من هم المغضوب عليهم ولا الضالين في سورة الفاتحة.. اعتقاد خاطئ لدى الكثير عنهم
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن من ضمن أسماء سورة الفاتحة “الأساس” لأنها أساس الدين وكأنها ملخص للدين كله.
وأضاف أن الفاتحة هى أساس الدين ثم يأتي بعدها البقرة وهي أكبر سورة فى القرآن وأول سورة بعد الفاتحة.
فالفاتحة تبدأ بـ"الحمد لله رب العالمين"، يقولها الرجل والمرأة والكبير والصغير والجاهل والمتعلم.
ولكن الكثير من الناس يعتقدون عندما يصلوا إلى قوله- تعالى-: “غير المغضوب عليهم ولا الضالين”؛ أن “المغضوب عليهم” هم اليهود، و"الضالين" هم النصاري، لكن الله لم يقل ذلك، فالله- عز وجل- تكلم عن اليهود والنصارى في الكتاب ،وبيًن الجهة التي ينصحهم فيها بأنها منهجية تتعلق بالعقيدة والحقيقة.
وأشار إلى أن المقصود بـ"المغضوب عليهم" هم الذين يعلمون الحق ويخالفونه، و"الضالين" هم الذين لا يعلمون الحق ولذلك فهم يخالفونه.
سورة الفاتحةتُعدُّ سورة الفاتحة من أعظم السور في القرآن الكريم، لما تحتويه من معانٍ سامية ومقاصد شرعية جليلة.
يُطرح كثيرًا سؤال: هل سورة الفاتحة تقضي الحوائج؟ وقد أجابت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي موضحة فضائل هذه السورة، وأسرارها التي يغفل عنها البعض.
مشروعية قراءة الفاتحة في قضاء الحوائج
قراءة سورة الفاتحة في افتتاح الدعاء أو اختتامه، أو عند قضاء الحوائج، أو حتى في مجالس الصلح وغيرها من شؤون الناس، تُعدّ من الأمور المشروعة، هذا ما تدل عليه الأدلة العامة التي تشير إلى استحباب قراءة القرآن الكريم، بالإضافة إلى الأدلة الخاصة التي توضح مكانة الفاتحة وخصوصيتها في تحقيق المقاصد وتيسير الأمور.
الأدلة العامة على فضل قراءة القرآن
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ (فاطر: 29).
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» (رواه مسلم).
وتشير القواعد الأصولية إلى أن الأمر المطلق في النصوص الشرعية يفيد العموم، مما يعني أن قراءة القرآن الكريم مشروعة في جميع الأحوال والأزمنة والأماكن، ما لم يرد نص ينهى عن ذلك.
فضل سورة الفاتحة في قضاء الحوائج
أما الأدلة الخاصة التي تدل على خصوصية سورة الفاتحة في قضاء الحوائج، فتظهر من خلال النصوص الشرعية التي أكدت مكانتها الفريدة. يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (الحجر: 87). كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوْتِيتُهُ» (رواه البخاري).
وفي حديث آخر، قال النبي لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «يَا جَابِرُ، أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟» قَالَ: «بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ.» قَالَ: «فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، فِيَهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» (رواه البيهقي).
أسرار الفاتحة في العلاج والرقية
تمتاز سورة الفاتحة بأنها شفاء تام ورقية نافعة لكل داء، وهذا ما يظهر في قصة الصحابي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عندما رقى رجلاً بلدغة عقرب بالفاتحة، فشفاه الله على الفور. وحين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال له: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟» (متفق عليه).
أقوال العلماء في فضل الفاتحة
تناول علماء المسلمين عبر العصور أسرار سورة الفاتحة وفضلها في شفاء الأمراض وقضاء الحوائج. يقول الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد:
"فاتحة الكتاب هي الشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح.
حافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن، لمن عرف مقدارها وأحسن تنزيلها على دائه".
