يمانيون:
2025-12-13@17:05:47 GMT

النصرُ الاستراتيجي لليمن ومعركةُ “الكرامة”

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

النصرُ الاستراتيجي لليمن ومعركةُ “الكرامة”

يمانيون ـ  إبراهيم العنسي

لخمسة عشر شهرًا كان من النادر أن يمر يوم دون أن تستهدف اليمنُ سُفُناً إسرائيلية أَو أمريكية أَو بريطانية أَو مرتبطة بموانئ فلسطين المحتلّة في البحر الأحمر؛ فقد ظهرت ثنائية القوة في صنعاء وغزة آخر المطاف، وها هي صنعاء تفرض قوتها بمنع تلك السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي حتى وقف العدوان على غزة.

ولمن لا يدرك حقيقة التراجع الأمريكي فَــإنَّ خياراتِ أمريكا في التعاطي مع سيطرة القوات المسلحة اليمنية على حركة السفن في بحارها محدودة للغاية؛ فقد أثبتت الأخيرة أنها قادرة على المضي في تنفيذ تهديداتها وأن واشنطن عاجزة عن تحقيق أي هدف لعملياتها في المنطقة.

ومع هذه الحقيقة أثبت اليمنيون أَيْـضًا أنهم شعب ليس من شيمهم التراجع مهما بلغ مستوى التصعيد وحجم العدوان، طالما ارتبط ذلك بوقف الحرب على قطاع غزة.

هنا تظهَرُ حدودُ القوة في مواجهة الإرادَة، وهكذا قرأ التحليلُ الدولي لقنوات ومحطات ووكالات إخبارية الحالَ في مواجهات اليمن -أمريكا.

خياراتٌ مفتوحة:

هذا المعطى الجديد ما يمكن البناء عليه، فأمام خيار اليمن المفتوح يمكن إدراك ضآلة حركة الأمريكان، حَيثُ يقودون تحالفاً معادياً باسمهم؛ فمع أن ما يتجه الأمريكان إليه محدود الأثر، فيما فُرَصُه قد تراجعت في الميدان، تتحَرّك واشنطن من وقت لآخر لتنشيط مليشيات وفصائل التحالف المنتفعة.

هذا ليس التحَرّك الأول، يمكن استذكار أن سفير الأزمات الأمريكي “ستيفن فاجن” قد عقد لقاءات من قبلُ مع قيادات أحزاب الخارج؛ فجمعت لقاءاته تناقضاتِ الليبراليين مع الإخوانية مع السلفية مع القومية، وحاولت كما فعلت منذ سنوات أن تجمع شتات المليشيات التابعة للرياض وأبو ظبي في بوتقة واحدة، غير أن أجندات القيادات وصراع الأيديولوجيات والمصالح وحسابات الربح والخسارة تظل تعقيدات تنبئ عن مصير محتوم باستحالة أن يجتمع الشتاتُ على شور أَو قول.

قبل أَيَّـام كان اجتماعُ سفير الأزمات الأمريكي “فاجن” مع مرتزِقة الرياض وأبو ظبي؛ طارق صالح، أبو زرعة المحرَّمي، سلطان العرادة وكلها دارت حول اهتمامات الأمريكان وتطلعات كيان العدوّ، وكيف يمكن تحريك تلك المليشيات على الأرض في مواجهة القوات المسلحة اليمنية؛ بذريعة تحرير اليمن من الخطر “الإيراني”، حَيثُ الأسطوانة الأمريكية التي لا تكف عن الكذب.

في تلك الاجتماعات حضرت كما كانت من قبل مصالح قيادات المليشيات، فهناك من اشترط عودة نظام قديم وهناك من اشترط “إذنًا سعوديًّا” للدخول في المعركة وهناك من اشترط لجماعته، ومن يدرك أنه ورقة لعب لكنه يشترط لنفسه مكاسبَ مسبقة، وهذا كله تغريدٌ خارج سرب وحقائق الواقع المفروض تمامًا.

