السعودية.. “العزوف عن الزواج” أزمة لارتفاع المهور والتكاليف
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
في العقود الأخيرة، شهدت المجتمعات تغيُّرات جذريَّة في مفهوم الزواج والعلاقات الأسريَّة، وأصبح العزوف عن الزواج ظاهرةً ملحوظةً في العديد من الثقافات، ويعكس هذا التوجُّه تحوُّلات عميقة في طريقة تفكير الأجيال الجديدة، حيث يفضِّل الكثيرون التركيز على تحقيق الذات، وتطوير مسيرتهم المهنيَّة بدلًا من الالتزام بعلاقة طويلة الأمد.
في البداية، أكَّد المستشار الدكتور علي بن محمد الحازمي، أنَّ العزوف عن الزَّواج يؤدَّي إلى تغييرات في التركيبة السكانيَّة، حيث يمكن أنْ ينخفض معدَّل المواليد؛ ممَّا يؤثِّر على النمو الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، كما قد يساهم في زيادة معدَّلات الوحدة والعزلة بين الأفراد، ولمعالجة هذه القضايا يمكن أنْ تلعب التوعية والدعم الاجتماعي دورًا كبيرًا.وأرجع ذلك إلى الأسباب الاقتصاديَّة التي قد يشعر الأفراد معها أنَّ الوضع المالي غير مناسب للزَّواج؛ ممَّا يدفعهم للعزوف.
كما قد يفضِّل بعض الأفراد الاستقلاليَّة، وعدم الالتزام بعلاقة زواج، أو يكون لديهم تجارب سابقة سيِّئة تؤثِّر على رُؤيتهم للزَّواج، فيما يفضِّل آخرون التركيز على التعليم أو العمل.
ورغم التحدِّيات التي تواجه الأفراد في اتخاذ قرار الزَّواج، فإنَّ الحلول الممكنة تتطلَّب تضافر الجهود من جميع الأطراف، ويجب على المجتمعات أنْ تعيد النظر في القيم والتقاليد التي قد تكون عائقًا أمام الزَّواج، والعمل على توفير بيئة مناسبة تدعم العلاقات الأسريَّة المستقرَّة، كما ينبغي تعزيز الوعي حول أهميَّة الزَّواج كشراكة قائمة على الحبِّ والاحترام المتبادل، وتقديم الدعم النفسيِّ والاجتماعيِّ للأفراد الرَّاغبين في الارتباط.
ارتفاع تكاليف المعيشة
من جهتها، أرجعت كاتبة الرأي شادية بنت سعد الغامدي، العزوف عن الزَّواج، إلى ارتفاع المهور، وتكاليف الزَّواج، والحفلات، والمبالغة في التجهيزات، وصعوبة الحصول على سكن مستقل، أو دخل ثابت، وارتفاع مستوى المعيشة.
وانتقدت تقديم البعض صورة غير واقعيَّة للزَّواج، وتأثُّر الكثيرين بالمثاليَّة التي تُعرض في وسائل التواصل، أو الدراما وتوقُّع الشريك الكامل، أو الحياة المثاليَّة دون صراعات؛ ممَّا يخلق خيبةً لاحقًا، أو عزوفًا مسبقًا، وتبدل الأولويات وتركيزًا على التعليم والعمل، وتحقيق الذات، والسفر؛ ممَّا يجعل الزَّواج مؤجَّلًا، أو غير مرغوب.وأشارت إلى أهميَّة بناء وعي حقيقيٍّ حول الزَّواج كشراكة إنسانيَّة قائمة على المودَّة والتفاهم، وليس فقط على الشروط الاجتماعيَّة، أو المظاهر، وتقديم برامج تدريبيَّة للشباب والفتيات حول مهارات التواصل، وإدارة الحياة الزوجيَّة، وفهم احتياجات الطرف الآخر.
ودعت إلى تشجيع الزَّواج البسيط، وتقدير التفاهم والقيم، لا الذهب، والأثاث، وشهر العسل، مشيرةً أنَّ «العزوبيَّة» أحيانًا خيار دفاعي في وجه توقُّعات مجتمعيَّة قاسية، أو ظروف معيشيَّة معقَّدة، ونحتاج أنْ نعيد تعريف الزَّواج لا كواجب، بل كشراكة قابلة للحياة، قابلة للاحتفاء، والأهم قابلة للفهم.
ارتفاع حالات الطلاق
وقال الدكتور علي بن موسى هوساوي: إنَّ ارتفاع المهور، وتكاليف الزواج، تستنزف مبالغ طائلة، وعندما ينظر الشَّاب إلى حالات الطلاق المرتفعة، وإلى تجارب بعض مَن حوله من الأقرباء الذين لم يُكتب لزواجهم النَّجاح، قد يتأثَّر نفسيًّا، ويعزف عن الزَّواج؛ خوفًا من الفشل مثلهم.وانتقد التقليد الأعمى من خلال استئجار قاعة غالية الثَّمن، وعمل مراسم زواج مكلِّفة، بالإضافة إلى بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي صوَّرت الزَّواج بغير معناه الحقيقي، حيث المودَّة والرَّحمة والأُلفة، وأحيانًا تصوِّر تلك الوسائل أنَّ الزَّواج تقييد للحريَّة، مع المبالغة في مواصفات الشريك.مبادرات دعم حكوميَّة ومجتمعيَّة
من جانبها، أوضحت الإعلامية غيداء بنت موسى الغامدي، أنَّ العوامل الاقتصاديَّة تقف وراء العزوف عن الزَّواج، مثل الراتب غير الكافي، وصعوبة تغطية النفقات، والحصول على سكن، ومن أكثر أسباب العزوف عن الزَّواج لدى النساء الرغبة في التركيز على الأهداف المهنيَّة، والدراسيَّة مثل استكمال الدراسات العُليا، أو العمل، أو الخوف من ارتفاع نسب الطلاق؛ بسبب استماعهم المتكرِّر لتجارب الآخرين من حولهم؛ ممَّا زاد من خوفهم تجاه الإقبال على الزَّواج.
ويجب على الأسر -اليوم- تخفيف تكاليف الزَّواج من حفلات وغيرها، وعلى الشبان والفتيات تصحيح المفاهيم السلبيَّة التي تدور بينهم حول الزَّواج والطَّلاق، وعدم تداولها، ونتمنَّى من حكومتنا الرشيدة، والقطاع الخاص، والمجتمع، المساهمة في وضع حلول وبرامج ومبادرات تخفِّف من العزوف عن الزَّواج.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ة التی
إقرأ أيضاً:
“جولف السعودية” وAon تتعاونان لدعم رياضة الجولف للسيدات خلال بطولة PIF في لندن
محمد الجليحي (الرياض)
أعلنت “جولف السعودية” عن انضمام شركة Aon، الشركة العالمية الرائدة في مجال الخدمات المهنية، كواحد من الرعاة الرسميين لبطولة صندوق الاستثمارات العامة PIF، التي تُقام هذا الأسبوع في نادي سنتوريون بالقرب من لندن.
ويُجسد دعم شركة Aon plc (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: AON) للحدث، الذي يُقام بين 8 و10 أغسطس، رؤية مشتركة مع “جولف السعودية” نحو تمكين المرأة في الرياضة على المستوى العالمي.
وتُعد بطولة صندوق الاستثمارات العامة PIF في لندن إحدى أبرز الفعاليات في جدول أعمال الجولف النسائية العالمية، مما يجعلها منصة استثنائية لـ Aon لعرض خبراتها وعلامتها التجارية أمام الجمهور الدولي.
ويستضيف نادي سنتوريون الشهير في لندن نخبة لاعبات الجولف العالميات والمواهب الصاعدة من بينهن سفيرات جولف السعودية سيلين بوتييه المصنفة حاليًا في المركز الـ17 عالميًا، وآن فان دام من هولندا، وإيميلي بيدرسن من الدنمارك، الفائزة ببطولة السعودية الدولية للسيدات عام 2020. وتُعد لندن المحطة الثالثة في السلسلة العالمية هذا الموسم، بعد البطولتين اللتين أقيمتا في السعودية وكوريا الجنوبية.
كما برز اسم الإسبانية كارلوتا سيغاندا، وهي أيضًا سفيرة لجولف السعودية، ضمن أبرز المشاركات. وتُعد سيغاندا من الركائز الأساسية في فريق كأس سولهايم، وصاحبة ثمانية ألقاب في الجولة الأوروبية للسيدات، حيث وصلت إلى البطولة وهي في قمة مستواها بعد فوزها مؤخرًا ببطولة LPGA Meijer Classic وانتصارها في ختام موسم 2024 على أرضها في إسبانيا.
وبهذه المناسبة قالت جولي بيدج، الرئيس التنفيذي لشركة Aon لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “نفخر بدعم تطور جولف السيدات على الساحة العالمية، والمساهمة في منح هذه الرياضة الاهتمام الذي تستحقه. كل التوفيق لجميع اللاعبات الملهمات المشاركات في البطولة.”
وتتشارك شركة Aon و”جولف السعودية” هدفًا استراتيجيًا موحدًا يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتعزيز قطاع السياحة، وتحسين جودة الحياة من خلال تطوير الرياضة والترفيه.
وفي هذا الصدد، قال سامر الفايز، الرئيس التنفيذي لشركة Aon في المملكة العربية السعودية:
” يعكس هذا التعاون التزامنا الراسخ بدعم رياضة الجولف للسيدات على المستوى العالمي، وتجسيد رؤيتنا لتحقيق أهداف رؤية 2030. نحن نؤمن بقوة الرياضة كوسيلة لإلهام التغيير الإيجابي وتعزيز التفاعل الدولي، ونتطلع إلى الإسهام بفعالية في تعزيز مكانة المملكة المتصاعدة في مشهد الجولف العالمي، ودعم رحلة التحول الوطني الطموحة.”
وتنظم “جولف السعودية” مجموعةً رائعةً من البطولات ضمن سلسلة PIF العالمية، وتُنظّم عددًا من الأنشطة والحملات التفاعلية في الموقع، والتي تُشجّع النساء والفتيات من جميع القدرات على اللعب والاستمتاع واكتشاف الفرص المهنية التي تُتيحها رياضةٌ ليس من السهل الوصول إليها دائمًا. ومن خلال فتح آفاق جديدة، تسهم “جولف السعودية” في جعل رياضة الجولف أكثر شمولاً وأوسع انتشاراً من أي وقت مضى.
وصرح نوح علي رضا، الرئيس التنفيذي ل”جولف السعودية”: “تعكس هذه الشراكة مع Aon روح التعاون الدولي الذي يتماشى مع طموحات جولف السعودية في استخدام الرياضة لإحداث أثر حقيقي. لم تعد جولف السيدات مجرد رياضة ناشئة، بل أصبحت عنوانًا لمرحلة جديدة من النمو، والتميّز، وصناعة الفرص. ومن خلال سلسلة بطولات PIF العالمية، وبالشراكة مع مؤسسات رائدة مثل Aon، لا نكتفي بتطوير اللعبة على المستوى الاحترافي، بل نعمل أيضًا على فتح آفاق جديدة تصل بين رؤية المملكة والتقدّم العالمي.”
من جهتها صرحت داليا كتوعه، رئيس إدارة التسويق في جولف السعودية، حيث قالت:”ان مساعينا لترسيخ رياضة الجولف في المملكة تتجاوز بناء الملاعب، فهي تتمحور حول جعل هذه الرياضة جزءًا أصيلًا من ثقافتنا، وفتح آفاق جديدة أمام المواهب المحلية، وضمان أن تحظى رياضة الجولف النسائية بمكانة بارزة ومحتفى بها في قصتنا الوطنية.
وأضافت:”ان شراكاتنا مع Aon تؤكد هذا التوجه، حيث تمكّننا من نقل رؤيتنا إلى الساحة العالمية، وإبراز المملكة كمركز يحتضن رياضة الجولف ويسهم في صناعة مستقبلها.”