كما كان الإمام ابن تيمية يجعل الفاتحة وردًا يوميًا يكرره من بعد الفجر حتى ارتفاع الشمس، مما يدل على إدراكه لفضلها وخصوصيتها
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من هم المغضوب عليهم ولا الضالين في سورة الفاتحة سورة الفاتحة القرآن الكريم المغضوب علیهم القرآن الکریم قضاء الحوائج سورة الفاتحة الفاتحة فی ال ق ر آن
إقرأ أيضاً:
من هم "المُقنطرون"؟.. دار الإفتاء تكشف سر الثواب العظيم لقارئ ألف آية
أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى أن الحديث الوارد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول فيه النبي ﷺ:«من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتِبَ من القانتين، ومن قام بألف آية كُتِبَ من المقنطرين»(رواه أبو داود وابن خزيمة)
وأشار أمين الفتوى إلى أن معنى الحديث واضح وصريح: فكل مرتبة من هذه المراتب مرتبطة بعدد الآيات التي يقرؤها المسلم في قيامه بالليل، وأن من يقرأ ألف آية ينال مرتبة “المقنطرين”، وهي من أعلى مراتب الثواب.
من هم “المُقنطرون”؟.. ثواب يعادل قناطير من الأجر
بيّن ممدوح أن لفظ «المُقنطرين» مشتق من كلمة القنطار، وهو كناية في اللغة عن الثواب العظيم والكبير جدًّا، سواء قُدّر بالمال أو الحسنات.
والمقصود بالحديث: أن من قام من الليل فقرأ ألف آية، كتب الله له ثوابًا جزيلًا يبلغ القناطير، وهو تعبير عن عطاء يفوق الوصف.
وذكر العلماء — ومنهم الإمام الخطابي وابن حجر — أن القنطار يطلق على مقدار كبير من الأجر لا يُحصى، للدلالة على عظمة الثواب للمُداومين على قراءة القرآن في الليل.
قيام الليل.. عبادة الخشوع وصفاء القلب
انتقل الدكتور ممدوح لبيان فضل قيام الليل، مستشهدًا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال:«كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد، أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن…»، (رواه البخاري ومسلم)، وأكد أن هذا الدعاء يُظهر روحانية القيام، وما فيه من خضوع وتذلل لله عز وجل.
لماذا شُرع قيام الليل؟.. الحكمة الروحية والعلمية
بيّنت دار الإفتاء أن قيام الليل ليس مجرد عبادة اختيارية، بل مدرسة إيمانية لها آثار عميقة، ومن أبرز حِكم تشريعه:
1. الخشوع الكامل بعيدًا عن صخب الحياةيتميز الليل بالهدوء والسكون، مما يساعد المسلم على الإقبال على الصلاة والذكر بصفاء قلب وتركيز عميق.
قال تعالى:
﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾
(سورة المزمل: 6)
قيام الليل من أكثر العبادات التي يخلص فيها القلب لله؛ لغياب أعين الناس، مما يزيد من أثرها وروحانيتها.
3. تثبيت الإيمان ونيل التأييد الربانيذكر المفسرون أن قيام الليل من أسباب تثبيت اليقين في القلب وجلب التأييد الإلهي، وبه يُرزق العبد الطمأنينة والسداد.
4. وقت مثالي لمراجعة القرآن الكريمصفاء الذهن في هذا الوقت يجعل القلب أكثر قدرة على الحفظ والمراجعة، وهو ما كان يحرص عليه السلف الصالح.
الثواب الأعظم ينتظر من يُداوم على القرآن
اختتمت دار الإفتاء توضيحها بالتأكيد على أن باب الثواب مفتوح للجميع، وأن الوصول إلى مرتبة “المقنطرين” لا يحتاج إلا إلى مجاهدة النفس ومداومة قراءة القرآن. فكل آية يتلوها المسلم في الليل ترفع درجته وتقربه إلى الله.