شبكة انباء العراق:
2025-05-10@17:23:26 GMT

مقابر في تربة العبودية

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

الطيور التي تولد في الأقفاص تعتقد ان الطيران جريمة. .
أبشع ما قد يمر به الإنسان في حياته ان يكون مضطهدا في بلاده. مشكوكاً بوطنيته، مطاردا مستهدفا ملاحقا من يوم ولادته حتى مماته. لا خيار أمامه سوى الاعتراف للجلاد بجرائم لم يرتكبها، أو الموت تحت سياطه. هذا هو مصيره المحتوم ومصير كل الأبرياء الذين ساقتهم الأقدار، فوقعوا في قبضة عناصر امن الدولة منذ خمسينيات القرن الماضي وربما حتى يومنا هذا.

.
شاهدنا في أفلام الرعب الهوليودية شخصيات وهمية من وحي الخيال السينمائي، نذكر منها: شخصية (الرجل المستذئب)، الذي يجسد حالة نادرة يتحول فيها الانسان إلى ذئب كاسر ليلة اكتمال القمر، اما عندنا نحن العرب فلدينا جماعات تتقمص أخلاق الضباع والتماسيح من دون ان تكون لها توقيتات قمرية محددة، فجأة يتحول المتنفذون والمتسلطون إلى ضباع لا تعرف الرحمة. .
وحتى لا نظلم الحيوانات المفترسة لابد من الاعتراف بانها لا تعذب بعضها البعض للتسلية أو من اجل انتزاع اعترافاتها. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستمتع بتعذيب أبناء جلدته، ويمتلك الخصال الدونية الخسيسة. .
لا ريب ان ضحالة الأخلاق في سياسة الأنظمة التعسفية الحاكمة تسببت في انحراف الأجهزة الأمنية القائمة على الوشاية وتقارير المخبر السري والاتهامات الباطلة، وما إلى ذلك من صلاحيات مفتوحة تسمح لها بارتكاب الجرائم. .
لقد فقد الناس ثقتهم بالاجهزة الأمنية التي تعتمد على القيل والقال في تقرير مصير المواطنين، الذين فقدوا ثقتهم بمؤسسات مسكونة بتمجيد الاغبياء والسفلة. . مؤسسات يترأسها الجاهل، ويحكمها الأحمق، ويتسلط فيها المتغطرس. ويشعر فيها المواطن باليأس والإحباط. .
لقد وصل الطغيان بجزار السجون المصرية حمزة البسيوني إلى مخاطبة المعتقلين بهذه العبارة: (لو جاء ربكم بنفسه لحبسته في سجن انفرادي). ثم وجدوا هذا المجرم ممزقا ومشوها بحادث سير بين الإسكندرية والقاهرة. كانت لديه مجموعة من الكلاب المفترسة. أشهرها لاكي، الذي كان يشبه الأسد من فرط ضخامته وقوته، وأيضا ميمي وليلى وهما كلبتان معدتان لترويع المعتقلين الجدد. كان المجرم (بسيوني) انموذجا من نماذج المجرمين المتخصصين بتعذيب المواطنين حتى يذوقوا الموت غصة بعد غصة. .
لقد شهدت أحوال المواطنين تداعيات كبيرة في بعض العواصم العربية، التي لم تعد فيها الأجهزة الأمنية بحاجة إلى جلسات التعذيب، بعدما صار القتل على الهوية وعلى الشبهة، وربما سمعتم بالمواقف الأجرامية التي سجلها وزير العدل السوري (شادي الويسي) بنفسه عندما كان يسدد بندقيته إلى رؤوس النساء، ويطلق عليهن النار في الساحات العامة وامام أنظار الجموع الغفيرة. .
في معظم البلدان العربية يغدوا الانسان مسجونا في دائرة عبثية، فهو يتكاثر لا ليحيا بل ليضاعف بؤسه، بينما الطغاة يتلذذون بثمار هذا الانحناء المتكرر امام أعينهم، وهكذا يغرق الإنسان في مستنقع القهر. انه عجز الضعيف عن تحويل معاناته إلى رفض مطلق. عجز يحول الحياة المؤلمة إلى فعل عبثي يدور حول محور الالم حيث يزدهر الطغاة كظلال دائمة لهذا الانكسار، كشجرة سامة لا تزدهر الا في تربة العبودية. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

محافظ السويداء لـعربي21: دخول الأجهزة الأمنية للمحافظة مسألة وقت

قال محافظ السويداء السورية، الدكتور مصطفى البكور، إن دخول الأجهزة الأمنية إلى داخل السويداء "مسألة وقت"، و"ستُفعّل الأجهزة الأمنية من أبناء المحافظة أنفسهم"، لافتا إلى أن الأحداث الأخيرة في صحنايا وجرمانا حالت دون ذلك.

