ما زالت قضية تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال، خاصة مع ظهور مزاعم جديدة للحاخامات مفادها أن العديد القليل من تلاميذ المدارس الدينية الذين يلتحقون بالجيش "يتخلّون" عن الديانة اليهودية وطقوسها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية الإلزامية، مما أثار مزيدا من الجدل بين الإسرائيليين.

يائير غباي الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل عن "رئيس كتلة حزب يهدوت هتوراة، عضو الكنيست إسحاق بينداروس، مؤخراً عن قلقه الرئيسي بشأن تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال، مدعياً بأن بعضهم يتركون الدين بسبب الخدمة في الجيش، وقبله قال رئيس حزب شاس الحاخام أرييه درعي إن الجنود المتدينين لا يقاتلون الجيش من أجل الدين، وتحدث آخرون من نفس التيار أن كل من ذهب للجيش وهو يرتدي "الكيبا" على رأسه، عاد بدونها".



وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "من المناسب التعامل مع هذه الادعاءات بشكل تجريبي، ونفحص ما إذا كان الجيش له تأثير روحي سلبي مفرط، وبعبارة أخرى، هل دخول اليهود المتدينين للجيش وهم يرتدون "الكيباه"، وخروجهم بدونها ينبع من الخدمة العسكرية، أم أنه كان ليخلعها حتى بدون الخدمة العسكرية".


وأشار إلى أن "نتائج الدراسات الميدانية أكدت أن مستوى التدين في العائلة اليهودية يشكل ركيزة قوية لمنع تسلل العلمانية الى أفرادها، وبالتالي إذا التحق الشباب من البيوت الحريدية بالجيش الإسرائيلي فإن هناك احتمالية كبيرة أن يظلوا ملتزمين بالتوراة، ولذلك فقد حان الوقت للسياسيين الحريديم لإظهار الشجاعة، والتوضيح للحاخامات أن الواقع مختلف عما اعتادوا على التفكير فيه، ولا يوجد ما يبرر القلق بشأن الخدمة في الجيش".

شلومو فيشر، عالم الاجتماع بمعهد سياسة الشعب اليهودي، أكد أن "السبب الحقيقي وراء معارضة اليهود المتشددين للتجنيد الإجباري في الجيش يعود إلى رغبتهم الأساسية بالانفصال بين الحريديم وبقية المجتمع الإسرائيلي، ما يجعل من مساعي العديد من الإسرائيليين لإيجاد حلول معقولة لمشكلة تجنيد اليهود المتشددين دينياً تبوء بالفشل الذريع، لأن هذه الحلول التي يقترحونها لن تحظى بقبول، جزئي على الأقل، من جانب الجمهور الحريدي وقياداته".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "بعض الحلول المقترحة أخذ قيم دراسة التوراة في الاعتبار داخل المحاضرات العسكرية في الجيش، أو تجنيد الحريديم فقط الذين لا يدرسون، فيما سيتم إعفاء من يدرسون التوراة "بجدية"، وبالتالي يدور الحديث عن إعفاء نصف الحريديم من التجنيد، واقتراح ثالث بإنشاء الجيش لألوية مخصصة للمتدينين الحريديم دون أي وجود للنساء".

وأشار إلى أن "مثل هذه المقترحات كانت مطروحة على الطاولة منذ عقود، ولم تتطور إلى شكل متماسك وعملي، لأن الحريدية ما زالت تعلن معارضتها الشديدة للتجنيد الإجباري، حتى بالنسبة لمن لا يدرسون من تلاميذها، والسبب في ذلك أن الحلول المذكورة أعلاه خاطئة من حيث الأساس، حتى لو أجبر الجيش نفسه على التكيف مع الثقافة الحريدية، لأن الأساس الأيديولوجي لوجود الحريديم هو الانفصال عن باقي اليهود".


