يمانيون:
2025-12-13@15:26:08 GMT

منهجُ الهُــوِيَّة الإيمانية وهُدى الله

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

منهجُ الهُــوِيَّة الإيمانية وهُدى الله

صفاء المتوكل

عندما نتحدث عن الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي، فَــإنَّنا نتحدث عن قائد لم يكن هدفه مواجهة التحديات العسكرية والسياسية، بل سعى إلى بناء أُمَّـة واعية تحمل هُــوِيَّتها الإيمانية المستمدة من هدى الله، وتقف صامدة أمام محاولات الطمس الثقافي والفكري الذي تتعرض له الشعوب الإسلامية.

ركز الشهيد القائد -سلام الله عليه- على مفهوم الهُــوِيَّة الإيمانية كركيزة أَسَاسية لبناء الأُمَّــة، حَيثُ دعا إلى العودة الصادقة للقرآن الكريم كمنهج حياة بالنسبة له، ولم تكن الهُــوِيَّة الإيمانية مُجَـرّد شعارات تُرفع أَو مظاهر تظهر بل كانت جوهرًا حقيقيًّا يعكس ارتباط الإنسان بالله ويحدّد مسار حياته في مختلف المجالات الروحية والفكرية وغيرها.

أراد الشهيد -سلام الله عليه- أن تكون الهُــوِيَّة الإيمانية بمثابة الحصن المنيع الذي يحمي الأُمَّــة من الانحراف والتبعية، ورأى أن ضعف الأُمَّــة يكمن في تفريطها بهُــوِيَّتها وابتعادها عن القيم التي أراد الله لها أن تكون محور حياتها، لذلك كان مشروعه بمثابة دعوة شاملة لإحياء هذه الهُــوِيَّة، وإعادتها إلى مكانتها المركزية في وعي الأُمَّــة.

كان الشهيد القائد يؤمن بأن هدى الله أَسَاس المنهج المتمثل في القرآن الكريم وهو النور الذي يهدي الأمة إلى الطريق الصحيح، ومن هنا دعا إلى قراءة القرآن بتدبر ووعي والاستفادة من توجيهاته في مواجهة التحديات، لم يكن يرى القرآن مُجَـرّد كتاب تقرأ آياته بل منهج متكامل يضع الحلول لجميع المشكلات التي تواجه الأُمَّــة.

ركّز الشهيد القائد على أن هدى الله هي القاعدة التي يجب أن تُبنى عليها كُـلّ جوانب الحياة بدءًا من العقيدة والإيمان وُصُـولًا إلى السياسة والاقتصاد، وبهذا الفهم جعل القرآن الكريم المرجعية الأولى والأخيرة في مشروعه القرآني.

من أهم ما ميز منهج السيد حسين “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” هو تركيزه على كشف مخطّطات قوى الهيمنة والاستكبار التي تسعى إلى طمس هُــوِيَّة الأُمَّــة واستبدالها بثقافة مادية استهلاكية تخدم مصالحها، دعا إلى مقاومة هذه المخطّطات، من خلال تعزيز الوعي والتمسك بالهُــوِيَّة الإيمانية والعودة إلى القرآن الكريم، كدستور يحمي الأُمَّــة من الانحراف.

الارتباط بالواقع العملي ما جعل مشروع الهُــوِيَّة الإيمانية وهدى الله عمليًّا هو تطبيق له في الواقع فقد جعل من الصرخة (شعار البراءة) وسيلة علمية لترسيخ الهُــوِيَّة ومواجهة قوى الاستكبار في العالم، كما عمل على بناء جيل قرآني واعٍ يحمل مشروعه ويواصل السير على نهج التضحية والجهاد في سبيل الله٠

إن منهج الهُــوِيَّة الإيمانية وهدى الله الذي صنعه الشهيد سلام الله عليه، هو مشروع حياة الأُمَّــة الإسلامية هو دعوة لإحياء القيم الإيمانية في النفوس ومواجهة التحديات بروح قرآنية صادقة، هذا المشروع لا يزال ينير طريق الملايين، الذين يؤمنون بأن العودة إلى الله والتمسك بهديه هما السبيل الوحيد لتحقيق العزة والكرامة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید القائد ة الإیمانیة اله ــو ی

إقرأ أيضاً:

رقية رفعت تحصد المركز الأول عالميًا في حفظ وتلاوة القرآن برواية حفص بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم

أعربت رقية رفعت عبد الباري زغلول، ابنة قرية الكوم بمركز رشيد بمحافظة البحيرة والفائزة بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، عن سعادتها الغامرة بهذا الفوز المشرف الذي يعد تتويجا لسنوات طويلة من المثابرة الجهد والاجتهاد في حفظ كتاب الله وتعلم علومه.

وحصلت رقية على جائزة مالية قدرها مليون جنيه نظير فوزها في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا برواية حفص وتجويده، ضمن فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من المسابقة التي تنظمها وزارة الأوقاف سنويا، والتي تعد إحدى أكبر المسابقات الدولية من حيث عدد المشاركين وقيمة الجوائز.

وتحدثت رقية في تصريحات خاصة لـ«الوفد»، مؤكدة أنها بدأت رحلتها مع القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث شرعت في الحفظ وهي في الخامسة من عمرها، وأتمت حفظه كاملًا قبل بلوغها العاشرة.

وأشارت رقية بأنها التحقت بالكتاب فى قرية ديبي وهي في الخامسة من عمرها، وتمكنت من ختم القرآن الكريم كاملة في سن العاشرة، بدعم كبير من أسرتها، وبخاصة خالها الشيخ عبد الحليم المسلماني، الذي كان ملازما لها في الحفظ والتعليم.

كما وجهت رقية شكرها العميق لخالها الذي كان صاحب الفضل الأكبر في رحلتها مع القرآن، ولأسرتها التي أحاطتها بالدعم والتشجيع، فضلًا عن مشايخها في قرية ديبي ورشيد والمحمودية وإدفينا، الذين كان لهم دور بارز في تعليمها وصقل مستواها حتى وصلت لهذا التفوق المشرف.


حصلت رقية على شهادة الثانوية الأزهرية بمجموع 94.5%، واختارت هي وأسرتها طريق الالتزام بخدمة كتاب الله، فالتحقت بكلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، حيث حققت تفوقا لافتًا بحصولها على المركز الثاني على دفعتها بتقدير امتياز.

وشاركت رقية في العديد من المسابقات المحلية والدولية، وكانت غالبا تحصد المركز الأول بجدارة، كما مثلت مصر في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2019، وتمكنت من تحقيق المركز الرابع عالميا، لتواصل بذلك مسيرتها الحافلة بالإنجازات.

 

وتخرجت في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع الإسكندرية، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 2018، وهو ما يعكس مستوى تفوقها العلمي بجانب تميزها في مجال الحفظ والتجويد.


ووجهت رقية مناشدة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأن يصدر قرارًا بتعيينها معيدة في الجامعة، حتى تواصل كما تقول خدمة القرآن الكريم وعلومه، وأن تسهم في تخريج جيل جديد من الحافظات والباحثات في هذا المجال الشريف.
 

وأكدت رقية أن ها الحلم لطالما راودها، وأن تتويجها العالمي يمنحها دافعًا أكبر للاستمرار في طريق الدعوة وحمل رسالة القرآن.

وعن حياتها الأسرية، أوضحت رقية أنها متزوجة وتبلغ من العمر 29 عاما، ولديها طفلان: محمد 7 سنوات ويزن 3 سنوات، مشيرة إلى أنها تحرص على تحفيظهما القرآن الكريم منذ الصغر.

وتابعت رقية أنها تحافظ على ورد يومي ثابت، وتتم مراجعة القرآن كاملًا مرتين شهريا، بينما تكثف المراجعة قبل المسابقات لتكون كل يومين أو أربعة أيام، مؤكدة أن فضل الله عليها كبير، وأن ما وصلت إليه يُعد اصطفاءً إلهيًا وتوفيقا من رب العالمين.

كما كشفت عن حصولها على العديد من الجوائز المحلية والدولية خلال السنوات الماضية، وأن شقيقتها الصغرى تحفظ القرآن الكريم كاملا أيضًا، ما يعكس البيئة القرآنية التي نشأت فيها أسرتها.


وأضافت رقية رفعت موضحة أن منزلة أهل القرآن عظيمة عند الله تعالى، فهم كما ورد في السنة النبوية من خاصته وأحبائه. واستشهدت بما رواه النسائي وابن ماجه عن أنس  رضي الله عنه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله أهلين من الناس"، فقيل ومن هم يا رسول الله، قال: “أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”.


وعبرت رقية رفعت في تصريح لها عن بالغ سعادتها بهذا التتويج، مؤكدة أن شعورها لا يوصف، وقالت: "الحمد لله على نعمة القرآن الكريم، ففوزي بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم هو شرف كبير لي، لأنه في ميدان القرآن، وهذا فضل واصطفاء من الله تعالى".

كماوجهت رقية الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة لأهل القرآن ودعمه المتواصل لهذه المسابقة العالمية.

 


وشهدت المسابقة العالمية هذا العام مشاركة واسعة من مختلف الدول، وتصدرت مصر المراكز الأولى، حيث أعلنت وزارة الأوقاف منح الفائز بالمركز الأول جائزة قدرها مليون ومئة وخمسون ألف جنيه، ضمن إجمالي جوائز بلغت 13 مليون جنيه، وهي الأكبر في تاريخ المسابقة.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الفائزين خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر في شهر رمضان المبارك، في تقليد سنوي يعكس اهتمام الدولة بحملة كتاب الله.

1000239146 1000239147 1000239153

مقالات مشابهة

  • حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة.. عالم أزهري يوضح
  • محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • محافظ الغربية يهنئ الفائزين في الدورة الــ32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • رقية رفعت تحصد المركز الأول عالميًا في حفظ وتلاوة القرآن برواية حفص بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • محاضرة بعنوان لطائف قرآنية بجامع السلطان قابوس بالسويق
  • رقية رفعت: الفوز بالمسابقة العالمية للقرآن اصطفاء إلهي.. وأشكر الرئيس السيسي
  • خوجة في مكة يستعرض تاريخ الصحافة السعودية ومستقبلها الرقمي ويكشف قصة إطلاق قناتي القرآن والسنة
  • عدية يس.. ما حقيقتها وهل لها أصل في السنة؟ | اعرف حكم الشرع
  • قاعدة النصر الإلهي ووعي الأُمَّــة
  • مناقشة تعزيز الأنشطة المدرسية والهوية الإيمانية في الرجم بالمحويت