سياسي مصري: “موقف اليمن” مكسب استراتيجي كبير للشعوب العربية
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
الجديد برس|
قال الناشط والمحلل السياسي المصري، سامح عسكر، أن القاهرة تعلم جيِّدًا أن المتسبب في أزمة الملاحة الدولية هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأُورُوبيون، وليسوا اليمنيين، مبينًا أن واشنطن رهنت مرور السفن الدولية من باب المندب بأمن سفن “إسرائيل”.
وأشَارَ عسكر في سلسلة تدوينات على منصة “إكس” الثلاثاء، إلى محاولات غربية وإسرائيلية لجَرِّ مصر نحو المواجهة المباشرة مع “قوات صنعاء” تحت ذريعة الإضرار بالملاحة الدولية وقناة السويس.
واكد أن مصر لن تدين عمليات اليمنيين ضد السفن الإسرائيلية؛ كون عمليات اليمن هي جزء من التضامن لرفع الظلم عن منكوبي غزة والانتقام من مجرمي الحرب المسؤولين عن معاناتهم.
وأفَاد السياسي المصري، بأن هناك إجماعًا عربيًّا لدعم هذا التضامن وقد تمثل ذلك في رفض الدول المشاطئة للبحر الأحمر، نقد ورفض عمليات اليمن، ومن بين هؤلاء مصر.
ولفت إلى أن نسبة سفن “إسرائيل” المارة من قناة السويس لا تتعدى 1 % وهي الخَاصَّة بموانئ “الاحتلال” على المتوسط كعسقلان وحيفا ويافا، موضحًا أن الولايات المتحدة قامت بعسكرة البحر الأحمر عن طريق جمع أساطيل متعددة وبالتعاون مع بريطانيا وشركاتها البحرية أشاعوا الخوف والذعر في باب المندب، ثم أعطوا أوامرهم وتعليماتهم للسفن بتغيير خط سيرهم نحو طريق رأس الرجاء الصالح، وذلك؛ بهَدفِ الضغط على مصر لكسر هذا التضامن العربي ودفعها لمهاجمة اليمن.
وَأَضَـافَ عسكر أن المخطّط الأمريكي كان يهدف إلى الضغط على المجتمع الدولي ودفعه لعقد تحالف دولي أكبر ضد اليمنيين يساعد في تأمين سفن “إسرائيل” وفي ذات الوقت يصبح مقدمة لإشعال حرب أهلية يمنية ودعم أحد أطرافها، ولكن الهدفين لم يتحقّق منهما شيء.
وبيّن السياسي المصري، أن من مصلحة الأمن القومي العربي أن تكون هناك قوة عربية مهمة ضد الغرب وَضد “الاحتلال” بالذات في المضايق الكبرى، كي تنجح هذه الورقة في إحداث نوع من الضغط والمكسب السياسي ضد الإمبريالية الأمريكية في حال لجوؤها لابتزاز الحكام والشعوب العربية، وبالتالي فَــإنَّ أي جهد عربي لكسر ورقة اليمن هذه الأيّام هو كمن يخنق نفسه بنفسه، ويقضي على سلاحه بنفسه، ويسهم في ضعف الموقف العربي أكثر مما هو ضعيف.
وانهى تحليله بالقول أن ورقة اليمن تتحول لمكسب استراتيجي كبير للشعوب العربية في المستقبل، فالشعب هناك عربي مسلم وثقافته وأهدافه تتفق وتنسجمُ تمامًا مع مطالب العرب كافة، وخسارته أكيد ليست من الحكمة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
خبراء : صمود غزة يُفشل أهداف “إسرائيل” العسكرية والسياسية ويُعيد تعريف النصر
الثورة نت /..
اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد منير شحادة، أن الحرب على غزة، خلال العامين الماضيين، لم تحقق لـ”إسرائيل” أيًا من أهدافها العسكرية أو السياسية، مشددًا على أن صمود الشعب الفلسطيني في القطاع شكّل معجزة في تاريخ الحروب الحديثة، وأعاد تعريف معنى الإرادة في مواجهة القوة.
وأوضح شحادة لوكالة “شهاب” الفلسطينية، أن محاولات اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، رغم تقديمه أكثر من 67 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين، وفشل “إسرائيل” في تدمير مدنه ومستشفياته ومدارسه، تمثل وهمًا استراتيجيًا باء بالفشل رغم وحشية الحرب.
وأضاف أن عودة نحو نصف مليون نازح إلى شمال غزة خلال اليومين الماضيين، رغم الدمار الواسع، تعكس رسالة قوية بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن كسره أو اقتلاعه مهما اشتد العدوان، وأن تعريف النصر يتمثل بالبقاء على الأرض والتمسك بالحقّ.
وأشار شحادة إلى أن بعض القوى الدولية تعمل حاليًا على ترتيبات لما يسمى “اليوم التالي” للحرب، بهدف تحقيق ما فشلت “إسرائيل” في فرضه بالقوة العسكرية، مؤكدًا أن المطلوب اليوم هو وقف المجازر فورًا ورفع الحصار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
من جانبها، قالت الباحثة اللبنانية، ليلى نقولا، الخبيرة في الشؤون الدولية، إن إعلان وقف الحرب على غزة جاء لأسباب سياسية بامتياز، مشيرة إلى فشل “إسرائيل” في كسر المقاومة وفرض معادلتها الأمنية والسياسية.
وأضافت نقولا أن الحديث عن “اليوم التالي” ومرحلة ما بعد الحرب، ووضع غزة تحت وصاية أممية وإقليمية، يعكس انتقال المعركة من الميدان إلى الطاولة، محذرة من محاولات الأطراف الغربية والإقليمية إعادة صياغة المشهد السياسي الفلسطيني وفق مصالحها، معتبرة أن القرار بإيقاف الحرب جاء بعد تآكل القدرة العسكرية ل”إسرائيل” وتصاعد كلفتها السياسية والاستراتيجية.