عربي21:
2025-06-22@12:34:55 GMT

خرائط وخرائط ولا شيء سوى الخرائط

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

يكاد الفكر السياسي الفلسطيني يفشل في قراءة مرحلة الخرائط الإسرائيلية الجديدة، وذلك لأنّ مثل هذه الخرائط، مثلها، أو أقلّ منها، أو أكثر قد نُشر على مدى أكثر من قرن من الزمن.

الخرائط الصهيونية، والتي تتحوّل في السنوات الأخيرة، أو تحوّلت فعلاً إلى «مرحلة بحدّ ذاتها» كانت قد خضعت وأُخضعت لدراسات فلسطينية وعربية جادّة، وفي قسمٍ لا يُستهان به منها كانت هذه الدراسات عميقة في محتواها، وفي قراءة ما ينطوي عليه الفكر الصهيوني، وخصوصاً في بعض جوانبه الفكرية والأيديولوجية.



هذا الأمر يمكن أن يتمّ التعرّض له لاحقاً في إطار معالجات خاصة، والمفترض أن تكون متخصصة، أيضاً.

والواقع أنّ أيّ دراساتٍ جادّة ومتخصصة حيال معالجة المرحلة الجديدة من «مرحلة الخرائط» يحتاج إلى نوع من «حوصلة وترصيد وتصفية» المراحل السابقة على هذه المرحلة، لكي يصار إلى رؤية الخرائط الجديدة، في مرحلتها الجديدة في السياقات الضرورية المطلوبة.

أين يكمن خطر فشل، أو الفشل في قراءة المرحلة الجديدة من الخرائط؟ وهل نحن أمام انتقالٍ من مرحلة إلى مرحلة جديدة؟ ليس فقط في إطار المرحلة «الخرائطية» أم ان الأمر يتعلّق أساساً، بالجانب الآخر، والأهم في المسألة كلّها، والذي يتمثل بقراءة الانتقال من الجوانب الفكرية والأيديولوجية للخرائط إلى مرحلة القيام بها، أي التحوّل إلى مشروع سياسي مباشر، وإلى جزء مباشر من جدول الأعمال؟

وهل [إذا كنّا فعلاً جادّين في هذه القراءة] يأتي هذا الفشل لأسباب من قبيل القصور وشحّ الإمكانيات، أم نحن أمام دوافع أخرى تتصل أساساً بالخواء الذي باتت عليه «البرامج» السياسية للقوى السياسية الرئيسية الفلسطينية، وتحوّل هذا الخواء إلى قاسم مشترك أعظم من بين كل القواسم الأخرى؟

وليس المقصود هنا أن هذه البرامج صحيحة أم لا، مُحقّة أم لا، عميقة أم لا، المقصود هنا هو فيما إذا كانت هذه البرامج مقنعة أم لا، عملية أم لا، تستجيب للتحديات أم لا، قادرة على الفعل التعبوي أم لا، تكتّل وتؤطّر أم لا، تعكس المصالح الحيوية للفئات الاجتماعية أم لا، ترتقي بالوعي الوطني أم تشوّهه، لديها وسائل فاعلة ومؤثّرة في المواجهة أم ان وسائلها، أيضاً، وأدواتها تعتاش على ما تجاوزه الزمن.

هذا فقط على مستوى «الدوافع» التي تتصل بالخواء أو التقادم، أو البرامج التي تراوح في زمن هو قد مضى بالفعل، وفي مكان لم نعد نقيم عليه كما كنّا.

الخوف ليس من هذا الجانب من «الدوافع» فقط، وإنما من الجانب الآخر والذي يعرف بأن برامجه لم تعد تقدّم الإجابات، ولم تعد تطرح الأسئلة، ولم تعد معنية بأيّة تراجعات أو مراجعات، وما زالت توهم نفسها أنّ لا علّة في البرامج، وإنّما العلّة في صعوبة الظروف المحيطة، أو أنّها تفضّل الاختفاء خلف التدخلات الخارجية، أو صعوبة الظروف لتبرر لنفسها الاستنكاف عن التراجع والمراجعة.