وأوضح أن "ظاهرة انفصال اليهود المتدينين عن الآخرين تعود إلى قرون طويلة، وتنبع من أسباب عميقة وجوهرية، وهي تعارض كل التغيرات الجذرية التي طرأت على اليهود مع الحداثة الجارية، وهم يعارضون تبني القومية الحديثة، على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والثقافي أيضًا، بل شعورهم بأنهم يشكلون الشعب الحقيقي والأصيل لإسرائيل، وبالتالي فإن موقفهم تجاه الآخرين سيكون متناقضاً على الدوام، وجاء الرمز الأكثر وضوحاً للانفصال هو تجنب التجنيد في جيش الاحتلال".

وأكد أن "مسألة الانفصال تنتمي لجوهر الهوية الحريدية، ولا مجال للمرونة في التعامل معها، ولتبريرها في الخطاب العام، يتم استخدام كل أنواع الأعذار، لكن الحقيقة البسيطة أن كلها تنبع من الفعل الأولي والمؤسس للانفصال، فأينما بدأ الحريديون فقد بدأوا بالانفصال عن باقي اليهود، وعلى مرّ التاريخ، في أوروبا أو في فلسطين المحتلة، لم تنجح المقترحات المطروحة بشأن التجنيد الإجباري باختراق عمق فكرة الانفصال الحريدي".

وأشار إلى أن "الحريديم ينطلقون من افتراضات خاطئة، ولذلك من أجل أن نكون عمليين، فلا فائدة من الحديث معهم، أو التنازل لهم، بل منح من لا يتطوعون في الجيش وضعية "الفارّ من الخدمة العسكرية"، مع فرض ما يصاحبه من عقوبات اقتصادية، رغم أنها لن تحدث في الحكومة الحالية، لكنها تؤسس لما سيكون في المستقبل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الحريديم الاحتلال غزة الاحتلال الحريديم صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخدمة العسکریة فی الجیش

إقرأ أيضاً:

بسبب تجويع غزة..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيب

أطلقت مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة رسالة علنية دعت فيها إلى فرض عقوبات دولية صارمة على تل أبيب، بسبب ما وصفته بـ"تجويع سكان غزة" والحملة العسكرية الوحشية ضدهم. اعلان

طالبت مجموعة من الشخصيات العامة الإسرائيلية البارزة، من بينها أكاديميون وفنانون ومفكرون، المجتمع الدولي بفرض "عقوبات قاسية تُشلّ قدرات إسرائيل"، في ظل تزايد الغضب العالمي إزاء ما وصفوه بـ"تجويع غزة حتى الموت".

وضمّت الرسالة، التي نُشرت في صحيفة "ذا غارديان"، 31 توقيعًا، من بينهم الفائز بجائزة الأوسكار يوآف أبراهام، والمدعي العام الإسرائيلي السابق ميخائيل بن-يائير، ورئيس الكنيست الأسبق ورئيس الوكالة اليهودية السابق أبراهام بورغ، إلى جانب عدد من الحائزين على "جائزة إسرائيل"، أرفع وسام ثقافي في البلاد.

وجاء في الرسالة :"تُمارس إسرائيل حملة وحشية تتمثل في تجويع سكان غزة حتى الموت، والنظر في التهجير القسري لملايين الفلسطينيين من القطاع".

وأضاف الموقعون: "يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات قاسية تُشلّ قدرات إسرائيل حتى توقف هذه الحملة الوحشية وتنفّذ وقفًا دائمًا لإطلاق النار".

كسر للمحظورات داخل إسرائيل

تكتسب الرسالة أهميتها لكونها تتضمن نقدًا غير مسبوق لإسرائيل، كما أنها تكسر المحظور داخل البلاد، حيث يسعى سياسيون إسرائيليون منذ سنوات إلى تمرير قوانين تُجرّم من يدعو إلى فرض عقوبات على الدولة.

من بين الموقعين أيضًا الرسّامة ميخال نعمان، والمخرج الوثائقي الحائز على جوائز رعنان ألكساندروفيتش، والمخرج صاموئيل معوز الحائز على "الأسد الذهبي" عن فيلمه "لبنان"، والشاعر أهارون شبتاي، ومصممة الرقص إنبال بينتو.

