هل تضع الثورة السورية حدا لمذابح الإخوان المسلمين؟
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
نشأنا وعشنا ثلثي قرن على أخبار مذابح الإخوان المسلمين وفروعهم القُطرية، وشاركت كل الأنظمة العربية القومية منها والليبرالية (الثورية منها والرجعية) في هذه المذابح على طول الرقعة العربية. كانت مذابح منظمة متشابهة في ترتيبها وتبريراتها وتقوم على سردية متطابقة (الإخوان تنظيم خياني وإجرامي زرعه الاستعمار لتخريب الأوطان).
هذه الأنظمة ومن كل مشاريعها المعلنة لم تتقن ولم تتفق إلا في مهمة مركزية واحدة؛ تصفية تيار الإخوان بمختلف مسمياته القُطرية. لقد فشلت كل الأنظمة في كل مهامها إلا مهمة تصفية التيار الإسلامي، لكنها الآن تسقط تباعا ويظهر وجه الإخوان من جديد. لقد عاش التيار رغم المذابح أكثر من قاتليه وهو يبدو حيا ومتماسكا وربما يتأهل للقيادة من جديد، وتقع عليه الآن مهمة إنجاز التنمية والتحرير وبناء الديمقراطية من الصفر، فهل يثبت التيار قوة فعلية وينجز وقد أنهت الثورة السورية المذابح المنهجية؟
لا يدخل في اهتمامي الآن وهنا تقييم مشروع الإخوان المسلمين الفكري والسياسي، كما لا ننسب لهم كل الثورة السورية التي نجحت، بل هو مكون منها قد لا يكون مؤثرا ولكن لا يمكن نفي مشاركتهم في الثورة
الإخوان أحياء بعد
لا يدخل في اهتمامي الآن وهنا تقييم مشروع الإخوان المسلمين الفكري والسياسي، كما لا ننسب لهم كل الثورة السورية التي نجحت، بل هو مكون منها قد لا يكون مؤثرا ولكن لا يمكن نفي مشاركتهم في الثورة. لذلك نُخرج المقال من منطقة الدعاية السياسية للتيار ومن منطقة الاستهانة بدوره، ونقف أمام سؤالين مهمين موجهين لمن حارب الإخوان بلا هوادة: الأول لماذا لم يندثر التيار رغم المذابح التي تعرض لها في كل قُطر وظل يعود باسمه أو بمسميات مختلفة طيلة حياة الدولة العربية الحديثة (للتذكير ولد التيار منذ قرن أي قبل ولادة الدويلات العربية كلها)، والثاني لماذا كانت تصفية التيار تحظى بالدعم الغربي المطلق لكل نظام عربي مارس مذابح في حقهم، سواء كان قوميا تقدميا/صمود وتصدي أو رجعيا، ملكيا أو جمهوريا)؟
هذا اللقاء المريب بين الأنظمة والغرب الاستعماري وربيبته الصهيونية ظل باستمرار شهادة براءة من العمالة والخيانة التي وصمت بها الأنظمة التيار الإسلامي من المغرب إلى العراق، وظل يجمع لهم أنصار ومتعاطفون. (غني عن القول أن هناك تيارات وشخصيات وطنية حرة وديمقراطية من خارج التيار لم تشارك في المذابح لصالح الغرب والكيان الصهيوني، وقد وصمت بالإخوانية لمجرد أنها لم تشارك في المذابح).
فشل الأنظمة في إنجاز التنمية والديمقراطية وتحرير الأرض المحتلة أنتج تعاطفا أكبر مع التيار، وخاصة بعد حرب الطوفان التي قادها فصيل لا يخفي أصله الإخواني وإن اختلف معهم في الوسيلة النضالية.
الصورة تتضح أكثر؛ ثلثا قرن من التكاذب باسم التحرير والتنمية انتهت في سوريا بفضيحة نظام يمكن وصفه بالأكثر كذبا من كل الأنظمة. وخرج الإخوان من تحت ركام البراميل أحياء ولهم صوت ورجال، ويمكن أن يكونوا شركاء حكم في أكثر المواقع إستراتيجية لناحية معركة التحرير والتنمية.