ولفهم ذلك يمكن إدراك أن التحَرّك الأمريكي اليوم من جديد مع فصائل ومليشيات الرياض وأبو ظبي هو تحَرّك من أصحبت خياراته في أضيق حدودها، فهو لا يجد من خيار سوى أن يطرق هذا الباب على ما ورائه من عاهات وخواء وضعف لن يقود إلى شيءٍ إلا أماني أن عسى أن ترضخ صنعاء لأي ضغط، ولو محدود للتفاوض معها، أما مسألة أن يقود تحريك المليشيات إلى نصر أَو ما شابه فهو اليوم وهذا واقع من أبعد ما يمكن التفكيرُ فيه، حَيثُ معطيات الأرض وحقيقة التجربة تقول إن صنعاء ستحرق ورقة المرتزِقة إلى غير رجعة، كما فعلت مع الأمريكان وتحالفها في البحار وفعلت مع “إسرائيل” في عُقر دارها وفي باب المندب.

 

مفاجآت قادمة:

يمكن تذكر أن صنعاء وقيادتها قد وعدت أمريكا والغرب وتحالفهم بالمفاجآت في معركة البحار وفعلت ذلك بقوة، نفس الشيء تعدهم به اليوم في معركة البر وستفعل ذلك بقوة، ومن لا يدرك قوة وتناميَ شعبيّة أحرار اليمن في صنعاء والمحافظات الحرة، ما بعد طوفان الأقصى يعيش حالة وَهْمٍ كبير، ويستعجل الهزيمة المؤكّـدة.

ومع مؤشرات أن تنتقل المعركة مع وقف حرب غزة إلى جبهة اليمن، ما من خيارات وفرص كما أسلفنا وكان حديثنا عن الأمريكان، وهنا حديثنا عن أطراف خليجية تدرك أن المجازفة اليوم ليست إلَّا لعب الأصابع بالنار، وقد كرّرت صنعاء الإنذارَ أكثر من مرة في أكثر من مناسبة، والأمر لن يقتصر الآن على معركة قد تفتح سعيرها باسم مليشيات تقودها الإمارات والسعوديّة، بل معركة يجد اليمنيون أنفسهم أمامها إن ظل الحصارُ والعدوان كما هو.

ويمكن القول إن السعوديّة اليوم أمام خيارَين لا ثالث لهما؛ فإما رفع الحصار وتنفيذ اشتراطات عملية السلام، أَو الاستعداد لمعركة “كرامة”، ستخوضها اليمن، لكنها ليست كأية معركة، وهذا ليس تضخيماً لما قد يحدُثُ، فما بعد هذه المعركة يكونُ النظام السعوديّ قد فقد الكثير مما لن يُدرَكَ بعدها، ولن نتناول تفاصيل ما قد يحدث، وهذا ما تدركه السعوديّة جيِّدًا، حَيثُ إن لديها الكثير لتخافَ عليه ومنه.

وسيكونُ أمام السعوديّة والإمارات طريقٌ واحدٌ للسلام بأن يوقفا عبثيةَ وفوضى ما يحصل في مناطق اليمن المحتلّة، فحقائق ما جرى في المنطقة تفصح عن انتصار الدم والمقاومة، وعن كسر مشروع “إسرائيل” وأمريكا للحد الذي وصل فيه غضب “ترامب” إلى مهاجمة نتنياهو، حَيثُ يتنبأ العالم بنكوص مشروع أمريكا وتراجع التأثير العولمي إلى تأثير إقليمي، وهذا أمرٌ تدركُه الرياضُ وأبو ظبي على مرارة.

المصدر: المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السعودی ة وأبو ظبی

إقرأ أيضاً:

الملف الأسود لتمويل الحرب والتجنيد.. إيران تنقل مصانعها من سوريا لليمن وتوسع شبكات التهريب لإغراق دول المنطقة بالمخدرات

في السنوات الأخيرة تحوّل ملف المخدرات في اليمن من ظاهرة محلية إلى قضية إقليمية ذات بعد أمني وسياسي دولي, تقارير أممية والدولية تتحدث عن زيادة في تهريب وتجارة مخدرات عبر المياه الإقليمية وفي الداخل اليمني، وتحمّل جماعة الحوثي دوراً محورياً في الاستفادة من هذه التجارة لتمويل عملياتها، بينما تشير تقارير أخرى ضلوع إيران في توسيع شبكات تهريب المخدرات عبر اليمن وبناء مصانع للمخدرات بعد تعرضها لضربات موجعة في سوريا.