لهذا كلّه فإنّ «التصدي» للمرحلة الجديدة من الخرائط لا يمكن أن تعتبر جدّية طالما أنّها تأتي على هيئة تصريح سياسي بدلاً من أن تأتي في سياق مراجعات للبرامج والأساليب والأدوات على المستوى الوطني الكلّي الشامل في ضوء ما تمثّله من تحدّيات، وفي ضوء ما تفرضه من أخطار.
عندما يتم مواجهة «خرائط» المرحلة الجديدة بتغريدات سياسية علينا أن نعرف بأننا نقف في منتصف دائرة الفشل.
انتظار هذا التراجع، وهذه المراجعة هو سبب إضافي في هذا الفشل
علينا أن نعترف بأن المنظومات السياسية، والمنظمات السياسية في بلادنا، في كلّ بلادنا، لأنّ بلادنا كلّها بلاد واحدة، مهما اختلفت هنا أو هناك درجة الخطر.. علينا أن نعترف أن انتظار هذا التراجع، وهذه المراجعة هو سبب إضافي في هذا الفشل، وهو الأمر الذي يحتّم ــ كما أرى ــ على نُخب معيّنة أن ترتقي بأدائها ودورها لكي ترتقي مكانتها من جهة، ولكي تقوم بواجبها حيال مجتمعها وشعبها، كل شعبها من جهة أخرى.

ليس في نيّتي في هذا المقال أن أبدأ بمثل هذا التوجّه، لأنّ الأمر أكبر من أن يبدأ به كاتب أو مثقّف أو ناشط سياسي، أكبر بكثير من أيّ جهدٍ فردي، ومن أيّ مبادرة متحمّسة.

وما سأقترحه هنا ليس شيئاً من هذا القبيل مطلقاً، وإنّما أقترح أن يتمّ الدعوة إلى حوارٍ هادئ ــ بقدر ما هو ممكن ــ يأخذ بعين الاعتبار المثل اليوناني القديم الذي يقول؛ لنسرع ببطء، وإلى لقاءات منظّمة، دورية ومتواصلة لمناقشة أزمة، أو أزمات العمل الوطني الفلسطيني، بعيداً ــ بقدر ما هو ممكن ــ عن الآراء المسبقة، والانتماءات المسبقة، وعن الأطر المسبقة نحو بلورة ما يمكن اعتباره نتاجات مجموعات تفكير فلسطينية، لكي ننفتح فيما بعد، وبعد أن يتمّ بلورة الآليات المناسبة على نخبٍ عربية نعرف ومنذ الآن أنها تشتغل في هذا الهمّ، ونتمنّى أن تبادر النخب الفلسطينية إلى لملمة وضعها، والبدء بمبادرات جدّية على هذا الصعيد.

واضح أنّ خرائط «العهد الإسرائيلي الجديد» أو ما أطلقنا عليه مجازاً بالمرحلة الخرائطية هي سياق لمراحل سابقة، وهذا الأمر يحتاج إلى أن يتحوّل كمنطلقٍ لفهم الخرائط الجديدة، وواضح أنّ المسألة لا بدّ وأن ترتبط بالرصد المكثّف للتحوّلات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي إلى يومنا هذا، والسياق الذي أدّى وأنتج مرحلة الخرائط الجديدة، كما أنّه من الواضح أن الانتقال الذي تمّ من مرحلة إدارة الصراع إلى حسم الصراع هو عنوان كبير في قراءة هذا السياق المتصل.

الأهم ربّما، أو هو على نفس درجة الأهمية هو رؤية مجيء «الترامبية» وعلاقتها المباشرة بالمرحلة الخرائطية، النتائج التي تتوهّهمها دولة الاحتلال للحرب الكارثية التي ما زالت تدور في الإقليم، وللحرب التي ستدور حتماً، وبصورة أشد وأقسى في حالة إن بدأت مجموعات «اليمين» الفاشي بوضع «خرائطها» على جدول الأعمال.

في الآونة الأخيرة بدأت بعض الكتابات الفلسطينية بالتعبير عن نفسها بصورة أكثر دقّة وجلاءً نحو هذه المراجعة، وقد لمست شخصياً أن عمقاً أكبر بات يحاول جاهداً، وبإخلاصٍ كبير تناول الحالة الوطنية من باب إعادة النظر، من باب التراجع، ومن باب المراجعات الرصينة.

وقد لفت انتباهي ما كتبه الصديق العزيز، الدكتور إياد البرغوثي، وما كتبته الصديقة العزيزة الدكتورة غانية ملحيس في هذا الإطار، وفي هذا الاتجاه، كما أنني وبصرف النظر عن أيّ اختلافات أو تعارضات مع كتّاب أصدقاء أعزّاء مثل الأستاذ هاني المصري، والأستاذ عريب الرنتاوي والاستاذ مهند عبد الحميد والاستاذ اكرم عطا الله والاستاذ عبد الغني سلامة، إضافة إلى من يتواجدون في الخارج منهم.
إنني لمست نفساً عالياً نحو تحقيق هذا التوجّه، وأرى أنّ إسهامهم جميعاً سيكون فارقاً ونوعياً إذا تمّت الأمور وفق هدف محدود بهذا الاتجاه، وهناك الصديق جمال زقوت ومروان الطوباسي على نفس النهج والطريق.

