تطورات متسارعة تشهدها كولومبيا، الدولة الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، من أعمال عنف بين جيش التحرير الوطني من جهة، ومنشقين عن القوات المسلحة الثورية المعروفة باسم «فارك» في شمال شرق البلاد.

كما شهد جنوب كولومبيا اشتباكات بين منشقين عن «فارك» بعضهم مع البعض الآخر، ما أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل، ونزوح أكثر من 18 ألف شخص من المنطقة الشمالية الشرقية، بينهم 100 إلى فنزويلا.

  

وكانت الأمم المتحدة، دعت في وقت سابق، الجماعات المسلحة على وقف الهجمات على المدنيين، وأدانت أعمال العنف والنزوح، وفقا لما ذكرته شبكة «يورو نيوز» الإخبارية الأوروبية.

وكان مجلس الأمن الدولي، عقد اجتماع حول الأحداث في كولومبيا، معربا عن قلقه إزاء عملية اتفاق السلام.

من جانبه، قال الدكتور محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي، بالمملكة المغربية، والمتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن اتساع العنف في كولومبيا يرتبط، بعدة عوامل، منها ضعف اتفاقية السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك» وعودة منشقين للقتال، بالإضافة إلى صراع النفوذ بين الجماعات المسلحة مثل جيش التحرير الوطني «ELN» وبقايا «فارك».

تصعيد أعمال العنف يدل على ضعف سيطرة الحكومة على بعض المناطق

وأضاف «عطيف» أن هذا التصعيد يدل على هشاشة النظام الأمني وضعف السيطرة الحكومية في بعض المناطق، خاصة تلك التي تشهد انتشار تجارة المخدرات.

وأشار المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، إلى أن عودة «فارك» بشكلها التقليدي تبدو غير محتملة، لأن الحركة الرئيسية حلت بموجب اتفاقية سلام عام 2016.

وأوضح أن تصاعد نشاط المنشقين عن «فارك»، يشير إلى احتمال ظهور مجموعات منشقة تسعى لاستعادة نفوذها، سواء تحت اسم جديد أو تنظيمات غير رسمية.

وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أن الاشتباكات القائمة بين جيش التحرير الوطني ومنشقين عن «فارك»، وداخل المنشقين أنفسهم، يمكن أن نستشف من خلالها مجموعة من الملاحظات بينها أن الأحداث قد تشهد تنافسا بين الأطراف المتصارعة  للسيطرة على طرق تهريب المخدرات والمناطق الاستراتيجية، وتراجع الالتزام باتفاقيات السلام من قبل الأطراف المتنازعة، ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الاشتباكات، وفراغ أو ضعف قدرة الدولة على فرض سيطرتها في المناطق الريفية والحدودية.

وبيّن أن إعلان الرئيس الكولومبي، إعلان حالة الطوارئ خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الحكومة على مواجهة العنف، لكنها قد تكون غير كافية إذا لم تُرفق بخطة شاملة تعالج جذور المشكلة، مثل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتطبيق اتفاقيات السلام بفعالية.

كولومبيا قد تلجأ لطلب المساعدة من الولايات المتحدة

وأضاف أن من الممكن أن تلجأ كولومبيا إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة، سواء عبر الدعم الأمني أو تعزيز التعاون الاستخباراتي، وأشار عطيف، إلى أن واشنطن، تعتبر كولومبيا حليفا استراتيجيا، خاصة في مكافحة المخدرات والإرهاب في منطقة أمريكا اللاتينية، بيد أن تحقيق الاستقرار في كولومبيا يتطلب جهدا داخليا أساسيا أكثر من الاعتماد على المساعدات الخارجية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كولومبيا أعمال العنف في كولومبيا فارك أمريكا اللاتينية فی کولومبیا

إقرأ أيضاً:

تجدد الاشتباكات في الكونغو الديمقراطية

أفادت مصادر محلية وعسكرية بتجدد الاشتباكات، اليوم الاثنين، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت المصادر إن حركة إم23 المسلحة تقدمت في شرق البلاد وباتت تهدد مدينة "أوفيرا" قرب الحدود مع بوروندي التي لجأ إليها مئات الجنود الكونغوليين والبورونديين الفارين.
وقال مصدر عسكري "نزع سلاح جميع الجنود فور وصولهم إلى الأراضي البوروندية". و
يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق بين الكونغو الديموقراطية ورواندا بوساطة أميركية، بهدف إعادة السلام إلى شرق الكونغو، وهي منطقة غنية بالموارد تقع أيضا على الحدود مع رواندا وتشهد نزاعات منذ 30 عاما.

أخبار ذات صلة «اليونيسف»: الكونغو تعاني من تفش حاد للكوليرا قتلى في اشتباكات حدودية بين باكستان وأفغانستان المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • مقتل 74 شخصًا في تجدد أعمال العنف شرق الكونغو الديمقراطية
  • بابا الفاتيكان يستقبل الرئيس الأوكراني لبحث تطورات الحرب ومساعي السلام
  • الجيش الإسرائيلي: إيران استأنفت إنتاج الصواريخ البالستية بوتيرة متسارعة
  • أوكرانيا ستقدم خطة السلام المعدلة إلى أمريكا في هذا الموعد
  • فيضانات إندونيسيا.. ألف قتيل ونزوح مليون شخص
  • زيلينسكي: أوكرانيا قد ترسل مسودة خطة السلام إلى أمريكا غدا
  • تجدد الاشتباكات في الكونغو الديمقراطية
  • تجدّد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا بعد أقل من شهرين على اتفاق السلام
  • بورسعيد.. حي الضواحي يشهد انطلاقة تطوير حضارية شاملة
  • ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للتوقيع على مقترح السلام لإنهاء الحرب مع روسيا