أسعار النفط تستقر وسط ترقب لسياسات ترامب الجديدة
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
سجلت أسعار النفط استقرارًا في التعاملات اليوم الأربعاء، وسط ترقب للأسواق بشأن تأثير إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة.
جاء هذا الإعلان في اليوم الأول من توليه منصبه، مما أثار تساؤلات حول سياسات ترامب المحتملة في ما يتعلق بإمدادات النفط العالمية والمواقف الأميركية من قطاع الطاقة، مما يضيف مزيدًا من الغموض على المشهد الاقتصادي العالمي.
وفي هذا السياق، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ثلاثة سنتات لتسجل 79.26 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مارس آذار تسعة سنتات لتصل إلى 75.74 دولارًا للبرميل، وذلك في الساعة 0120 بتوقيت غرينتش، وفقًا لبيانات وكالة "رويترز".
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين عن خطة شاملة تهدف إلى تعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة. شملت الخطة إعلان حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة، وهو ما يهدف إلى تسريع إصدار التصاريح اللازمة لمشاريع الطاقة.
كما تضمنت الخطة إلغاء بعض الحمايات البيئية التي كانت قد تم فرضها في السنوات السابقة. علاوة على ذلك، أعلن ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، مما أثار ردود فعل متفاوتة على المستوى المحلي والدولي. هذه التحركات تركز على تعزيز استقلالية أميركا في مجال الطاقة، لكنها تثير مخاوف بشأن التأثيرات البيئية والمناخية لهذه السياسات.
أشار المحللون في مورغان ستانلي في مذكرة حديثة إلى أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز إنتاج النفط والغاز من غير المرجح أن تحفز الاستثمار في الأمد القريب أو تؤدي إلى تغيرات كبيرة في نمو الإنتاج الأميركي. وأوضحوا أن هذه السياسات قد تساهم في تخفيف التراجع المحتمل في الطلب على المنتجات المكررة، لكنها لن تحدث تحولًا كبيرًا في الإنتاج أو أسواق النفط بشكل عام.
كما طرح المحللون تساؤلات حول تأثير وعد ترامب بإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي للنفط على الطلب. حيث كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد بدأت بالفعل بشراء النفط لتخزينه في الاحتياطي الطارئ، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت سياسة ترامب ستحدث أي تغييرات ملموسة في هذا السياق.
في الوقت نفسه، استمر المستثمرون في اتخاذ موقف حذر بسبب عدم وضوح سياسة ترامب التجارية. فقد أعلن الرئيس الأميركي أنه يدرس فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك بدءًا من الأول من فبراير، بدلًا من تنفيذ ذلك في اليوم الأول من توليه منصبه كما كان قد وعد في حملته الانتخابية.
من جانب آخر، أضاف ترامب أن إدارته قد "تتوقف" عن شراء النفط من فنزويلا، التي تُعد من أكبر موردي النفط إلى الولايات المتحدة، مما يضيف المزيد من الغموض حول اتجاهات السوق.
وفي ذات الوقت، تأثرت عمليات النفط والغاز في ولاية نورث داكوتا بعاصفة شتوية نادرة، حيث انخفض الإنتاج بما يتراوح بين 130 إلى 160 ألف برميل يوميًا بسبب الطقس البارد القارس والتحديات التشغيلية المرتبطة به. ومع ذلك، ظل تأثير العاصفة محدودًا في ولاية تكساس، حيث كانت هناك انقطاعات ضئيلة في تدفقات الغاز والكهرباء، في حين كانت مخزونات البنزين وفيرة بالرغم من إغلاق العديد من الطرق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النفط أسعار النفط مجال الطاقة ترامب الرئیس الأمیرکی أسعار النفط
إقرأ أيضاً:
طالبو اللجوء بين رغبات ترامب بالترحيل وقرارات القضاء الأميركي
واشنطن- أوقفت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية التابعة لوزارة الأمن الداخلي جميع قرارات اللجوء "إلى حين التأكد من خضوع كل طالب لجوء لعمليات تدقيق وفحص بأقصى درجة ممكنة" حسب توضيحها.