وأوضح البكور، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "دور الأجهزة الأمنية ما زال في مراحله الأولى، ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب لتلبية احتياجات المحافظة".

ومؤخرا، شهدت منطقتي جرمانا وصحنايا اللتين يقطنهما دروز في جنوب دمشق توترات أمنية، وامتدت تداعياتها إلى السويداء المدينة الوحيدة ذات الغالبية الدرزية.


وأشار البكور إلى أن "هناك تواصلا محدودا بين إسرائيل وعدد قليل جدا من العائلات الدرزية، لكننا نرفض هذا التواصل تماما إذا كان يُهدّد أمن وسيادة الدولة السورية، وذلك وفقا للقوانين الدولية لحماية الأمن القومي".

وشدّد على أن "هناك أيادٍ داخلية وخارجية تسعى لزعزعة أمن محافظة السويداء وإثارة الفتنة"، منوها إلى أن "الوضع الحالي في المحافظة لا يزال بين مدّ وجزر، حيث ما زالت التوترات قائمة، إلا أنّه يسوده بعض الهدوء النسبي".

وتسعى إسرائيل إلى إقامة "تحالفات" لجذب السكان الدروز في سوريا إلى جانبها في سياستها الهجومية والاحتلالية بالمنطقة، والتي توسعت منذ بدء عدوانها الدموي على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وإلى نص المقابلة الخاصة:

كيف تصفون الوضع الحالي في محافظة السويداء؟


الوضع الحالي في المحافظة لا يزال بين مدّ وجزر، حيث ما زالت التوترات قائمة، إلا أنّه يسوده بعض الهدوء النسبي.

كيف تقيّمون الأسباب الأساسية للتوترات والاضطرابات الأخيرة في السويداء؟ ومَن يقف خلفها؟

الأسباب بدأت بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قِبل أشخاص غير معروفين، وهناك أطراف يمكن وصفها بالطابور الخامس، تسعى لزرع الفتنة والتفرقة بين الدولة وأبناء المحافظة.

هل هناك أيادٍ بعينها تسعى لإثارة الفتنة داخل سوريا حاليا؟

نعم، هناك أيادٍ داخلية وخارجية تسعى لزعزعة أمن المحافظة وإثارة الفتنة.


برأيكم، هل تأخر مسار العدالة الانتقالية سبب وجود الاضطرابات في السويداء وغيرها من الأراضي السورية؟

لا أعتقد أن تأخّر مسار العدالة الانتقالية هو السبب، بل هناك أطراف لها مصلحة مباشرة في زعزعة الأمن والاستقرار.

كيف يمكن إسكات الأصوات المُحرّضة في السويداء برأيكم؟

من خلال تحقيق الشفافية في مختلف الملفات، وبناء الثقة، ومنح دور فعّال للمشايخ والزعامات المحلية لحل الإشكالات.

بشكل مُحدد، مَن يقف خلف الهجوم على الطائفة الدرزية؟ وهل هناك استهداف ممنهج لهم أم لا؟

ما حدث بدأ بشكل عفوي كردّة فعل دفاعية عن مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد أي عداء أو استهداف ممنهج للطائفة الدرزية أو لأي من باقي الطوائف السورية.

كيف تقيّمون دور الأجهزة الأمنية في مواجهة الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرا؟

دور الأجهزة الأمنية ما زال في مراحله الأولى، ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب لتلبية احتياجات المحافظة.


وكيف تصف العلاقة بين السلطات المحلية وأبناء الطائفة الدرزية في السويداء؟

العلاقة جيدة ومتوازنة، وهناك تنسيق قائم، وإن كانت بعض الأصوات الشاذة تخرج عن هذا السياق.

هل هناك فجوة ثقة بين الحكومة السورية وأهالي محافظة السويداء؟ وكيف يمكن معالجتها؟

نعم، هناك فجوة في الثقة، والحكومة تعمل على معالجتها من خلال تعزيز التلاحم الوطني والمشاركة الشعبية الفاعلة.

ما مدى تعاون الدروز معكم كمحافظ للسويداء؟

هناك تعاون جيد وتفاعل ملموس واستعداد للتجاوب.

لماذا لا يتم السماح للأجهزة الأمنية بالدخول إلى داخل السويداء؟

كان هناك تخوّف نتيجة الأحداث الأخيرة في صحنايا وجرمانا، لكن الأمر مسألة وقت، وستُفعّل الأجهزة الأمنية من أبناء المحافظة أنفسهم.

مَن يحمي السويداء اليوم؟

حاليا، هناك وجود للشرطة وبعض الفصائل المحلية التي تتصدّر المشهد الأمني.

