منها بولاق الدكرور.. الذكاء الاصطناعي يرسم خريطة «النقاط الساخنة» للجزر الحرارية بمصر
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أظهرت أبحاث حديثة، أن المناطق الساخنة في القاهرة التي تأثرت بظاهرة الجزر الحرارية الحضرية (يو إتش آي)، قد سجلت درجات حرارة أعلى، بمقدار 5 درجات مئوية من المناطق الريفية المحيطة.
وجرى رصد النقاط الأكثر حرارة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وصور الأقمار الصناعية، وذلك من خلال عينة، على امتداد مساحة 150 كم² من المراكز الحضرية، في مجموعة متنوعة من المدن، تشمل “القاهرة، لندن، لوس أنجلوس، مدريد، مومباي، نيويورك”.
وركزت الدراسة، التي أجرتها شركة آروب للاستشارات العالمية في مجال التنمية المستدامة، على ذروة الموجة الحارة، في 11 يونيو 2022، حيث رصدت أن أكثر النقاط سخونة في غالبية المدن، كانت تفتقد إلى تغطية نباتية تقل عن 6%، بينما كانت أكثر النقاط برودة في المدن، هي التى تحتوي على تغطية نباتية أكثر من 70%.
وقد ساهم ذلك في حدوث تقلبات في التأثير الحراري داخل المدن، حيث شهدت منطقة بولاق الدكرور في القاهرة الكبرى، والتي تفتقد للتغطية النباتية، حوالي 6 درجات مئوية، أعلى من المناطق الجنوبية لجزيرة القرصاية على نهر النيل، والذي يتميز أكثر من 60٪ من سطحها بخصائص طبيعية (28٪ نباتات و30٪ مياه) ودرجات حرارة أقل 6 درجات مئوية.
كما أظهرت الدراسة أيضًا، أن “مدريد” لديها أشد "النقاط الساخنة" عند 8.5 درجة مئوية، بينما مدينة “نيويورك” كانت "أقل النقاط الساخنة" عند 4.5 درجة مئوية.
وصرّحت ديما زغيب رئيسة التصميم الإيجابي للطبيعة في الشركة : " " لقد تم تصميم العديد من المدن، عن غير قصد ، لتكون حارة، لقد دفعنا الطبيعة بعيدًا، وملأنا شوارعنا بالأسمنت، وبنينا مبانٍ عالية من الصلب والزجاج، كما حصرنا مساحاتنا الخضراء إلى حد كبير في الحدائق الكبرى، بعيدًا عن معظم المناطق السكنية.
وأضافت أن "البحيرات والأشجار والنباتات والتربة وغيرها من الأسطح التي تسمح للمياه بالتخلل إلى الأرض، هي بنية تحتية حيوية ضرورية لمساعدتنا على التكيف مع تغيّر المناخ، وأن التحدي الذي نواجهه كمصممين، هو التفكير بشكل خلاق، لنشر الطبيعة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء مدننا، واليوم، لدينا الأدوات الرقمية الحديثة لمساعدتنا في تحديد الأماكن التي يجب الاهتمام بها لإحداث تغيير واضح".
وتشهد المدن ارتفاعا في درجات الحرارة؛ بسبب التغيرات المناخية، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد المدن المعرّضة لدرجات حرارة 35 درجة مئوية وما فوق الى 3 مرات بحلول عام 2050.
كما ذكر تقرير للبنك الدولي أن التغيّر المناخي سيرفع من درجات الحرارة في مصر بين 1.5 الى 3 درجات مئوية بحلول منتصف القرن. وهذا سيجعل الموجات الحرارية أكثر تكرارًا وشدة وطولًا، مع توقع زيادة في متوسط أيام الحر الشديدة سنويًا الى 40 يومًا إضافيًا.
وذكرت الدراسة أيضا أن 4 مدن- بما في ذلك القاهرة- قد شهدت أسوأ "نقاط ساخنة" خلال فترة المساء أو الليل.
وتعتبر الحرارة الحضرية، مشكلة خاصة في الليل؛ بسبب امتصاص مواد مثل الأسمنت للحرارة في النهار، ثم إطلاقها ببطء عند غروب الشمس، وهذا يسبب بدوره، ضغوطًا ومشكلات صحية لدى المواطنين، وخاصة الأطفال وكبار السن.
كما ذكر تقرير للـ"يونيسف"، أن مصر معرضة بشكل خاص لزيادة متوقعة في موجات الحرارة، والعواصف الترابية، والرياح الشديدة على طول الساحل المتوسطي، والظواهر الجوية الشديدة.
وأوصى مؤلفوا التقرير، أن تركز المدن على:
1. زيادة غطاء الأشجار: أثبتت الأشجار أنها تقلل من درجات الحرارة في المدن وتقلل من الوفيات المرتبطة بالحرارة، كما هو موضح في دراسة حديثة في لانسيت في المدن الأوروبية ، حيث ان زيادة غطاء الأشجار بالمدينة إلى 30 ٪ من الممكن أن يمنع 2644 حالة وفاة.
2. إنشاء أسطح أكثر نفاذاً: تميل الأسطح القابلة للنفاذ ، مثل التربة المكشوفة أو المزروعة ، إلى امتصاص حرارة أقل مقارنةً بالأسطح الغير نفاذة مثل الخرسانة أو الأسفلت . زيادة الأسطح النفاذة والسماح للمياه بالتسرب إلى الأرض سيؤدي إلى تبريد البيئة المحيطة.
3. استغلال كل مساحة ممكنة: أكثر من نصف المساحة في المدن ، بما في ذلك الأسطح والشوارع ، هي مساحة مفتوحة، تشكل فرصة لتوفير حماية اكبر للمباني. وتشمل بعض هذه التدابير تخضير واجهات المباني، وتخضير الأسطح، أو استخدام الدهانات البيضاء لتغيير درجة انعكاس الأسطح وتقليل كمية الحرارة الممتصة من الشمس.
4. إنشاء جزر باردة: مع توقع استقبال المدن لموجات حارة كل صيف، يجب أن نقوم بإنشاء شبكة من الأماكن الباردة في المدن ليلجأ اليها الناس. فعلى سبيل المثال، إعادة نوافير المياه إلى المدن تساهم في الحفاظ على صحة المواطنين، وتصبح الملاذ الرئيسي إلى المياه خلال فترة الجفاف.
5. تحفيز تغيير السلوك: يجب على الناس تغيير أسلوب حياتهم في المدن خلال العقد القادم. فعلى سبيل المثال، يمكن ان يتضمن ذلك قيلولة الظهيرة، وإعادة النظر في ساعات العمل، وإغلاق المتاجر والمطاعم خلال فترات الحر الشديدة، وتشجيع نمو الاقتصاد المسائي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: درجات مئویة فی المدن
إقرأ أيضاً:
السعودية تستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود وتفويج الحجاج
يجسد موسم الحج تكامل الجهود الحكومية وتوحّد القطاعات المختلفة لتقديم تجربة استثنائية في التنظيم والخدمات.
ووسط جاهزية واستعدادات استثنائية إضافية من كافة الأجهزة بالمملكة العربية السعودية ، ولاسيما الأمنية والصحية والنقل بجانب القائمين على شئون الحج والعمرة.
تتجه أنظار العالم وخاصة الإسلامى نحو مكة المكرمة مع بلوغ يوم بعد غد الأربعاء والذي يتوجه فيه حجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية أول مناسك الحج وهو المبيت في منى قبل أن يشهدوا الركن الأعظم من أركان الحج وهو الوقوف على صعيد عرفات.
وتفقد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، جاهزية مساجد المشاعر المقدسة لاستقبال الحجاج، ضمن استعدادات الوزارة لموسم حج هذا العام 1446هـ، وحرصًا على تنفيذ خطتها التشغيلية والتوعوية.
كما دشن خلال جولته التفقدية لمساجد المشاعر المقدسة ثمانية مشاريع استكمالًا لأعمال التطوير بمسجد نمرة بمشعر عرفات، وتنفيذ مشروع تخفيض الحمل الحراري بتركيب 19 مظلة إنشائية "شبيهة لمظلات الحرم النبوي" ودهان جميع الأرضيات للساحة المجاورة لمسجد نمرة بمواد عاكسة تخفض نسبة الحرارة بواقع عشر درجات في الظل.
إلى جانب المرحلة الثانية من مشروع تلطيف الساحات الخلفية لمسجد نمرة بتركيب 98 مروحة رذاذ لتلطيف الأجواء بحرم مسجد نمرة والساحات المجاورة له، ومشروع تهيئة مسجد الخيف ودورات المياه المجمعة بمنى من خلال تركيب 57 مروحة ضباب جديدة، ومشروع سقيا الحجاج من خلال تركيب 70 وحدة إنتاج مياه باردة سعة 1000 لتر تخدم 140 ألف حاج في الساعة الواحدة.
إضافة إلى تركيب نظام تحكم بصوتيات وكاميرات المراقبة والإنارة للمظلات تدار بوحدة تحكم مركزية إلكترونية، وتركيب أجهزة لقياس ثاني أكسيد الكربون لسلامة المصلين في خطوة تعد الأولى من نوعها.
وشملت المشاريع تحديث أنظمة التكييف والتهوية بمسجدي نمرة والخيف، ومشروع ترميم مسجد نمرة، الذي تضمن استبدال العزل ورفع كفاءة التشغيل والصيانة، وترميم مسجد حجاج البر بمنى، بإجمالي قيمة بلغت 35،803،133 مليون ريال.
ويشارك فى تغطية الحدث الاكبر أكثر من 5 آلاف إعلامي محلي ودولي، وجهزت هيئة الإذاعة والتلفزيون 25 عربة نقل و 28 منصة بث وأكثر من 120 كاميرا بواقع 12 لغة لإنتاج 300 تقرير ميداني و 7 برامج تلفزيونية و 44 إذاعيًا لنقل أجواء الحج إلى العالم أجمع.
ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط حالة الاستنفار كل فى قطاعه بكافة أنحاء مكة المكرمة، وصولا إلى تحقيق أقصى درجات التيسير للحجاج ، ومنع حدوث أية سلبيات وخاصة ممن يخالف تعليمات الحج، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تنظيم موسم الحج وضمان امتثاله الكامل للضوابط التي وضعتها وزارتا الحج والعمرة والداخلية، في إطار تعزيز السلامة العامة وضمان انسيابية حركة الحجاج النظاميين داخل المشاعر المقدسة.
فقد رفعت السلطات السعودية شعار “لا حج بلا تصريح”، لتمثل هذه الحملة حجر الأساس في ضبط التنظيم والحفاظ على سلامة الحجاج من خلال رسالة توعوية وأمنية تعزز من الالتزام والوعي
وتقرر تطبيق عقوبات بحق كل من يخالف تعليمات الحج، ومن ذلك من يُضبط محاولًا أداء الحج دون تصريح، حيث يُعاقب بغرامة تصل إلى 20,000 ريال، وسيُعاقب بنفس الغرامة، خلال الفترة من 1 ذي القعدة حتى نهاية 14 ذي الحجة جميع حاملي تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها في حال دخولهم أو محاولتهم دخول مكة المكرمة أو البقاء فيها.
بجانب عقوبات مشددة تصل إلى 100 ألف ريال على كل من يشارك في تسهيل دخول المخالفين إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، سواء عبر إصدار تأشيرات زيارة لهم مع علمه بنيّتهم أداء الحج، أو من خلال نقلهم أو إيوائهم أو التستر عليهم.
ونجحت أجهزة الأمن العام فى هذا الصدد من إخراج أكثر من 205 آلاف شخص من مكة لمحاولتهم الحج بلا تصريح، بما يؤكد السيطرة الأمنية بشكل ناجح.
وفى إطار جهود السلطات السعودية لإنجاح موسم الحج، فقد تم الانتهاء من تجهيز جميع مراحل الانتقال بين المشاعر المقدسة، وضرورة استخدام وسائل النقل المعتمدة ضمن نمط المواصلات المتفق عليه في المشاعر المقدسة، وعدم الخروج مشيًا على الأقدام للتنقل بين المواقع خلال اوقات المناسك.
ووجهت السلطات السعودية ، ضيوف الرحمن بأهمية الحفاظ على بطاقة "نسك" وإبرازها عند الطلب، حيث يجب على كل حاج حمل البطاقة طوال وجوده في المشاعر المقدسة والانتباه لعدم فقدانها، كونها وثيقة تعريفية مهمة تسهّل الوصول إلى الحاج وتقديم الدعم عند الحاجة، وحرصًا على سلامة ضيوف الرحمن.
ونوهت وزارة الحج والعمرة على ممثلي شركات مزودي الخدمة، بضرورة التأكيد على حجاجهم بالالتزام بتعليمات الوزارة حفاظًا على سلامتهم، لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسرٍ وطمأنينة.
وجهزت وزارة الشؤون الإسلامية أكثر من 25 ألف مسجد في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة ووزعت 2.5 مليون نسخة من المصحف الشريف إضافة إلى 1.3 مليون بطاقة تعريفية رقمية تحمل رموز QR للمكتبة الإلكترونية ومشاركة أكثر من 25 ألف متطوع ومتطوعة هذا العام بدعم من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
وسخرت المملكة بنيتها الرقمية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود وتفويج الحجاج عبر أكثر من 5 آلاف برج اتصالات وأكثر من 9 آلاف محطة جيل خامس ورابع وأكثر من 2000 كيلومتر من الألياف الضوئية إضافة إلى توفير أكثر من 10 آلاف نقطة واي فاي مجانية لضيوف.
ونفذت الجهات المختصة تجارب ميدانية شملت اختبار شبكات الكهرباء والمياه في المشاعر، إلى جانب تنفيذ أربع فرضيات عملية، والتأكد من جاهزية المخيمات.
وتم تجهيز أكثر من 25 ألف حافلة، و 9 آلاف سيارة أجرة، وتخصيص 18 مسارًا لنقل ضيوف الرحمن بين المدن، وعلى مداخل مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما أنجزت هيئة الطرق أعمال الصيانة لأكثر من 7,400 كيلومتر من الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وتم فحص 247 جسرًا؛ لضمان جاهزية البنية التحتية.
وتم توسيع نطاق خدمات تقنيات تبريد الطرق بنسبة (82%) مقارنة بالعام الماضي، مع التركيز على المناطق المحيطة بمسجد نمرة، مما يقلل درجة حرارة سطح الطرق بحوالي (12) درجة مئوية، ويُسهم في تأمين بيئة تنقل أكثر راحة وسلامة للحجاج في المشاعر المقدسة.
وفي إطار تعزيز الوقاية الصحية تم تنفيذ إجراءات استباقية للتصدي لضربات الحرارة، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث تضمنت زراعة أكثر من 10 آلاف شجرة، وتركيب 400 برادة مياه إضافية، ومراوح.
إلى جانب توسيع المساحات المظللة للمشي، كما أطلقت وزارة الصحة حملات توعوية وإرشادية متعددة اللغات، عبر فرق ميدانية، وبرامج إعلامية، وبعثات طبية؛ لضمان وصول الرسائل الصحية إلى الحجاج في كل مكان وبجميع الوسائل واللغات ، وصولا الى تحقيق موسم حج ناجح من كافة جوانبه.