صدمة داخلية وغضب في الجاليات اليهودية

وتتزايد مظاهر الغضب داخل إسرائيل نفسها، كما في أوساط الجاليات اليهودية حول العالم، وسط مشاهد لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع الحاد، وتقارير عن إطلاق جنود إسرائيليين النار على فلسطينيين جائعين في مراكز توزيع الغذاء.

,نُشرت الرسالة تزامنًا مع إعلان وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى في الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا تجاوز 60 ألف شخص.

كما أصدرت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان معروفتان، "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان"، تقارير أكدت للمرة الأولى أن إسرائيل تنتهج سياسة "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في غزة، ما شكّل خرقًا جديدًا لمحظورات الخطاب السياسي الإسرائيلي.

Related غزة على حافة المجاعة: أطفال يموتون جوعًا وسط حصار مطبق وتحذيرات أممية"غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة".. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفدمع تفاقم الكارثة في غزة.. تصاعد الانتقادات لنهج نتنياهو وترامب يدعوه لاعتماد مقاربة جديدة

وفي السياق نفسه، أدلت حركة الإصلاح اليهودية في الولايات المتحدة، وهي أكبر طائفة يهودية في البلاد، بتصريحات قالت فيها إن الحكومة الإسرائيلية "تتحمل المسؤولية" عن المجاعة المتفاقمة في غزة.

وقالت الحركة في بيانها :"لا ينبغي لأحد أن يبقى غير متأثر بالجوع المتفشي الذي يعانيه آلاف الغزيين. لا ينبغي أن ننشغل بالتفسيرات التقنية بين المجاعة والجوع الحاد، فالوضع كارثي وقاتل. ولا يمكننا القبول بأن يُلقى اللوم فقط على حماس، من دون الاعتراف بأن الدولة اليهودية أيضًا تتحمّل مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية".

واعتبرت أن "منع الغذاء والماء والدواء والكهرباء – وخاصة عن الأطفال – أمر لا يمكن الدفاع عنه. يجب ألّا تجعلنا أحزاننا قساة القلوب، ولا ينبغي لحبنا لإسرائيل أن يعمينا عن صرخات الضعفاء. علينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي الأخلاقي في هذه اللحظة".

إسرائيل تنفي وجود مجاعة في غزة

تأتي هذه المواقف في أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لصحيفة "ذا غارديان" هذا الشهر، قال فيها إن "المدينة الإنسانية" التي اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي إنشاؤها على أنقاض رفح ستكون "معسكر اعتقال"، وإن إجبار الفلسطينيين على الانتقال إليها يُعد "تطهيرًا عرقيًا".

من جهته، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون في حكومته ومنظمات يمينية نفي وجود مجاعة في غزة ناتجة عن السياسات الإسرائيلية، رغم الأدلة الواسعة التي تؤكد العكس، بما في ذلك بيانات "نظام تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل" التابع للأمم المتحدة، وإقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بوجود "مجاعة حقيقية" في القطاع.

وأشارت صحيفة "ذا غارديان" إلى أنها تواصلت مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على تعليق على مضمون الرسالة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يستدعي 54 ألف شاب من الحريديم ويفاقم أزمة داخلية
  • قيادة المنطقة العسكرية 2 تدعو المواطنين إلى رفض دعوات العنف والفوضى ومساندة النخبة الحضرمية
  • بسبب تجويع غزة..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيب
  • حذرت من مخطط الفوضى.. "العسكرية الثانية" تدعو المواطنين إلى رفض دعوات العنف والفوضى بحضرموت
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
  • شخصيات عامة إسرائيلية تدعو لفرض عقوبات قاسية على الاحتلال بسبب تجويع غزة
  • شخصيات إسرائيلية عامة تدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل لارتكابها جرائم حرب في غزة
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تدعو لفرض عقوبات قاسية على إسرائيل
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه
  • والد جندي أسير في غزة يدعو أوروبا لفرض عقوبات على "إسرائيل"