نائب رئيس جامعة الأزهر: 90% من حالات الإجهاض نعمة كبيرة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، إن الله كرم بني آدم، حملهم في البر والبحر، ورزقهم من الطيبات، وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وفضل الإنسان بنعم عظيمة، من أبرزها نعمة العقل، الذي هو ما يسيطر على أفعال الإنسان، وخلقه الله سبحانه وتعالى ليزيد من مكانته، ولقد ورد في كتاب الله أن الإنسان الذي يغلب عقله على شهوته يصل إلى مرتبة أسمى من الملائكة، في حين أن من لم يستطع ذلك سيصل إلى مرتبة أدنى من الحيوانات، فالملائكة مخلوقات بلا شهوة، والحيوانات مخلوقات بلا عقل.
وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر، في تصريح له، أن تكريم الإنسان بالعقل، هو تمهيد له ليصل به إلى معرفة الله سبحانه وتعالى، وقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسلاً مبشّرين ومنذرين، ليدلّوا الإنسان على النعم العظيمة التي أنعم بها الخالق عليه، وكانت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي رسالة خاتمة، والقرآن الكريم كان معجزة عظيمة، معجزة في كل حرف، وفي كل معلومة، سواء كانت هذه المعلومات تاريخية، أو علمية في مجالات الأرض، أو المياه، أو الأفلاك، أو في خلق الإنسان.
وتابع: "يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّنْ طِينٍ"، لا اختلاف على أن أصل الإنسان هو الطين والتراب، ثم جعله الله نطفة في قرار مكين، ويعني بذلك الرحم، هذا الرحم العجيب الذي خلقه الله ليكون مكاناً آمناً لنمو الجنين".
وأضاف: "أود أن أبلغكم أن حوالي 90% من حالات الإجهاض المبكر التي قد تحدث لدى المرأة، هي في الحقيقة نعمة وليست نقمة، إذ أن العلماء تتبعوا حالات الإجهاض ووجدوا أن أكثر من 90% من هذه الحالات كانت تتعلق بتشوهات تجعل حياة الجنين غير ممكنة، وعلى الرغم من أن بعض النساء يشعرن بالإحباط نتيجة الإجهاض، إلا أنهن لو علمن أن هذا الجنين لم يكن مقدراً له أن يعيش بسبب تلك التشوهات، لما كان لديهن نفس الشعور، فقد اختار الله سبحانه وتعالى أن يلفظ هذا الجنين من الرحم ليحفظ حياة المرأة ويقيها من الألم والمشاكل".
وأوضح أنه كما ورد في القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا"، لافتا إلى أن هذا الإعجاز وهذه الأطوار التي ذُكرت في القرآن الكريم قبل أكثر من 1400 عام، لم يستطع العلماء الوصول إليها إلا في القرن الماضي، من خلال متابعة حالات الإجهاض واستخدام الأجهزة الحديثة التي ظهرت في نهاية القرن الماضي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الأزهر نائب رئيس جامعة الأزهر حالات الإجهاض المزيد الله سبحانه وتعالى حالات الإجهاض خ ل ق ن ا ال
إقرأ أيضاً:
المطران خيرالله يحتفل بعيد القديس نعمة الله الحرديني في كفيفان
احتفل راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله بعيد القديس نعمة الله الحرديني، في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان، عاونه نائبه العام المونسنيور بيار طانيوس ورئيس الدير الاب اسطفان فرح ومعلم الاخوة المبتدئين في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب نجم شهوان، بمشاركة لفيف من كهنة الابرشية والآباء. وخدمت القداس جوقة الاخوة المبتدئين في حضور حشد كبير من المؤمنين.
والقى المطران خيرالله عظة قال فيها: "نحتفل معًا اليوم، كعادتنا كل سنة، بعيد القديس نعمة الله الحرديني الذي لبّى دعوة الرب يسوع إلى القداسة، فترك كل شيء في الدنيا وتبعه. نستلهم تأملنا في عيد القديس نعمة الله من كلمة الله الموجهة إلينا في إنجيل اليوم حول الدعوة لاتّباع يسوع. دعا الرب يسوع رسله الأولين، بطرس وأندراوس أخاه ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخاه، من حيث هم في حياتهم اليومية، وكانوا صيادي سمك. فتركوا السفينة وتبعوه للحال. فجعل منهم صيادي بشر لملكوت الله".
أضاف: "جاء يسوع المسيح ابن الله ليعلن ملكوت الله ويحققه بموته على الصليب وقيامته لخلاص جميع البشر، ملكوت المحبة والعدالة والسلام؛ وأوكل إلى الرسل والتلاميذ أن يتابعوا رسالته الخلاصية عبر الكنيسة التي أسّسها على صخرة إيمان بطرس وإخوته، ليكونوا رسل محبة وعدالة وسلام ويدعوا الناس إلى التوبة وإلى تجديد ذواتهم ليليقوا بالنعمة التي نالوها من الله الآب بالابن يسوع المسيح وبمحبة الروح القدس. ودعا يسوع كذلك غيرهم الكثيرين عبر التاريخ ليتقدسوا على خطى الرسل ويقدسوا العالم الذي يعيشون فيه. وكان من بينهم نعمة الله وشربل ورفقا الذين لبّوا الدعوة، فتركوا كل شيء وتبعوا المسيح، وتقدّسوا في الرهبانية اللبنانية المارونية وقدّسوا العالم الذي عاشوا فيه ووطنهم لبنان وشعبهم الذي كان يعاني من الحروب والثورات والانتفاضات والاضطهادات، وبخاصة بين سنتي 1840 و1860".
