في أجواء طربية موسيقية استثنائية ، وبعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الدورات السابقة، أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، النسخة الرابعة من مهرجان كتارا لآلة العود، الذي يحتفي هذا العام بالموسيقار الكبير محمد القصبجي، ويقام خلال الفترة من ٢٢ إلى ٢٥ يناير الجاري في العاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "القصبجي الذي سبق عصره"، بمشاركة نخبة من أبرز وأمهر الفنانين والعازفين في العالم، وشهد حفل الإفتتاح زخمًا فنيًا متنوعًا، وتم عرض فيلم تسجيلي عن المحتفى به الموسيقار محمد القصبجي، وإلقاء الضوء على إسهاماته في عالم الموسيقى العربية.

قدم الحفل عبدالعزيز صالح الذي رحب بسعادة الاستاذ الدكتور خالد إبراهيم السليطي مدير عام الحي الثقافي كتارا، الذي رحب في كلمته الإفتتاحية بالحضور في الحي الثقافي كتارا في دورته الرابعة مؤكدًا ان هذا الحدث أصبح علامة بارزة في ثقافتنا، وهو من ضمن المهرجانات المهمة في أجندة المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وفي قائمة أبرز الفعاليات الموسيقية والفنية في منطقتنا العربية.

وأضاف ان كتارا حرصت أن تكون النسخة الرابعة للمهرجان متميزة وان يكون أيقونتها الموسيقار الكبير محمد القصبجي الذي قدم اسهامات لا تنسى للموسيقى العربية وترك إرثًا خالدًا يلهم الأجيال، كرمز للإحتفاء به وكشخصية المهرجان لهذا العام، بالإضافة لتسليط الضوء على دوره الرائد في عالم الموسيقى العربية، وتقديرًا له في تطوير الموسيقى الشرقية، معربًا عن سعادته بمشاركة 21 عازفًا من جميع أنحاء العالم، يمثلون مدارس وأساليب مختلفة في عزف العود، مما يجعل من هذا المهرجان منصة مثالية لتلاقي الثقافات وتبادل الإبداعات الموسيقية.

لتنطلق بعدها واحدة من أجمل الحفلات، بمشاركة مجموعة من العازفين الذين قدموا معزوفات الموسيقار محمد القصبجي، منهم، إسلام القصبجي، كين ماثيس، يوسف المدني، عبدالعزيز الشنان، عارف جمّن، د. بيلان اشكتاش، عبدالله نمّور، أسامة بدوي، وغناء الأمريكية جينيفر جراوت، بالإضافة لمعزوفات من فرقة التخت الشرقي، وتم خلالها الحفل تكريم إسم كبير في عالم الموسيقي وهو الفنان القطري عبدالعزيز جاسم العيدروس، تقديرًا لمسيرته الفنية، وتم عرض فيلم تسجيلي عن إبداعاته، وقام د.خالد بن إبراهيم السليطي، والأستاذ محمد المرزوقي مدير المهرجان بتكريم العيدوس، كما تم تكريم كل العازفين المشاركين في حفل الإفتتاح.

يأتي المهرجان، استمراراً لرسالة كتارا في الاحتفاء بالتراث الموسيقي وتعزيز مكانة آلة العود كجزء أصيل من الهوية الثقافية العربية. ويشهد المهرجان مشاركة نخبة من العازفين المحترفين والموسيقيين البارزين من مختلف دول العالم، مما يجعل منه منصة عالمية للإبداع الموسيقي، كما يتيح المهرجان الفرصة للجمهور للتعرف على التجارب الموسيقية المختلفة، ومشاهدة الأداء الحي لعازفين عالميين يجسدون الروح الفنية لهذه الآلة العريقة، التي تعد رمزاً للإبداع والعمق الموسيقي.

كما يحتضن المهرجان سلسلة من الجلسات الحوارية والندوات وورش العمل التفاعلية يشارك فيها كل من: د. أحمد يوسف "محمد القصبجي الريادة في العزف والتلحين" ، د. مهمت باتماز : موسيقى محمد القصبجي "حوار وعزف " ، د. مصطفى سعيد :"تطور عزف العود ذاتيا .. طريقة القصبجي مثالا" ، فيما تعقد ورشة لنزيه أبو الريش حول كيفية بناء بصمة خاصة للعازف المنفرد " السويلست".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القصبجي كتارا المزيد محمد القصبجی

إقرأ أيضاً:

مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة

تقرير/ جميل القشم

في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.

يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.

تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.

يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.

يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.

لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.

تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.

ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.

يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.

ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.

ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.

يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.

يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.

ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.

يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.

سبأ

 

مقالات مشابهة

  • فعاليات صفرو تشكو العشوائية و الإقصاء في مهرجان حب الملوك
  • ناصيف زيتون مفاجأة مهرجان جرش بنسخته الـ 39
  • مهرجان عمان السينمائي يتيح عروض أفلامه بلغة الإشارة
  • اختتام مهرجان التراث وسباق الفروسية والهجن بالقطيع في الحديدة
  • «مهرجان تنوير».. 3 أيام من الموسيقى الملهمة والفن التفاعلي
  • مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
  • شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان موازين 2025
  • في دورته الثانية.. عودة «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة
  • حكيم نجم الدورة الـ 22 لمهرجان أوسلو للموسيقى العالمية
  • حفل ضخم لـ حكيم بالدورة 22 لمهرجان أوسلو للموسيقي العالمية