البنتاجون: لا صحة لإعلان الحوثيين مهاجمة حاملة الطائرات هاري ترومان
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
نفت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون، مساء اليوم الجمعة، ما أعلنه الحوثيون عن مهاجمة حاملة الطائرات هاري إس ترومان.
ونشر مصدر داخل حركة أنصار الله في اليمن، المعروفة أيضًا باسم الحوثيين، وفقا لمجلة نيوزويك، تحذيرًا جديدًا لإسرائيل بعد تعرض الجماعة لضربات جوية جديدة وسط صراع استهلك الشرق الأوسط لأكثر من 15 شهرًا.
وقال مصدر أنصار الله: "يدنا أطول من يد إسرائيل، وسنواصل عملياتنا دون توقف حتى يتوقف العدوان على غزة". "وسنواصل استهداف مجرمي الحرب الصهاينة".
وأضاف المصدر: "عملياتنا مستمرة والرد على العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني مستمر أيضاً. ولن نترك غزة خلفنا مهما كانت التحديات والنتيجة للمتقين".
وجاءت هذه التصريحات بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن غارات جوية جديدة استهدفت عدة مواقع في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك محطة كهرباء الحزاز في صنعاء والبنية التحتية العسكرية في الحديدة ومنشآت الموانئ في رأس عيسى، يوم الجمعة.
وجاءت الهجمات ردًا على حملة أنصار الله المستمرة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل بسبب صراعها المستمر مع حركة حماس الفلسطينية في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "إسرائيل لها الحق وعليها واجب الدفاع عن نفسها".
وبرزت أنصار الله كواحدة من أقوى فصائل محور المقاومة الذي تقوده إيران، والتي انضمت إلى الحرب التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2024.
وبالإضافة إلى إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة ضد إسرائيل، فإن الجماعة التي تعتبر وهي نفسها السلطة الشرعية في اليمن منذ الاستيلاء على العاصمة من الحكومة المدعومة من السعودية قبل عقد من الزمن، كما استهدفت السفن التجارية المتهمة بممارسة الأعمال التجارية مع إسرائيل طوال الصراع المستمر في غزة.
وأسقط سلاح الجو الإسرائيلي ثلاث طائرات مسيرة أطلقتها ميليشيات الحوثي اليمنية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تم إسقاط الطائرات دون طيار في 9 يناير. واستهدفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران إسرائيل بطريقة واسعة النطاق في الأيام الأخيرة.
ومن بين ثلاث طائرات مسيرة تم إطلاقها من اليمن، نجحت طائرة واحدة فقط في اختراق المنطقة الإسرائيلية بينما تم إسقاط اثنتين منها. ووقعت الهجمات مباشرة بعد نشر بيانات الجيش الإسرائيلي بشأن الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها من اليمن بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن ميليشيات الحوثي أطلقت 40 صاروخا باليستيا وأكثر من 320 طائرة مسيرة على إسرائيل بعد 7 أكتوبر 2023.
واعلن الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، القبة الحديدية، منع غالبية الصواريخ من بين 40 صاروخا باليستيا.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سجل إطلاق 32 طائرة بدون طيار من اليمن. أسقطت طائرات مقاتلة ونظام الدفاع الجوي الإسرائيلي أكثر من 100 طائرة بدون طيار. وأسقطت البحرية الإسرائيلية عدة طائرات بدون طيار. وفقًا للجيش الإسرائيلي، لم يحدث سوى هجومين بطائرات بدون طيار تأثيرهما بينما فشل العديد منها في الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أسقط، بداية الأسبوع الجاري، صاروخاً أطلقته ميليشيات الحوثي. وقال الحوثيون إنهم استهدفوا محطة أوروت رابين لتوليد الكهرباء في إسرائيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البنتاجون الحوثيون وزارة الدفاع الامريكية هاري إس ترومان المزيد الجیش الإسرائیلی طائرات بدون طیار میلیشیات الحوثی أنصار الله
إقرأ أيضاً:
“هاري ترومان”.. الطوفان العائد بخيبات البحر الأحمر
يمانيون | تقرير
عادت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، مثقلةً بخسائر ميدانية ومادية جسيمة، بعد مهمة بحرية وُصفت بأنها من أكثر مهام الانتشار كثافةً وقتالًا للبحرية الأمريكية خلال العقود الأخيرة.. ورغم محاولات الإعلام الأمريكي تصدير صورة “العودة المنتصرة”، فإن الأضرار الظاهرة في هيكل السفينة، وتبعات الاشتباك الطويل في البحر الأحمر، تكشف عن حقيقة مختلفة تمامًا.
ترومان تصل مرفأها… حاملةً معها الشقوق والإخفاقات
وفق ما كشفه موقع “Stars and Stripes” الأمريكي، فإن الحاملة “ترومان” عادت بأضرار ملحوظة في بدنها الخارجي، تتضمن شقوقًا ناتجة عن حادث تصادم مع سفينة شحن خلال العمليات، بالإضافة إلى خسارتها ثلاث مقاتلات من طراز F/A-18، تُقدّر تكلفة كل واحدة منها بـ67 مليون دولار، ما يعكس الكلفة الباهظة للانتشار العسكري الأمريكي الفاشل في منطقة البحر الأحمر.
لم تقتصر الخسائر على المعدات فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الصدمة المعنوية التي أصابت البحرية الأمريكية، والتي اضطرت تحت ضغط الميدان إلى إقالة قائد الحاملة، في خطوة نادرة تعكس حجم الإخفاق.
