حكم تقبيل الخاطب لخطيبته.. دار الإفتاء تحسم الأمر
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
حسمت دار الإفتاء المصرية، الأمر بشأن حكم تقبيل الخاطب لخطيبته في فترة الخطبة، وحدود التعامل بينهما.
وقالت دار الإفتاء :" بخصوص تقبيل الخاطب لخطيبته فهو أمر محرم، ولا يجوز لها أن تمكنه من ذلك، بل ولا من لمسهاـ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".
وتابعت دار الإفتاء، أن الخطبة مجرد وعد بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، حتى إن الخاطب له أن يسترد الشبكة من مخطوبته إذا أراد ذلك لأنها جزء من المهر الذي يستحق نصفه بالعقد ويستحق كله بالدخول.
وأكملت دار الإفتاء :" الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عفتها وشرفها، وأبعد عن الخضوع والتكسر في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء اخبار التوك شو دار الإفتاء الخاطب خطيبته المزيد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
التهور في اتخاذ القرارات.. مجازفة أم قلة وعي؟
عبدالرحمن المشيفري -
بعض الناس مهما سردت له من القصص الحقيقية، وجلبت له من الواقع دروسا تعليمية، وأسديت له من المواعظ والحكم تخص الموضوع نفسه الذي استشارك فيه، تجده «لا يقتنع» بما تقوله! الغرابة في الأمر هو أنك مهما تحدثت طويلا فلن يكون لحديثك أي أثر في المكان الذي تضع فيه أقدامك، إذن لماذا قصدك في هذه المشورة؟
الحقيقة أن تفسير ذلك له ثلاثة أسباب، فالأول أنه لم يلجأ إليك لجلب النصيحة والعمل بما تقوله وإنما من أجل أن يضيف شخصا جديدا يوافقه الرأي في الأمر الذي عقد النية على فعله؛ إذن هو لن يصغي باهتمام إلى ما تقوله حتى وإن كنت على صواب وذا حكمة مستنيرة، فهو لن يقتنع إلا بما هو «راسخ في عقله»، وعندما تحاصره بالأسئلة، والأمثلة، والتجارب القديمة لأشخاص خاضوا الظروف نفسها؛ تجده يبرر ما حصل للسابقين على أنهم كانوا ضحية للصدف أو سوء الحظ وغيرها. وقد تسأل نفسك، لماذا اختارني أنا بالذات لكي يحدثني في أمره؟ والجواب: هو لا يريد رأيا مخالفا لما تبطن في عقله، وما هذه الاستشارة إلا تضيع للوقت، وكسب في التعاطف معه، أو رغبة منه في تشجيعه على أمر قد حسمه بينه وبين نفسه سلفا، بمعنى أدق «قضي الأمر الذي فيه تستفتيان».
من خلال مسار الحديث، تجد نفسك غير راغب في مواصلة النقاش أمام شخص متمسك برأيه، لا يستجيب أو يقتنع لما يسدى له من نصائح، أو يتريث في أمره، أو يراجع نفسه، بل «يلبس ثوب العناد» والإصرار العجيب في خوض التجربة ذاتها رغم توجسه في بعض المرات من مغبة الفشل أو ربما يتأذى مما سيقبل عليه، لكن «العناد» الذي يلازمه في كل مرة يدفعه نحو إلغاء كل شيء من أجل أن ينفذ ما في عقله حتى وإن كان خطأ جسيما! بعض العناد والإصرار المستميت على فعل الشيء الخطأ -رغم كل الشواهد والأحداث تؤكد عكس ما نريد الإقدام عليه- هو تهور من ذات الشخص، أما فكرة أن «الحياة تجارب» لا تأتي بثمارها في كل مرة؛ خاصة إذا تكررت الأخطاء في الموضوع نفسه، لذا تخرج الكلمة من معنى التجربة إلى ارتكاب «الحماقة»، وهنا تكمن المصيبة، فكما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: «لكل داء دواء يُستطبّ به..إلا الحماقة أعيت من يداويها».
أما النوع الثاني من البشر، فهو من يطلب النصح والمشورة ويعمل بما تقوله وهذا نوع أصبح نادرا في هذا الزمن لأن البعض يحبذ سرية الأمور فلا يود أن يعرف الآخرون سير حياته أو خططه في الحياة، ولكن في مجمل الحديث هم نوع إيجابي يستحق المساعدة والاهتمام.
نعلم يقينا بأن بعض الأفكار تكون عقيمة لا تولد شيئا إيجابيا مفيدا، واعتناقها هو جزء من المخاطرة والتهور غير المحسوب نتائجه، وبالتالي لا أعتقد مطلقا بأنه من الفراسة الدخول في معارك ضارية نخرج من بين أنيابها مخضبين بالجروح والدماء، نجر خلفنا النكبات والهزائم المؤذية لنا ولغيرنا.
في بعض الأحيان قراءة المشهد منذ الوهلة الأولى تمنحنا بعضا من العلامات والدلالات لاتخاذ القرار المناسب، فهي التي ترشدك نحو الرؤى التي تنطلق من بين ثناياها حيثيات الواقع، وهي ربما تجعلك تتجه عنونة نحو إعادة النظر في بعض الأمور التي ترغب في تنفيذها أو الدخول في سياقها، فمثلا بعض الناس يحدثك بأنه لا يستطيع أن يتدخل في حل قضية شائكة لأن نسبة نجاحه في المهمة شبه معدومة، وبالتالي يفضل عدم خوض التجربة حتى لا يتأذى منها.
بعض الناس يحدثك عن أمر كان يعلم نتيجته سلفا، وبأن سبب إقدامه على التجربة هو «عناد وتحد للآخرين»!، وعندما تسأله، لماذا كل هذا العناء، يرد بأنه حاول جاهدا النجاح لكن تأكده من فرضية الفشل!
لا أعتقد بأن هذا مبرر كاف حتى نرهق أنفسنا في أمور حسمت سلفا وعرفت نتائجها مقدما، الحكمة في تناول الأمور هي دائما ما تريح الإنسان، وهي ليست في الأقوال وإنما أيضا بالأفعال، فكلما كنت حكيما في إدارة أمورك، شعرت بالراحة والسكينة تغشاك، فالتهور الذي ينتهجه البعض يكون سببا لفقدانهم أشياء مهمة في حياتهم إضافة إلى شعورهم بالضيق.
أما النوع الثالث من الناس، فهو من يستشيرك ليس من أجل أن يأخذ المشورة بقدر ما يريد أن «يحملك وزر النتائج العكسية»، فعندما تنصحه بأمر ولم يوفق فيه السائل يحملك مسؤولية الأمر كاملا، على اعتبارك أنت من نصحته بهذه الطريقة الفاشلة، وعندما ينجح في أمره لا تجد له أثرا في المكان أو السؤال، إذن عودته للحديث معك ليس من أجل أن يثني على رأيك الصائب وإنما ليعاتبك على أنك نصحته بخطأ كان يمكن ألا يرتكبه لو أنه اعتمد على نفسه! هكذا هم البشر تجدهم في الضراء وينسونك في السراء، وهناك أمثلة كثيرة على هذا الأمر خاصة فيما يتعلق بالحضور والغياب عن مشهد الحياة، يظهر شخص بعد فترة انقطاع طويلة، ليس لأنه يريد أن يجدد اشتراك التواصل ما بينكم بقدر ما يريد أن يستفيد من هذا التواصل الذي انتهت فترته منذ زمن بعيد.