شهد مهرجان شتاء بهلا الذي يقام في قرية بلادسيت بولاية بهلا في أسبوعها الأول ومنذ بدء انطلاقته تنوعا كبيرا في الفعاليات والبرامج وإقبالا كبيرا من الجماهير والأسر والسياح من مختلف الولايات والمحافظات مستثمرة الإجازة الطلابية والأجواء الشتوية.

وقد أبهرت الفعاليات زوار المهرجان من خلال ما تم تقديمه من برامج وفعاليات متنوعة تضمنت عروض الطيران الشراعي بتحليقه في سماء المهرجان والفقرات الثقافية والترفيهية على خشبة المسرح والمسابقات المتنوعة التي يقدمها المذيع المتألق معن المعني للأطفال وشكلت تفاعلا حماسيا تنافسيا في ألعاب الكراسي الموسيقية ومسابقة المواهب والإبداعات الشبابية في الإلقاء الشعري والإنشاد، كما شدت الجمهور عروض الليزر وتشكيلاته التي تلونت بها أمسيات المهرجان وعروض الألعاب النارية وعروض السيرك المتنوعة والقرية التراثية والفقرات الترفيهية وغيرها من البرامج والأنشطة التي شهدت الإقبال والتوافد من قبل الجماهير العريضة.

وحول مهرجان شتاء بهلا قال طلال بن جمعة بن حمدان الهنائي أحد زوار المهرجان: شكرا للقائمين على تنظيم هذه الفعاليات التي جاءت بمزيج من التنوع التراثي من خلال ما شاهدناه من مشاركة أصحاب الحرف والصناعات والآباء الذين يجسدون بعض تلك الموروثات في القرية التراثية وهم يستحضرون الماضي بتجلياته الفريدة بطابع شيق لتكون حاضرة في المهرجان ملهمة للأجيال فشاهدنا الصناعات الفخارية وصناعة الحلوى والتقاليد العمانية وتعاليم السمت العماني مما يدعونا بالإشادة بمثل هذه المهرجانات التي تبرز الهوية العمانية وثقافتها وتنشر مكونات الحضارة العمانية التي نعتز بها جميعا.

تنوع فعاليات وأركان المهرجان

من جانبه أشار عبدالرحيم بن سالم العبري إلى التنوع في فعاليات مهرجان قائلا: لقد شدني تنوع الفعاليات في المهرجان و والأركان التي يضمها كركن الأسر المنتجة وركن الواقع الافتراضي وسينما الطفل وبيت الرعب وفعاليات المسرح ومسابقة البحث عن الكنز وركن الطفل والأعمال اليدوية والبيئة الشتوية ويمثل ذلك نقلة نوعية سياحية وترفيهية، وأكد بأن نجاح المهرجان من خلال فعالياته المتنوعة واهتمامه بتقديم فقرات للأطفال وتسليط الضوء على الحرف التقليدية والبيئة العمانية ووجود الجميع في ملتقى ترفيهي للأسر والعائلات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية العمانية نموذج للقوة الناعمة الإيجابية

منذ انطلاق الدبلوماسية العمانية عام 1970 وهي ترتكز على ثوابت ومُثُل وقواعد أخلاقية راسخة تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والتعاون والتسامح والاحترام المتبادل. ولعل الإطلالة الأولى للديبلوماسية العمانية انطلقت مع وفد الصداقة العمانية الذي ضم عددا من الشخصيات الوطنية؛ حيث زار الوفد الدول العربية للتعريف بسلطنة عمان ونهضتها وقيادتها الجديدة. وكان التحرك الدبلوماسي الأول لسلطنة عمان عام ١٩٧٦ عندما دعا السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- إلى اجتماع ضم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحالية ومعها العراق وإيران، وكان الاجتماع يهدف إلى ترسيخ التعاون بين الدول الثماني التي تقع على شواطئ الخليج العربي، وأيضا إقامة منظومة أمنية وتنسيق سياسي. وكان هذا الاجتماع إشارة مبكرة للقيادة العمانية بأهمية إیجاد تعاون لما فيه مصلحة تلك الدول والشعوب.

وفي تصوري لو أن تلك الدول طبقت قرارات بيان مسقط الذي أعلن في ختام الاجتماع لأمكن تجنب الحروب والصراعات والكوارث التي شهدتها في ملفات معقدة وصعبة.

وكانت هناك شكوك حول قدرة الدبلوماسية العمانية في نجاح تلك الوساطات لأسباب تتعلق بالفرقاء كالولايات المتحدة الأمريكية وإيران فيما يخص الملف النووي الإيراني أو الفرقاء اليمنيين وأيضا الأطراف الخارجية فيما يخص الملف اليمني المعقد. كما أن الملف الخاص بالصراع العسكري في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة الأمريكية وجماعة أنصار الله التي تتحكم في صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية اليمنية يعد مؤثرا بشكل كبير على الملاحة البحرية وعلى سلاسل الإمداد وعلى التجارة الدولية، علاوة على الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام نحن في سلطنة عمان لا نميل إلى البهرجة الإعلامية، ومع ذلك فإن النجاحات الدبلوماسية العمانية خلال العقد الأخير فرضت نفسها على الإعلام الدولي، ويمكن القول ومن خلال المتابعة الصحفية والإعلامية بأن جولة المفاوضات الأمريكية الإيرانية وهي الجولة الأولى شهدت تغطية إخبارية دولية غير مسبوقة لأن تلك المفاوضات جاءت على غير المتوقع؛ حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يجتمع في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي ترامب، وكان نتنياهو يحرض ترامب على القيام بهجوم مسلح شامل على إيران لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ولكن الرئيس الأمريكي ترامب تحدث عن مفاوضات أمريكية إيرانية بهدف التوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.

ولقد تردد اسم عاصمة الوطن مسقط في كبرى الشبكات الأخبارية الأمريكية والغربية، ونالت سلطنة عمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إشادات رسمية من الدول العربية والصديقة ومن المنظمات الإقليمية والدولية خاصة الأمم المتحدة، فهي عملية ليست سهلة بين خصوم وعداوات متواصلة منذ عقود كما هو الحال بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما أن الأزمة اليمنية هي نموذج حي على أحد الملفات الصعبة حيث اندلاع الحرب عام ٢٠١٥ التي تحولت إلى حرب كارثية كان ضحيتها الشعب اليمني ومقدراته ومعاناته المتواصلة، ورغم ذلك كان للدبلوماسية العمانية كلمة من خلال جهود دبلوماسية متواصلة حتى تحقيق الهدنة على أمل تحقيق خارطة السلام اليمنية من خلال وجود إرادة سياسية بين الفرقاء اليمنيين.

ولا تزال الدبلوماسية العمانية تواصل جهودها المخلصة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، منطلقة من إيمانها بالسلام والاستقرار بين الشعوب وإدراكا منها بأن الحروب والصراعات ينتج عنها كوارث وأوجاع للشعوب والنماذج واضحة في سوريا وليبيا والسودان واليمن وحتى العراق التي عانت عددا من الحروب.

إن الدبلوماسية العمانية هي قوة ناعمة إيجابية لعبت وسوف تلعب المزيد من الأدوار الإقليمية والدولية بهدف خفض التصعيد وتحقيق السلام والاستقرار وانتهاء الحروب وفتح صفحة من التعايش والتعاون لما فيه مصلحة الإنسانية. ويبقى الوجع الفلسطيني صعبا من خلال المجازر التي ترتكبها إسرائيل بقيادة المجرم نتنياهو، وقد كان لسلطنة عمان قيادة وشعبا موقف مشرف يسجل لها تاريخيا.

عوض بن سعيد باقوير صحفي وكاتب سياسي وعضو مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • فتح باب استقبال أفلام الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي.. غدا
  • أبوظبي تزخر بالاحتفالات.. ودرة الفعاليات في قصر الوطن
  • الدبلوماسية العمانية نموذج للقوة الناعمة الإيجابية
  • المدينة المنورة تودّع قوافل الحجاج وتستقبل زوار الداخل خلال إجازة عيد الأضحى
  • لشراء لحوم عيد الأضحى.. اقبال كبير من المواطنين على منافذ وزارة الزراعة
  • تفاصيل إطلاق أكبر مهرجان للسياحة والتسوق في صعيد مصر بسوهاج
  • مهرجان سباق دلما التاريخي.. نجاح «8 نجوم»
  • مهرجان روتردام للفيلم العربي يختتم دورته الـ25 بتكريم ليلي علوي وإعلان الجوائز
  • مهرجان القومي للمسرح المصري يطرح البوستر الرسمي لدورته الـ 18
  • اختتام مهرجان دلما التاريخي وسط إشادة واسعة من الزوار