انقطاع الكهرباء يفاقم من معاناة سكان أم درمان
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
اضطر بعض سكان مدينة أم درمان للذهاب إلى النيل للحصول على مياه الشرب والاستخدام المنزلي بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة لأربعة أيام
أم درمان – كمبالا: التغيير
لا تزال معاناة آلاف المواطنين في مدينة أم درمان مستمرة جراء استمرار انقطاع الكهرباء والمياه عن جميع أحياء المنطقة، بسبب قصف مسيرة محطة توليد الكهرباء في سد مروي بالولاية الشمالية نحو 350 كيلومترًا شمال العاصمة الخرطوم، وانقطاع خطوط التغذية القادمة من السد.
أحمد يوسف – الذي يسكن أحد أحياء الثورة بمحلية كرري اضطر للذهاب إلى النيل للحصول على مياه الشرب والاستخدام المنزلي.
ويقول يوسف، إن المعاناة التي سببها انقطاع الكهرباء فاقم من معاناة جميع القاطنين أحياء أم درمان التي تعتمد على الكهرباء في تغذية محطة مياه المنارة التي أصبحت تغذي أغلب مناطق أم درمان بعد خروج محطة بيت المال والصالحة منذ الأيام الأولى لانطلاق شرارة حرب 15 أبريل 2023.
أحمد يوسف ليس وحده من الذين اضطروا للذهاب لجلب المياه مباشرة من النيل، هناك العشرات من المواطنين الذي اضطروا إلى ذلك، معرضين حياتهم للخطر في ظل تساقط الدانات بشكل مستمر في أحياء أم درمان.
ووجه مواطنون انتقادات لاذعة لحكومة ولاية الخرطوم التي اتخذت من محلية كرري مقر لها، وأشاروا إلى أنها لم تقم بدورها تجاه المواطنين بتوفير مياه صالحة للشرب لتخفيف المعاناة عن المواطنين.
وبحسب المتطوع محمد عثمان الذي يعمل في أحد التكايا بمدينة أم درمان، فإن أغلب “التكايا” توقفت بسبب انقطاع الكهرباء والمياه.
وقال عثمان لـ”التغيير”، إن التكايا تعتمد على الكهرباء في الطبخ، لعدم توفر الغاز وارتفاع اسعاره، إلى جانب انعدام “الحطب” الذي تعتمد عليه التكايا في عملية الطبخ.
وأضاف: “بعض الأسر كانت تعتمد بشكل أساسي على التكايا في الحصول على الأكل، وتوفقها سيؤدي إلى انتشار الجوع وسط المواطنين.
وأفادت لجان مقاومة كرري، بأن محليات مدينة أم درمان تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه وضعف شبكات الإنترنت لليوم الثالث على التوالي، وذلك جراء استهداف قوات الدعم السريع للمحطة التحويلية لكهرباء سد مروي بالمسيرات الانتحارية الاثنين الماضي، وأسفر ذلك عن توقف محطة مياه المنارة التي تغذى أجزاء واسعة من محلية كرري.
واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالهجوم على سد مروي بطائرات مسيرة ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق.
وقالت الفرقة “19 مشاة مروي” التابعة للجيش، في بيان، إن “مليشيا (الدعم السريع) تحاول استهداف كهرباء سد مروي بعدد من المسيرات في إطار حملتها الممنهجة لاستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية والمشاريع التنموية للبلاد.
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بييريللو، إنه بين عشية وضحاها، ظهرت تقارير أكثر إثارة للقلق عن غارات لطائرات بدون طيار تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت مجمع سد مروي في السودان، وهو مصدر طاقة حيوي للمنازل والمستشفيات والمدارس وغيرها.
وأشار إلى أن البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف ينص على حماية خاصة للسدود، مضيفا أن هذه هجمات على الشعب السوداني ويجب أن تتوقف.
فيما أوضح وزير الطاقة والنفط د. محيي الدين نعيم أن الهجوم ادى الى احتراق مفاعل خط المرخيات وجاري العمل الآن في فحص المفاتيح والكوابل ويتم تقييم الخسائر لتحديد الاحتياجات بصورة عاجلة.
