معهد البحوث الفلكية يعلن عن ظاهرة فلكية نادرة: اصطفاف 6 كواكب في السماء
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أعلن معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن رصد ظاهرة فلكية نادرة تعرف باسم "اصطفاف الكواكب"، حيث ستتجمع 6 كواكب في محاذاة فريدة في سماء الليل، ويترقب العلماء أن تبدأ هذه الظاهرة في 21 يناير 2025 وتستمر لمدة تصل إلى 4 أسابيع، مع احتمالية انضمام كوكب عطارد لتشكيل اصطفاف غير معتاد.
وأوضح الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس معهد البحوث الفلكية، أن الكواكب التي ستظهر في هذا الحدث الفلكي هي الزهرة، المريخ، المشتري، زحل، نبتون، وأورانوس، وأشار إلى أن رؤية بعض هذه الكواكب، مثل نبتون وأورانوس، تتطلب استخدام التلسكوب نظرًا لبعدهما الكبير عن الأرض.
وأضاف الدكتور طه أن كوكب المشتري، أكبر كواكب النظام الشمسي، سيظهر بشكل لامع في السماء مباشرة فوقنا، بينما يلمع كوكب المريخ إلى جهة الشرق، أما كوكب الزهرة وزحل، المعروف بحلقاته المدهشة، فسيمكن رؤيتهما بعد غروب الشمس في الاتجاه الجنوبي الغربي لبضع ساعات.
أشار المعهد إلى أن هذه الظاهرة ستتيح لمحبي الفلك فرصة استثنائية لمتابعة 5 كواكب بالعين المجردة، حيث يتوقع أن يكون كوكب أورانوس ساطعًا بما يكفي للرؤية دون الحاجة إلى أجهزة مساعدة، بينما يتطلب رصد كوكبَي نبتون وأورانوس باستخدام التلسكوب بسبب ضعف إضاءتهما وبعدهما عن الأرض.
تُعد ظاهرة اصطفاف الكواكب من الأحداث النادرة التي تجذب اهتمام العلماء وهواة الفلك على حد سواء، حيث توفر فرصة فريدة لدراسة الكواكب وسلوكها في الفضاء، كما أنها تُعَد مشهدًا رائعًا يثير الإعجاب بجمال الكون وتناغم أجرامه السماوية.
وينصح الخبراء الراغبين في متابعة الظاهرة باختيار أماكن ذات إضاءة منخفضة بعيدًا عن التلوث الضوئي للاستمتاع بمشاهدة أوضح للكواكب، كما يفضل استخدام التلسكوبات أو المناظير البسيطة للحصول على رؤية تفصيلية للكواكب البعيدة مثل نبتون وأورانوس.
يُنتظر أن تكون هذه الظاهرة فرصة لا تُفوت لعشاق الفلك وللمهتمين بمراقبة السماء ليلاً، ويأمل معهد البحوث الفلكية أن تشجع مثل هذه الأحداث على زيادة الوعي العام بأهمية دراسة الفضاء ودوره في توسيع معارفنا حول الكون.
تُظهر هذه الظاهرة أن الكون ما زال يحمل في طياته الكثير من المفاجآت والأسرار التي تنتظر من يكتشفها، وهي دعوة مفتوحة للتأمل في عظمة هذا الكون الواسع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية رصد ظاهرة فلكية اصطفاف الكواكب نادرة سماء الليل تبدأ هذه الظاهرة تصل إلى 4 أسابيع عطارد معهد البحوث الفلکیة هذه الظاهرة
إقرأ أيضاً:
سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
لم يعد القمر مجرد قرص فضي يزين سماء الليل، بل تحول إلى هدف استراتيجي يحمل في باطنه ثروات قد تعيد رسم خريطة الطاقة والصناعة على كوكب الأرض.
