نابلس- اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المحرر والقيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) جعفر دبابسة (40 عاما)، الثلاثاء، أمام منزله في قرية الباذان قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد 15 شهرا من مطاردته، حيث يوصف بأنه "أحد أبرز المطلوبين لدى الاحتلال".

وعند الرابعة من فجر الثلاثاء، حاصرت قوات خاصة إسرائيلية منزل دبابسة، وخاض معها اشتباكا مسلحا قبل إصابته بعدة رصاصات أدت لاستشهاده على الفور.

ونقلت مصادر مقربة من عائلته، للجزيرة نت، أن دبابسة اشتبك مع جنود الاحتلال لمدة من الزمن قبل استشهاده، وأنه سمع صوت صراخهم أثناء ذلك، كما شوهدت آثار دماء بمكان وجود الجنود قرب المنزل، في إشارة إلى وقوع إصابات بصفوفهم.

ووفق المصادر ذاتها، بعد إصابة دبابسة وتركه ينزف، احتجز الجنود جثمانه وهمّوا بخطفه بعد وضعه فوق حمالة، غير أنهم تراجعوا عن ذلك بعد أن تيقنوا من استشهاده، ليُنقل بعدها عبر إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى رفيديا الحكومي.

أقارب الشهيد جعفر دبابسة يلقون عليه نظرة الوداع في مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس (الجزيرة) نشأة ثائرة

وُلد الشهيد جعفر أحمد فالح دبابسة في ثمانينيات القرن الماضي، لأب فلسطيني وأم لبنانية، وكان والده أحد قادة الثورة الفلسطينية في لبنان.

إعلان

ومع قدوم السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية وغزة مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، عاد الشهيد مع والديه ضمن من عُرفوا بـ"العائدين" حينها، وعمل والده ضابطا عسكريا برتبة لواء في السلطة ثم تقاعد منها.

ومن عائلة مناضلة وثائرة ينحدر الشهيد دبابسة، حيث يعرف والده بأنه من الرعيل الأول في المقاومة، وله بصمة في الثورة الفلسطينية رفقة قادتها في لبنان من خليل الوزير (أبو جهاد) إلى سعد صايل وصلاح خلف (أبو إياد)، وقد اعتُقل في سجون النظام السوري وسجون عربية أخرى.

وكذلك يُعرف جده لأبيه الحاج "فالح العوض" بأنه أحد أبرز المقاتلين القدامى والملتحقين بصفوف الثورة الفلسطينية عام 1936، كما شارك جده لأمه بعمليات فدائية ونضالية ضد المحتل الإسرائيلي، ومنها "خطف الطائرات التي تقل إسرائيليين".

التزام ديني

والشهيد دبابسة الذي يكنى بـ"أبو حمزة" هو الأكبر بين 6 أشقاء، وهو متزوج منذ عام 2013، وله 3 أطفال (بنت وولدان)، وتوفيت والدته عام 2020 أثناء اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مدارس قريته طلوزة شمال مدينة نابلس حيث تنحدر عائلته، تلقى الشهيد دبابسة دراسته الابتدائية والثانوية، ومن ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة بنابلس منهيا دراساته في الشريعة الإسلامية، وبسبب اعتقالاته المتكررة لم يستطع إكمال دراساته العليا.

ومنذ صغره، عُرف بالتزامه الديني والأخلاقي، وبكلمته الوازنة كرجل شكل قاسما مشتركا للجميع، حيث حفظ القرآن الكريم كاملا وبالقراءات السبع، وسرده داخل سجنه أمام مشايخه من القادة الأسرى، واشتهر بحفظه الكبير للأحاديث النبوية، وهو خطيب مفوه أيضا وصاحب حضور ثقافي وديني واسع.

عام 2002، بدأ مسلسل اعتقالات جعفر دبابسة، حيث أُسر أثناء محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وقضى بسجون الاحتلال 15 عاما بشكل متفرق، بين الأحكام والاعتقال الإداري. وطورد لفترات مختلفة، حيث كان يصر على عدم تسليم نفسه لجيش الاحتلال، واعتقلته السلطة الفلسطينية لنحو عامين.

إعلان

واتهمه الاحتلال بمساعدة الشهيد أشرف نعالوة من مدينة طولكرم، الذي نفذ عملية فدائية عام 2018 في مستوطنة "بركان" المقامة على أراضي مدينة سلفيت، وقتل إسرائيليَين وجرح ثالثا.

تشييع جثمان الشهيد جعفر دبابسة (الجزيرة) سيرة ومناقب

وقبل عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بشهرين، أُفرج عن الشهيد دبابسة، ومع بدء الاحتلال تنفيذ حملات اعتقال بعد الحرب على غزة وملاحقة المقاومين والأسرى المحررين، خاصة المحسوبين على حركة حماس، طورد الشهيد الذي رفض -وتحت كل الضغوط- تسليم نفسه "لأنه لا يريد أن يعود للسجون مرة أخرى"، وفق أقربائه.