وتابع: "يوسف كساب ابن حردين، دعاه الرب يسوع من عائلة مارونية مؤمنة. فلبّى الدعوة وترك كل شيء ودخل الرهبانية اللبنانية المارونية سنة 1828 بعمر الثامنة عشرة، متبدءًا في دير مار أنطونيوس قزحيا في وادي قنوبين. وبعد سنتي الابتداء أبرز نذوره الرهبانية واتخذ اسم نعمة الله ليتذكر دائمًا أن الله منحه نعمة خاصة ليسير على طريق القداسة. ثم أرسل للدروس اللاهوتية إلى دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان حيث رُسم كاهنًا في 25 كانون الأول 1833. وكرّس حياته الرهبانية هنا في هذا الدير في خدمة اخوته الرهبان معلّمًا للاّهوت، ومن بينهم القديس شربل الناسك، ثم مدبِّرًا عامًا في الرهبانية لثلاث مرات حتى وفاته سنة 1858. امتاز في حياته الرهبانية بالوفاء لنذوره الرهبانية – الطاعة والفقر والعفة – وبالخدمة ومناجاة الله بالصلاة وبقضاء الساعات الطوال ساجدًا أمام القربان، وبالتزامه بالحياة الديرية المشتركة التي تدعو إلى امّحاء الذات في سبيل خير الجماعة. وكان عنده تكريم خاص للعذراء مريم".
وقال: "نعيّد اليوم القديس نعمة الله بينما نعيش في لبنان عواقب خمسين سنة من الحروب والأزمات المتتالية، اقتصادية ومالية واجتماعية وسياسية، ونتساءل ماذا يعلّمنا القديس نعمة الله؟ وقد طرح علينا السؤال نفسه قداسة البابا لاوون الرابع عشر، الذي زارنا في لبنان رسولَ رجاء وسلام، قائلاً: « ماذا يعلّمنا القديس شربل اليوم ؟ وما هو إرث هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا وعاش مختفيًا عن الأنظار، صامتًا وعيناه مغمّضتان عن هذه الدنيا لترى الله بصورة أفضل، لكن سمعته انتشرت في كل العالم؟ ألخّص إرثه قائلاً: الروح القدس صاغه وكوّنه لكي يعلّم الصلاة لمن كانت حياته من دون الله، ويعلّم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويعلّم التواضع لمن يسعى إلى الظهور، ويعلّم الفقر لمن يبحث عن الغنى ». (كلمته في دير مار مارون عنايا، 1/12/2025). نستعمل المنطق نفسه لنلخّص إرث القديس نعمة الله قائلين: يكفي أنه كان معلّمًا للقديس شربل وإخوته الرهبان، يرشدهم إلى الاختلاء بالله في الصلاة وعيش حضوره في السجود للقربان، والتطلّع إلى السماء في الالتزام بالنذور الرهبانية وبالخروج من الأنا إلى النحن في الحياة الديرية المشتركة".
وختم: "نطلب من الله أن يمنحنا نعمة أن نلبّي دعوة الرب يسوع وأن نغمض عيوننا عن هذه الدنيا لنفتحها على نور الله فنكتشف إرادته في حياتنا من خلال علامات الزمن الذي هو زمن الرجاء. وفيما نحن على أبواب اختتام السنة اليوبيلية للرجاء الذي لا يخيّب بيسوع المسيح، نتوجه إلى المؤمنين، وبخاصة إلى شبابنا من بينهم، لنقول لهم مع البابا لاوون الرابع عشر: «أيها الشباب الذين تعيشون في عالم مليء بالمغريات، خصّصوا كل يوم وقتًا لإغلاق أعينكم عن العالم والنظر إلى الله وحده. التزموا التأمل مثل القديسين شربل ورفقا ونعمة الله: بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس، والمشاركة في القداس الإلهي وفي أوقات السجود للقربان». (كلمته في لقاء الشبيبة في بكركي، 1/12/2025). ولنعملْ معًا، في كنيسة تريد أن تشهد للمسيح بالمحبة والمغفرة والمصالحة، لتحقيق ملكوت الله في لبنان وطن الرسالة. ولنسلّم ذواتنا إلى الله بشفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان، وجميع قديسينا، فيجعل منا صانعي سلام ونستحق منة الطوبى السماوية. آمين".
وبعد القداس تقبل خيرالله ورئيس الدير والكهنة تهاني الحضور بالعيد.
مواضيع ذات صلة قداس لتقديس الطوباوي إسطفان نعمة في كفيفان Lebanon 24 قداس لتقديس الطوباوي إسطفان نعمة في كفيفان