كم عدد المسلحين الدروز تقريبا؟

لا أملك حاليا إحصاءً دقيقا بعددهم. وإجمالا، لا بد من حصر وتنظيم السلاح بيد الدولة، وهذا واجب على الدولة ومؤسساتها المعنية؛ لأن وجود السلاح المنفلت لا يعطي الأمان ولا الاستقرار لأي محافظة سورية، وهناك خيارات كثيرة بهذا الخصوص فإما أن يُسلّم السلاح إلى الدولة أو تنضوى الفصائل المُسلحة ضمن وزارة الدفاع.

هل هناك أي مبادرات جديدة لتهدئة الأوضاع في محافظة السويداء؟

نعم، نحن نعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع المشايخ وأصحاب الشأن بهدف تحقيق التهدئة. وكان من بين بنود هذا الاتفاق تفعيل الضوابط العدلية، وقوى الأمن المُتمثلة في وزارة الداخلية والشرطة، وأن يعود الاستقرار للمحافظة ويسود فيها القانون، وأن تظل السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، خاصة في ظل كثرة الشائعات الموجودة هنا وهناك.

ما هي الشروط الأساسية لنجاح أي مبادرة تهدف لاستقرار السويداء؟

تتلخص الشروط الأساسية في جدية العمل والسعي الجاد لتطبيق بنود أي مبادرة تُطرَح.

كيف تقيمون دور الزعامات الدينية والاجتماعية في تهدئة الأوضاع؟

معظم الزعامات متعاونة وتؤدي دورا إيجابيا في تهدئة الأوضاع.

كيف تنظرون لمحاولات الاستقطاب الإسرائيلي لدروز سوريا؟

جميع الدول تبحث عن مصالحها، ومحاولات الاستقطاب الإسرائيلية ليست مؤشرا إيجابيا.

ماذا تريد إسرائيل من الدروز؟

لا تعليق.

هل هناك تواصل بين إسرائيل وبعض أبناء الطائفة الدرزية أم لا؟

يوجد تواصل محدود يقتصر على عدد قليل جدا من العائلات.


وما موقفكم من هذا التواصل بين الجانبين؟

نرفض هذا التواصل تماما إذا كان يُهدّد أمن وسيادة الدولة السورية، وذلك وفقا للقوانين الدولية لحماية الأمن القومي، وكل الدول لا تسمح لأحد أن يتعرض لسيادتها وأمنها القومي، وأي تواصل يمس بسيادة الدولة يعتبر شيء خارج عن القانون، ويمكن وصفه بالخيانة الدولية، وهذا معروف في الأنظمة الدولية.     

ما أبعاد الانقسامات بين مشايخ العقل في طائفة الموحدين الدروز، وخاصة في الموقف من العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي؟

هناك رفض واضح لأي علاقة مع إسرائيل، وإذا استمر التحريض فلن تستقر الأوضاع.

هل بعض الدروز في السويداء يسعون للانفصال أو الإدارة الذاتية؟

الغالبية الساحقة ترفض ذلك تماما. وعلينا جميعا أن نحافظ على وحدة سوريا، وأن تبقى البلاد موحدة بعيدا عن أي تقسيم؛ فوحدة سوريا هي أساس كل شيء.

كيف يمكن حماية السويداء من التدخلات الخارجية أو الصراعات الإقليمية؟

حماية السويداء تكون عبر بسط سيطرة الدولة على جميع المفاصل وفرض سيادة القانون.

ما هي رؤيتكم لمستقبل السويداء في ظل الوضع الراهن؟

إذا استمر الوضع الراهن على حاله، فلن نشهد استقرارا حقيقيا في المحافظة.


مقالات مشابهة

  • محافظ السويداء لـعربي21: دخول الأجهزة الأمنية للمحافظة مسألة وقت
  • الأفواج الأمنية تستعرض خدماتها في مهرجان المانجو بجازان
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • إحالة الطلاب المتهمين باستدراج فتاة داخل مقابر قها إحدى دور الرعاية
  • إيداع الطلاب المتهمين باستدراج فتاة داخل مقابر قها بإحدى دور الرعاية
  • ضبط 3 طلاب بتهمة اغتصاب فتاة في المقابر
  • الفريق ربيع يبحث تأثير التطورات الإيجابية التي تشهدها الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر على حرية الملاحة
  • المرشود: أسعار التذاكر في كثير من المباريات فيها جشع
  • «الأفواج الأمنية» بعسير تقبض على مخالفَيْن لتهريبهما 41 كيلوجرامًا من القات
  • حالات يحرم فيها الزواج.. أمين الفتوى يوضح التفاصيل