بماذا يفكر ترامب؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
د. أحمد بن علي العمري
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصية مثيرة للجدل، وهو يستهويه هذا الوصف، كما إنه رجل مالي واقتصادي يُحب التفرد والتميز ويسعى لأن يكسب دائمًا، وأن يكون هو الرابح الوحيد والمتفرد.. لكن بماذا يُفكِّر هذا الرجل في ولايته الرئاسية الثانية؟
إنني من بينك أولئك الذين يعتقدون أن عينه على جائزة نوبل للسلام، وقد ذكر ذلك واضحًا في خطاب تنصيبه وأنه "رجل سلام"، وهذه دلالة واضحة ومباشرة لما يهدف إليه.
لكن ماذا بعد؟!
يعلم ترامب أن جائزة نوبل لن ينالها إلّا إذا حقق التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وهي الدولة الأهم والمؤثرة في الشرق الأوسط؛ بل وفي العالمين العربي والإسلامي. كما يعلم أن المملكة لن تتنازل عن مبادرة الملك عبدالله- طيب الله ثراه- وهي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهي المبادرة التي اتفق عليها كل العرب.
ترامب يعلم أنه سبق وأن اعترف في فترة رئاسته الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل علاوة على اعترافه بسيطرة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، فماذا يفعل ولقد رفضت جمهورية مصر العربية- ولها كل التحية- بأن ينتقل الفلسطينيون من غزة إلى سيناء؟!
ماذا أمام ترامب حتى ينال جائزة نوبل؟
أرجو أن تحليلي هذا لا يُطبَّق ولا يتحقق وأنا أول المتوجسين منه والمعارضين له؛ حيث إنني أعتقد أن ترامب سيقول للعرب إنه قادر على تحقيق حل الدولتين، لكن بشكل وسيناريو آخر، ويمكن حتى أن يُقنع به الإسرائيليين، وهو أن تكون الدولة الفلسطينية في غزة، وأن يُقنع الإسرائيليين بذلك، ويضيف لهم حتى بعض الأراضي مما يسمى بـ"غلاف غزة" ومن المستوطنات المحاذية لغزة، وأن تُفتح الحدود مع مصر من خلال معبر رفح، وأن يُنشئوا ميناءً ومطارًا دوليًا ويتم التعامل معهم مثل لبنان وسوريا والعراق، على أن يدعم إسرائيل في حماية حدودها، ويمكن حتى إنشاء جدار عازل على طول الحدود.
لكن أرجو أن لا يتحقق هذا السناريو وإن كنت لا أستبعده!
وكما يُقال "الكتاب يُقرأ من عنوانه"، فقد شكر ترامب الإسبان والأفارقة واللاتينيين الذين صوتوا له وتجاهل العرب والمسلمين! ثم في حفل تنصيبه أتى بداعية يهودي ليقرأ عليهم ما يوصي به دينهم، كما إنهم بدأوا حفل التنصيب بتلاوة مسيحية خضعوا لها جميعًا إنصاتًا وتأثرًا، بينما يستكثرون علينا أن نبدأ فعالياتنا بآيات من الذكر الحكيم. أليس هذا القياس بمعيارين وطريقة فاضحة على ازدواجية المعايير؟!
حفظ الله العرب والمسلمين جميعًا.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تؤكد بقاء 24 من الأسرى على قيد الحياة
قال مسؤول إسرائيلي اليوم الأربعاء إن عدد الأسرى الذين لا يزالون على قيد الحياة في قطاع غزة هو 24 بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن العدد هو 21، مما أثار قلق ذويهم.
وقال منسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش في منشور على موقع إكس إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحتجز 59 أسيرا حاليا، 24 منهم على قيد الحياة و35 لقوا حتفهم، وهي أعداد لم تتغير منذ الفترة التي سبقت تصريح ترامب.
وأضاف "تتلقى كل أسر المخطوفين باستمرار أحدث معلومات لدينا عن أحبائها".
وأمس الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي ترامب أن 3 من الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في قطاع قضوا، في حين الـ21 الآخرون هم على قيد الحياة.
وأمس، قال الرئيس الجمهوري على هامش فعالية في البيت الأبيض إنه من بين الـ59 هؤلاء هناك 21 لا يزالون على قيد الحياة و3 أموات.
وأضاف ترامب "نريد أن نحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الرهائن، هذا وضع مروع".
وردا على ذلك طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة بنيامين نتنياهو بتوضيح بشأن عدد الأحياء منهم.
وقالت العائلات في منشور على منصة إكس في أعقاب تصريحات لرئيس الولايات المتحدة بشأن عدد الأسرى الأحياء الذين لا يزالون محتجزين (في غزة) إن عدد المختطفين الأحياء المعروفين لدى الأهالي -حسبما أبلغتهم المصادر الرسمية- يبلغ 24 أسيرا.
إعلانوأضافت "نطالب مرة أخرى الحكومة الإسرائيلية إذا كانت هناك معلومات جديدة تم إخفاؤها عنا بأن تمررها إلينا فورا".
وجددت العائلات مطالبتها نتنياهو بوقف الحرب حتى عودة آخر أسير، قائلة إن هذه هي المهمة الوطنية الأكثر إلحاحا وأهمية.
وتطالب العائلات منذ أشهر الحكومة بعقد اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى مقابل وقف الحرب.
وأبدت حركة حماس استعدادها لاتفاق شامل تطلق بموجبه جميع الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الشامل من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لكن إسرائيل عارضت ذلك.
ومطلع مارس/آذار الماضي انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الأول 2025 بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة بغزة في 18 مارس/آذار الماضي استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية لتحقيق مصالحه السياسية، وفق الإعلام الإسرائيلي.