بقية عناصر الصورة تكملها الحالة التركية التي لم ينشأ فيها تيار إخواني صرف، لكن التيار الإسلامي فيها ظهر وقاوم الانقلابات منذ الأتاتوركية وانتصر وحقق نجاحات في التنمية وبناء الديمقراطية، وحوّل تركيا إلى قوة إقليمية تحدث الغرب بندية وتشارك في تخطيط مصير المنطقة وربما العالم أيضا. وتبدو الآن في موقع الراعي الحامي لتيار الإخوان و(الإسلام السياسي عامة) في المنطقة العربية، وقد تقوم بمهمة قيادة كل التيار في اتجاه التجربة الأردوغانية.
الإخوان أمام محنة السلطة
الثورة السورية أعلنت نهاية عذابات الإخوان المسلمين في سوريا، حيث تعرض التيار أكثر من كل فصيل إلى التصفية، فلا نظير لما فعل نظام البعث بتيار الإخوان في سوريا. إنهم ليسوا وحدهم الآن في سوريا، ولكنهم مكون رئيسي سنعرف وزنه في أول صندوق انتخابي تعد به الثورة السورية. ونظن أن بقية الفروع الإخوانية في بقية الأقطار تنظر بغبطة لما حصل في سوريا ونراها تفكر في توسيع الحالة السورية، ونعتقد أن الأنظمة التي عاشت من قمع الإخوان وقبضت من الغرب ثمن تصفيتهم على مدى ثلثي قرن، تفكر الآن في التوقف عن مواصلة المذابح وتعيد حساباتها مع التيار الإسلامي. هنا نتوقع إنهاء المذابح المنهجية في حق التيار بالمصالحات أو بالمناورات أو بالاستيعاب التدريجي.
إسلاميو سوريا في موقع يتجاذبه تياران: الأردوغانية (العدالة والتنمية) أو تيار العمل السياسي تحت سقف الديمقراطية وقبول التعايش مع المختلف دون فرض الإسلام عليه (في عقلية أسلمة وإعادة الفتح)، وهي تجربة قدمت نتائج جعلت حتى المسيحي التركي يصوت لأردوغان في ردهات كثيرة، كما قدمت نتائج تنموية لا يمكن الاستهانة بها، وتيار إسلام سعودي نصمه بالتيار الشريعي
نهاية محن العذاب فتح باب محن السلطة انطلاقا من سوريا. هنا يبدأ الاختبار الحقيقي للإخوان المسلمين ومن ناصرهم أو لمن يشارك في ذبحهم؛ هل يتجهون إلى استنساخ التجربة التركية فينجزون التنمية والديمقراطية أم تستوعبهم التجربة السعودية بخطابها الشريعي الذي يحمل الناس إلى تدين مظاهر غير مشغول؟
إسلاميو سوريا في موقع يتجاذبه تياران: الأردوغانية (العدالة والتنمية) أو تيار العمل السياسي تحت سقف الديمقراطية وقبول التعايش مع المختلف دون فرض الإسلام عليه (في عقلية أسلمة وإعادة الفتح)، وهي تجربة قدمت نتائج جعلت حتى المسيحي التركي يصوت لأردوغان في ردهات كثيرة، كما قدمت نتائج تنموية لا يمكن الاستهانة بها، وتيار إسلام سعودي نصمه بالتيار الشريعي ينشغل بإسلام شعائري يقيس طول اللحية بالقبضة والإصبع، ويبني على تكفير القول بالديمقراطية ومن ذلك فقه طاعة أولي الأمر قبل طاعة الله ورسوله، ولا يضع التنمية وتحرير فلسطين ضمن أجندته بل يراود التطبيع ويساوم به.
في ردهات كثيرة من عمر تيار الإخوان وخاصة بعد هروبهم الكبير من مذابح الناصرية تسلل إسلام الشعائر إلى تفكير الإخوان، وساقتهم السعودية إلى تحالفاتها الخاصة (الأمريكية أساسا) فحاربوا بشبابهم في كل حروب السعودية. ونظن أن هذه المرحلة تركت آثارها في الفكر والسلوك.
نتوقع في كواليس الثورة وجود هذا التجاذب العميق بين التيارين، وليس لدينا علم بالاتجاه الغالب لذلك سنبقى في منطقة التوقعات حتى يحين أوان الصندوق الانتخابي، ولكن هنالك ما يشبه اليقين أن عصر المذابح قد توقف في سوريا وقد يشمل بقية الأقطار التي توجد فيها تطبيقية إخوانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربية الثورة سوريا سوريا ثورة اخوان عرب مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین التیار الإسلامی الثورة السوریة فی سوریا لا یمکن
إقرأ أيضاً:
كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
مرّ عام على هجوم ساوثبورت، الذي أشعل أعمال شغب عنصرية غاضبة في شوارع المملكة المتحدة. حشود غير منضبطة، تحفّزت بادعاءات كاذبة بأن الجاني مسلم، انطلقت في موجة عنف، وهاجمت المساجد، والمتاجر التي يملكها مسلمون، والمنازل، والأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون.
