محللون: إسرائيل تلوح بعدم الانسحاب من جنوب لبنان
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
القدس المحتلة- عكست الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان نوايا تل أبيب لبقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان لفترة أطول من المنصوص عليها في الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ويستمر لمدة 60 يوما، وهو ما ينذر بإمكانية تجدد القتال على الجبهة الشمالية.
ووفقا للاتفاق، يلتزم حزب الله وجميع المجموعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية بعدم تنفيذ أي عمليات هجومية ضد إسرائيل، التي ستلتزم بالمقابل بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية هجومية في لبنان، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يوما، وهو ما يعكس التوجه لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل.
ويأتي التوجه الإسرائيلي، على الرغم من التزام الجيش اللبناني بتنفيذ عدد من الإجراءات والعمليات في أي منطقة من المتوقع أن يتلقى فيها مسؤولية أمنية عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي، حيث تزعم المؤسسة الأمنية في تل أبيب أن حزب الله لا يزال منظمة تهدد جنود الجيش اللبناني، وذلك لتبرير بقاء القوات الإسرائيلية في منطقة الجنوب.
ووفقا لتقديرات المحللين الإسرائيليين فإن تل أبيب تتذرع بالبقاء لفترة أطول في جنوب لبنان، بزعم أن تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله يستغرق وقتا، وأن الجيش اللبناني يفتقر إلى الوسائل والأفراد للقيام بدوره في اتفاق وقف إطلاق النار، كما أن خط وجدار الدفاع الجديد الذي سيفصل بين المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للسياج ولبنان لم يكتمل بعد.
إعلان خطة غامضةوما يعزز عدم التزام الجيش الإسرائيلي بالاتفاق وعدم الانسحاب بشكل كامل من الأراضي اللبنانية الجنوبية، هو أن الخطة الحكومية لعودة الإسرائيليين إلى بلدات الشمال لا تزال غامضة وغير واضحة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية.
وأشار رئيس بلدية "كريات شمونة" أفيحاي شتيرن، في حديثه للصحيفة إلى عدم اليقين في خطة عودة سكان البلدات الحدودية الإسرائيلية إلى منازلهم، حيث قال: "من أجل إعادة السكان تحتاج الخطة إلى أطر تربوية واجتماعية وبنى تحتية، وهي ليست جاهزة بعد"، وأضاف أن الحديث عن العودة المتوقعة خلال شهرين تقريبا "منفصلة عن الواقع على الأرض".
ولفت إلى أن عودة سكان الشمال البالغ عددهم 68 ألفا إلى منازلهم مطلع مارس/آذار المقبل، تعتمد أيضا على وجهة النظر التي سيقدمها الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي، علما أن توجه المستوى العسكري هو البقاء في جنوب لبنان لفترة أخرى.
وكشف المراسل العسكري في صحيفة "هآرتس" يانيف كوبويتس النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي يجري تحضيرات واستعدادات للبقاء في جنوب لبنان لفترة أطول من الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاقه مع حزب الله، والتي من المفترض أن تنتهي في نهاية الشهر الحالي.
ويقول المراسل العسكري "على الرغم من تحضير المؤسسة الأمنية للبقاء فترة طويلة في جنوب لبنان، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يعتزم تجديد القتال مع حزب الله، لكن إسرائيل لا تخطط للانسحاب من أي منطقة إذا لم يتم الوفاء بجميع التزامات الجيش اللبناني فيها، وإثبات قدرته على فرض اتفاق وقف إطلاق النار".
وضمن التحضيرات للبقاء فترة أطول في جنوب لبنان، يضيف المراسل العسكري: "يوجد الجيش الإسرائيلي في جميع القرى القريبة من السياج الأمني، وفي الوقت الحالي لا يمكن لسكانها العودة إليها، وقد بدأ الجيش ببناء البنية التحتية لمواقع استيطانية عسكرية وجدار أمني على طول الحدود الشمالية في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية".
ويرى المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن "إسرائيل لم تتمكن من حسم الحرب لصالحها على الجبهة الشمالية عبر اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسيكون لزاما عليها خلال العام 2025 حسم المعركة لصالحها، وهو ما يعني إمكانية تجدد القتال مع حزب الله".
إعلانويعتقد المحلل العسكري أن توجهات الجيش الإسرائيلي للبقاء فترة أطول في جنوب لبنان، تعكس التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تراهن كثيرا على عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لحسم الملفات الأمنية الإقليمية الساخنة لصالحها.
وأوضح ليمور أن إسرائيل مطالبة باستخلاص العبر من الإخفاقات بالقتال خلال العام 2024، على الرغم من الإنجازات التكتيكية على جبهتي غزة ولبنان، لافتا إلى أن "جوهر المفهوم الأمني الإسرائيلي هو شن حروب قصيرة ونقلها إلى أراضي العدو"، قائلا إن "إسرائيل فشلت بذلك، فالحرب الحالية هي الأطول في تاريخها".
استبعاد الانسحابوتساءل يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إذا ما كان الجيش الإسرائيلي سينسحب من جنوب لبنان بالموعد المنصوص باتفاق وقف إطلاق النار، حيث استبعد أن يتم مثل هذا الانسحاب، قائلا إن "ذلك من شأنه أن يعيد التصعيد على الجبهة الشمالية مجددا، حيث ستكون الكرة في ملعب حزب الله".
وأوضح زيتون أنه في نهاية يناير/كانون الثاني الحالي، ستنتهي مهلة الـ60 يوما المنصوص عليها في الاتفاق، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن هذا ليس "موعدا مقدسا"، ما يعني أن إسرائيل تفرض تدريجيا قواعد جديدة وتحاول جعل حرية حركة قواتها أمرا واقعا.
ولفت المراسل العسكري إلى عدم وجود قرار نهائي بإسرائيل بهذا الشأن لحد الآن، لكن المسؤولين العسكريين في تل أبيب يدرسون إمكانية البقاء في لبنان إلى ما بعد المدة المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، قائلا إن "القرار الإسرائيلي يعتمد على مدى سيطرة الجيش اللبناني بالميدان، لكن من المرجح أن الأميركيين لن يسمحوا للاتفاق بالانهيار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالیة الجیش الإسرائیلی المنصوص علیها فی المراسل العسکری الجیش اللبنانی مع حزب الله لفترة أطول فی لبنان تل أبیب أطول فی
إقرأ أيضاً:
مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية
أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، أنه يجري اتصالات شخصية مباشرة مع “حزب الله” اللبناني لمعالجة ملف السلاح، مشيرًا إلى أن “المفاوضات تسير ببطء، لكنها تشهد تجاوبًا جزئيًا مع الأفكار المطروحة”.
وفي تصريح لافت خلال لقائه وفدًا من “نادي الصحافة” برئاسة بسام أبو زيد في قصر بعبدا، أعرب عون عن استغرابه لوجود لجنة أمنية مشتركة بين الجيش اللبناني و”حزب الله”، متسائلًا عن الحاجة إلى مثل هذه اللجنة أصلًا.
وأكد الرئيس اللبناني أن “لا أحد يريد الحرب، ولا أحد يستطيع تحمّل تبعاتها”، داعيًا إلى التعاطي مع ملف السلاح بـ”حكمة وواقعية”، في إشارة إلى حساسية الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
من جهته، نفى “حزب الله”، في بيان صدر الأربعاء الماضي، ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول استعداده للصدام مع الدولة اللبنانية أو رفضه تسليم السلاح، واصفًا تلك التقارير بأنها “محض افتراءات مختلقة تخدم أجندات مشبوهة”.
وقال الحزب، في بيان نقلته صحيفة “النهار”، إن تلك الأخبار “عارية عن الصحة تمامًا”، داعيًا وسائل الإعلام إلى تجاهلها ومراجعة الجهات الرسمية في الحزب للحصول على المواقف الدقيقة.
ويأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه لبنان مساعي داخلية لإعادة ترتيب العلاقات بين المؤسسات الأمنية ومكونات المقاومة، لا سيما بعد التوترات التي رافقت جبهة الجنوب منذ اندلاع الحرب في غزة أواخر عام 2023، واستمرار الخرق الإسرائيلي لوقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024.
وكان الأمين العام المساعد لـ”حزب الله”، نعيم قاسم، قد صرّح الأسبوع الماضي بأن “حصرية السلاح يجب أن تُناقش في سياق وطني شامل، يأخذ في الاعتبار خطر زوال لبنان إذا ما تم تجاهل التهديدات الخارجية”.
مقتل شخص في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان
أفادت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، بمقتل شخص إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة الطويري بقضاء صور جنوب لبنان.
هذا وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية محددة تستهدف غالباً سيارات أو دراجات نارية لمسؤولين أو ناشطين في حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد أعلن أمس الجمعة، عن تصفية مسؤول القوة البشرية لقطاع بنت جبيل في حزب الله بغارة استهدفت سيارته جنوب لبنان.