كما أنّ المساهمات القيّمة التي لمسناها جميعاً في كتابات الأستاذ عماد شقّور، وأمير مخّول، ومساهمات الأستاذ عصام مخّول تشكّل برأيي مجهودات نوعية في هذا السياق.

أقصد أنّه آن الأوان (بعد الاعتذار من العشرات من الكتّاب والمثقّفين الذين ربّما أنّ دورهم أكبر من أيّ دور) لكي يتمّ المبادرة إلى رصد كلّ ذلك والعمل الجاد نحو استنهاض وشحذ الهمم الفكرية نحو هذا الهدف.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني الخرائط الاحتلال فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال خرائط مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قراءة ة أم لا فی هذا

إقرأ أيضاً:

كيف تحقق النجاح الباهر.. دليلك الذهني لتجاوز الثانوية العامة بثقة وثبات

مرحلة الثانوية العامة ليست مجرد سنة دراسية، بل هي مرحلة مفصلية في حياة كل شاب وفتاة، فترة تختلط فيها المشاعر بين الطموح بالضغوط، كما  يصاحب هذه المرحلة قلق وتوتر.

قال الدكتور سلمان إمام أخصائي الطب النفسي فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن التعامل الذكي مع مرحلة الثانوية العامى لا يعتمد فقط على عدد ساعات الدراسة، بل يعتمد أيضًا على الحالة، النفسية وذهنية تعاملك مع الظروف من حولك.

دليلك الذهني والنفسي لتجاوز مرحلة الثانوية العامة بثقة وثبات

ولأن التوازن هو السر الحقيقي للنجاح، إليك مجموعة نصائح عملية ومطوّلة تساعدك على عبور هذه المرحلة بثقة:

دليلك الذهني والنفسي لتجاوز مرحلة الثانوية العامة بثقة وثبات ١. تعامل مع القلق كرفيق لا كعدو

القلق شعور طبيعي، بل صحي في كثير من الأحيان، لأنه ينبع من شعورك بالمسؤولية، لكن المشكلة تبدأ عندما يتحوّل هذا القلق إلى توتر زائد أو تفكير سلبي يجعلك تفقد التركيز والثقة في نفسك.

ما يجب فعله:

لا تحاول التخلص من القلق تمامًا، بل تعامل معه بهدوء.عندما تشعر بالتوتر، خذ استراحة قصيرة، مارس تمارين تنفس بطيئة، أو اذهب لنزهة بسيطة.تحدّث عن مشاعرك مع شخص تثق به: أحد الوالدين، صديق مقرّب، أو مستشار نفسي.ذكر نفسك دائمًا أنك لست وحدك في هذا الطريق، وأن ما تمر به أمر طبيعي.دليلك الذهني والنفسي لتجاوز مرحلة الثانوية العامة بثقة وثبات ٢. لا تبالغ في وضع خطط دراسية مثالية

كثير من الطلاب يبدؤون الدراسة بحماس مفرط، فيضعون جداول زمنية مثالية وطويلة يصعب الالتزام بها.
ثم بعد عدة أيام، تبدأ الحماسة في الانخفاض ويبدأ الشعور بالفشل والإحباط.

ما يجب فعله:

ضع جدولًا بسيطًا ومرنًا يناسب نمط حياتك وظروفك.استخدم طرق فعالة مثل تقنية بومودورو، وهي 25 دقيقة دراسة متواصلة ثم 5 دقائق راحة.خذ فترات راحة قصيرة ومنتظمة، ولا تنسَ أن دماغك بحاجة للراحة ليعمل بكفاءة.لا تملأ جدولك بالكامل، اترك مساحة للتأخير والمفاجآت والمزاج المتقلب.٣. لا تقارن نفسك بالآخرين إطلاق

أكثر ما يهز ثقة الطالب بنفسه هو مراقبة الآخرين، أن ترى صديقًا يدرس عدد كبير من الساعات، أو ينهي وحدات دراسية بسرعة، قد يشعرك أنك لا تبذل جهدًا كافيًا.