ومع تسارع الخطط الدولية والخاصة لاستغلال موارده، يتصاعد سؤال محوري من سيحصل على نصيب الأسد من كنز القمر؟
كنوز مخفية على سطح القمريختزن القمر مجموعة نادرة من الموارد الطبيعية، أبرزها المعادن الثمينة، والهيليوم-3 الذي ينظر إليه بوصفه وقود المستقبل في مجال الاندماج النووي، فضلا عن الجليد المائي القادر على توفير الماء والأكسجين والوقود للبعثات الفضائية.
هذه الثروات تجعل القمر منصة محتملة لبناء اقتصاد فضائي قريب من الأرض، بقدرات هائلة على تغيير موازين الطاقة عالميًا.
التعدين القمري حمى الذهب الجديدةيشهد الفضاء سباق محمومًا بين شركات خاصة وبرامج حكومية لتطوير تقنيات التعدين القمري شركات مثل «إنترلون» و«أستروبوتيك» تعمل على ابتكار معدات قادرة على معالجة كميات ضخمة من تربة القمر، حيث صُممت حفارات كهربائية لمعالجة ما يصل إلى 100 طن في الساعة، مع خطط طموحة لاستخراج الهيليوم-3 خلال السنوات المقبلة.
الاهتمام بهذا العنصر تحديدا يعود إلى إمكاناته الهائلة في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة عبر الاندماج النووي، ما يفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية واقتصادية غير مسبوقة.
سباق دولي على موطئ قدم قمريبالتوازي مع القطاع الخاص، تتحرك القوى الكبرى بخطوات مدروسة فالصين أعلنت هدفها إنزال رواد فضاء على سطح القمر بحلول عام 2030، وتعمل مع روسيا على إنشاء محطة أبحاث قمرية بحلول 2035 في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ برنامج «أرتميس» لإرساء وجود بشري دائم على القمر.
ولا يقتصر المشهد على هذه القوى، إذ تشارك اليابان وأستراليا في مهمات خاصة، بينما تطور وكالة الفضاء الأوروبية أول مركبة هبوط قمرية لها، ليصبح القمر ساحة سباق علمي محتدم.
ثروات واعدة وأسئلة الملكيةرغم الإغراء الاقتصادي الكبير، تطرح الموارد القمرية تساؤلات معقدة حول الملكية وحقوق الاستغلال فغياب إطار قانوني واضح يثير مخاوف من احتكار الدول والشركات الكبرى للثروات، ما قد يوسع فجوة عدم المساواة بين الدول في عصر الفضاء.
مخاوف بيئية وعلميةلم يسلم الحماس للتعدين القمري من الانتقادات علماء الفلك والناشطون البيئيون يحذرون من أن الاستغلال المفرط قد يلحق أضرارا دائمة بسطح القمر، ويؤثر في الأبحاث العلمية المستقبلية.
كما أن تراكم الحطام والتلوث المحتمل قد يعرقل عمليات الرصد والدراسة.
وتزداد المخاوف في المناطق الأكثر غنى بالموارد، خاصة قطبي القمر حيث يتركز الجليد المائي، وهي مناطق مرشحة للتحول إلى بؤر توتر وصراع محتمل.
الحاجة إلى تشريع فضائي عادلمع اقتراب البشر من استغلال فعلي لموارد القمر، تتعاظم الدعوات لوضع اتفاقيات دولية ملزمة تنظم التعدين الفضائي، وتضمن تقاسمًا عادلًا للموارد، وتحمي مصالح الأجيال القادمة.
القمر فرصة أم صراع قادم؟اليوم، لم يعد القمر مجرد جرم سماوي بعيد، بل أصبح ميدانيا اقتصاديا وعلميا وجيوسياسيًا مفتوحًا.
وبين وعود الثروة ومخاطر الصراع، يبقى التحدي الأكبر هو إدارة هذا السباق بعقلانية ومسؤولية، حتى لا تتحول فرصة الفضاء إلى أزمة عالمية جديدة.