وقال الوزير في تصريح صحفي، إن محطة التوليد لم تتأثر بما في ذلك التوربينات والمولدات والمعدات المساعدة، مبينًا أن المحطة خرجت نتيجة للهجوم وتم لاحقًا تشغيل وحدة واحدة لتغذية المحطة والولاية الشمالية.
ومنذ أربعة أيام تواصل فرق الصيانة بمحطة سد مروي العمل ليل نهار من أجل إصلاح الضرر الذي تسبب فيه قصف المسيرة التي استهدفت المحطة الرئيسة للكهرباء بسد مروي.
وقال مصدر لـ”التغيير”، إن فريق الصيانة نجحت في إعادة التيار الكهربائي للولاية الشمالية بعد الضرر الذي أصاب المحطة التحويلية بمدينة مروي قبل أربعة أيام اثر الاعتداء عليها بمسيرات قوات الدعم السريع.
وأضاف: المصدر أن تأخر عملية التغذية والربط من محطة مروي أخر عملية عودة التيار الكهربائي إلى مدينة أم درمان.
وتوقع المصدر عودة الكهرباء إلى أم درمان خلال الساعات القادمة، بعد أن نجحت فرق الصيانة في إصلاح (90%) من الخط الناقل لكهرباء محطة المرخيات غرب أم درمان.
الوسومأمدرمان انقطاع الكهرباء سد مروي محطة المنارة للمياهالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أمدرمان انقطاع الكهرباء سد مروي
إقرأ أيضاً:
نيجيريا تحت رحمة السيول.. 88 قتيلاً وانهيار سد يفاقم الكارثة في موكوا
أودت فيضانات عنيفة على نحو غير مسبوق بحياة 88 شخصاً على الأقل في بلدة موكوا، الواقعة في ولاية نيجر بوسط نيجيريا، بعد أن اجتاحت مياه الأمطار الموسمية التي استمرت لساعات طويلة المنطقة، بحسب تصريحات مسؤولين محليين.
وقال حسيني عيسى، من الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ النيجيرية، لوكالة “أسوشيتد برس” اليوم الجمعة، إن “عدد الضحايا في ازدياد مستمر”، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال المزيد من الجثث وسط استمرار تدفق المياه.
وأضاف أن الإحصاء الأخير أسفر عن انتشال 88 جثة، مع وجود العديد من الأشخاص ما زالوا في خطر تحت الأنقاض أو في أماكن مهددة بالغمر.
وتفاقمت الكارثة بسبب انهيار سد في بلدة مجاورة، حيث أدى ذلك إلى تدفق كميات هائلة من المياه باتجاه موكوا، مما أسفر عن دمار واسع في المباني والبنى التحتية وتهجير مئات الأسر.
وأكد السكان ومسؤولون محليون أن انهيار السد كان العامل الأساسي الذي زاد من قوة الفيضان، محذرين من استمرار تدهور الأوضاع إذا لم تتدخل الجهات المختصة بسرعة.
وسبق أن أوردت تقارير سابقة وفاة 20 شخصاً، قبل أن تتأكد الحصيلة المروعة الحالية، التي تعكس حجم الكارثة الإنسانية.
وتعتبر هذه الفيضانات واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب المنطقة في السنوات الأخيرة، حيث يعاني سكان موكوا من نقص المأوى والغذاء والمياه النظيفة.
في سياق متصل، أعلنت السلطات النيجيرية عن فرار 281 سجينا من سجن في شمال شرق البلاد بعد أن جرفت الفيضانات جدران السجن، ما أثار مخاوف أمنية كبيرة ويزيد من تعقيد الأزمة التي تمر بها البلاد.
وتتواصل جهود الإنقاذ والإغاثة بالتعاون بين الوكالات الحكومية والمنظمات الإنسانية، وسط دعوات عاجلة لتوفير الدعم والمساعدات الطارئة للمتضررين، وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتحصين السدود لمنع تكرار الكوارث.
https://twitter.com/i/status/1928223034889916732 https://twitter.com/i/status/1928436987775639676