بعد حوالي 15 عاما من الإبادة الجماعية.. بدأ الآلاف من سكان شمال قطاع غزة، صباح أمس الإثنين، في رحلة العودة إلى منازلهم، عبر شارع الرشيد الساحلي بما يشبه السيل البشري في مشهد اختلطت فيه مشاعر الحنين بذكريات المعاناة، بعد توصل حماس وإسرائيل إلى تفاهمات جديدة برعاية مصرية قطرية.

هذا وقد شهدت طرق العودة مشاهد إنسانية تختزل معاناة طويلة وأملا بالاستقرار، بعد نزاع دام فرض على عشرات الآلاف ترك منازلهم، حيث بدأ تدفق النازحون عند الساعة السابعة صباحا سيرا على الأقدام عبر شارع الرشيد الساحلي، حاملين أمتعتهم وذكرياتهم من رحلة نزوح قاسية.

تهجير الفلسطينيين

ومن جهة أخرى توافد النازحون المتواجدون بشارع صلاح الدين، المارون بمركباتهم الساعة التاسعة صباحا، نحو الشمال، وذلك وفق ما نص عليه الاتفاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال.

تهجير سكان غزة

وتصدرت بعض المشاهد الجميلة الملفتة، المشهد، حيث نساءً يحملن أطفالهن وأمتعة خفيفة، ورجالا يجرون عربات صغيرة محملة بالحقائب وآخرين يحملون أمتعتهم على ظهورهم، ليتحول المشهد إلى لحظة استثنائية يعيد فيها الفلسطينيون الحياة إلى مناطق هجروها قسرا.

عودة الفلسطينيين بعد اتفاق إطلاق النار التواصل إلى تفاهم بين حماس وإسرائيل

وتأتي هذه العودة عقب التوصل إلى تفاهم بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية، يقضي بإطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية أربيل يهودا واثنين من الرهائن الآخرين يوم الجمعة المقبلة، بالإضافة إلى إطلاق 3 رهائن إضافيين يوم السبت. مقابل ذلك، سمحت إسرائيل بعودة سكان شمال غزة النازحين إلى ديارهم ابتداء من صباح اليوم.

وفي هذا السياق ولليوم الثاني على التوالي يمضي سكان شمال قطاع غزة بخطوات واثقة نحو منازلهم، حاملين معهم قصصا من الصمود والأمل، العودة إلى الديار هي بداية جديدة لكنها تحمل في طياتها ذكريات ثقيلة لن تمحى بسهولة.

تهجير الفلسطينيين

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، التابع لحركة حماس في بيان لها إن أكثر من 300 ألف نازح عادوا أمس «الإثنين» من جنوب ووسط القطاع إلى الشمال، بينما عاد اليوم أكثر من 300 ألف نازحٍ من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم من محافظات الجنوب والوسط، إلى محافظات غزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، بعد 470 يوما على حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت حركة حماس أن عودة النازحين إلى منازلهم يثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير الشعب الفلسطيني وكسر إرادة الصمود لديه.

تهجير سكان غزة

وتابع البيان نفسه «هذه المشاهد المليئة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه».

اقرأ أيضاًرئيس «الوطني الفلسطيني»: عودة النازحين إلى شمال غزة رسالة بأن الشعب سيبقى على أرضه

فصائل فلسطينية: عودة النازحين تثبت فشل إسرائيل في تهجير شعبنا

بلدية غزة تبدأ فتح الشوارع المغلقة تمهيدًا لعودة النازحين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شارع صلاح الدين مقترح ترامب عودة النازحین

إقرأ أيضاً:

أخبار كاذبة.. السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي الأنباء عن نقل سكان غزة إلى ليبيا

كلف نتنياهو جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) بإيجاد دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين النازحين من قطاع غزة. اعلان

نفت السفارة الأمريكية في طرابلس الادعاءات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل سكان غزة إلى ليبيا ووصفتها بأنها "ادعاءات تحريضية وكاذبة تماما"، دون أن تذكر الجهة التي روّجت لهذه الأنباء.

ونشرت السفارة منشوراً على "إكس" (تويتر سابقاً) معنوناً بكلمة "أخبار كاذبة".

في وقت سابق هذا الأسبوع، نشر موقع "أكسيوس" الأمريكي خبراً بشأن لقاء مدير الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع بمبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وإخباره بنيّة إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا استضافة فلسطينيين من غزة بأعداد كبيرة بناء على محادثات أجرتها إسرائيل.

اقترح برنياع أن تقدم الولايات المتحدة حوافز لتلك الدول وتساعد إسرائيل على إقناعها. وبحسب الموقع، لم يُبدِ ويتكوف التزامًا، وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُشارك بفعالية في هذه القضية.

ليست فكرة جديدة

في فبراير/ شباط الماضي، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير جميع الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني نسمة من غزة لإعادة بناء القطاع وتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، بحسب قوله.

لكن البيت الأبيض تراجع عن الفكرة بعد معارضة كبيرة من الدول العربية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، ولم تُحرز أي تقدم.

Related احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة في رد صارم على مخطط ترامب لنقل سكان القطاع .. الأردن ومصر: "تهجير الفلسطينيين سيضر بجهود التطبيع"خمسة وزراء خارجية عرب في رسالة لواشنطن: لا لتهجير الفلسطينيين من غزة

يقول مسؤولون إسرائيليون إن إدارة ترامب أبلغتهم أنه إذا أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المضي قدمًا في هذه الفكرة، فعلى إسرائيل إيجاد دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين من غزة.

وكلف نتنياهو جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) بإيجاد دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين النازحين من قطاع غزة.

دول أفريقية أخرى في المرصاد

لم تكن ليبيا أول دولة أفريقية هدفاً لاختيارها لاستقبال الفلسطينيين، ففي مارس/ آذار الماضي، كشف تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في السودان والصومال وإقليم أرض الصومال غير المعترف به دوليا لمناقشة استخدام أراضيها كوجهات محتملة لإعادة توطين الفلسطينيين الذين شُرّدوا من قطاع غزة، بموجب الخطة المقترحة لما بعد الحرب التي وضعها ترامب، وفقا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

رفضت الصومال حينها المقترح بينما أكدت أرض الصومال عدم تلقيها أي مقترح.

وقال وزير الخارجية الصومالي  أحمد معلم فقي: "نرفض أي خطة تتضمن استخدام الأراضي الصومالية لإعادة توطين سكان آخرين".

أما وزير خارجية أرض الصومال فقد ذكر أن المنطقة لم تتلق أي مقترح بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة. وأوضح لرويترز: "لم أتلق أي مقترح بهذا الشأن، ولا محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين".

وافق الزعماء العرب في الشهر ذاته على خطة لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار قد تؤدي إلى تفادي تهجير الفلسطينيين من القطاع على خلاف رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • ترامب: على إسرائيل تحديد الخطوة التالية في غزة.. مقترح صفقة شاملة
  • ترامب: سكان غزة يعانون من الجوع ولو كنا مكانهم لمتنا جوعا
  • وزير الخارجية البريطاني يدعو لتوسيع عملية إيصال المساعدات للفلسطينيين
  • تفاقم معاناة سكان الخيام النازحين بمدينة غزة
  • زكي القاضي: مصر تتحرك بقوة لدعم غزة وتتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين
  • قلبي بيطير من الفرح.. لطيفة تبكي على مسرح قرطاج وتُلهب حماس الجمهور
  • مكتب المرجع الأعلى: على العالم وقف تهجير سكان غزة
  • أخبار كاذبة.. السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي الأنباء عن نقل سكان غزة إلى ليبيا
  • السفارة الأمريكية تنفي شائعات تهجير سكان غزة إلى ليبيا
  • قناة: استئناف مفاوضات غزة الأسبوع المقبل