هذا التوسع النشط يأتي في ظل تصاعد مهول في الأرباح الاقتصادية التي حققتها المليشيا من تلك التجارة وكشفت تقديرات حقوقية واقتصادية أن مليشيا الحوثي تجني المليارات من الدولارات سنويًا من تجارة المخدرات.

مسارات التهريب

تشير تقارير أممية وإقليمية إلى تحوّل مسارات التهريب بعد تقلّص بعض قنوات التهريب من سوريا ولبنان وأماكن أخرى نتيجة ضغوط متزايدة، باتت اليمن تُعتبر مساراً بديلاً للطرق البحرية والبرية إلى دول شبه الجزيرة العربية.

تشير تقارير أمنية إلى أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم تجارة المخدرات داخل اليمن، حيث يشرف ضباط من الحرس الثوري الإيراني على عمليات تهريب المواد المخدرة إلى مناطق سيطرة الحوثيين، بهدف تمويل المجهود الحربي للمليشيا وتحقيق أرباح ضخمة بعيدًا عن الرقابة الدولية.

 

مافيا التهريب ومصانع التصدير

كشف العميد عبدالله أحمد لحمدي، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، عن تحول خطير في نمط تهريب وتصنيع المخدرات في اليمن، مؤكدًا أن البلاد أصبحت وجهة رئيسية لعصابات المافيا الإقليمية بعد تلقيها ضربات موجعة في سوريا.

وأوضح العميد لحمدي أن العمليات الأمنية محافظة المهرة، كشفت عن أول مصنع متكامل لصناعة مادتي الكبتاجون والشبو على الأراضي اليمنية، مضيفًا أن ستة متهمين يمنيين ضُبطوا مرتبطين بشبكات تمويل ودعم تتبع مليشيا الحوثي الإرهابية، إضافة إلى خبراء أجانب سبق ضبط بعضهم في عدن والمهرة.

وأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية أكدت وجود مصانع نشطة للمخدرات في مناطق سيطرة الحوثيين، ما يعكس حجم التهديدات الأمنية والإنسانية التي تواجه اليمن والمنطقة بأكملها.

وأوضح مصدر أمني خاص لـ"مارب برس" أن "المستهدف الأساسي من تهريب المخدرات هي دول الخليج العربي واليمن ليست سوى محطة ترانزيت" رغم توسّع انتشارها داخل اليمن.

ولفت إلى أن المليشيا الحوثية تعتبر نشاطها في تهريب المخدرات إلى دول الخليج جزءً من حربها الطائفية ضد الخصوم وتعتمد على هذه التجارة منذ بداية ظهورها، قبل نحو ثلاثة عقود، كأحد أهم مصادر تمويل أنشطتها التوسّعية, لافتاً إلى أنها تستند في ذلك على فتوى لمؤسسها الأوّل بدر الدين الحوثي، الذي أجاز لها تجارة الممنوعات لمحاربة من الوهابية وتمويل الجهاد.

كما أكّدت مصادر أمنية وعسكرية لـ"مارب برس" أن مليشيا الحوثي هي من تتحكّم بأنشطة التهريب من اليمن إلى السعودية على طول الشريط الحدودي بين البلدين الذي يبلغ طوله 1,458 كم، بدءً من مدينة ميدي بمحافظة حجّة غرباً إلى المهرة شرقاً.

 

أرقام صادمة… اليمن يغرق في سموم المخدرات

منذ بداية عام 2025، سجلت الأجهزة الأمنية ضبطيات ضخمة، أبرزها:

599 كجم من الكوكايين داخل شحنة سكر في عدن

646,290 قرص بريجابالين في دار سعد

314 كجم شبو و25 كجم هيروين و108 كجم حشيش في سواحل لحج

432 كجم شبو عبر البحر الأحمر

150,000 حبة كبتاجون في قارب بباب المندب

13,750 قرص كبتاجون عبر منفذ الوديعة في شاحنة قادمة من صنعاء

 

المخدرات أداة للتجنيد والسيطرة

بحسب تقارير دولية، يستخدم الحوثيون المخدرات لتجنيد الشباب والأطفال، حيث يُعطى المقاتلون الكبتاجون قبل المعارك لزيادة العدوانية والولاء، ما يفاقم الانهيار الاجتماعي ويحوّل المدمنين إلى أدوات حرب يمكن الاستغناء عنها.