وحاول الاحتلال اعتقاله مرات عدة، وحاصر منازل ومواقع احتمى بها، لكنه فشل في الوصول إليه حتى فجر اليوم الثلاثاء، حيث اغتاله أمام منزله وبين أطفاله وعائلته.

ونقلت القناة الـ13 العبرية أن جنديا إسرائيليا أصيب بجروح خطيرة خلال اشتباك أثناء عملية اعتقال مقاوم فلسطيني قرب نابلس، في إشارة للشهيد دبابسة.

ومن أمام مستشفى رفيديا الحكومي، شُيع الشهيد إلى مثواه الأخير في قرية طلوزة حيث أُلقيت نظرة الوداع عليه في منزل عائلته، ومن ثم نُقل إلى مسجد الإمام في القرية، ليوارى الثرى في مقبرتها بعد ظهر اليوم.

وفيما تداول نشطاء مواقع التواصل سيرة الشهيد دبابسة ومناقبة الحميدة، نعته كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس كأحد قادتها.

وقالت، في بيان لها وصل الجزيرة نت نسخة منه، "تستذكر كتائب القسام مسيرة شهيدها القائد الذي كانت له صولات وجولات في مقارعة العدو الصهيوني انطلاقا من انتفاضة الأقصى ومرورا بهبّة القدس ووصولا إلى طوفان الأقصى، مؤكدة أن مجاهديها ماضون على ذات الدرب حتى التحرير بإذن الله".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تحذر من الاستغلال الإسرائيلي للحرب لتعميق جرائم الاحتلال

حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من الاستغلال الإسرائيلي للحرب الدائرة في المنطقة لتعميق جرائم القتل والتهجير والضم والاستفراد العنيف بالشعب الفلسطيني وحقوقه، ومحاولات حكومة الاحتلال حرف أنظار المجتمع الدولي والدول عن التصعيد الحاصل في ارتكاب المجازر الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين والجوعى الذين ينتظرون على أعتاب مراكز توزيع المساعدات الخاوية أصلا، وكذلك منازلهم وممتلكاتهم ووجودهم كما يحدث يومياً في قطاع غزة وشمال الضفة ومخيماته.

وشددت الخارجية الفلسطينية، على ضرورة الضغط على الاحتلال لوقف التصعيد المتواصل في انتهاكات المستعمرين وإرهابهم، وفرض أطواق عسكرية غير مبررة تقطع أوصال الضفة وتحول مناطقها إلى سجون حقيقية تقوض حق المواطنين الفلسطينيين في الحياة وحرية الحركة والتنقل والوصول للمراكز الصحية والتعليمية والاقتصادية ودور العبادة خاصة في القدس.

وطالبت، المجتمع الدولي بردود فعل واهتمام عملي بما يتعرض له شعبنا يرتقي لمستوى المسؤوليات التي يفرضها القانون الدولي تجاه تلك الجرائم المستمرة، مؤكدة استمرار جهودها واتصالاتها بهذا الخصوص مع الدول كافة ومكونات المجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال على شعبنا.

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن فتح مسار سياسي والاعتراف بدولة فلسطين وتمكينها من نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على طريق تجسيدها على الأرض هو الطريق الوحيد لحماية حل الدولتين وتنفيذه، وتحقيق السلام وأمن واستقرار وازدهار المنطقة والعالم.

في سياق آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ مطلع أكتوبر 2023 إلى (55,908) شهداء و(131,138) مصابًا، بينهم أطفال ونساء وعائلات بأكملها.

أخبار السعوديةالحرب فى غزةالاستغلال الإسرائيلي للحربالمدنيين الفلسطينيينقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام تبث صورا لاستهداف جنود وآليات إسرائيلية بخان يونس
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي لوقف أوامر الهدم في مدينة القدس
  • الرئاسة الفلسطينية: وقف إطلاق النار خطوة مهمة لتحقيق الأمن والاستقرار
  • عشرات الشهداء في غزة والقسام تعلن استهداف 3 جنود إسرائيليين
  • القسام: قتل 3 جنود إسرائيليين شرق جباليا
  • كمين لـالقسام يُجهز على 3 جنود إسرائيليين من المسافة صفر في جباليا
  • القسام: مقتل 3 جنود إسرائيليين شرقي جباليا من مسافة صفر
  • “القسام”: قنصنا أحد جنود الاحتلال شرقي غزة واستهدفنا قوات العدو بقذائف الهاون
  • القسام: قنص جندي إسرائيلي واستهداف آخرين شرق الشجاعية بقذائف هاون
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من الاستغلال الإسرائيلي للحرب لتعميق جرائم الاحتلال