وزير الخارجية الأردني: أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن ترتكز على وحدة القطاع مع الضفة
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
عمان - قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، الأربعاء 22يناير2025، إن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن ترتكز إلى وحدة القطاع مع الضفة الغربية وأن تستهدف تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
وينعقد الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية، بين 20 إلى 24 يناير/ كانون الثاني الجاري، تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي".
ودعا الصفدي، في كلمته، المجتمع الدولي إلى أن "يعمل مجتمعاً من أجل ضمان استمرار وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال مساعدات فورية وكافية لجميع أنحاء القطاع".
وشدد على أن "أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب أن ترتكز إلى وحدتها مع الضفة الغربية، وتستهدف تحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين".
وأشار الصفدي، إلى أن "السلطة الوطنية الفلسطينية يجب أن تتولى مسؤولية غزة".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان يجب أن تتولى السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية غزة، قال الصفدي، "في سياق الحل السياسي تمتلك الحكومة الفلسطينية حصرياً قرار السلم والحرب، ولا يكون هناك مجموعات مسلحة خارجها".
ولفت إلى "الوضع الكارثي" الذي خلفته الحرب على غزة، مشدداً على "ضرورة التحرك بشكل فاعل وفوري لتقديم المساعدات الإنسانية".
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لـ42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وأكد الوزير الأردني على أن "تلبية حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل".
وأضاف أن "وجود رؤية سياسية واضحة لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) أساسي لضمان الأمن".
وتابع الصفدي: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكد أنه يريد أن يصنع السلام، ونحن شركاء له في هذا الهدف، وسنعمل معاً من أجله".
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 871 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وأكد الصفدي، على "أهمية دعم لبنان ومؤسساتها".
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
كما أكد الصفدي، على "ضرورة الوقوف مع سوريا وهي تدخل مرحلة جديدة بعد سقوط النظام السابق، ويعيد السوريون بناء وطنهم الحر الموحد الذي يحفظ حقوق جميع مواطنيه".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، ما أنهى 24 عاما من حكم بشار الأسد.
ومن المتوقع أن تستضيف قمة دافوس هذا العام 3 آلاف مشارك، بينهم رجال أعمال وسياسيون وأكاديميون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني من أكثر من 130 دولة، وسيتحدث أمام المشاركين أيضا 60 رئيس دولة وحكومة.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
تحقيق أممي يتهم الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة وتدمير منظم للهوية الفلسطينية بغزة
اتهمت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترقى إلى الإبادة الجماعية، في إطار حربها المستمرة ضد قطاع غزة، مشيرة إلى استهداف واسع النطاق للمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية.
وقالت اللجنة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان الأممي عام 2021 للتحقيق في الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر النظام التعليمي في غزة، كما دمّر أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في القطاع، ضمن "هجوم واسع لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني".
وأوضحت اللجنة، المؤلفة من ثلاثة أعضاء، أن جيش الاحتلال لم يكتف باستهداف المدارس، بل قام بقتل مدنيين احتموا بها، وهو ما يشكل جريمة حرب موثقة. وأضافت أن هذه الانتهاكات تشير إلى وجود نية منظمة لتدمير جماعة محمية، وهو ما قد يُفسر قانونياً على أنه سلوك يرتقي إلى الإبادة الجماعية.
وقالت رئيسة اللجنة، القاضية الجنوب أفريقية نافي بيلاي، في بيان رسمي: "نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".
وأكدت أن أطفال القطاع "فقدوا طفولتهم"، مضيفة أن "استهداف المؤسسات التعليمية بشكل ممنهج يمتدّ إلى ما هو أبعد من غزة".
وفي السياق ذاته، أبدى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قلقه العميق إزاء تصاعد وتيرة العنف، محذرًا في خطاب له أمام مجلس الأمن في منتصف أيار/ مايو الماضي٬ من خطر وقوع إبادة جماعية في غزة، داعيًا قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
من جهته، صرح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق، إسماعيل الثوابتة، بأن المواقع الأثرية والتراثية في القطاع تعرضت لتدمير جزئي أو كلي بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تشمل مساجد وكنائس ومدارس ومبانٍ تاريخية ذات رمزية كبيرة.
وأشار الثوابتة إلى أن مدينة غزة القديمة، أو ما يعرف بـ"البلدة القديمة"، تعرضت لدمار واسع، لافتًا إلى أنها تعود إلى الحضارة الفينيقية التي ازدهرت نحو 1500 سنة قبل الميلاد، ما يجعل استهدافها بمثابة محاولة لطمس الذاكرة الحضارية الفلسطينية العريقة.
وتُعد غزة من أقدم مدن العالم، حيث تعاقبت عليها حضارات الفراعنة، الإغريق، الرومان، البيزنطيين، وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، ما يمنحها قيمة ثقافية وتاريخية فريدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية الشعب الفلسطيني وتجذّره في أرضه.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتهم تقارير أممية ومنظمات حقوقية الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أدت الهجمات إلى استشهاد وإصابة أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل دعم أمريكي متواصل.