في خطاب مسجل.. مسؤول إيراني كبير يقر بهزيمة كبيرة في سوريا
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
أقر جنرال إيراني كبير في خطاب مسجل، بـ”هزيمة ثقيلة”، لإيران بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأميركية.
وقالت الصحيفة، “إن خطاب الجنرال بهروز إثباتي في مسجد بطهران، والذي نشره موقع “عبدي”ميديا الإخباري ومقره جنيف، الاثنين الماضي، ناقض تصريحات رئيس إيران مسعود بيزشكيان وغيره من كبار القادة”.
وفي 31 ديسمبر الماضي، ألقى إثباتي كلمة بعنوان “الإجابة على أسئلة حول انهيار سوريا” في مسجد وسط طهران، خاطب فيها ضباط الجيش ورواد المسجد.
وبدأت الكلمة بإعلان إثباتي، أنه “غادر سوريا على متن آخر طائرة عسكرية إلى طهران في الليلة التي سبقت سقوط نظام الأسد”، وانتهت بإجابته على أسئلة الحاضرين، وقدم خلالها “تقييمه الأكثر جدية للقدرة العسكرية الإيرانية في محاربة إسرائيل والولايات المتحدة”.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن إثباتي شغل منصباً في القوات المسلحة الإيرانية، مع سجل من الأدوار البارزة، بما في ذلك شغله لمنصب القائد العام لقسم الإنترنت في القوات المسلحة.
وأشرف إثباتي في سوريا، على العمليات العسكرية الإيرانية ونسق بشكل وثيق مع الوزراء السوريين ومسؤولي الدفاع ومع الجنرالات الروس، متفوقاً على القائد العام لفيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يشرف على شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران.
وقال إثباتي في الخطاب المسجل: “لا أعتبر خسارة سوريا شيئاً يدعو للفخر، لقد هُزمنا، وهُزمنا بشدة، وتلقينا ضربة قوية للغاية وكان الأمر صعباً للغاية”.
وكشف إثباتي أن علاقات إيران مع الأسد كانت متوترة لعدة أشهر، ما أدى إلى الإطاحة به، قائلاً إن “الرئيس السوري رفض طلبات متعددة للميليشيات المدعومة من إيران لفتح جبهة ضد إسرائيل من سوريا، في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023”.
وقال إثباتي: “قدمت إيران للأسد خططاً عسكرية شاملة حول كيفية استخدامها للموارد العسكرية الإيرانية في سوريا لمهاجمة إسرائيل”.
واعتبر إثباتي أن “سقوط نظام الأسد كان لا مفر منه في ضوء الفساد المستشري والقمع السياسي والصعوبات الاقتصادية التي تعانيها البلاد”، وقال إن الأسد “تجاهل التحذيرات بالإصلاح”، فيما اتهم روسيا، التي تعد حليفاً رئيسياً لطهران، بـ”تضليل إيران بإخبارها أن الطائرات الروسية كانت تقصف الفصائل المسلحة، بينما كانت في الواقع تسقط قنابل على حقول مفتوحة”.
وقال في هذا الصدد: “في العام الماضي، عندما ضربت إسرائيل أهدافاً إيرانية في سوريا، أغلقت روسيا الرادارات، ما سهل هذه الهجمات فعلياً”.
وتابع إثباتي خطابه، قائلاً إن إيران “ستبحث عن طرق لتجنيد رجالها في أي شكل قد تتخذه سوريا الجديدة”، مضيفاً: “يمكننا تفعيل جميع الشبكات التي عملنا معها على مر السنين، كما يمكننا تفعيل الطبقات الاجتماعية التي عاش رجالنا بينها لسنوات؛ يمكننا أن نكون نشطين في وسائل التواصل الاجتماعي ويمكننا تشكيل خلايا مقاومة”.
وأضاف: “الآن يمكننا العمل هناك كما نفعل في الساحات الدولية الأخرى، وقد بدأنا بالفعل”.
وعلى الرغم من تأكيداته بشأن تفعيل الشبكات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما الذي تستطيع إيران أن تفعله واقعياً في سوريا، نظراً للمعارضة الشعبية والسياسية التي تواجهها والتحديات التي تلقاها في الوصول إلى سوريا براً وجواً.
وعندما سُئل عما إذا كانت إيران ستنتقم لاغتيال إسرائيل الأمين العام لجماعة “حزب الله” اللبنانية حسن نصر الله، أجاب بأن إيران “فعلت ذلك بالفعل”، في إشارة إلى وابل الصواريخ الذي أطلقته في الخريف الماضي.
وحول ما إذا كانت إيران تخطط لتنفيذ جولة ثالثة من الضربات المباشرة على إسرائيل، قال إثباتي إن “الوضع الآن لا يحتمل التعامل مع هجوم آخر على إسرائيل”.
وعندما سُئل عن سبب عدم إطلاق إيران صواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، قال إن ذلك من شأنه أن يدعو الولايات المتحدة إلى شن هجمات انتقامية أكبر على إيران وحلفائها، مضيفاً أن “الصواريخ الإيرانية العادية وليس المتقدمة، لا تستطيع اختراق أنظمة الدفاع الأميركية المتقدمة”.
ورغم هذه التقييمات، قال إثباتي إنه “يريد أن يطمئن الجميع، بأن إيران وحلفاءها ما زالوا يتمتعون باليد العليا على الأرض في المنطقة”.
وبينما تتمتع إيران بخبرة العمل في العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003، بما في ذلك زرع الاضطرابات، فإن الجغرافيا والمشهد السياسي في سوريا يختلفان، ما يطرح المزيد من التحديات، وفق “نيويورك تايمز”.
وفي السياق، قال مهدي رحمتي، وهو محلل بارز في طهران وخبير في الشؤون السورية، في مقابلة هاتفية مع “نيويورك تايمز” إن خطاب إثباتي “أظهر أن بعض كبار المسؤولين كانوا منفصلين عن الدعاية الحكومية ويتحدثون بصراحة مع الجمهور”.
وأضاف: “يتحدث الجميع عن الخطاب في الاجتماعات ويتساءلون لماذا قال هذه الأشياء، وخاصة في منتدى عام، لقد شرح بوضوح شديد ما حدث لإيران وأين تقف الآن. بطريقة ما يمكن أن يكون بمثابة تحذير للسياسة الداخلية”.
بدوره، قال عضو إيراني في الحرس الثوري قضى سنوات في العراق كإستراتيجي عسكري إلى جانب كبار القادة، لم تذكر الصحيفة اسمه، إن تصريحات إثباتي بشأن تجنيد إيران لخلايا في سوريا “ربما تكون أكثر طموحاً من كونها عملية في هذه المرحلة”.
وأضاف: “في حين اعترف إثباتي بهزيمته الخطيرة، فإنه سعى أيضاً إلى تعزيز الروح المعنوية وتهدئة المحافظين الذين يطالبون إيران بالتصرف بقوة أكبر”.
من جانبه، قال مسؤول في الحرس الثوري، طلب عدم ذكر اسمه، إن سياسة إيران في هذا الشأن، لم تحسم بعد، مضيفاً: “إيران ستستفيد إذا انزلقت سوريا إلى الفوضى، لأن طهران تعرف كيف تزدهر وتضمن مصالحها في بيئة مضطربة”.
يشار إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي، قال في خطابين منذ سقوط الأسد إن “المقاومة لم تمت في سوريا”، وأضاف أن “شباب سوريا سيستعيدون بلادهم من المتمردين الحاكمين، الذين وصفهم بأنهم عملاء لإسرائيل والولايات المتحدة”، وفق وصفه.
وكان الرئيس مسعود بيزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي أكثر ميلاً إلى المصالحة، حيث قالا إنهما “يفضلان الاستقرار في سوريا والعلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الجديدة”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: سقوط بشار الاسد سوريا حرة سوريا وايران نیویورک تایمز فی سوریا
إقرأ أيضاً:
صحفي بريطاني: إسرائيل خرجت من مغامرتها بهزيمة استراتيجية
وقال ديفيد هيرست بعد 12 يوماً على العدوان الإسرائيلي على إيران، بدأت القيادات العسكرية في تل أبيب تكتشف أن "النصر الخاطف" الذي تباهت به في الساعات الأولى انقلب إلى هزيمة استراتيجية.
ويؤكد هيرست أن أياً من الأهداف الثلاثة المعلنة للاحتلال الإسرائيلي لم يتحقق. فلا يوجد دليل دامغ حتى الآن على أن برنامج التخصيب النووي الإيراني قد تم تدميره كما زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقد أتيحت لإيران فرصة نقل أجهزة الطرد المركزي إلى أماكن آمنة، بينما لا تزال وجهة ما يزيد عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب غير معروفة. أما القادة والعلماء الذين سقطوا في الضربة الأولى، فقد جرى تعويضهم سريعاً. .
ويرى هيرست أن هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان ما حدث في كوفنتري. إذ من المتوقع أن تستعيد إيران خلال أشهر لا سنوات قدرتها على تخصيب اليورانيوم وإنتاج منصات إطلاق الصواريخ. فالتكنولوجيا والمعرفة، والأهم من ذلك، الإرادة الوطنية الإيرانية، أثبتت أنها أقوى من العاصفة.
ويضيف هيرست أن الأضرار التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي جراء الرد الصاروخي الإيراني كبيرة فقد تعرضت أهداف استراتيجية إسرائيلية لضربات مباشرة، بما في ذلك محطة تكرير نفط ومحطة توليد كهرباء،
وبري هيرست، فإن من أبرز نتائج العدوان هو توحيد الداخل الإيراني خلف قيادته، بدلاً من إضعافه. ولم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق هدفه الثاني، وهو استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مفتوحة بالنيابة عنه، إذ يبدو أن وعود ترامب بدعم غير مشروط تحولت إلى عبء سياسي