لكن تذكّر دائم

لكل شخص طريقته في الدراسة وقدرته على التحصيل.المقارنة تسرق منك الطاقة والرضا، وتجعل تركيزك على الآخرين بدلًا من نفسك.قارن نفسك بنفسك فقط. لاحظ كيف كنت قبل شهر، وقِس تقدمك على هذا الأساس.٤. النوم الجيد أقوى من أي مراجعة في وقت متأخردليلك الذهني والنفسي لتجاوز مرحلة الثانوية العامة بثقة وثبات 

يعتقد البعض أن السهر لوقت متأخر دليل على الجد والاجتهاد، لكن الدراسات العلمية أثبتت أن قلة النوم تضعف التركيز وتقلل من قدرة العقل على الحفظ والفهم.

ما يجب فعله:

حاول النوم من 6 إلى 8 ساعات يوميًا، وخصوصًا في الأيام التي تسبق الامتحانات.نظّم مواعيد نومك واستيقاظك لتعيش بنظام ثابت، ما يساعد العقل على التركيز.اجعل النوم أولوية وليس خيارًا.٥. كن لطيفًا مع نفسك وتوقف عن جلدهانحن أحيانًا نكون أقسى مما ينبغي على أنفسنا، نلومها بسرعة، ونصفها بالفشل لأصغر خطأ، وكأننا نطالب أنفسنا بالكمال.لكن الحقيقة أن اللطف مع الذات مفتاح من مفاتيح التقدم.بدلًا من قول أنا فاشل قل أنا أواجه صعوبة وسأتخطاهالا تُعاقب نفسك عند الفشل، بل حاول أن تتعلم منه.امدح نفسك على التقدّم، حتى إن كان بسيطبرج الثور حظك اليوم السبت 21 يونيو 2025.. ‌احتفظ بالوفاء دائمًاحظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 21 يونيو 2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحيبرج الأسد حظك اليوم السبت 21 يونيو 2025..حب بلا حدودنشرة المرأة والمنوعات | فاكهة صيفية تنظف الكبد وتطرد السموم من الجسم.. أطعمة تزيد الشعور بالحرتحذير طبي: مشروبات شائعة تهدد القلب وتزيد خطر الجلطات والسكتاتلصحة طبيعية | تناول 5 حصص فاكهة وخضار يوميًا يحسّن جودة النومطريقة عمل طاجن الجبنة بالبيض في الفرن .. خطواته سهلة وطعمه لذيذ10 أطعمة "سحرية" لتنظيم الأمعاء وتحسين الهضم.. احرص على تناولهافي بداية الصيف .. 4 أطعمة تزيد الشعور بالحر يجب تقليلهافاكهة صيفية محبوبة تنظف الكبد وتطرد السموم من الجسم بفعالية مذهلة٦. افهم أن الثانوية العامة ليست نهاية الطريق

صحيح أن هذه المرحلة مهمة، لكنها ليست كل شيء، نتيجتك لا تحدد قيمتك، ولا تلغي ما تملكه من قدرات ومواهب، كثير من الناجحين لم تكن نتائجهم المدرسية لامعة، لكنهم استثمروا في أنفسهم وواصلوا الطريق.

ما يجب أن تؤمن به

الثانوية العامة محطة، وليست محطة أخيرة.النجاح الحقيقي هو أن تستمر، أن تتعلم من كل تجربة، وأن تُكمل الطريق بثبات.لا تحصر نفسك في فكرة واحدة عن المستقبل، فالحياة مليئة بالفرص والبدائل. طباعة شارك نصائح نفسية طلاب الثانوية العامة الثانوية العامة نصائح نفسية لطلاب الثانوية العامة مرحلة الثانوية العامة النصائح النفسية النصائح النفسية والذهنية الامتحانات دليلك الذهني والنفسي لتجاوز مرحلة الثانوية العامة بثقة وثبات مرحلة الثانوية

مقالات مشابهة

  • مرحلة جديدة بعد الهجوم الأميركي على إيران.. وترقّب لموقف حزب الله
  • الوَلَد !! لَمَسَ الأسد !!
  • مسؤول روسي: الولايات المتحدة دخلت مرحلة حرب أهلية
  • كأس العالم للجمباز.. نمور تحصد ذهبية جديدة في مرحلة “طشقند”
  • كأس العالم للجمباز… نمور تحصد ذهبية جديدة في مرحلة “طشقند”
  • اكتشاف فلكي مذهل.. كواكب جديدة فى مرحلة التكوين
  • كيف تحقق النجاح الباهر.. دليلك الذهني لتجاوز الثانوية العامة بثقة وثبات
  • استشاري يوضح أحدث طرق تشخيص مرحلة ما قبل السكري
  • بعد الخسارة أمام بالميراس .. فرص الأهلي للصعود من مرحلة المجموعات
  • الحرس الثوري يعلن بدء مرحلة الهجوم المركب ضد إسرائيل