وفيما كانت أعمال الشغب مشتعلة، كنت أنهي روايتي بعنوان: "الظهور الثاني". تدور أحداث الرواية في مستقبل ديستوبي تستولي فيه مليشيا مسيحية مستلهمة من القومية الإنجليزية على لندن، وتحظر الإسلام، وتنفي المسلمين إلى مخيمات لاجئين في برمنغهام.
لقد جعلتني الأحداث التي كانت تتكشف في الشوارع أثناء كتابتي الفصول الأخيرة، أدرك أننا اليوم أقرب بكثير إلى العالم الديستوبي في روايتي مما كنت أتخيل.
المشاهد والصور التي ساعدتني على تشكيل هذا العالم الخيالي، استُلهمت من إنجلترا التي عشت فيها خلال شبابي، حين كانت أعمال العنف العنصري متفشية. كانت عصابات من الشبان البيض تطاردنا، خصوصا بعد إغلاق الحانات، في موجة تلو الأخرى مما كانوا يسمّونه "تحطيم الباكستانيين".
لم تكن الهجمات بالسكاكين أو القنابل الحارقة أمرا نادرا، ولا كانت المطالبات التي أطلقتها الجماعات اليمينية المتطرفة مثل "الجبهة الوطنية" و"الحزب الوطني البريطاني" بإعادة "المهاجرين" السود (أي غير البيض) إلى أوطانهم أمرا مستبعدا.
كان الذهاب إلى المدرسة أحيانا يعني الركض عبر ممر من الأطفال العنصريين. وفي ساحة اللعب، كانوا أحيانا يحاصروننا، وهم يرددون أناشيد عنصرية.
كطالب، فقدت العدّ من كثرة عدد المرات التي تعرضت فيها لاعتداءات جسدية، سواء في المدرسة، أو في الشارع، أو في الحانات، أو في أماكن أخرى.
حين كنت أعيش في شرق لندن، كنت مع شباب منطقة بريك لين المحليين، حيث كانت تدور معارك بالأيدي لصد جحافل المهاجمين العنصريين.
إعلانلم تكن هذه الاعتداءات ظاهرة معزولة، بل كانت مشاهد مشابهة تتكرر في أنحاء البلاد، حيث كانت "الجبهة الوطنية" و"الحزب الوطني البريطاني" ينظمان مئات المسيرات، ما منح العصابات البيضاء المتطرفة جرأة أكبر.
في تلك الفترة، تم اعتقالي مع عدد من أقراني، ووجهت إلينا تهمة "التآمر لصنع متفجرات" بسبب ملء زجاجات الحليب بالبنزين للدفاع عن مجتمعاتنا في وجه العنف العنصري؛ وقد عُرفت قضيتنا لاحقا باسم "برادفورد 12".
كانت هذه النضالات، سواء في بريك لين أو في برادفورد، جزءا من معركة أوسع ضد العنصرية المؤسسية والأيديولوجيات اليمينية المتطرفة التي كانت تهدف إلى ترهيبنا وتقسيمنا.
كان العنف العلني المباشر في الشوارع خلال تلك السنوات مرعبا، لكنه كان ينبع من هامش المجتمع. أما الطبقة السياسية الحاكمة، فرغم تواطئها، كانت تتجنب الاصطفاف العلني مع هذه الجماعات. ومثال على ذلك مارغريت تاتشر، التي قالت في مقابلة شهيرة 1978، حين كانت زعيمة حزب المحافظين: "الناس في الواقع يخشون من أن يُغمر هذا البلد بأشخاص ذوي ثقافة مختلفة".
كان ذلك تلميحا مبطنا بالموافقة على خطاب الحشود العنصرية، إلا أن تاتشر، رغم ذلك، حين أصبحت رئيسة للوزراء، حافظت على مسافة بينها وبين الجماعات اليمينية المتطرفة.