وجاء ذلك بعد منشور للرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" قال فيه إنه سيُنهي جميع المزايا والإعانات الفدرالية "لغير المواطنين" ويجرّد "المهاجرين الذين يُقوضون الأمن الداخلي من جنسيتهم" ويرحّل "أي مواطن أجنبي يشكل عبئا على الدولة، أو يشكل خطرا على الأمن، أو لا يتوافق مع الحضارة الغربية".
ورغم أن عمليات الترحيل التي تطال المهاجرين غير النظاميين، وبعض النظاميين أيضا، تسير بوتيرة سريعة، إلا أنها لم تقترب من معدلات الترحيل التي قامت بها إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي رُحل خلال سنوات حكمه ما يقرب من 4 ملايين شخص.
وتشير تقديرات محايدة إلى أن ترامب قد رحّل منذ وصوله الثاني للحكم في 20 يناير/كانون الثاني الماضي ما يقرب من 340 ألف مهاجر، رغم تضافر جهود كل وكالات إنفاذ القانون لتنفيذ رغبات الرئيس.
الحكم للقضاءتحمل الإعلانات الأخيرة للرئيس الأميركي مزيدا من التشديد في موقفه تجاه المهاجرين خلال فترة رئاسته الثانية، وخاصة أصحاب حالات اللجوء، سواء لأسباب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية.
ويقدم سنويا ما يقرب من نصف مليون شخص طلبات للحصول على وضع اللجوء في الولايات المتحدة، وهو إجراء يستغرق ما بين عامين و6 أعوام للبت فيه. وتشير بيانات رسمية إلى أنه خلال عام 2023 حصل 54 ألفا و350 شخصا على حق اللجوء.
ومن جهتها خففت خبيرة قانونية أميركية -تحدثت للجزيرة نت متحفظة على ذكر اسمها لأسباب تتعلق بجهة عملها- من وطأة هذه القرارات. وقالت إن "ترامب سبق أن تعهد بأكثر من ذلك خلال سنوات حكمه الأولى، سواء منع دخول مواطني عدة دول، أو ترحيل 11 مليون مهاجر غير نظامي، أو تشجيع الهجرة من دول أوروبا الإسكندنافية".
إعلانوأضافت أن ترامب يستغل حادثة إطلاق النار -التي وقعت مؤخرا في واشنطن وقُتل فيها عنصر وأصيب آخر من الحرس الوطني- لخدمة أهدافه السياسية بصفة عامة "لكن نحن ندرك استحالة تنفيذ كل تهديداته، هو يقول ما يقول، لكن هناك قانونا ومحاكما لها القول الأخير، وليس رغبات الرئيس".
وضربت الخبيرة القانونية للجزيرة نت مثالا بالمهاجر الشاب محمود خليل الذي قاد حراك الطلاب الاحتجاجي ضد دعم واشنطن لعدوان إسرائيل على قطاع غزة، وطالب ترامب بترحيله، وأصدر وزير الخارجية ماركو روبيو قرارا بإلغاء إقامته الدائمة، واحتفى الرئيس على موقع البيت الأبيض بالقبض عليه "لكنه لا يزال في الولايات المتحدة حرا طليقا بسبب عدالة موقفه أمام القضاء الأميركي".
وقد تحدثت الجزيرة نت مع لاجئ سياسي من أصول ليبية، يُشار إليه باسم عبد العزيز، وحصل مؤخرا على بطاقة الإقامة الخضراء الدائمة، حيث يقول "في الحقيقة بدأت أشعر أن ترامب يريد أن يأخذ حريتي التي غادرت بلدي من أجلها، نعم أشعر بالخوف لأنني مهاجر عربي مسلم، ولست أبيض".
وتساءل "هل أستطيع الجهر برأيي؟ أو الكتابة بسهولة على منصات التواصل الاجتماعي؟" وأضاف "أشعر كل يوم أنني مراقب، وأعيش هذا الصراع بين حريتي وخوفي، وهو وضع لا أحبه".
وردا على سؤال حول رأيه بما ينوي ترامب اتخاذه من قرارات متشددة تجاه المهاجرين واللاجئين على خلفية حادثة إطلاق النار الأخيرة، قال عبد العزيز "إن ما جرى غير مبرر، لكن ترامب يستغل سلطته وجبروته لإرهابنا. نشهد حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة يوميا، لكن ترامب هاجمنا لأن القاتل مهاجر ومسلم وليس أبيض معتبرا أن جميع المهاجرين قتلة ومجرمين ومرضى. هذا عار على ترامب وحزبه".