اليمن يفرض معادلات جديدة… وحاملة أمريكية تحت القصف لأكثر من 50 يومًا
رغم التصريحات المتكررة من قادة البحرية الأمريكية عن “الجاهزية القصوى”، فإن تقارير إعلامية أمريكية كشفت أن الحاملة “ترومان” عانت من مقاومة غير مسبوقة في البحر الأحمر، واضطرت لخوض أكثر من 50 يومًا من الضربات الجوية والصاروخية المتواصلة، ضد أهداف تابعة للقوات المسلحة اليمنية، دون أن تُفلح في كسر زخم الهجمات أو تعطيل القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي طالت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر.
فالمعركة التي خاضتها الحاملة لم تكن “ضد الإرهاب” كما سوّق لها، بل كانت مواجهة مباشرة مع قوات يمنية تمكّنت – بإمكاناتها المحدودة – من فرض تحديات استراتيجية على واحدة من أعتى حاملات الطائرات في العالم.
“ترومان” تطلق مليون رطل من الذخائر… لكن النتائج كانت عكسية
وفق الأرقام التي أوردها الموقع، فقد أطلقت البحرية الأمريكية خلال مهمة “ترومان” أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر، بينها 125 ألف رطل على مواقع في الصومال بحجة استهداف تنظيم “داعش”.. إلا أن المحصلة كانت نتائج عكسية: من خسائر ميدانية إلى إرباك في القيادة، ما يُشير إلى عجز القوة النارية الضخمة في حسم المواجهة أو حتى فرض سيطرة تكتيكية.
الاستنزاف لم يكن عسكريًا فقط، بل طال البنية المعنوية والتنظيمية. فالمهمة التي دامت 251 يومًا، وتغطّت أكثر من 24 ألف ميل بحري، فشلت في كبح الهجمات اليمنية، أو ضمان أمن الخطوط البحرية لـ”إسرائيل” والولايات المتحدة.
البحرية الأمريكية تعترف: لم نواجه تحديًا كهذا منذ عقود
في سياق متصل، نشر معهد البحرية الأمريكية تقريرًا وصف مهمة “ترومان” بأنها “الأكثر كثافة قتالية منذ عقود”، وهو توصيف غير معتاد في الخطاب الرسمي الأمريكي، ويُعد إقرارًا ضمنيًا بفشل المهمة في تحقيق أهدافها.
وقد نقل التقرير شهادات مؤثرة لقادة ميدانيين، من بينهم قائد المدمرة المرافقة “يو إس إس ستاوت” الذي أقرّ: “لأول مرة في حياتي أشهد قتالًا فعليًا”.. وهو تصريح يفتح الباب على تحول مهام الانتشار الأمريكية من دور استعراضي إلى اشتباك حقيقي، لم يكن بالحسبان، خاصةً مع طرف يمتلك خبرة قتالية متراكمة رغم فوارق التسليح.
أما قائد المجموعة الهجومية، الأدميرال شون بيلي، فوصف المهمة بأنها “تجربة لا مثيل لها”، مشيرًا إلى الضغط العملياتي والمعنوي الهائل الذي رافقها، معترفًا بأن المهمة تجاوزت كل توقعات القيادة الأمريكية من حيث طبيعة التهديدات.
الجاهزية الأمريكية تتآكل بفعل الاستنزاف
التقرير اختُتم بتحذير استراتيجي أطلقه الأدميرال داريل كودل، قائد قوات الأسطول الأمريكي، حيث أشار إلى أن الانتشار طويل الأمد مثل الذي خاضته “ترومان”، يُحدث آثارًا غير متناسبة على البنية العسكرية الأمريكية: من تآكل الجاهزية، إلى الضغط على العائلات، وانخفاض الاستدامة العملياتية، مما قد يُهدد فاعلية الأسطول على المدى الطويل.
هذا الاعتراف، إلى جانب الإعلان عن إدخال الحاملة في مرحلة “إعادة التزود بالوقود والترميم الشامل” – وهي عملية تستغرق سنوات – يعكس حجم الاستنزاف الذي تعرضت له “ترومان”، في منطقة بحرية لم تكن تثير القلق الأمني قبل سنوات.
اليمن يُعيد رسم ملامح القوة البحرية الأمريكية
يأتي هذا الفشل في سياق إقليمي يشهد تحولات جذرية في قواعد الاشتباك البحري، حيث لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية قادرة على فرض “الهيبة الرادعة”، بل أصبحت أهدافًا مباشرة لهجمات تفرضها إرادة قوى المقاومة، وعلى رأسها اليمن، الذي برهن مرة أخرى على قدرته على إرباك المخططات الأمريكية والصهيونية، حتى وهو تحت الحصار.
وبات من الواضح أن القدرة على مجاراة التهديدات “اللامتماثلة” – كما تسميها الدوائر الأمريكية – لم تعد ممكنة بنفس الأدوات التقليدية، وأن اليمن، بإرادته الصلبة، أحدث شرخًا استراتيجيًا في البنية العقائدية للبحرية الأمريكية، التي كانت تعتمد على استعراض القوة وليس على مواجهتها.
نهاية مرحلة وبداية انحدار؟
قد تكون عودة “ترومان” المصابة والمنهكة إلى نورفولك، رمزًا لانحدار مرحلة طالما سيطرت فيها الولايات المتحدة على البحار بلا منازع. لقد كشفت الحرب غير المعلنة في البحر الأحمر عن أن السلاح الأقوى لم يعد يكفي، وأن الهشاشة تتسرب حتى إلى أضخم حاملات الطائرات، عندما يُجبرها شعب تحت الحصار على خوض معركة حقيقية في بيئة لا ترحم.