شهد جناحُ دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لليوم الرابع على التوالي، ندوةً مميزة ناقشت موضوعًا شائقًا بعنوان: «الفتوى والدراما»، حيث شهدت إقبالًا كثيفًا من روَّاد المعرض وتفاعلًا كبيرًا من الحضور.

تناولت الندوة العَلاقة بين الدين والفن، وأثر الدراما في تشكيل وعي المجتمع ونقل القيم الدينية بشكل صحيح، وذلك بحضور الدكتور نظير محمد عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيسِ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- وقد حاضر في الندوة كلٌّ من: الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والفنان محمد صبحي، الذي اشتُهر بأعماله التي تجمع بين الفن الهادف والمعالجة المجتمعية، وقد قدَّم الندوة محاورًا الإعلامي شريف فؤاد، وتأتي هذه الندوة في إطار جهود دار الإفتاء لتعزيز التفاعل بين الفتوى والثقافة والفنون بما يخدم المجتمع ويوجهه نحو المسار الصحيح.

ومن جانبه تحدَّث فضيلةُ الأستاذ الدكتور علي جمعة -عضو هيئة كبار علماء المسلمين- عن علاقة الفتوى بالدراما، وهل هي عَلاقة تكامل أم تناقض، مؤكدًا أن هذا الأمر ينتابه التشابك والتداخل، ولا نريد أن نحكم عليه فقط، بل نريد أن نطوِّرَه ونسعى به للأمام، وليس الأمر فقط أن نعطي حكمًا بالجواز أو عدم الجواز بقدر ما نريد لهذا البلد الرائد الذي عاد إلى مكانته الأولى أن يسعى لتطوير هذه العَلاقة الجدلية بين الفن والدين.

ندوة الفتوى والدراما

وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أن التراث الإسلامي يعكس بشكل عميق قضية الدراما، مشيرًا إلى شخصيات تاريخية، مثل: الظاهر بيبرس، وعنترة بن شداد، التي تحمل حكمةً وتجارِب إنسانية تنقلُها الأجيالُ عبر الزمن، وأكَّد أن هذه القصص تمثِّل جانبًا مهمًّا من الدراما، حيث تقدِّم دروسًا وعِبرًا.

وأشار إلى أنَّ الدراما قد تطوَّرت وسائلها بشكل كبير، موضحًا أنَّ الفكر الغربيَّ غالبًا ما يبدأ من الرواية، حيث تنشأ الفكرة في الرواية ثم تنتقل إلى السينما والصحافة والجامعات، وفي النهاية تصل إلى السياسة وصانعي القرار. من هنا، تُعدُّ الدراما الأساس الذي يرتكز عليه هذا التطور الفكري، وفي المقابل، كان الحكَّاؤون في الشرق ينقلون قصصًا مثل "بني هلال" في المقاهي والأسواق، ثم انتقلت هذه الحكايات إلى الراديو.

وتطرَّق الدكتور علي جمعة إلى حادثة عُرضت على الشيخ أحمد بن صديق الغُماري، أثناء جلوسه في مسجد الحسين، بأن تُمثَّل شخصية سيدنا يوسف، فأوضح أن تمثيل الأنبياء محرَّم وَفْقًا لفتوى شرعية، لأن ذلك يتضمَّن عنصرَ الوحي ويختص بأبعاد خُلُقية خاصة، ولذلك رفض العلماء تمثيل الأنبياء. وقد وافق بعض أهل الدراما على استبعاد تمثيل الأنبياء على مضض، إذ تمسك الشيخ أحمد بن صديق الغُماري برأيه في تحريمه.

ندوة الفتوى والدراما

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن العلماء قد قَبِلوا فيما بعدُ فكرة الدراما بشكل عام، رغم أنهم لم يلتزموا بفتوى الشيخ أحمد بن صديق الغُماري بتحريم التمثيل، وتم الاستقرار على فتوى أخرى تسمح بذلك.