واتفق مع ذلك لاجئ سياسي من أصول مصرية -فضل عدم الكشف عن اسمه- وقال إنه "لا يوجد رابط أو مبرر، فحالة القاتل الأفغاني الذي نفذ عملية إطلاق النار، والذي جاء من بلاده عبر بوابة الاستخبارات الأميركية تركت كثيرا من علامات الاستفهام حول دوافع ما أقدم عليه، كما أن التعميم بصفة عامة شيء خاطئ ولا فائدة منه، بل يؤدي إلى الظلم والاستقطاب في تلك القضايا".
وأضاف أن "حوادث إطلاق النار بين الأميركيين أنفسهم هي الأعلى عالميا مقارنة بمن يطلق النار من المهاجرين من كافة الخلفيات. وإن شئنا الإنصاف فالتشديد يجب أن يكون في تأمين الحدود، والتأكد من أهلية المتقدمين للجوء والهجرة بما يؤدي لتكافؤ الفرص، مع عدم الانتقاص من الحقوق الإنسانية لكافة الراغبين في الحصول على اللجوء أو الهجرة".
عقاب جماعي
وكان ترامب قد أعلن أن إدارته أمرت بوقف فوري لمعالجة طلبات الهجرة من أفغانستان، رغم عدم انتهاء التحقيقات حول دوافع المهاجم الأفغاني، وأنها ستقوم بمراجعة شاملة لوضع الإقامة الدائمة للمهاجرين من 19 دولة صنفت على أنها "مثيرة للقلق" بينها أفغانستان وإيران وليبيا والسودان واليمن، كما وجه إدارته لاتخاذ خطوات لوقف الهجرة إلى الولايات المتحدة.
إعلانوقد أصدر وزير الخارجية قرارا بوقف إصدار التأشيرات لجميع المسافرين بجوازات سفر أفغانية، وذلك بعد أن كشفت التحقيقات الأولية أن المشتبه به في إطلاق النار هو لاكانوال الذي جاء إلى الولايات المتحدة عام 2021، ضمن برنامج يوفر حماية خاصة للأفغان الذين عملوا مع القوات الأميركية قبل انسحابها وعودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.
وفي مقال رأي نشرته هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" على موقع "إكس" قالت إنه "يجب ألا يلقى اللوم على كل الأفغان نتيجة فعل عنيف لرجل واحد" ورد ستيفن ميلر، كبير مستشاري ترامب لشؤون الهجرة، بالقول إن هذا الرأي يمثل "كذبة الهجرة الكبرى".
وأضاف ميلر على الموقع نفسه أنه "لا يتم استيراد الأفراد فقط، بل المجتمعات أيضا" وقال "إن المهاجرين وذريتهم يعيدون إنتاج الظروف والمخاوف التي كانت في أوطانهم الممزقة".
تهديدات سابقةطبقا لتقديرات مركز "بيو" للأبحاث، يوجد بالولايات المتحدة ما يقرب من 14 مليون مهاجر غير نظامي، غالبيتهم من المكسيك ودول أميركا الوسطى، إضافة لعدة ملايين آخرين ينتظرون القرار النهائي بما يتعلق بطلبات اللجوء الخاصة بهم، وأغلبهم دخل البلاد بطرق غير نظامية.
وكان ترامب قد تعهد بترحيل هذه الأعداد خلال فترة حكمه الأولى، وعاد وكرر تعهداته ذاتها بعد وصوله للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
ويمثل ترحيل المهاجرين غير النظاميين عُرفا سارت عليه كل الإدارات السابقة، إلا أن ترامب استخدم قضية الهجرة بصفة عامة كأساس هام لحملاته للانتخابات الرئاسية الثلاث، إضافة لتبنيه سياسات متشددة لم تعرفها البلاد من قبل.
غير أن تقارير مختلفة خرجت لتشكك في قدرة وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك على ترحيل هذا العدد الكبير لنقص الإمكانات المادية والبشرية، في حين تتصور إدارة ترامب أن التشدد تجاه خطاب الترحيل الجماعي لطالبي اللجوء قد يكون رادعا لآخرين يرغبون في دخول البلاد بالطريقة ذاتها.