اليوم، لم تعد تلك المسافة موجودة. فرئيس الوزراء كير ستارمر وأعضاء بارزون آخرون في حزب العمال، يرددون بانتظام خطاب اليمين المتطرف، متعهدين بـ"التصدي بحزم" لأولئك الذين يسعون للحصول على ملاذ آمن هنا.
ولم يكن سلفه المحافظ، ريشي سوناك، ووزراؤه مختلفين. فقد زعمت وزيرة داخليته، سويلا برافرمان، زورا أن عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال يغلب عليها "ذكور بريطانيون من أصول باكستانية، يحملون قيما ثقافية تتعارض تماما مع القيم البريطانية".
وعلى الرغم من أن العنصرية البيضاء الفجّة القديمة لم تختفِ، فإن شكلا أشد خبثا منها- الإسلاموفوبيا- قد جرى تأجيجه على مدى العقود الماضية. ويبدو أن عصابات "ضرب الباكستانيين" القديمة قد حلت محلها موجة جديدة، تساوي بين الإسلام والإرهاب، وبين الاستغلال الجنسي والباكستانيين، وبين طالبي اللجوء وجحافل طفيلية على وشك اجتياح البلاد.
هذه هي التربة التي ترسّخ فيها حزب "ريفورم" (Reform) ونما، حيث باتت أشكال العنصرية الأكثر فجاجة تحظى بالاحترام وتصبح قابلة للانتخاب. فحين يصبح كلٌّ من حزب العمال والمحافظين ملاذا لشبكة معقدة من الفساد السياسي، يُقدَّم خطاب "ريفورم" المبسّط المعادي للمهاجرين والإسلاموفوبي كبديل نزيه.
وقد أوصل هذا الحزبَ اليميني المتطرف إلى صدارة استطلاعات الرأي، إذ يحظى بدعم 30 بالمئة من الناخبين، مقارنة بـ22 بالمئة لحزب العمال، و17 بالمئة لحزب المحافظين.
وفي هذا السياق، لم يكن مفاجئا أن تختار مجلة "الإيكونوميست"، في الذكرى السنوية لأحداث الشغب، إجراء استطلاع يركّز على العِرق بدلا من قضايا التدهور الاقتصادي، والحرمان الاجتماعي، وسياسات التقشف المستمرة التي خضع لها الشعب العامل في هذا البلد.
وقد أظهر الاستطلاع أن نحو 50 بالمئة من السكان يعتقدون أن التعددية الثقافية لا تفيد البلاد، فيما رأى 73 بالمئة أن "أعمال شغب عرقية" جديدة ستقع قريبا.
إعلانإن تغذية العنصرية العنيفة في الداخل تسير جنبا إلى جنب مع التاريخ الطويل لإنجلترا في ممارستها في الخارج. فوجه العنصرية الجديد يتغذّى على الصور الاستعمارية القديمة التي تصوّر "الهمج" بوصفهم بحاجة إلى الترويض والانتصار عليهم عبر "الحكم الاستعماري المتحضّر". هذه الأيديولوجيات العنصرية، التي كانت أساس تماسك الإمبراطورية، عادت اليوم لتستقر في الداخل.
وهي تتجلى في العنف العنصري في الشوارع، وفي قمع الدولة لمناصري فلسطين، كما تتجلى في الدعم السياسي والعسكري الثابت الذي تقدّمه المملكة المتحدة لإسرائيل، حتى وهي تقصف المستشفيات والمدارس في غزة، وتجوّع الأطفال.
لقد علّمت الإمبراطوريةُ بريطانيا استخدام العنصرية لتجريد شعوب بأكملها من إنسانيتها، لتبرير الاستعمار، والنهب، ونشر الحرب والمجاعات. فالإبادة الجماعية جزء من الحمض النووي البريطاني، وهو ما يفسّر تواطؤها الحالي مع إسرائيل التي ترتكب الإبادة.
في ظل هذا العنف العنصري والإمبريالي، انتفض الناس من جميع الألوان والأديان- ومن لا دين لهم- وبدؤوا في التعبئة والمقاومة. ورغم أنهم لم ينجحوا في إيقاف الإبادة الجماعية، فإنهم فضحوا الأكاذيب الوقحة والنفاق الصارخ للنخبة السياسية البريطانية. وحدها مثل هذه التضامنات، وهذه المواجهة المباشرة للعنصرية، قادرة على منع العالم الكابوسي الذي وصفته في روايتي من أن يتحول إلى واقع.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline