حكماء المسلمين يجيب عن أبرز 100 سؤال في العقيدة والشريعة بأحدث إصداراته بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
يقدِّم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب لزوَّاره عددًا من أحدث إصداراته لعام 2025، من أبرزها كتاب "مائة سؤال في المنهج والعقيدة والشريعة"، بإشراف وتصدير الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، وتقديم المستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وذلك انطلاقًا من جهود المجلس الهادفة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر الوسطي المستنير .
يجمع هذا الكتاب مئة سؤال، يقدِّمها للمسلمين مقترنةً بأجوبة على أبرز وأهم الشبهات التي يستخدمها أصحاب الفكر المتطرف في إثارة الفتنِ والتغريرِ بالشباب والنشء، وهو ثمرة لتعاون بين الأزهر الشريف بعلمائه وباحثيه، مع مجلس حكماء المسلمين، المؤسسة الدوليَّة التي تُعنى بتعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والتَّسامح والتعايش الإنساني بين جميع البشر على اختلافهم وتنوعه؛ حيث يقدِّمها الكتاب في شكلِ ردودٍ هادئةٍ وأجوبةٍ علميةٍ رصينةٍ .
يأتي هذا الإصدار في ظل وقت تزايدت فيه الشبهاتِ؛ لذا كانت هناك حاجة ماسة إلى استئنافِ مدرسةِ التأليفِ في الإجابةِ عنِ الأسئلةِ المُشكِلَةِ، التي تسوقُ الشبهاتِ باتجاهيها معًا: الغالي والمتسيِّبِ، المتطرِّفِ والمتحلِّلِ، المُفرطِ في التشدُّدِ في الدِّينِ والتضييقِ على النَّاسِ فيه، والمُفَرِّطِ فيه، الداعي إلى التخلي عن قيمَه والتحلُّلِ مِن أحكامِه تقليدًا لغيرِه .
وتبرز أهمية هذا الكتاب في كونه يأتي استجابةٌ للحاجةِ الفكريَّةِ للمسلمين اليوم، ليتعاملوا مع دينِهم مِن منزلةِ العلمِ به، والوعي بقيمَتِه، ومِن موقِعِ الأُمَّة الوَسَطِ، الشاهدةِ على غيرِها مِنَ النَّاسِ، وهو تعاملٌ يقتضي الوعيَ بما يُثَارُ في وجهِ أبنائه حولَ حقائق دينِهم الناصعةِ مِن غُبارِ الشُّبُهاتِ، سواءٌ منها شبهاتُ أعدائه الخارجيين، أو أبنائه الذين يَنسِبُون إليه -بجهلِهم وانحرافِ نظرتِهم- ما ليس فيه، بل عكس ما فيه مِن قِيمِ الرَّحمةِ والعدلِ والسَّلامِ .
وقد أُجمِلَت تلك المسائلُ في عشرِ موضوعاتٍ جامعةٍ هي: قضايا المنهجِ وقضايا العقيدةِ، وقضايا علمِ الكلامِ وما يَتَّصِلُ به، ومشكلةُ التَّكفير وما إليه، وقضايا الجهادِ وما يَتعلَّقُ به، وقضايا السياسةِ الشرعيَّةِ، والشُّبُهاتُ المثارةُ حولَ السُّنَّةِ النبويَّةِ الشريفةِ، وبعضُ القضايا المعاصرةِ المُشْكِلَةِ، وقضايا التعاملِ مع غيرِ المسلمين، ثم قضايا العلاقةِ بين عالم المسلمين والغربِ .
ومن أبرز هذه المسائل المائة: ما مفهوم "أهل السنة والجماعة"؟ هل يمكن تجديد الخطاب الديني؟ ما موانع التكفير وضوابطه في الإسلام؟ ما حكم تكفير المعين ممن سبق له حكم الإسلام؟ هل الكفر وإباحة الدماء قرينان؟ ما معنى حكم الجاهلية؟ ما عقوبة المرتد؟ الخلافة شرع ثابت أم اجتهاد؟ كيف الرَّد على دعوى تعارض الانتماء للدين والوطن؟ مبدأ الشورى وبيعة ولي الأمر أحكام ثابتة أم متغيرة؟ هل تتعارض الشريعة الإسلامية مع طبيعة الدولة الحديثة؟ ما منهج الصحابة في حفظ السنة النبوية؟ ما أثر الإسلام في التقدم الحضاري؟.
بالإضافة إلى "الإسلاموفوبيا".. كيف نكافحها؟ ما موقف الإسلام من الأديان الأخرى؟ ما موقف الإسلام من قضايا المواطنة؟ ما حكم التشبه بغير المسلمين؟ ما صحة تقسيم البلاد على أساس الدين "دار الإسلام" و"دار الكفر"؟ إلى آخرها من الأسئلة المئة.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير 2025؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبَّة والسَّلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.
يذكر أن جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، يقع بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلس حكماء المسلمين جناح مجلس حكماء المسلمين معر ض القاهرة الدولي المزيد مجلس حکماء المسلمین
إقرأ أيضاً:
الجيش السوري الجديد: من العقيدة البعثية إلى التوجّه الجهادي.. ماذا بعد؟
بعد سقوط نظام الأسد، يسعى الجيش السوري الجديد لترسيخ هوية جديدة، في ظل تحديات تسليح وغياب الوحدة الوطنية، ما يثير تساؤلات حول مستقبله كمؤسسة عسكرية مهنية تمثل كل السوريين. اعلان
بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي استمر أكثر من عقدين، بدأت سوريا مرحلة جديدة بإدارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الذي أعلن عن مشروع إعادة بناء الدولة وتشكيل جيش وطني يخدم الشعب. لكن ما يبدو للعيان أن هذا المشروع يمر بتحولات جوهرية في البنية والأيديولوجيا، تثير قلقاً لدى الخبراء والمراقبين.
من البعث إلى الجهاد... انقلاب في العقيدة العسكرية؟لم يعد خافياً أن الجيش السوري الجديد، الذي أعلنت عنه الحكومة الانتقالية مؤخراً، يشهد تحولاً جذرياً في طبيعة تكوينه وتدريباته. فبدلاً من العقيدة القومية العربية التي كانت ركيزة الجيش النظامي السابق تحت حكم حزب البعث، بدأت ملامح توجه أيديولوجي جديد تتبلور، يحمل طابعاً دينياً جهادياً، بحسب شهادات متعددة لعناصر داخل المعسكرات الجديدة.
في أحد المراكز التدريبية في دمشق، كشف أحد المجندين الجدد، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "التدريب اليوم لا يتضمن سوى القليل من المهارات العسكرية، مثل فكّ وتركيب السلاح، بينما تركّز الدروس على الصلاة، وتعليم الفقه، وتفسير القرآن، والحث على محاربة الإرهاب"، دون أن يحدد هوية هذا "الإرهاب".
المكوّنات الأخرىرغم الإعلان عن إنشاء جيش "وطني" يمثل كل السوريين، إلا أن الواقع يشير إلى هيكلية غير متجانسة، حيث يسيطر المكوّن السني فقط على صفوف الجيش الجديد، فيما لم تُسمح أو لم تُشجَّع لانضمام من المكونات الأخرى، كالأقليات العلوية أو الدرزية أو المسيحية.
وكان لافتاً أن العناصر الأجنبية، من الإيغور والتركستان، دخلوا ضمن تشكيلات الجيش الجديد، مما أثار تساؤلات حول مدى سيطرة القيادة السورية على هذه العملية، وهل تُعتبر خطوة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية للجيش أم مجرد حل مؤقت لنقص الكادر البشري؟
Relatedمن ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سورياالمبعوث الأمريكي: فتوى تحريم القتل في سوريا "خطوة عظيمة" نحو دولة القانونتركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طويل الأمد300 ألف مقاتل في خضمّ أزمة تسليحتشير التصريحات الرسمية إلى أن الخطة تهدف إلى تشكيل جيش قوامه 300 ألف مقاتل، ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تستهدف نحو 80 ألف مقاتل. لكن المشكلة الرئيسية تكمن في النقص الحاد في المعدات العسكرية، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية معظم المنشآت الاستراتيجية للجيش النظامي السابق، بما فيها الطيران، الدفاعات الجوية، والمدرعات.
وحتى اللحظة، تبقى مسألة تسليح الجيش الجديد غامضة، حيث لم تعلن الحكومة الانتقالية عن أي صفقات رسمية لتزويده بالسلاح، سواء من المعسكر الغربي أو الشرقي الذي كان يعتمد عليه النظام السابق في تسليحه.
وقال مصدر عسكري سابق كان يعمل في وزارة الدفاع سابقاً لـ يورونيوز : "الجيش السابق كان له نظام واضح ومدارس تدريبية تعتمد على الأسلحة الحية وفقاً للتشكيلات المقاتلة ومهامها القتالية، وكان هناك توجيه معنوي سياسي يستند إلى عقيدة حزب البعث، أما الآن فلا وجود لسلاح حقيقي، ولا توجد عقيدة واضحة، فقط تدريبات دينية تُقدّم ربما كحلٍ مؤقت".
قواعد سلوك جديدة... ولكن؟في خطوة أولى نحو تنظيم عمل الجيش الجديد، أصدرت وزارة الدفاع السورية في بداية يونيو الجاري مرسوماً يتضمن "قواعد سلوك وانضباط" جديدة، تهدف إلى "بناء جيش وطني محترف"، وفق بيان رسمي. وتنص القواعد على ضرورة احترام حقوق الإنسان، حتى في التعامل مع العدو، وحماية المدنيين، واحترام الأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو وفق تعبيره البيان.
لكن واقع الحال لا يزال بعيداً عن التطبيق. فاللباس العسكري غير موحّد، وثمة ظاهرة إطلاق الشعر واللحى وسط نقص في الانضباط والامتثال للأوامر العسكرية. وهذا ملاحظ من طريقة التعامل في الكثير من الأحداث التي جرت في الساحل وفي جرمانا وصحنايا وشرق سوريا، كما يقول أحد الضباط العسكريين المتقاعدين في النظام السابق، ويضيف: معظم المعامل التابعة للجيش، التي كانت تنتج الأحذية والزي الرسمي، لا تزال متوقفة. كما أن الفصائل المسلحة لم تنضم بعد بشكل كامل تحت مظلة الجيش الجديد، مما يثير التساؤلات حول جدية الخطوة بحسب ما قال.
من سيدرب الجيش الجديد؟ورغم الحديث عن عروض تدريبية من دول الجوار، كالأردن وتركيا، إلا أن الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع لم تعلن رسمياً عن أي اتفاق تم توقيعه. ويتساءل الشارع السوري: من سيكون المدرب الحقيقي لهذا الجيش؟ وماذا عن العقيدة التي سيتبناها؟ هل ستكون عقيدة وطنية جامعة، أم أنها ستظل متأرجحة بين التوجه الديني والسياسي؟
يقول محلل عسكري لـ يورونيوز : "لا يمكن بناء جيش بدون عدوّ واضح، أو عقيدة قتالية محددة. إذا كان الهدف هو محاربة داعش، فمن المفارقة أن يتم تدريب الجنود على فتاوى الجهاد، وليس على الاستراتيجيات العسكرية. كيف سنُفتي جهادياً يقتل جهادياً؟ هذه معضلة تحتاج إلى توضيح".
التحديات المستقبليةبين الحاجة الملحة إلى بناء جيش قوي، ونقص التسليح والبنية التحتية، وغياب الوحدة الوطنية في صفوفه، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جمة. ويبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن من تقديم نفسه كمؤسسة مهنية بعيدة عن نظام المحاصصة الدينية أو السياسية؟ أم أنه مجرد غلاف لفصائل مسلحة تحمل أجندات خارجية؟
في الوقت الذي يأمل فيه السوريون بأن يكون الجيش الجديد ضمانة لاستقرار البلاد، فإن الطريق يبدو مليئاً بالتحديات التي إن لم تُعالج بدقة، فقد تعيد إنتاج حالة الفوضى تحت مظلة جديدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة