الرياض : البلاد

سلّط “بينوا إتيان دومينجيت”، الرئيس التنفيذي لشركة “سوميت للتعليم” Sommet Education في حديثه خلال مشاركته في فعالية أُقيمت مؤخراً في الرياض، الضوء على أهمية التعاون بين الصناعة والمؤسسات الأكاديمية في تشكيل القوى العاملة المستقبلية في المملكة العربية السعودية. وأكد أن الشراكات الاستراتيجية مثل الشراكة المُبرمة بين مؤسسة “سوميت للتعليم” وجامعة أم القرى ضرورية في توفير التدريب القائم على الكفاءة لتلبية الاحتياجات المتطورة لسوق العمل.

ويهدف هذا التعاون إلى تزويد الطلاب بالمهارات العملية التي تعزز جاهزيتهم لسوق العمل وتضمن اندماجهم السلس في القوى العاملة.

وكجزء من هذه المبادرة، تقوم مؤسسة “سوميت للتعليم” وجامعة أم القرى بتطوير برامج تدريبية متخصصة مُصممة لتقديم تعليم ذي صلة بالصناعة. ويتمثل الهدف الأساسي في توفير خبرات تعليمية يمكن تطبيقها على الفور في البيئات المهنية، مما يعزز من قابلية توظيف الخرّيجين. ويظل التركيز الشامل للبرامج مُنصباً على نقل المهارات العملية التي تتماشى مع متطلبات القطاع.

ويتمثل أحد المكونات الرئيسية للمبادرة في إتاحة الفرصة للطلاب للتفاعل مع قادة الصناعة العالميين، وتعزيز الروابط القيمة والاطلاع على أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم. تم تصميم البرنامج لتعزيز قابلية التوظيف، وضمان اكتساب المشاركين للمهارات المتوافقة مع متطلبات السوق. ولا يدعم هذا النهج التوظيف فحسب، بل يشجع أيضاً على التحسين المستمر للمهارات، مما يمكن الخريجين من الحفاظ على قدرتهم التنافسية في سوق العمل المتطور.

من منظور الصناعة، لا سيما التعليم في مجال الضيافة، يُعد هذا البرنامج فريداً من نوعه. إذ إن التدريب المتخصص من هذا النوع غير متاح على نطاق واسع في المملكة العربية السعودية، مما يجعل الشراكة مع جامعة أم القرى تكتسي أهمية خاصة. وبصفتها مؤسسة مرموقة تتمتع بسمعة طيبة في التميز الأكاديمي، تجلب جامعة أم القرى خبرة لا تقدر بثمن إلى هذا التعاون. ومن شأن التآزر بين القيادة الأكاديمية للجامعة ونهج “سوميت للتعليم” المتوافق مع متطلبات الصناعة أن يخلق إطاراً قوياً لتقديم تعليم عالي الجودة. وتشكل مثل هذه الشراكات الاستراتيجية مستقبل التعليم في المملكة العربية السعودية، وهو ما يتماشى مع رؤية الدولة للتنمية القائمة على المعرفة وتعزيز القوى العاملة.

وتتطور صناعة الضيافة بوتيرة متسارعة، ويجب أن يواكب التعليم ذلك التطور. ومع وجود مشاريع عملاقة ودخول شركات طيران جديدة وازدهار قطاع السياحة، يشهد اقتصاد المملكة تحولاً كبيراً، مما يستلزم نهجاً حديثاً للتعلم. ويراعي هذا البرنامج التدريبي المبتكر الحاجة المزدوجة لكل من التعليم التأسيسي للوافدين الشباب والتعلم المستمر للمهنيين الذين يعملون بالفعل في هذا القطاع. ويُعد الارتقاء بالمهارات وإعادة تشكيلها عوامل رئيسية، مما يضمن حفاظ الموظفين على قدرتهم على التكيف وتلبية متطلبات المستهلكين المتغيرة. ويسمح التدريب القائم على الكفاءة، الذي يتم تقديمه بأنماط قصيرة ومرنة، للمهنيين مثل الطهاة بصقل مهاراتهم في مجالات مثل المتطلبات الغذائية وسلامة الأغذية والممارسات المستدامة. ويضمن هذا النهج الديناميكي بقاء القوى العاملة في مجال الضيافة في المملكة العربية السعودية في طليعة معايير الصناعة.

وتساهم مؤسسة “سوميت للتعليم”، من خلال علاماتها التجارية – Glion و Les Roches و École Ducasse – بنشاط في دعم المشهد التعليمي لسنوات عديدة. وتتماشى مهمتها مع رؤية المملكة 2030، مع التركيز على تعزيز كفاءات المهنيين الشباب والأفراد العاملين في قطاعات الضيافة والسياحة والخدمات. ويأتي التعاون مع جامعة أم القرى في إطار مبادرة طموحة تهدف إلى تدريب 60,000 فرد في جميع أنحاء المملكة. وحتى الآن، تم تقديم ما يقرب من 15,000 جلسة تدريبية – أي حوالي ربع الهدف الإجمالي. وستستمر هذه المبادرة حتى عام 2025، مما يضمن نقل الخبرة اللازمة لجيل جديد من المهنيين، وإعدادهم لشغل وظائف في مجال الضيافة والصناعات ذات الصلة.

جدير بالذكر أن الطلب على المهنيين المهرة في قطاع الضيافة هائل. وكجزء من رؤية 2030، تهدف المملكة العربية السعودية إلى خلق مليون وظيفة في صناعة الضيافة والسياحة بحلول عام 2030، وهو ما يعادل دخول أكثر من 150,000 مهني جديد إلى سوق العمل كل عام، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لبرامج تدريبية شاملة وعالية الجودة. ومن خلال توفير تعليم قائم على الكفاءة، تلعب هذه المبادرة دوراً حاسماً في ضمان جاهزية الأفراد لسوق العمل، ورفدهم بالمهارات التقنية والشخصية اللازمة، وتمكينهم من المساهمة بشكل هادف في نمو الصناعة. ويعد رفع معايير الخدمات أولوية رئيسية، ومن خلال تزويد الطلاب بالمهارات العملية والقابلة للتطبيق، يساعد هذا التعاون في تشكيل مستقبل قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية، وعلى نطاق أوسع، دعم اقتصادها.

وفي ضوء التركيز القوي على تطوير القوى العاملة وتعزيز التعاون الصناعي والتميز الأكاديمي، فإن الشراكة بين “سوميت للتعليم” وجامعة أم القرى تُعد بمثابة نموذج للتعاون المثمر بين التعليم والصناعة لدفع عجلة التقدم الاقتصادي. ومن خلال التدريب الهادف والتجارب التعليمية الواقعية والالتزام بالابتكار، لا تعمل هذه المبادرة على إعداد الأفراد للوظائف فحسب، ولكنها ترسم أيضاً ملامح الجيل القادم من رواد الصناعة في قطاع الضيافة سريع التوسع في المملكة العربية السعودية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: جامعة أم القرى فی المملکة العربیة السعودیة وجامعة أم القرى القوى العاملة هذه المبادرة من خلال

إقرأ أيضاً:

الناصر في حوار مع “بلومبيرغ”: دور السعودية سيظل رئيسياً في ضمان أمن الطاقة

البلاد (جدة)

جاء ذلك في الحوار التلفزيوني”أسبوع بلومبيرغ وول ستريت”بمشاركة نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الشركات في أرامكو السعودية أشرف الغزاوي، والنائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر، وكبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم.
وفي إجابة على سؤال حول خفض الكربون، ودعوات تحول الطاقة، شدد المهندس أمين الناصر على ضرورة اعتماد نهج أكثر واقعية وبراغماتية في مسار التحول العالمي للطاقة؛ حيث إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لا تلبي احتياجات الطلب اليوم أو المستقبلي، مؤكدًا أن النفط الخام والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة، مضيفًا أن الهدف على المدى الطويل ليس التخلي عن الطاقة التقليدية، وإنما تحسينها.
وقال: لقد ذكرنا دائمًا، أننا بحاجة إلى “إعادة ضبط مفهوم تحول الطاقة في العالم”، أو واقعية عملية التحول؛ لتحقيق طموحنا المتمثل في الوصول إلى “صافي صفر” انبعاثات مع ضمان أمن الطاقة. ما نحتاجه هو حلول عملية لتحقيق ما نهدف إليه جميعًا.
وأضاف: من المتوقع أن يكون نحو 70 % إلى 80 % من الطاقة العالمية في عام 2050 في الجنوب العالمي، وليس الشمال العالمي؛ لذلك، لن ينجح نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”. وأعتقد أن هذا مدفوع بشكل كبير بالحوافز لكنها غير مستدامة، وبمجرد اختفاء هذه الحوافز، سيتم تمرير هذه التكلفة الإضافية إلى المستهلك. وهذا هو المكان الذي نشهد فيه زيادة في التكلفة. ما نحتاجه هو شيء يكون مستدامًا وميسور التكلفة، وآمنًا في الوقت نفسه. لقد تحدثنا دائمًا عن مزيج مختلف من الطاقة؛ سيكون مطلوبًا.
وأكد رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، أن النفط والغاز يظلان مهمين للاقتصاد العالمي؛ حيث يدور الحديث عن 200 إلى 230 جيجاوات من الطاقة الشمسية والرياح، التي لا تلبي احتياجات العالم في المدى المنظور، مع الأخذ في الاعتبار أن معدل استهلاك الكهرباء العالمي سيتضاعف بحلول عام 2050.
وأضاف: نحن نهتم بالهيدروجين، ولدينا أحد أكبر المشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر في نيوم. وسنكون أكثر من سعداء لبناء المزيد من الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين الأزرق في المملكة. وفي الوقت نفسه لا نهمل الهيدروكربونات، ونعمل في مجال حجز الكربون وتخزينه، ولدينا قدرة إنتاجية قصوى مستدامة تبلغ 12 مليون برميل، كما ننمي الغاز لدينا بأكثر من 60 % بحلول عام 2050؛ لذلك نحن نركز على مصادرنا التقليدية وننميها؛ بينما نقوم بإزالة الكربون في الوقت نفسه، ونبني الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين وغيرها؛ لذا تعتبر أرامكو السعودية شركة تكنولوجيا تقدم الطاقة.

الغزاوي: نستثمر في مجالات الطاقة وتقنيات الكربون
قال أشرف الغزاوي نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية، وتطوير الشركات في أرامكو السعودية: إن أعمال الغاز ستنمو بنسبة 60 % بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2021، وهي حاليًا تستثمر في مختلف مصادر الطاقة؛ ومنها الطاقة المتجددة، والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى تكنولوجيا حجز الكربون وتخزينه، وستواصل استثماراتها في ذلك. ناهيك عن الرقمنة لأهميتها الكبيرة في سلسلة القيمة، وتوفير منفذ للموارد الهيدروكربونية الهائلة. وكذلك التركيز على الكيماويات؛ باعتبارها اللبنة الأساسية لجميع الاقتصادات الحديثة. والمجتمعات تحتاج دائمًا إلى سلع ومواد؛ مثل البلاستيك والبوليمرات لأي نوع من التنمية الاقتصادية في المستقبل.
وأضاف في إجابة على سؤال بشأن هدف أرامكو “صافي صفر” انبعاثات بحلول عام 2050، وامتلاكها أدنى كثافة كربونية مقارنة بشركات الطاقة الأخرى: إن النفط الخام ليس كله متساويًا. نحن نفخر كثيرًا بحقيقة أننا أقل المنتجين كثافة كربونية في المراحل الأولية، وهذا هو الحال منذ فترة طويلة؛ نتيجة لعقود من العمليات المسؤولة والمستدامة، ومن المهم لنا أيضًا الالتزام بتعهداتنا تجاه طموح “صافي صفر” ومراقبة آليات إزالة الكربون المتاحة لنا، وقد قمنا بتشغيل برامج تقليل اللهب لأربعة عقود، ولدينا كثافة ميثان هي الأقل في السوق. كل هذا يجعلنا نضع أنفسنا كقائد بلا منازع، عندما يتعلق الأمر بكثافة الكربون والمقاييس البيئية.

الخويطر: استثمار الذكاء الاصطناعي في منظومة أرامكو

وحول سؤال عن اهتمام أرامكو السعودية بالذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، قال النائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر- الذي يقود قسم التكنولوجيا والابتكار في الشركة: إن الذكاء الاصطناعي يعد اليوم أحد أهم التطورات التقنية في هذا القرن؛ لذا سارعنا إلى نشر الذكاء الاصطناعي في عملياتنا وتطبيقه على أعمالنا.
وأوضح أن أي بيانات من منشآت الشركة وعملياتها تنتهي هنا في مركز الثورة الصناعية الرابع الخاص بها؛ مشيرًا إلى أن أرامكو عملت على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي واسع النطاق، يسمى”أرامكو ميتابرين” وهو نموذج يحتوي على 70 مليار بارامتر. والسبب الذي جعلنا نختار بناء نموذج لغوي كبير خاص بنا، هو الحرص على أن نستخدم بياناتنا الخاصة؛ ما يمنحنا ميزة تنافسية.
ويضيف: لذلك قمنا بتدريب هذا النموذج بجميع بياناتنا التاريخية، وتقارير الهندسة، والمعايير. ويستخدم هذا النموذج الآن لتقديم المشورة لمهندسينا ومشغلينا، وكل موظف في الشركة، وقد قمنا بنشر هذا النموذج على 70 ألف محطة عمل عبر منشآتنا، وفي مكاتبنا . وإلى جانب المشورة، يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي معلومات لاتخاذ قرارات أفضل؛ ولهذا يعد الأساس للعديد من التطبيقات، التي نقوم بها والتحسين وتشغيل منشآتنا، وبالتالي نستطيع بها جلب الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى ميدان العمل.

كارلا: أرامكو تعزز التنوع الاقتصادي في المملكة

حول تطلع أرامكو إلى إعادة تعريف دورها، في الوقت الذي تعيد فيه المملكة العربية السعودية تخيل مستقبلها، قالت كبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم، التي يغطي عملها منطقة الشرق الأوسط: في الماضي، كانت إستراتيجية التنويع، تتمثل في استثمار معظم عائدات البترو دولار بالخارج؛ بحيث لا ترتبط بأسعار النفط، وعلى مدى السنوات التسع الماضية، ساهمت أرباح أرامكو بشكل غير مباشر في تمويل جزء كبير من إستراتيجية التنمية المستدامة، وتنويع الاقتصاد المحلي؛ من خلال تعدد استثماراتها في مصادر الطاقة والصناعات التكريرية والبتروكيمائية داخل المملكة وخارجها؛ لذلك تعد جزءًا مهمًا جدًا في تنوع الاقتصاد السعودي والإيرادات؛ من أجل دعم تمويل الإنفاق الحكومي والاستثمار التنموي.
وأكدت كارلا أن السعودية ستظل منتجًا رئيسيًا للطاقة في الاقتصاد العالمي، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي؛ ما يعزز استمرار دورها القوي في مجال السلع على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وقدرتها كعضو بارز ومؤثر بمجموعة العشرين في إحداث تحولات اقتصادية إيجابية، وجاذبية استثمارية متنامية في سوقها الضخم، والمشروعات الكبرى لرؤيتها 2030.

مقالات مشابهة

  • الهلال الأحمر توقع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الصليب الأحمر البريطاني
  • المملكة تنضم إلى توصية منظمة “OECD”.. السعودية رائد عالمي في تعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي
  • السعودية.. “العزوف عن الزواج” أزمة لارتفاع المهور والتكاليف
  • ‏توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والمركز الوطني للأرصاد
  • توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين “المساحة الجيولوجية” و”مركز الأرصاد”
  • اتفاقية شراكة لتجديد دعم مشروع مكتبة “الطفل المتنقلة”
  • محاكمة إطارات بفندق “عزبة المزارعين” ومتعاملين تجاريين بتهمة إبرام صفقات مشبوهة
  • تعاون بين مصلحة الجمارك وجامعة الإسكندرية لتعزيز الاستثمار في التنمية البشرية
  • الناصر في حوار مع “بلومبيرغ”: دور السعودية سيظل رئيسياً في ضمان أمن الطاقة
  • المغرب وتركيا يقيمان اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين