عربي21:
2025-05-28@08:19:25 GMT

دور بيلاروسيا النووي والعسكري في شرق أوروبا

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مع كل حرب تشتعل تزداد أهمية دول التماس؛ تلك الدول التي لا تخوض الحرب بشكل مباشر ولكن تملك من الأهمية الاستراتيجية ما يرجح كفة أحد المتصارعين على الكفة الأخرى. ومن هذه الدول بيلاروسيا، هذه الدولة القابعة في شرق أوروبا والتي تملك حدودا مفتوحة مع كل من روسيا وأوكرانيا. فهي من جهة منفذ لروسيا على أوكرانيا، ومن جهة أخرى داعم دبلوماسي وسياسي قوي لسياسات موسكو في أوروبا الشرقية ومتناغم مع غضبها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.



منذ أيام برر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نشر أسلحة نووية تكتيكية في بلاده بأنه رد فعل مناسب على عسكرة أوروبا، وبرر ذلك بالقول بأن هناك خطرا متزايدا من استخدام أسلحة الدمار الشامل. هذا لا يعني أن بيلاروسيا دخلت نادي الكبار النووي، ولكن على حد قول مسئولين في الاستخبارات الأمريكية الشهر الماضي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" فإن لوكاشينكو لن تكون له السيطرة الكاملة على هذه الأسلحة والقرار سيكون في النهاية بيد موسكو. هؤلاء المسئولون الأمريكيون أقروا بعجز الأقمار الصناعية عن رصد نقل الدفعة الأولى من هذه الأسلحة النووية التكتيكة، لكنهم لم يستبعدوا حدوث الأمر.

موقف بيلاروسيا المعلن والواضح أنها مع الجارة موسكو قلبا وقالبا، وكما قال الرئيس البيلاروسي العام الماضي فإن بلاده ستحارب مع روسيا إذا تعرضت لأي اعتداء. يعني هذا بوضوح أن موسكو استطاعت أن تصنع حاجزا حربيا بينها وبين الاتحاد الأوروبي، فاشتعال أية معركة في مينسك سيعني بالضرورة حربا جديدا بالوكالة؛ ولكن هذه المرة ليست على أرض منقسمة عرقيا ولغويا مثل أوكرانيا بل على أرض أكثر ارتباطا بروسيا وهي بيلاروسيا
موقف بيلاروسيا المعلن والواضح أنها مع الجارة موسكو قلبا وقالبا، وكما قال الرئيس البيلاروسي العام الماضي فإن بلاده ستحارب مع روسيا إذا تعرضت لأي اعتداء. يعني هذا بوضوح أن موسكو استطاعت أن تصنع حاجزا حربيا بينها وبين الاتحاد الأوروبي، فاشتعال أية معركة في مينسك سيعني بالضرورة حربا جديدا بالوكالة؛ ولكن هذه المرة ليست على أرض منقسمة عرقيا ولغويا مثل أوكرانيا بل على أرض أكثر ارتباطا بروسيا وهي بيلاروسيا. ويعني هذا أيضا أن شرر الصراع إن اندلع فسيأخذ وقتا حتى يصل للأراضي الروسية، ولهذا لا يمكن أن نفهم نشر الأسلحة النووية الروسية على الأراضي البيلاروسية خارج هذا الإطار.

وقد ساعد على وضعية بيلاروسيا هذه أمران؛ أولهما أنها دولة حبيسة ليس لها منافذ بحرية، فهذه المنافذ تساعد الدول عادة على تعميق علاقتها مع الآخرين وعند غياب المنفذ فهي إما تكون دولة محايدة سياسيا وعسكريا مثل سويسرا أو دولة تابعة مثل بيلاروسيا. والأمر الثاني أن مينسك فشلت في صياغة هوية قومية ذاتية مستقلة عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وإعلان استقلالها، أو بعبارة أخرى فشل ربيع أوروبا الذي أطاح بكثير من رؤساء دول الاتحاد السوفيتي السابق في أوروبا في أن يصل إلى بيلاروسيا، واستطاع الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو أن يحتفظ بكرسي الحكم لمدة تقترب الآن من ثلاثين عاما رغم معارضة الغرب له ولسياساته. فالثورات الملونة التي أطاحت بالأنظمة القديمة في شرق أوروبا وتتهمها موسكو بأنها ممولة من الولايات المتحدة لم تمر من بيلاروسيا، وبقيت البلاد على حالها السياسي تقريبا منذ ذلك الحين.

السؤال المهم في هذا السياق هو لماذا لم تنخرط مينسك بشكل مباشر في الصراع الروسي الأوكراني؟ والإجابة تكمن بأن انخراطها يعني توسيع دائرة الصراع بشكل لا تستطيع موسكو ولا مينسك تحمل تكلفته حاليا، ولكن يمكن تحمل تكلفة أن تكون داعما سياسية ودبلوماسيا وأحيانا ممرا لعبور الإمدادات. والأهم من هذا هو اعتراف أكبر مسئول في الدولة هناك بأن بلاده ستنخرط في أي حرب تستهدف موسكو بشكل مباشر، أي أن بيلاروسيا هي مخزون روسي استراتيجي في شرق أوروبا يُستخدم في حالة الطوارئ. ويبدو أن هذه الحالة بانت بوادرها حاليا بعد الإعلان عن نقل الأسلحة النووية الروسية إلى هناك.

twitter.com/hanybeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بيلاروسيا روسيا روسيا اوكرانيا بيلاروسيا صراعات السلاح النووي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی شرق أوروبا على أرض

إقرأ أيضاً:

هدنة تجارية مؤقتة.. ترامب يؤجل الرسوم الجمركية على أوروبا حتى 9 يوليو

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عن تأجيل فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من الاتحاد الأوروبي، في خطوة وُصفت بأنها "هدنة تجارية مؤقتة"، تهدف لإتاحة الفرصة أمام الجانبين لمواصلة المحادثات التجارية المتعثرة.


وكان من المتوقع أن تُفرض رسوم بنسبة 50% على بعض السلع الأوروبية اعتبارًا من الشهر المقبل، لكن القرار الأخير حدد تاريخ 9 يوليو كموعد نهائي للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل بين واشنطن وبروكسل.


وعرضت النشرة الاقتصادية التي تقدمها الإعلامية مونايا طليبة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "هدنة تجارية مؤقتة.. ترامب يؤجل الرسوم الجمركية على أوروبا حتى 9 يوليو"، فالبيت الأبيض سبق أن منح في أبريل الماضي مهلة مدتها 90 يومًا لإنهاء المحادثات، إلا أن ترامب أعرب لاحقًا عن تشككه في إمكانية التوصل إلى اتفاق، بل وصرّح بأنه "غير مهتم" بإبرام أي تفاهمات، وهو ما فُهم على نطاق واسع كتصعيد في حدة الخطاب التجاري الأمريكي.


وتعثرت المفاوضات بسبب مطالبة الولايات المتحدة بتنازلات أحادية من الاتحاد الأوروبي، تتعلق بفتح الأسواق أمام الشركات الأمريكية، بينما يسعى الاتحاد للتوصل إلى اتفاق متوازن يخدم مصالح الطرفين.


الاتحاد الأوروبي يواجه بالفعل سلسلة من الرسوم الجمركية الأمريكية تشمل 25% على الصلب والألومنيوم، و10% على معظم السلع الأخرى، وكان من المقرر أن ترتفع تلك النسب إلى 20% أو أكثر مع انتهاء المهلة الأصلية، لكن إعلان ترامب إمكانية رفع الرسوم إلى 50% في حال فشل المحادثات، زاد من قلق الأسواق والمستثمرين، إذ إن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين وتفاقم التوترات الاقتصادية.


وتُعد هذه الخطوة الأخيرة من جانب الرئيس الأمريكي تراجعًا جزئيًا عن سياسة الضغط القصوى التي تبنّاها في أبريل، حين أعلن فرض رسوم جمركية على عدد من الدول، مما تسبب في اضطراب الأسواق العالمية.


ورغم توقيع واشنطن اتفاقًا تجاريًا مع بريطانيا واستئناف المحادثات مع الصين، فإن التقدم في الملف الأوروبي ظل محدودًا، ما أدى إلى تصاعد التوترات بين الحليفين التاريخيين، خاصة في ظل أجندة "أمريكا أولًا" التي يتبناها ترامب، وتزايد الاعتماد الأوروبي على الولايات المتحدة في المجالات الأمنية والدفاعية.


وبينما يرى البعض أن تراجع ترامب عن تهديداته يمثل فرصة جديدة لخفض التوترات، يرى آخرون أن التذبذب في قرارات السياسة التجارية الأمريكية يضيف حالة من عدم اليقين للمشهد الاقتصادي العالمي، ويزيد الضغط على صناع القرار والمستثمرين للتأقلم مع متغيرات مفاجئة وغير مستقرة.


https://www.youtube.com/watch?v=NB9pFGwa0cE

طباعة شارك ترامب أمريكا الولايات المتحدة الرسوم الجمركية

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي يستعد لصدام عسكري مع موسكو
  • 2000 يورو تحرم ليون من التعاقدات حتى صيف 2026
  • زعماء أوروبا يدعون لتسوية خلافات الرسوم الجمركية مع ترامب
  • ترامب يهدد أوروبا بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%
  • هدنة تجارية مؤقتة.. ترامب يؤجل الرسوم الجمركية على أوروبا حتى 9 يوليو
  • الرئيسة السلوفينية: الاتحاد الأوروبي يحاول استعادة التواصل مع موسكو
  • الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل
  • ارتفاع أسعار النفط بعد تمديد ترامب مهلة المفاوضات التجارية مع أوروبا
  • ترامب يرجئ فرض رسوم جمركية على أوروبا حتى 9 يوليو
  • النفط يرتفع بعد تأجيل ترامب للرسوم الجمركية ضد أوروبا