة ترامب "ماغا" للحروب الخارجية.