تقدِّم دولة الإمارات تجربة عالمية ملهمَة يُحتَذَى بها في زراعة "غَابات القرم" وإعادة تَأهيلها وتَوسيع رقعَتِهَا، عبر وضع التَشريعات والقَوانين وإطلاق المبادرات المبتكَرة، لتعزيز مستَويات التَنوّع البَيولوجيِّ ومواجهَة تداعيات التَغيّر المُناخيِّ.
 
وتبذل دولة الإمارات جهوداً محلية وعالمية للمحافظة على أشجار القرم، حيث بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، مشروعات الحفاظ على هذا النوع من الأشجار وزيادة مساحتها وتعزيز موائلها الطبيعية، انطلاقاً من أهميتها البيئية في مواجهة تداعيات التغير المناخي، وقدرتها على حماية الشواطئ من التآكل، وباعتبارها مناطق حاضنة للعديد من الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، إلى جانب مساهمتها في تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون.


وفي الوقت الذي تظهر فيه الدراسات العلمية العالمية أن خمسين بالمئة 50% من نظم غابات المانجروف الإيكولوجية في العالم مهددة بالانهيار.
ركزت الإمارات في قوانينها بشأن حماية البيئة وتنميتها، على منع قطع أشجار القرم في الدولة، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، والتركيز على استزراع أشجار القرم والمحافظة عليها.

الإمارات تمثل موطناً لـ 60 مليون شجرة قرم، حيث تتوافرُ فيها 43 محميةً طبيعيةً معلنةً تتبعُ للحكوماتِ المحليةِ في كلِّ إمارةٍ، حيثُ تغطي أشجارُ القرم 204 كيلومتراتٍ مربعةٍ من مساحةِ الدولةِ خلالَ عام 2022 ، منها 176 كيلومتراً مربعاً في إمارة أبوظبِي، 70 كيلومتراً مربعاً منها في المناطقِ الساحليةِ من الإمارةِ.

وقد عززت الدولة طموحها لتوسيع غطاء غابات القرم من خلال زيادة هدف زراعة أشجار القرم من 30 مليوناً ضمن التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً وفقاً لاتفاق باريس للمناخ إلى مئة 100 مليون شجرة بحلول  2030، وبذلك يصل إجمالي مساحة غابات القرم إلى 483 كيلومتراً مربعاً.
وتشرف هيئة البيئة - أبوظبي على تنفيذ "مبادرة القرم - أبوظبي"، التي أطلقت في فبراير2022 بهدف توفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها وضرورة استعادتها، بالإضافة إلى إنشاء مشتل متطور لأشجار القرم في أبوظبي ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم، كما قامت الهيئة بإطلاق مبادرة "غرس الإمارات" لزراعة أشجار القرم لزوار مؤتمر الأطراف كوب 28 الذي استضافته الدولة في نوفمبر 2023، إضافة لتنفيذ مشروع نثر بذور أشجار القرم باستخدام الطائرات المسيرة في المناطق التي لم تتم زراعتها لضمان نجاح المشروع في تحقيق أهدافه في المستقبل، بعد أن نجحت في نثر مليون بذرة شجرة قرم.

تقود دولة الإمارات حراكا عالميا لاستنهاض جهود حماية شجرة القرم حيث أعلنت في نوفمبر 2022، عن الإطلاقِ العَالميِّ لتحالُفِ القِرم من أجلِ المُناخ بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا، بهدفِ دَعمِ وتعزيزِ وتوسيعِ مساحاتِ غاباتِ القرمِ عَالميّاً كأحدِ الحلولِ القائمةِ على الطبيعةِ لمُواجهةِ تحدِي تغير المناخ، وخلال مشاركتها في أسبوع المناخ الذي عقد في مدينة نيويورك في سبتمبر 2023، أعلنت الدولة عن تأييدها لمبادرة "تنمية القرم"، التي تهدف إلى استعادة وحماية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم بحلول عام 2030، حيث يمتلك العالم اليوم 14 مليون هكتار من أشجار القرم المتبقية، أي نصف مساحتها الأصلية.

أخبار ذات صلة "الخارجية" تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير جمهورية جنوب السودان القمر الاصطناعي"HCT-Sat 1" ينطلق الشهر الجاري

الإمارات.. جهود محلية وعالمية للحفاظ على غابات القرم

تقرير: ندى الرئيسي#مركز_الاتحاد_للأخبار pic.twitter.com/1qTagbZITK

— علوم الدار - مركز الاتحاد للأخبار (@oloumaldar) January 12, 2025

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستدامة أشجار القرم الإمارات زراعة القرم أشجار القرم

إقرأ أيضاً:

“مروج” تحتفي باليوم الدولي للمانجروف بزراعة أكثر من (2.5) مليون شجرة ومشتل

احتفت مؤسسة تنمية الغطاء النباتي الأهلية “مروج” باليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف، مستعرضة إنجازها النوعي المتمثل في زراعة أكثر من (2.5) مليون شجرة في مناطق جازان، ومكة المكرمة، والشرقية.
والتزامًا بحماية البيئة الساحلية وتعزيز استدامة النظم البيئية، تدير “مروج” أحد أكبر مشاتل المانجروف في المملكة، بطاقة إنتاجية تبلغ (2.5) مليون شتلة سنويًا، وبنسبة نجاح تفوق (90%) في عمليات الزراعة، ويُعد هذا المشتل رافدًا رئيسًا لدعم مشاريع التشجير الساحلية، واستعادة الموائل الطبيعية، وتعزيز التنوع الأحيائي، والإسهام في خفض الانبعاثات الكربونية.
ويأتي هذا الإنجاز نتيجة تعاون وثيق بين “مروج” والعديد من الشركاء الإستراتيجيين، في القطاع الخاص، إلى جانب المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ما أسهم في تعزيز استعادة الموائل الطبيعية، ودعم التنوع الأحيائي، والحد من آثار الانبعاثات الكربونية.


وتُعد أشجار المانجروف ركيزة أساسية في حماية السواحل من التآكل، ودعم الاقتصاد الأزرق عبر تعزيز الثروة السمكية، والإسهام في امتصاص الكربون بنسبة تفوق الأشجار البرية، بما يتماشى مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.
وأوضح المدير العام للإدارة العامة للمشاريع والإدارة العامة للشراكات في “مروج” المهندس طلال الشريف، أن زراعة المانجروف ليست مجرد نشاط تشجيري، بل هي استثمار إستراتيجي طويل الأمد في البيئة والمناخ والاقتصاد، مشيرًا إلى أن الشراكات المتعددة أسهمت في تحقيق “مروج” أثرًا ملموسًا يسهم في بناء سواحل أكثر مرونة، وحياة بحرية مزدهرة، ومجتمع أكثر وعيًا بقيمة الطبيعة، في وقتٍ تعمل مروج على توسيع نطاق هذه المبادرات لتعزيز الاستدامة للأجيال القادمة.
وتجدد “مروج” التزامها بمواصلة العمل مع شركائها لزيادة مساحات غابات المانجروف في المملكة، وتعزيز حماية السواحل والبيئة البحرية، كونها جزءًا من دورها المهم في تنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، وحماية الموائل البيئية، إسهامًا في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • “مروج” تحتفي باليوم الدولي للمانجروف بزراعة أكثر من (2.5) مليون شجرة ومشتل
  • بمناسبة اليوم العالمي لصون النظم البيئية للقرم.. ريادة إماراتية في حماية غابات القرم
  • «البيئة- أبوظبي» تجدد الدعوة لإنقاذ غابات القرم
  • "الغطاء النباتي": زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة
  • أبوظبي تسلّم فرنسا مطلوبين لتورطهما في قضايا اتجار بالمخدرات 
  • الغطاء النباتي” يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة
  • تطور المنظومة الضريبية في الإمارات يعزز الاستدامة المالية والتنافسية الاقتصادية
  • إحداها في أبوظبي.. الكشف عن الصور الفائزة بجوائز تصوير المانغروف لعام 2025
  • آمنة الضحاك : نجدد الالتزام بحماية النظم البيئية لأشجار القرم
  • في قلب أبوظبي.. سفير الاحتلال يحتفل بطقس يهودي (شاهد)