وحول ذلك حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن تجارة المخدرات تحولت إلى وسيلة للسيطرة النفسية على المجندين، في مشهد يعكس تشابك العنف والإدمان في مشروع الجماعة.

 

الحوثيون ينقلون زراعة المخدرات إلى اليمن

كشفت مصادر قبيلة بمحافظة الجوف لمأرب برس أن المليشيات الحوثية باشرت في زراعة عدة أنواع من المخدرات في عدة مناطق من الجوف العالي وفي عشرات المزارع , وقالت المصادر أن المليشيات تمنع المزارعين والأهالي القاطنين بالقرب من تلك المزارع من الاقتراب من تلك المزارع أو الوصول اليها , خاصة في ظل السلطة القمعية التي تفرضها المليشيات على مناطق سيطرتها, كما كشفت ذات المصادر عن قيام جماعة الحوثي بزراعة المخدرات قبل سنوات في عدة مديريات من محافظة صعدة مسقط رأس عبدالملك الحوثي ويشرف علي ذلك جهاز أمني خاص مهمته توفير الأمن والحماية لتلك المناطق.

 

احتكار التهريب وتأهيل العصابات

بعيد سيطرتهم على العاصمة صنعاء هيمنت جماعة الحوثي على تجارة الممنوعات بأنواعها، وأخضعت المهربين المحليين لسلطتها مستغلّة سطوتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية، وفقاً لما أكّدته مصادر أمنية لـ"مارب برس".

وخلال السنوات الماضية تقول المصادر إن الحوثيين اطلقوا عشرات المعتقلين على ذمّة تهريب أو ترويج وبيع المخدّرات، مشترطين عليهم العمل لصالحهم, مضيفة أنهم تلقّوا بعد إطلاقهم أموالاً وتسهيلات لاستعادة نشاطهم في تجارة الممنوعات.

وفي سبتمبر 2016، تداول نشطاء على مواقع التواصل وثائق تؤكّد إفراج الحوثيين عن تجار مخدرات، منهم 82 سجينًا من السجن المركزي بصنعاء أغلبهم تجار مخدرات، و4 تجار مخدرات أفرجوا عنهم من مركزي محافظة حجة.

وقال مسؤول أمني كان يعمل بمحافظة الجوف لـ"مارب برس"، طلب عدم كشف هويّته، إن مليشيا الحوثي اعتقلت مهربي الحشيش ممن لا يخضعون لسلطتها خصوصاً الذين كانوا ينشطون في محافظة صعدة على الشريط الحدودي مع السعودية.

ووفقاً للمسؤول فإن من جملة من اعتقلتهم "950 رجلًا و50 امرأة كانوا يعملون ضمن شبكات التهريب", موضحاً أن ذلك جاء ضمن مساعيها لمنع أي "عملية تهريب حشيش أو مخدرات في اليمن أو من خلالها إلى المملكة إلا عن طريقها وتحت إشرافها".

 

مقالات مشابهة

  • مسؤول بارز في حكومة صنعاء يكشف عن مؤامرة هي الأخطر في اليمن “تفاصيل”
  • قفزة جديدة في سعر الذهب اليوم السبت 13 ديسمبر 2025.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • علي ناصر محمد يكشف: كيف أوقفت مكالمة هاتفية حرب 1972 بين شطري اليمن؟
  • علي ناصر محمد يكشف كيف أوقفت حرب 1972 بين شطري اليمن عبر التليفون
  • الملف الأسود لتمويل الحرب والتجنيد.. إيران تنقل مصانعها من سوريا لليمن وتوسع شبكات التهريب لإغراق دول المنطقة بالمخدرات
  • مركز حقوقي يكشف فظائع من انتهاكات الانتقالي خلال اجتياحه المحافظات الشرقية لليمن
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • متعاقدو الأساسي لم يلتزموا الإضراب اليوم.. وهذا ما طلبوه من الوزيرة
  • الهدوء الاستراتيجي القاتل والزوال قَدَرٌ محتوم
  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم