تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نحن أمام عالمٍ من الثراء لا حدود له ولا تستطيع أن تحصره فى عدة نقاط محددة، فما بالك إذا أردتَ أن تعد ملفًا عنه؟.. من الصعب أن تلم بكل ألوانه وأشكاله فى وجبة واحدة تضعها أمام القارىء العزيز.. فالفن الشعبى متجذر منذ آلاف السنين على أرض مصر ومتشعب فى كل مكان ينشر الجمال والخير ويعبر عن أحاسيس راقية ومشاعر إنسانية يذوب معها المستمع أو المشاهد فى لحظة من أحلى لحظات العمر.

يحكى لنا التاريخ أن المصرى عرف الفن الشعبى، وفى القلب منه الغناء، منذ بناة الأهرام وهم يصدحون بأصواتهم أثناء بناء تلك الصروح الخالدة على مر الزمن، وعرفنا غناء العمال وهم يحفرون قناة السويس رغم آلام السخرة المقيتة.. وعرفنا أيضًا كم أبدع المصرى فى استخدام الفن الشعبى سلاحًا لمقاومة المحتل الغاصب، سواء بالغناء أو على خشبة المسرح الشعبى.. وتطور هذا الفن بتطور العصور فعرفنا الغناء الشعبى فى الأفراح والأحزان وأثناء مواسم الحج والزرع والحصاد والزواج والطهور ومناسبات الحياة المتعددة.. نستمع إليه فيبهرنا الأداء سواء فى الصعيد الجوانى أو فى وجه بحرى أو بين أهالينا البدو فى مطروح وسيناء وغيرهما.

ولا نبالغ إذا قلنا أن الفن الشعبى كان وما يزال قوة ضاربة ضمن قوتنا الناعمة التى نباهى بها الأمم، وله مكانته الراسخة ضمن منظومة متكاملة تشكل الهوية المصرية وترسم معالم أمة تفخر بكل فنونها بما فى ذلك الفن الشعبى الذى حافظ على وجوده عبر الأجيال وسخر له الله من يعمل على حفظه ليبقى بيننا شموعًا تضيىء ما حولنا ومعينًا لا ينضب وتراثًا لا ينتهى ما بقيت على الأرض حياة.

نحن أمام تاريخ طويل يروى لنا عن إبداع تراثى يجمع بين الأصالة والبساطة، والعمق والعفوية، والتلقائية والدراسة، وجمال الكلمات وسمو الألحان وروعة الأداء.. لا يخضع لأشكال جامدة أو محددة، نابع من عادات وتقاليد شعبنا فى الحقول الممتدة على مرمى البصر فى الريف وفى حارات وشوارع الأحياء الشعبية وفى غيطان الصعيد وفى صحراء محافظاتنا الحدودية أيضًا.. ولأن هذا الفن متشعب، فلم يكن ممكنًا الإلمام بكل أشكاله فى هذه الصفحات المحدودة، فاخترنا الإشارة إلى أنواع محددة، فأفردنا مساحة للتعرف على البدايات حتى الوصول إلى عصرنا الراهن كشاهد حقيقى على كم التنوع فى هذا الفن الجميل، وذهبنا إلى أقصى حدود مصر الغربية لنتعرف على الشعر الشعبى البدوى وأهم رموزه فى محافظة مطروح كمثال على اللون البدوى من هذا الفن.. وتوجهنا إلى الأقصر فى الجنوب لنرصد نشاط فرقة الفنون الشعبية كنموذج لفرق مماثلة فى معظم محافظات مصر.. ومن هناك، سجلنا فن الكف الصعيدى بإيقاعاته المميزة وشعر الواو بما يحتويه من حكمة وموعظة وماركة مصرية مسجلة باسم الصعيد، ولم نتجاهل السيرة الهلالية التى ما تزال تعيش بين الناس بفضل نجومها الشعراء.

قد يرى البعض أن شعلة الفن الشعبى قد تخبو أمام طغيان أشكال جديدة تزاحم فننا الشعبى الأصيل، ويبدى البعض تخوفاتهم من انتشار هذا الهجوم المعاكس على وسائل السوشيال ميديا، لكننا ننظر إلى نصف الكوب الملىء، فنرى الفن الشعبى ينتشر أيضًا عبر صفحات التواصل الاجتماعى، مع اهتمام كثيرين بالحرص على السير على خطى الأجداد فى الحفاظ على كنز لا مثيل له سيبقى دومًا وأبدًا لن تنطفىء شعلته، بل لعلها تزداد توهجًا كشكل من أشكال الصمود.. ولا يبقى سوى أن نهدى هذا العدد لكل فنان تلقائى على أرض المحروسة، ولكل من يعمل على حفظ التراث، ولكل قارىء ومتذوق لهذا الجمال. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفن الشعبي الفن الشعبى هذا الفن

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)

 

 

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير وحيد حامد، أحد أعمدة الدراما والسينما المصرية، وصاحب المسيرة الاستثنائية التي صنعت مجدًا لا يُنسى في تاريخ الفن العربي.
 

برؤية حادة، وجرأة فكرية نادرة، حوّل حامد قضايا المجتمع والواقع السياسي إلى دراما مشتعلة على الشاشة، كاشفًا التناقضات ومشاعر القهر، وراصدًا ببصيرة متقدمة ما لم يجرؤ كثيرون على الاقتراب منه.

 

حياته الفنية 

وُلد وحيد حامد عام 1944، وبدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة القصيرة والمسرح، قبل أن يتجه إلى الإذاعة، ومنها إلى التليفزيون والسينما، ليترك خلفه إرثًا ضخمًا من الأعمال التي تلامس الوجدان وتوقظ الوعي.
 

وعلى مدار رحلته، تعاون مع كبار المخرجين والنجوم، وكان أبرز شركائه النجم عادل إمام، حيث قدّما معًا عددًا من أنجح الأفلام، منها: الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، المنسي، طيور الظلام، والنوم في العسل.

 

ويُعد فيلم “النوم في العسل” (1996) أحد أبرز محطاته السينمائية، إذ غاص في أعماق الكبت والضياع الجمعي، عاكسًا إحساس المواطن بالقهر وفقدان السيطرة، ما جعله عملًا تنبّؤيًا سبق زمنه، في تسليط الضوء على ملامح الانفجار الاجتماعي.

 

أما في التليفزيون، فكان لمسلسل “الجماعة” أثر بالغ، إذ نقل من خلاله وقائع حقيقية من التاريخ المصري، كاشفًا محاولة جماعة الإخوان الإرهابية ركوب موجة ثورة يوليو، ومحاولتها اقتناص الحكم عبر الخداع والتسلل.

 

إرثه الفني

رحل وحيد حامد عن عالمنا في 2 يناير 2021 عن عمر ناهز 76 عامًا، لكن أعماله ما زالت تنبض بالحياة، شاهدة على موهبة لا تتكرر، وقلم اختار أن يقول الحقيقة مهما كانت مُكلفة.

مقالات مشابهة

  • حقيقة مفاوضات الزمالك مع بتروجت لضم حامد حمدان
  • نسرين أمين بين “صقر وكناريا” و”بيج رامي”.. تنوع الأدوار وخفة الظل في موسم سينمائي مزدحم
  • رسميًّا، الأستاذ «سعد حامد الأحمري» رئيسًا لنادي أبها لـ4 سنوات مقبلة
  • في ذكرى ميلاده.. وحيد حامد صوت الحقيقة في زمن الصمت (تقرير)
  • “محافظة طريف”.. تنوع تاريخي وثقافي يعود إلى عصور ما قبل الإسلام
  • نشرة الفن| وفاة المطرب الشعبي أحمد عامر.. وأنغام تكشف عن تعرضها لوعكة صحية مفاجئة وترد على اتهامها في أزمة شيرين.. كريم محمود عبد العزيز يساند كريم الحسيني بعد خضوع زوجته لعملية جراحية
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 2 يوليو 2025 على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي
  • حامد الشنقيطي يحتفل بزفافه وسط أجواء من الفرح
  • انجاز رياضي جديد.. فريق أسيوط لكرة اليد يتصدر بطولة الصعيد للمواهب
  • فوز فريق أسيوط لكرة اليد ببطولة الصعيد للمواهب