تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد يوم 15 يناير2025، تاريخ غير عاديّ ولحظة غير عابرة في الأراضي المقدّسة، فبعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من القتال العنيف، أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية التوصّل رسميًّا إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. خطوة انتظرها كثيرون، ستدخل حيّز التنفيذ يوم الأحد المقبل 19 يناير، فما تفاصيل الاتفاق؟ وما مستقبل مسيحيّي القطاع الذين أنهكتهم الحرب وعصفت بأرواحهم وأرزاقهم؟

يتضمن الاتفاق في مرحلته الأولى، التي تمتد ستة أسابيع، انسحابًا تدريجيًّا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع.

 

كما يتيح الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، مع تحديد 600 شاحنة تنقل المساعدات يوميًّا من بينها 50 محمّلة بالوقود و300 مخصّصة للشمال.

وفي إطار عملية تبادل الأسرى، نصّ الاتفاق على إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًّا، بينهم نساء وأطفال وكبار في السنّ، بينما يُطلَق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع التركيز على تحرير المحتجزين الأحياء أوّلاً، على أن تليها مرحلة استعادة الجثامين.

مستقبل المسيحيّين في غزة
على الرغم من الصعوبات التي واجهها المجتمع المسيحيّ في غزة نتيجة الحرب، يظلّ الأمل قائمًا بأن يكون له دور في بناء المستقبل. 

عانى المسيحيون أشدّ معاناة بسبب التصعيد العسكري، وفقد نحو 45 شخصًا منهم حياتهم، بينما أصيب كثيرون بجروح متفاوتة. 

وفي قائمة ضحايا هذا النزاع، قُتل 20 شخصًا في هجوم استهدف كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، فيما سقطت امرأتان برصاص قنص في رعية العائلة المقدسة الكاثوليكية.

 كما توفي 23 آخرون بسبب أمراض مزمنة إذ لم يتوفّر لهم العلاج اللازم بعد تدمير المنشآت الصحّية ونقص الإمدادات الطبّية.

ولم تقتصر الأثمان والخسائر على البشر. فقد تضرّرت البنية التحتية بشكل كبير، ما دفع عائلات مسيحية عدة إلى النزوح. 

وفي غمرة موجة المغادرة، انخفض عدد المسيحيين في القطاع من نحو 1017 شخصًا قبل الحرب إلى قرابة 600 حاليًّا. 

وعلى الرغم من سوء الظروف وتفاقمها، صمد المسيحيون تحت سقف كنيستهم متسلّحين بإيمانهم ورجائهم. بل أظهروا تضامنًا مع باقي سكّان القطاع، فواظبوا على الصلاة وقدّموا المساعدات الإنسانية لكلّ من قصد كنيستهم واتخذها ملجأً، مؤكّدين أهمّية العيش المشترك وسط الأزمة.

وفي قداس عيد الميلاد الأخير الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، في قلب كنيسة العائلة المقدسة-غزة، كانت رسالة الأمل. إذ قال بيتسابالا يومها: «عاجلًا أم آجلًا ستنتهي هذه الحرب، وعند انتهائها، سنبني كلّ شيء». 

وأكّد دعمه الكامل لأبناء غزة: «كونوا على ثقة دائمة بأننّا لن نترككم أبدًا، وسنفعل كلّ شيء لدعمكم ومساندتكم… نحن نحبّكم. لا تخافوا أبدًا، ولا تستسلموا». كلمات قليلة بوقعٍ كبيرٍ، زرعت في نفوس مسيحيّي غزة جرعات أمل وحضّتهم على التمسّك بخيار البقاء والإسهام في عملية إعادة بناء بيوتهم وترميم نفوسهم، ومواجهة تحدّيات ما بعد الحرب بإيمان وثبات.

وبالنظر إلى المستقبل، تظلّ الأسئلة حول قدرة مسيحيي غزة على الاستمرار في هذه الظروف القاسية قائمة ومشروعة. 

فعلى الرغم من أنّ أبواب الرحيل ستُفتح أمامهم خوفًا من تكرار هذا الكابوس، يؤثِر كثيرون منهم عدم قطع خيط الأمل باستعادة مدينتهم حياتها. 

ويريد هؤلاء أن يبقوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني. يرفضون إفراغ القطاع تمامًا من مسيحيّيه. ولكن، في المقابل يعون جيّدًا أنّ ضمان استمراريتهم يتطلّب دعمًا مستدامًا من كنيستهم ومن المجتمع الدولي، بالإضافة إلى خطوات عمليّة تصون أمنهم وتؤمّن حقوقهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش اللبناني يلوِّح بتجميد التعاون مع آلية مراقبة وقف إطلاق النار

بيروت (الاتحاد)

أخبار ذات صلة أهالي غزة يقيمون صلاة العيد على أنقاض المساجد المدمرة الأمم المتحدة تحثّ قادة العالم على بذل الجهود لحل الدولتين

أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن استمرار إسرائيل في تصعيد اعتداءاتها قد يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع آلية مراقبة وقف الأعمال العدائية «Mechanism» فيما يخص الكشف على المواقع.
وأوضحت القيادة، في بيان لها أمس، أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، أن هذا الموقف يأتي رداً على الخروقات الإسرائيلية التي تحولت إلى عدوان يومي، وآخرها استهداف مناطق مأهولة في ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب.

مقالات مشابهة

  • تركيا تبحث مع مصر والأردن آخر المستجدات بغزة
  • 8 شهداء جراء إطلاق الاحتلال النار على المنتظرين للمساعدات غربي رفح
  • تحذيرات أممية من انهيار آخر مشفيين بغزة
  • ‏مصادر طبية في غزة: مقتل 34 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ فجر اليوم
  • مكتب نتنياهو يعلن أن الجيش الإسرائيلي استعاد رفات رهينة تايلاندي من غزة
  • تحمّل الألم مع قوّة الأمل
  • برلماني: إطلاق خدمات الجيل الخامس خطوة تاريخية نحو مستقبل رقمي واعد
  • الجيش اللبناني يلوِّح بتجميد التعاون مع آلية مراقبة وقف إطلاق النار
  • فرنسا: قد نجبر بوتين على وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان.. أي مصير لاتفاق وقف إطلاق النار؟