عمرى أكبر من عمر معرض القاهرة الدولى للكتاب بثلاث سنوات وإن تشابهنا فى محل الولادة، فقد ولدت فى عام 1966 فى حى «معروف» العتيق بمنطقة وسط البلد، كذلك ولدت عام 1969 أول دورة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب على بعد خطوات منى بأرض المعارض بمنطقة الجزيرة، وهو مكان دار الأوبرا حاليا، وشارك فى المعرض وقتها 5 دول أجنبية وأكثر من 100 ناشر على مساحة 2000 متر مربع، وذلك حسب توثيق الهيئة العامة للاستعلامات للحدث.
تحت سماء مدينة القاهرة آلاف الحكايات لناسها المهمشين التى لم ترو ولن يعرفها أحد، ولكنها عاشت تجاور أحداث المدينة الكبرى والملهمة، وهذه حكاية ولادتى البسيطة ومفتتحها شغف والدى بخلفة البنات والبنيين، فنحن أربع بنات وولدان، وكنت أنا آخر طفل ينتمى لسلالته فى الدنيا.
بسطاء القاهرة لا يحتفلون بتواريخ مولدهم، هكذا جرت العادة داخل طبقة الموظفين التى ينتمى اليها والدى، فيكفينا أصراره على التعليم والستر، فبينما لم يلتفت أحد بأننى بلغت ثلاث سنوات فقط من العمر، كانت مدينة القاهرة التى أعيش فيها تحتفل بعيدها الألفى، أى يفصلنى عن تاريخ المدينة بدروبها وأزقتها وأبوابها الخشبية أكثر من سبعة وتسعين وتسعمائة عام، فيقرر وزير الثقافة حينها ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوى بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب. ليرد لها القائمون على معرض الكتاب الفضل فى اعتماد شهادة وجوده للحياة ويمنحها دورته عام 2008 باعتبارها شخصية العام
يكبر معرض القاهرة الدولى للكتاب مع كل دورة يقيمها ويزداد عدد الناشرين والمشاركين فى يومياته الأثنى عشر، ففى عام 1978، تحول إلى ملتقى أدبى، حيث عُقِدت حلقات دراسية على هامش المعرض، تميزت بمناقشات موضوعية، حول عدة قضايا، كالأطفال والأسرة، أكبر أنا أيضاً فى العمر، وألتحق بمدارس وسط البلد الحكومية وهى بالمناسبة قصور ملكية فى الأصل، فأكتشف حبى للقراءة واقتناء الكتب من سور الأزبكية فى طبعات قديمة مستعملة لرخص ثمنها.
يستضيف معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دوراته المتعاقبة كأيامى فى مرحلة الاعدادية والثانوية والجامعة كل من أحببتهم وقرأت لهم وعنهم، بداية من توفيق الحكيم، نزار قبانى، ثروت أباظة، يحيى حقى، نجيب محفوظ، أنيس منصور، عبدالرحمن الأبنودى وغيرهم الكثير.
صيف منتصف عام 1992 ألتحق بجريدة الوفد العريقة كمحررة فى القسم الثقافى، ولأول مرة بعد ستة وعشرين عاماً من عمرى عشتها تحت سماء القاهرة أجدنى أشارك فى عرسها الثقافى وليالية الاستثناية، وأقوم بحكم وضعى المهنى بتغطية فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب لصفحة «فكر وثقافة» تحت إشراف أستاذى ومعلمى «حازم هاشم»، وبعدها بعدة سنوات للنشرة اليومية التى كانت تصدرها الهيئة العامة للكتاب لأنشطة المعرض وندواته ولقاءاته الفكرية كخدمة مجانية لرواد المعرض.
ليل السابع عشر من رمضان عام 1995 كان أحد ليالى الدورة السادسة والعشرين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وكانت أيضاً ليلة عقد زواجى من زميلى وحبيبى الراحل «يسرى شبانة»، كانت ليلة لا تنسى من الفرح بشريك العمر، وفى الصباح أكملت متابعة محور « كاتب وكتاب « فى المعرض، والذى كان يقدم ثلاث ندوات عن ثلاثة كتب صدرت حديثاً على مدار اليوم، يناقش مؤلفوها نخبة من النقاد والمتخصصين فى مباراة فكرية ممتعة لأهم ما ورد فى هذه الكتب من أفكار وأطروحات فلسفية واجتماعية.
فجر الرابع من شهر فبراير عام 200، كنت سهرانة فى بيت عائلة زوجى الراحل «يسرى» بالعباسية أكتب الموضوع الرئيسى للصفحة الثقافية لجريدة الوفد، جاءنى مخاض الولادة لتأتى ابنتى الحبيبة «دينا» كأحلى خبر أثناء المعرض.
وكشأن كل مفارق للقاهرة المدينة الحلم والتاريخ، أودع معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام بعد أن جاورته لأكثر من ثلاثين عاماً، فسأتم عامى الستين قبل دورته السابعة والخمسين، سأزوره العام المقبل لو طال العمر بى، كضيفة لأول مرة منذ سنوات بعيدة.
لذلك قررت أن أحكى حكايتى البسيطة مع معرض القاهرة الدولى للكتاب، ذلك الحدث الأبهى تحت سماء قاهريتى، على أجزاء فى زاوية مقالى الأسبوعى.
يوماً ما سأرحل وتصبح تلك الذكريات مدفونة فى أوراق صفراء قديمة فى مفكرتى، يحرص على ترميمها وقرأتها أحد أحفادى، كلما تأهب بنشاط وحماس لحضور فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المائة و....
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي معرض القاهرة الدولى للکتاب
إقرأ أيضاً:
أبوظبي للغة العربية يواصل استقبال طلبات الترشُّح للدورة الـ20 من جائزة الشيخ زايد للكتاب
تواصل جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي ينظِّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، استقبال الترشيحات لدورتها العشرين حتى الأول من سبتمبر 2025، في دورة استثنائية تتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيسها، لتعكس بذلك مسيرتها الرائدة في إثراء المشهد الثقافي والأدبي ودعم الإبداع الفكري والمعرفي إلى جانب ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للحوار الحضاري والتبادل الثقافي.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «20 عاماً مرَّت منذ انطلاق جائزة الشيخ زايد للكتاب في نسختها الأولى، واليوم نحتفي برحلتها المذهلة وتأثيرها المستمر على المشهد الثقافي والأدبي العالمي. ونؤمن أنَّ رسالتها اليوم أصبحت أكثر أهمية من أيِّ وقت مضى، بخاصة من خلال حِرصها والتزامها منذ عام 2006 بتعزيز الحوار والمعرفة، وتطوير اللغة العربية، ودعم تبادُل الأفكار عبر الحدود وتقريب المسافات بين الجميع في العالم بالكلمة والكتاب اللذين شكّلا منذ القِدم اللّبنة الأساسية لبناء المجتمعات في العالم. وبينما نتطلَّع إلى المستقبل، تظلُّ الجائزة قوة محورية تُسهم في تشكيل العقول، وإثراء الحياة، وإلهام الأجيال المقبلة مُستلهمين جهودنا من إرث الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، الذي جعل من الثقافة والمعرفة والأدب والتعليم ركيزة أساسية في بناء دولتنا. ونؤكِّد اليوم مواصلة جهودنا لاستكمال مسيرة الجائزة المُتمثّلة في تجسيد القيم التي تشكِّل جوهر رؤية إمارتنا».
وشهدت الدورة التاسعة عشرة للجائزة أكثر من 4.000 ترشيح من 75 بلداً، منها 20 بلداً عربياً، وبلدان تشارك للمرة الأولى هي ألبانيا وبوليفيا وكولومبيا وترينيداد وتوباغو ومالي، ما يؤكِّد مكانتها وأهميتها على الخريطة الثقافية إقليمياً وعالمياً.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب: «تمثِّل الدورة العشرون للجائزة محطة فارقة في مسيرتها الحافلة بالعمل الثقافي المتواصل، والإنجازات التي تركت بصمتها على المشهد الأدبي والفكري محلياً وإقليمياً وعالمياً. وقد نجحت الجائزة، بفضل دعم القيادة الرشيدة ورؤيتها، أن تكون منبراً حضارياً يعزِّز التبادل المعرفي ويؤكِّد أهمية الكلمة في بناء الإنسان وصناعة المستقبل، ونحن اليوم، نواصل التزامنا بدعم المبدعين، وصون اللغة، وتعزيز مكانة الثقافة بوصفها ركيزة للتنمية الشاملة».
وأضاف سعادته: «نفخر بما حقَّقته الجائزة طوال تسع عشرة دورة مضت، شهدنا خلالها أكثر من 30.000 ترشيح من أكثر من 80 بلداً، وكرَّمنا نحو 136 فائزاً وفائزة في مختلف الفروع. وهذه الأرقام ليست مجرَّد دلالة كمية، بل تعبير حيّ عن الثقة المتزايدة التي تحظى بها الجائزة عاماً تلو الآخر في الأوساط الأدبية والفكرية، بما يؤكِّد دورها الريادي في دعم حركة التأليف والترجمة والنقد، وتعزيز الحوار الثقافي انسجاماً مع رؤية دولة الإمارات ورسالتها الحضارية في دعم التنمية الإنسانية».
وتستقبل الجائزة الأعمال المشاركة في عشرة فروع هي الآداب، والترجمة، والتنمية وبناء الدولة، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، وأدب الطفل والناشئة، وتحقيق المخطوطات، والفنون والدراسات النقدية، والمؤلف الشاب، وشخصية العام الثقافية، والنشر والتقنيات الثقافية.
أخبار ذات صلةوتستند معايير الترشُّح لفروع جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى مجموعة من الشروط أبرزها السماح لكلِّ مرشَّح بالتقدُّم بعمل واحد فقط لأحد فروعها، شريطة ألا يكون العمل قد تقدَّم لأيِّ جائزة أخرى خلال العام ذاته، سواء بالأصالة أو بالنيابة، ويُشترَط أن يحمل العمل الأدبي المرشَّح رقماً دولياً موحَّداً (ISBN، ردمك)، ما يضمن حقوق الملكية الفكرية للمؤلف، في حين لا تمنح الجائزة لأيِّ عمل سبق له الفوز بجائزة عربية أو دولية أخرى، ويجوز إعادة الترشُّح للجائزة بالعمل ذاته بشرط استيفاء المدة الزمنية المطلوبة، والتقدُّم بنسخ جديدة للعمل.
ويمكن للمؤلفين التقدُّم بترشيحات ذاتية، أو عن طريق دور النشر التي ترشِّح الكتب الصادرة عنها بعد نيل موافقة المؤلف الخطية، على أن تكون قد نُشِرَت خلال العامين الماضيين، وألا تكون قد حازت جوائز دولية بارزة.
ويتعيَّن أن تكون الأعمال الأصلية المرشَّحة قد كُتِبَت باللغة العربية، باستثناء الأعمال المرشَّحة ضمن فرع «تحقيق المخطوطات»، حيث يجوز الترشُّح للجائزة بلغات أخرى، وفرع «الترجمة» (سواء الأعمال المترجمة من اللغة العربية أو إليها)، والأعمال المرشَّحة ضمن فرع «الثقافة العربية في اللغات الأخرى»، حيث تُقبَل الأعمال المنشورة باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والروسية.
أمّا فيما يخصُّ جائزة «شخصية العام الثقافية» فيجب أن يرشَّح المتقدمون من قِبَل المؤسسات الأكاديمية أو البحثية أو الثقافية أو الهيئات الأدبية والجامعات، أو من قِبَل ثلاث شخصيات فكرية وثقافية بارزة، ويتعيَّن على المتقدمين للفروع الأخرى استكمال بيانات نماذج الترشيح بأنفسهم عبر الموقع الإلكتروني للجائزة.
ومنذ انطلاق الجائزة عام 2006، شكَّلت حاضنة عالمية للإبداع، أسهمت في دعم النشر العربي وتعزيز التواصل الحضاري، مستلهمة في ذلك رؤية الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وتواصل الجائزة دورها في تمكين المبدعين، وتحفيز الإنتاج المعرفي، وتعزيز مكانة اللغة العربية عالمياً، ضمن رؤية استراتيجية ترسِّخ موقع أبوظبي مركزاً للحوار الثقافي والتسامح الإنساني.
ويمكن للراغبين في الترشُّح للدورة العشرين الاطِّلاع على التفاصيل الكاملة عن خطوات وآلية الترشُّح، وتعبئة النماذج الخاصة، عبر الموقع الإلكتروني للجائزة www.zayedaward.ae، الذي يوفِّر معلومات شاملة ومحدَّثة باللغتين العربية والإنجليزية.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي