جمعة: الحب الحقيقة الكبرى التي قام عليها الكون
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن الحب هو الحقيقة الكبرى التي قام عليها الكون، فهو شعور عظيم تتعدد دلالاته ومعانيه بتعدد المتعلقات به، بين حب المحسوسات والمعاني، والصور والأخلاق، ولكن يبقى "حب الله" و"الحب في الله" أعظم أنواع الحب وأرقاها.
حب الله: مقام العارفين والصادقينحب الله تعالى هو أرقى درجات الحب وأسمى مقامات الإيمان.
وقد أوضح الدكتور علي جمعة أن حب الله ليس مجرد عاطفة، بل هو عبادة عظيمة تُقرب العبد من ربه. فالمؤمنون وصفهم الله بأنهم أشد حبًا له، كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165].
وحذر الإسلام من تقديم محبة أي شيء على محبة الله، فقال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ... أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ... فَتَرَبَّصُوا} [التوبة: 24]. فحب الله هو الأساس الذي يُبنى عليه الإيمان، ولا يصح إيمان من خلا قلبه من حب الله.
دليل المحبة: اتباع الرسول ﷺجعل الله اتباع النبي صلى الله عليه وسلم معيارًا صادقًا للمحبة الإلهية، فقال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. فاتباع السنة دليل على حب الله، وسبيل لنيل مغفرته ورضوانه.
الحب في الله: أسمى مظاهر الإيمانالحب في الله هو الرابط الأوثق بين المؤمنين، والأساس لوحدة المجتمع المسلم. أشار الدكتور جمعة إلى أن هذا الحب يجعل العلاقات قائمة على الإخلاص والتآلف بعيدًا عن المصالح الشخصية.
وقد أثنى الله تعالى على الأنصار الذين أحبوا المهاجرين وفضلوهم على أنفسهم، فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9].
فضائل الحب في اللهقال النبي ﷺ: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله" [البخاري].
وأخبر ﷺ عن مكانة المتحابين في الله يوم القيامة: "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" [مسلم].
كما قال ﷺ: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء" [الترمذي].
الحب في الله: دعامة المجتمع
الحب في الله يُنشئ مجتمعًا تسوده المحبة والإيثار، خاليًا من الظلم والعدوان. فالمؤمن الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه يُسهم في نشر الخير، ويُظهر جمال الإسلام.
وختامًا، فالحب في الإسلام ليس مجرد شعور عابر، بل هو عبادة تُقرب الإنسان من ربه، وتُبني بها العلاقات على أساس المحبة الخالصة لله، فحب الله وحب الخلق في الله هما سر السعادة الحقيقية، وجوهر الرسالة الإسلامية التي تدعو إلى التآلف والتراحم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحب الله النبي المحبة حب الله الحب في الله الحب فی الله حب الله
إقرأ أيضاً:
قبائل اليمن تحرج أمة المليارين مسلم..!
|يمانيون|بقلم|محسن علي الجمال
لعبت القبائل اليمنية في مختلف مسيرة حياتها الضاربة جذور حضارتها في عمق التاريخ دورا محوريا ورياديا منذ حتى ما قبل الإسلام في الحفاظ على قيمها ومبادئها وتمسكها بأصالتها وتماسكها الاجتماعي- رغم حملات الاستهداف الكبير لها-, وأركعت كل حملات الاستعمار والغزو والاحتلال حتى وصفت ” بمقبرة الغزاة” , وتميزت بالصدارة في بناء صرح الإسلام الشامخ وبنيانه العظيم, لتتفرد بذلك عن غيرها من سائر قبائل الجزيرة العربية التي ذابت في أوساطها قيم الإسلام ومبادئه وتشريعاته السمحة وتنكرت في القرن الـ21 لكل هذه القيم التي أتت بها تشريعات الله إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله .
وبينما تشهد الساحة العربية والإسلامية أنظمة وشعوبا وقبائل انسلاخ كامل عن الهوية الإسلامية بشكل عام في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ حيث وصل الضلال ذروته, يبرز اليمن بقبائله الحرة في مختلف المحافظات وينهض – من تحت الركام ومرحلة الاستضعاف- إلى الساحة أمام شعوب العالم, متبنية لقضايا الإسلام الكبرى, على رأسها “نصرة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له أبناء غزة من إجرام أمريكي صهيوني- وتواجه كل طواغيت وأشرار العالم بثقة مطلقة بالله سبحانه , ملتفة حول قيادتها القرآنية , لترى فيها شعوب العالم بأجمعه النموذج الصادق المجسد للإسلام المحمدي الأصيل ويصدق فيهم قول رسول الله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
عام ونصف من العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل علىى سكان غزة راح ضحيته قرابة 180 ألف بين شهيد وجريح في غزة جلهم نساء وأطفال على مرأى ومسمع أمة تقول أنها (عربية مسلمة) لديها القدرات والإمكانيات والجيوش والسلاح, وتحوط جغرافيا بالقطاع المحاصر’ تشارك من تحت الطاولة وفوقها في هذا الإجرام, إذ لم تكتف بالتفرج وإشغال شعوبها بالرقص وحفلات الكلاب والترفيه والمجنون, بل كشفت وسائل الإعلام ضلوعها في هذا العدوان, وأمام هذا الافتضاح المهين والمخزي, برزت إلى الساحة المحلية والعربية والإقليمية والدولية موقف القبائل اليمنية حاملة لواء رفع المظلومية عن فلسطين وسكان غزة, وخطت بدمائها وأموالها ومواقفها انصع المواقف, لتعكس حجم الارتباط بالقضية الفلسطينية ومحوريتها في وجدان كل فرد من أبناء اليمن وتعلن ان لا مساومة على هذه القضية مهما كان الثمن, لتضع أمة الملياري مسلم في موقف لا يحسد عليه.
هذا الزخم الشعبي لقبائل اليمن في موقفها المتقدم لنصرة فلسطين رغم الظروف المعيشية الصعبة نتيجة الحرب والحصار المفروض على اليمن, لم يكن فزاعة, أو مجرد عاطفة, أو جديدة تجاه أي مظلومية تصل مشاهدها وأخبارها إلى أنظار وأسماع اليمنيين.. بل يعبر عن إيمان صلب عن قيم وأخلاق ومبادئ وثقافة وفكر وقضية انغرست في أفئدة كل طفل يمني , وإيمانها الحق بها , وارتباطها التاريخي بالمقدسات الإسلامية على رأسها المسجد الاقصى وفزعتها المستمرة , هو ما يميزها عن بقية الشعوب العربية والإسلامية, حيث لا توجد في قواميسها شيء من مصطلحات المساومة أو التنازل أو عض الطرف عن الأوجاع والآلام والحصار والمعاناة على الإطلاق.
هذه العادات تناقلها الشعب اليمني كابرا عن كابر, فإن لم يحكمك القانون كشخص , تحكمك هذه المبادئ أمام أي قضية أو موضوع, أو مشكلة أو نزاع , ويتقيد الشعب بها وفق الأسلاف والأعراف القبلية على حد سواء.
تميزت بإغاثة الملهوف, ونصرة المظلوم , والكرم والجود والسخاء والعفو, وشدة البأس والصلابة, ولعل خير شواهد في التاريخ ,على ذلك ما تحدث الله عن أجداد قبائل الشعب اليمني ومواساتهم لإخوانهم المهاجرين في المدينة المنورة حيث قال ” والذين تبوؤا الدار والإيمان يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.
ما يشهد على ذلك هي مايشاهده العالم اليوم في زمن الثورة التكنولوجية التي تبث مواقفهم وتنشر ثباتهم وتتحدث عن صدق إيمانهم ووفائهم وإخلاصهم وعبوديتهم لله ولآل بيت رسول الله ولعل أبرز شاهد التفاهم حول رسول الله في المدينة, وقتالهم معه ورفعهم راية الإسلام تحت لوائه, ثم دخولهم في الإسلام يوم أن بعث الرسول الإمام علي عليه السلام إلى اليمن, وتوليهم الصادق له وإلى حد اليوم, وكذلك خوضهم المعركة مع الإمام الحسين في مواجهة طواغيت بني أمية بكربلاء, حيث استشهد إلى جانب سيد شباب أهل الجنة 40 مجاهدا من أهل اليمن , وكذلك في كل مراحل التاريخ وإلى اليوم كانوا ولا يزالون السند والمدد للإسلام والأمة جمعاء.
هذه المواقف ليست غريبة عن ما عرف به أهل اليمن , فلقد كانوا هم السباقون إلى كل خير وفضيلة, فبهم ارتفع لواء الإسلام في صدره الأول, وبهم يرتفع لواءه في آخر الزمن الذي يتغربل فيه الناس إلى قسمين, إما مؤمن صريح أو منافق صريح.
#قبائل اليمن#محسن_الجمالغزة