كذلك تحدَّث الدكتور علي جمعة عن مدى نجاح الدراما في تقديم القيم والقضايا الأخلاقية، وطرح تساؤلًا حول ما إذا كنا نروي الواقع كما هو، أم نميل إلى تقديم ما نأمل أن يكون، وقال: «هناك مدرستان: الأولى تقول إنه إذا قدمنا الواقع، نعرض كيفية حياتنا الحقيقية، بينما الأخرى ترى أن تقديم القبح يؤثر سلبًا على المُشاهد، ويجعل النهاية باهتةً، لأن القُبح لا يفيد»، وأضاف أن هذا النزاع قد حدث بين الكاتبين الكبيرين: عباس العقاد، وإحسان عبد القدوس.

وأشار إلى أن هذه القضية تتطلَّب فنَّانًا قادرًا على تحويلها إلى مهارة فنية، وليس مجرد معلومة، وأضاف أنه من الضروري أن نعتاد تقديمَ ما هو أفضل وأرقى في الدراما، وأن نطوِّر عَلاقتنا بهذا الفن، مشيرًا إلى أنَّ الدراما المصرية منذ بداية القرن العشرين وحتى يومنا هذا عَمِلت على تقديم الواقع والمأمول والفن من أجل الفن، وأسهمت بشكل كبير في نقل الأخلاق إلى المجتمع وتنظيمها.

ندوة الفتوى والدراما

ومن الناحية النقدية الدينية، أشار إلى أنَّ هناك حاجةً أكبر لتقديم نماذج مشرِّفة، مثل الفنان محمد صبحي، وأن التوصية بالحق والتعاون بين الناس يؤدي إلى الخير لكل المجتمع دون تفرقة.

ولفت الانتباه إلى ملاحظاته حول الأفلام المصرية، حيث لاحظ أنَّ هناك أخطاءً متكررة في تلاوة القرآن الكريم، وأن هناك تحريفًا غير مقصود في بعض الحالات أثناء بعض المشاهد التمثيلية، كما أشار إلى أن بعض المفاهيم الخاطئة قد ترسَّخت في الدراما، مثل فكرة أن الرجل لا يستطيع تطليق زوجته إذا فوَّض ذلك لها (جعل العصمة في يدها)، وهو أمر يتطلب تصحيحًا.

كما تحدَّث الدكتور علي جمعة عن صورة رجل الدين في الدراما، مؤكدًا أن الغالبية العظمى من هذه الصور سلبية، وأن هناك قلة فقط عكست صورةً إيجابية له، مشيرًا إلى أنَّ بعض الممثلين استخدموا زِيَّ المأذون أو المدرِّس أو الشيخ الأزهري للسخرية، موضحًا أن هذا الأمر تزايد في فترة سياسية غير مستقرة، حيث كانت الظروف العامة صعبة وقَلِقة، وشدَّد على أهمية التعاون من أجل النهوض بالدولة الجديدة، مشيرًا إلى دَور القيادة المصرية والريادة التي كانت دائمًا تمثل مصر في التاريخ كمثال للخير ونبراس مضيء للعالم.

وحول دَور المؤسسات الدينية في دعم الأعمال الدرامية للحفاظ على صورة رجال الدين، أكَّد فضيلة الدكتور علي جمعة أنَّ التعاون بين هذه المؤسسات والفنانين قد بدأ منذ فترة طويلة، وأوضح أنَّ العديد من الروائيين والمُخرجين والمنتجين يتوجَّهون إلى مجمع البحوث الإسلامية لطلب النصائح الشرعية حول الأعمال الدرامية والأدبية، وبعض هذه النصائح يتم قبولها، بينما يتم رفض البعض الآخر، مما يُعيدنا إلى السؤال حول ما إذا كانت الفتوى مُلزمة أم لا، في هذا السياق، أشار فضيلته إلى أن الحُكم المُلزم هو حكم القاضي. وأكَّد أنَّ هناك تعاونًا قائمًا بالفعل، ودعا إلى تعزيز هذا التعاون ووضْعِ قواعد واضحة له.

ندوة الفتوى والدراما

وأضاف أنه من الضروري أن يتم تربية أبنائنا من أهل العلوم الشرعية على هذا المبدأ، بحيث تُمنح مساحة واسعة من الحرية، مع الأخذ في الاعتبار أنه إذا كانت هناك ملاحظات أو تحفُّظات، فيجب أن يتم التعامل معها بحذر واهتمام.

من جانبه، وجَّه الفنان محمد صبحي الشكرَ إلى فضيلة المفتي، وأشاد بوجوده بجوار د.علي جمعة، مشيرًا إلى أن العصر الحالي يشهد تصدُّر كل الناس للفتوى والمعرفة دون اختصاص.

كما تحدَّث عن دَور الدراما كفنٍّ يقوم على الخيال لنقل الواقع، موضحًا أن الفن الصحيح يوجه رسالةً دون المساس بالأخلاق التي أتى بها الدين. وقد أثار تساؤلًا عن مدى إلزامية الفتوى، وهل يجب العمل بها إذا لم يقتنع الإنسان بها؟

كذلك أشار الفنان محمد صبحي إلى أن الدراما لها جوانب متعددة، فهي تسهم في بناء الإنسان وتجعل الجمهور يتأمل دون إصدار الأحكام. وأوضح أن الإعلام هو الوعاء الذي يحدد ما يُعرض للناس من محتوًى جيِّد أو سيِّئ. واستشهد بواقعة تمثيل النبي في فرنسا، مشيرًا إلى أهمية احترام الشخصيات الدينية. كما ذكر أنه تلقى انتقادات لعدم تعليم الأطفال الصلاة في مسلسل "ونيس"، مؤكدًا أنه ليس شيخًا ليتحدث في هذا المجال.

وأكد صبحي أنَّ المشكلة في الدراما ليست في الإسفاف اللفظي فقط، بل في الإسفاف الفكري، موضحًا أن مسلسل «ونيس» قدَّم نموذجًا للأخطاء البشرية وكيفية الاعتذار عنها. وأشار إلى أهمية توجيه الدراما لتأثير إيجابي دون الوقوع في قيود تَحُدُّ من الإبداع. وروى موقفًا حين دعاه محافظ الجيزة لافتتاح حارة تأثرت بالمسلسل، من حيث تجميلها وتحويلها إلى صورة جيدة، مما يعكس قوة تأثير الفن.

وأوضح صبحي أنَّ الدراما لا تهدُف إلى الترويج للمخدرات، بل إلى تقديم الشخصيات الواقعية بأسلوب يعكس خطرَ تلك السلوكيات، مستشهدًا بمشهد -في فيلم غربي- تحول فيه الضابط إلى مدمن قهرًا دون عرض تفاصيل لكيفية تناول هذه المخدرات، وحاول صديقه إعادته إلى الطريق الصحيح. وانتقد بعضَ الأعمال التي تهدم القيم المجتمعية، مؤكدًا أن مصر تحتاج إلى تنمية مستدامة تبدأ ببناء الطفل أخلاقيًّا وسلوكيًّا.

ندوة الفتوى والدراما

كما تحدَّث الفنان محمد صبحي عن ظاهرة ورش العمل الفنية، مقترحًا تسميتها «استوديوهات»، وانتقد بعض المسلسلات الرمضانية التي تقدِّم خيانات زوجية، مشيرًا إلى أن الريادة المصرية كانت قائمة على أدباء ومفكرين غاب تأثيرهم الآن، معربًا عن قلقه من تأثير السوشيال ميديا على عقول الأطفال وانتشار أفكار منحرفة تهدف إلى هدم الأسر والثقافة، محذرًا من مخططات تلغي الأديانَ وتنشر الماسونية.

وأكَّد أهميةَ إنشاء خريطة ثقافية وإعلامية تُعنَى ببناء الوعي الديني والثقافي. وأوضح أن ما نراه من سلوكيات سلبية وعنف في المدارس لم يكن مصادفة، بل نتاج تخطيط تدريجي. ودعا إلى استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لصناعة منتجات نافعة بدلًا من الاستهلاك السلبي.

وأوصى الفنان محمد صبحي بعدم تقييد الفن، مؤكدًا أهمية الرجوع إلى أهل التخصص، ودعا إلى إنتاج برامج وأعمال درامية هادفة تُعرض في أوقات مناسبة للأسرة، مثل مسلسل الشيخ محمد متولي الشعراوي، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية، مع الترويج لها بشكل جيد لضمان تأثيرها الإيجابي.

وفي ختام الندوة، توجَّه فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بالشُّكر إلى فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة والفنان محمد صبحي والإعلامي شريف فؤاد مشيدًا بهذه المشاركة القيِّمة وبالحوار البنَّاء الذي تناول دَور الدين والفن في تعزيز القيم الأخلاقية وبناء الوعي المجتمعي.

وأكَّد المفتي أن دار الإفتاء المصرية تحرص على التصدي للأفكار المغلوطة التي تروِّج لفصل الدين عن واقع الحياة، مشيرًا إلى أنَّ الفتوى لا يمكن أن تكون مجرد رأي عابر، بل هي مسؤولية شرعية تستند إلى الدستور الإلهي ومصادره الموثوقة، وعلى المسلمين الرجوع إلى علماء الدين المؤهَّلين الذين يجمعون بين المعرفة الدينية العميقة والفهم الواقعي لقضايا العصر.

كما أوضح أنَّ التعاون بين علماء الدين ورجال الفن ضرورة مُلِحَّة في ظلِّ التحديات التي يواجهها المجتمع، حيث إنَّ الفن، إذا تمَّ توظيفه بشكل صحيح يكون وسيلة قوية لنشر القيم الإيجابية والتصدي للأفكار السلبية التي تسعى إلى هدم المجتمع من الداخل. وشدَّد على أهمية تقديم محتوًى إعلامي وثقافي يُسهم في بناء الإنسان ويحترم القيم الأخلاقية، مستشهدًا بدَور الدراما في تشكيل الوعي، سواء كان ذلك من خلال معالجة قضايا اجتماعية أو إبراز التحديات التي تواجه الأسرة والمجتمع.

ندوة الفتوى والدراما

وأضاف مفتي الجمهورية أن واقع اليوم يشهد ظلمًا مزدوجًا، ظلمًا لعالِم الدِّين الذي أصبح مستهدَفًا من تيارات التشكيك والتهميش، وظلمًا للفن الذي أُسيء استغلالُه في بعض الأحيان ليصبح أداةً لنشر الإسفاف والابتذال. وأكد أن مواجهة هذه الإشكاليات تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا علماء دين، أو مفكرين، أو صنَّاع فن، لإعادة صياغة المشهد الثقافي والفني بما يخدم الوطن ويحمي هُوية المجتمع من التهديدات التي تسعى إلى طمسها.

واختتم المفتي كلمتَه بالتأكيد على أن دار الإفتاء تعمل جاهدة لتعزيز الوعي الصحيح والرد على التساؤلات التي تثير البَلبلة، مشددًا على ضرورة بناء جسور الثقة بين الدين والفن، والعمل على ترسيخ خطاب ديني متزن وفن ملتزم، قادريْن معًا على مواجهة التحديات وبناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي بذكرى الإسراء والمعراج

«المفتي»: بدون الأمن تفسد البلاد ويهلك العباد «فيديو»

«المفتي»: بعض رموز التنوير يتعاملون مع النصوص الدينية بطرق تخالف المنطق العلمي والشرعي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة الفنان محمد صبحي جناح دار الإفتاء بمعرض الكتاب معرض الكتاب مفتي الجمهورية ندوة الفتوى والدراما الدکتور علی جمعة الفنان محمد صبحی مفتی الجمهوریة مشیر ا إلى أن دار الإفتاء أشار إلى أن فی الدراما مؤکد ا أن موضح ا أن

إقرأ أيضاً:

حكم خلع الحجاب.. أمين الإفتاء: هو عبادة وليس عادة قابلة للتغيير

أجابت الدكتورة زينب السعيد، أمين الفتوى في دار الإفتاء، عن سؤال حول سبب خلع بعض الفتيات للحجاب بعد سنوات من الالتزام به، مؤكدة أن الأصل في الحجاب أن ترتديه المرأة عن اقتناع قلبي ومعرفة بقيمته الشرعية؛ لأنه ليس مجرد مظهر خارجي، بل هو مظهر وجوهر في الوقت نفسه، وهو عبادة تتعبد بها المرأة لله عز وجل، فتجمع بين الستر الخارجي وأخلاق الحياء والحشمة والوقار.

حكم خلع الحجاب

وأوضحت أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الأحد، أن الحجاب ينبغي أن يكون نابعًا من القلب، وأن تشعر المرأة بأنها ترتديه حبًا لله وتقربًا إليه، لا مجاراةً للمجتمع أو استجابةً لضغط. 

وأضافت أمين الفتوى في دار الإفتاء أنه في ظل مغريات العصر وضغوطه قد تتعرض بعض النساء للتعثر، فالكثير من السيدات يجاهدن أنفسهن سنوات للحفاظ على الحجاب، وهذا فضل من الله يستوجب الشكر والدعاء بالثبات.

حكم خلع الحجاب بعد سنين من الالتزام

هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الإفتاء يجيبنسيت ركعة في الصلاة دون قصد فماذا أفعل؟.. أمين الإفتاء يجيبالإفتاء تحذر: الحجاب ليس مظهرا فقط ولن تكتمل مواصفاته إلا بهذه الشروطحكم ترحيل أموال الزكاة للعام القادم في حالة قضاء حاجة الفقراء.. الإفتاء توضح

وبيّنت أمين الفتوى في دار الإفتاء أن من تمرّ بلحظة ضعف أو تتعرض لانزلاق نفسي أو اجتماعي يجعلها تفكر في خلع الحجاب، فعليها ألّا تيأس، بل تعود إلى الله سريعًا، وتكثر من الدعاء أن يثبتها ويردّها إلى الطاعة. 

ونصحت أمين الفتوى في دار الإفتاء كل فتاة بأن تعيد الاستماع إلى أهل العلم، وتحيط نفسها بصحبة صالحة تعينها على الاستقامة، وأن تتذكر قيمة الحجاب كعبادة، لا كعادة قابلة للتغيير، فيقوَى داخلها اليقين وتستعيد التزامها بالحجاب مرة أخرى بقلب ثابت وإرادة واعية.

أمين الإفتاء: الحجاب ليس مظهرًا فقط

وفي السياق ذاته، أجابت الدكتورة زينب السعيد، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول الحجاب الشرعي ومواصفاته، موضحة المعنى اللغوي والشرعي لكلمة الحجاب، وأنه يعني الستر، وأنه في الاصطلاح هو لباس المرأة الذي يستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين، مع الإشارة إلى مذهب الإمام أبي حنيفة في استثناء القدمين. 

وأكدت أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الحجاب ليس مظهرًا فقط، بل له جوهر يتمثل في الحياء والوقار والحشمة، وأن المرأة مأمورة به إذا بلغت، لأنه فرض تُثاب على فعله وتأثم بتركه.

وأوضحت أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن مشروعية الحجاب ثابتة من خلال مصادر التشريع الأساسية: القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع العلماء والقياس. 

واستشهدت أمين الفتوى في دار الإفتاء بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}، وبقوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، مؤكدة أن المفسرين أجمعوا على أن الخمار هو غطاء الرأس.

طباعة شارك الدكتورة زينب السعيد أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء حكم خلع الحجاب حكم خلع الحجاب بعد سنين من الالتزام

مقالات مشابهة

  • حكم خلع الحجاب.. أمين الإفتاء: هو عبادة وليس عادة قابلة للتغيير
  • هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • حكم العمل بوظيفة تشترط خلع الحجاب.. أمين الإفتاء: ليست باب رزق
  • وزير الرياضة لـ المفتي: حريصون على التصدي معا للظواهر السلبية التي تواجه الشباب
  • علي جمعة: تغيّر الموضوعات والمصالح يحدّد حكم الفتوى في الفقه الإسلامي
  • دار الإفتاء: إدارة الأبحاث الشرعية قلب العملية الإفتائية
  • الدكتور علي جمعة: أسباب تغير الفتوى يكون بناءً على المصلحة
  • هيئة الكتاب تتعاقد مع أسرة الراحل الدكتور شكري عيّاد لإصدار مؤلفاته في طبعات جديدة
  • «ندوة الثقافة والعلوم» تكرم المشاركين بمعرض الهوايات والمقتنيات الخاصة
  • إقبال كثيف على انتخابات نادي بيلا الرياضي وسط أجواء تنافسية ومنضبطة ( صور )