أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيزور أنقرة غدا الثلاثاء بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون إن أردوغان والشرع سيناقشان آخر التطورات في سوريا، بالإضافة إلى الإجراءات المشتركة المحتملة لدفع اقتصاد البلاد وتحقيق الاستقرار والأمن الدائمين.

وأضاف ألطون أن الرئيسين سيناقشان أيضا الدعم الذي يمكن أن تقدمه تركيا للحكومة الانتقالية السورية والشعب السوري.

وستكون تركيا ثاني محطة خارجية للشرع الذي أنهى اليوم زيارة إلى السعودية التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

زيارة السعودية

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن ولي العهد والرئيس السوري بحثا "مستجدات الأحداث في سوريا والسبل الرامية لدعم أمن واستقرار سوريا الشقيقة"، كما ناقشا العلاقات الثنائية و"فرص تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض تطورات الأوضاع الإقليمية".

وأضافت الوكالة أن الرئيس السوري أعرب عن "شكره وتقديره لسمو ولي العهد على مواقف المملكة تجاه الجمهورية العربية السورية والشعب السوري".

من جانبه، قال الشرع في بيان للرئاسة السورية "أجرينا اليوم اجتماعا مطولا لمسنا وسمعنا من خلاله رغبة حقيقية لدعم سوريا في بناء مستقبلها، وحرصا على دعم إرادة الشعب السوري ووحدة وسلامة أراضيه".

إعلان

 

وأوضح الرئيس السوري أن محادثات موسعة أجريت في كل المجالات "وعملنا على رفع مستوى التواصل والتعاون في كافة الصعد، ولا سيما الإنسانية والاقتصادية، حيث ناقشنا خططا مستقبلية موسعة في مجالات الطاقة والتقانة والتعليم والصحة لنصل معا إلى شراكة حقيقية تهدف إلى حفظ السلام والاستقرار في المنطقة".

وأشار إلى "استمرار التعاون السياسي والدبلوماسي تعزيزا لدور سوريا إزاء المواقف والقضايا العربية والعالمية، خصوصا بعد النقاشات التي أجريت في العاصمة السعودية الرياض خلال الشهر الفائت".

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة الأسبوع الماضي تولي الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى جانب قرارات أخرى، منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية ومجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس السوری

إقرأ أيضاً:

دعوات إسرائيلية لإعادة تقييم الموقف من النظام السوري الجديد.. هل تُفتح صفحة جديدة؟

دعا الباحث والكاتب الإسرائيلي، جاك نيريا، دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى: "إعطاء فرصة إلى الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع". فيما يعلّل ذلك بالقول إنّ: "القائد الجديد (لا يزال مؤقّتا) لسوريا، منذ سقوط نظام الأسد، في كانون الأول/ ديسمبر 2024، بدأ مسارا جديدا في علاقات سوريا الخارجية".

وأوضح نيريا، في مقال، على موقع "القناة 12" العبرية: "بخلاف التوقعات والتقديرات، قد أطلق الشرع تصريحات فاجأت الباحثين، وكذلك السياسيين، في ما يتعلق بعلاقة النظام الجديد مع إسرائيل"، مردفا بأنّ: "تصريحات الشرع التصالحية تجاه إسرائيل، قوبلت ببرود وبشكوك كبيرة حيال نيّته الحقيقية". 

ويرى نيريا، وهو يهودي من أصل لبناني، عمل في الاستخبارات العسكرية كضابط وملحق جيش الاحتلال في فرنسا، أنّ: "الحجة الأساسية تتمثل في كونه جهاديا سابقا، ومن مؤسسي جبهة النصرة، ومؤسس "هيئة تحرير الشام" التي سيطرت في السنوات الأخيرة على جيب إدلب في الشمال السوري، ونجحت في 8 كانون الأول/ ديسمبر في إسقاط النظام الذي حكمته عائلة الأسد و"حزب البعث" ما يقرب من خمسين عاما.

"التعامل الإسرائيلي المشكك والمتهكم يستند إلى مقولة النبي إرميا: هل يغيّر النمر جلده؟" أردف نيريا، مبرزا: "في الوقت الذي يستمر التشكيك في نيات الشرع في إسرائيل، فإنه يواصل إطلاق تصريحاته التصالحية".

وأورد: "في كانون الأول/ ديسمبر 2024، أعلن أن حكومته لن تسعى إلى صراعات، لا مع إسرائيل، ولا مع أي جهة أخرى، ولن تسمح باستخدام سوريا كقاعدة لأعمال عدائية من هذا النوع. نحن لا نريد تهديد أمن إسرائيل، ولا أمن أي دولة أخرى".

إلى ذلك، استرسل نيريا بأنّ: "الموضوع المتكرر في تصريحات الشرع كان التزام اتفاق فصل القوات (1974)، والتأكيد أن سوريا ملتزمة باتفاق 1974"، داعيا في الوقت نفسه: "قوة مراقبي الأمم المتحدة "يوندوف"، إلى: العودة إلى خط الفصل الأزرق". 

"كذلك، أشار الشرع مرارا إلى أنه بعد سقوط نظام الأسد لم يعد هناك ما يبرر للإسرائيليين قصف المنشآت السورية، أو التقدُّم داخل سوريا" بيّن الكاتب الإسرائيلي ذاته، مردفا: "قال الشرع أيضا إنه لا يوجد لإسرائيل أي سبب للاستمرار في إيذاء سوريا، وخصوصا أن النظام الحالي يعارض إيران وحزب الله؛ عصر القصف على طريقة العين بالعين يجب أن ينتهي، فلا يمكن أن تزدهر أمة، سماؤها مليئة بالخوف".


ويقول نيريا: "في الوقت الذي اختارت فيه إسرائيل تجاهل تحرّكات الشرع، أعلن الأخير، في أيار/ مايو 2025، أن حكومته تُجري: محادثات غير مباشرة، مع إسرائيل عبر وسطاء. والهدف المعلن من هذه المحادثات هو: تهدئة الأوضاع ومحاولة تحقيق الاستقرار كي لا تصل الأمور إلى مرحلة تفقد فيها الأطراف السيطرة".

إلى ذلك، أشار نيريا، إلى تقارير عربية وغربية بخصوص لقاءات قد عُقدت في أذربيجان والإمارات بين ممثلين للطرفين. وفي الآونة الأخيرة، ذُكر أيضا إجراء لقاءات في المنطقة العازلة بين دولة الاحتلا الإسرائيلي وسوريا، إذ مثّل الجانب الإسرائيلي رئيس شعبة العمليات في الجيش، بينما مثّل الجانب السوري محافظ السويداء.

أيضا، ذكّر بلقاء الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعاه للانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"، حيث تخلّل اللقاء تصريحات نُسبت إلى الشرع، جاء فيها أنه مستعد لمداولات أمنية. ويتابع نيريا: "فضلا عن التصريحات الكلامية، بادر القائد السوري الجديد واتخذ خطوة فريدة في نوعها تهدف إلى بناء الثقة مع إسرائيل. ففي مطلع أيار/ مايو 2025، تم نقل أغراض شخصية ووثائق وصور تتعلق بإيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي أُعدم في دمشق سنة 1965، لإسرائيل، وتشير التقارير إلى أن أحمد الشرع صادق شخصيا على عملية النقل".

وفي نقده للموقف الإسرائيلي، أبرز نيريا: "بينما نواصل في إسرائيل الإصرار على تسميته بالجولاني، بدلا من الشرع، ونتجاهل تحركاته تجاه إسرائيل، تُجري الولايات المتحدة ودول الغرب والدول العربية وتركيا، اتصالات، تهدف إلى إعادة إعمار الدولة السورية المدمّرة. وأحسنت الولايات المتحدة حين قررت رفع جميع العقوبات التي كانت مفروضة على نظام الأسد، فيما وقّعت الإمارات، عقدا، بمئات الملايين من الدولارات لإعادة تأهيل ميناء طرطوس".

إلى ذلك، أشار إلى أنّ: "الولايات المتحدة أعلنت، في هذه الأيام، أنها لم تعد تعارض دمج 3500 جهادي في صفوف الجيش السوري الذي تتم إعادة تشكيله. كذلك، قرّرت سحب قواتها من حقول النفط المعروفة باسم "كونوكو"، لتمكين سوريا من استعادة السيطرة على مواردها الطبيعية والحصول على إيرادات لخزينتها الفارغة".

ويعتبر نيريا أنّ: "هذه التصريحات، إلى جانب خطوات ملموسة، مثل إعادة أرشيف إيلي كوهين، تدل على تغيير إستراتيجي في اتجاه تخفيف التصعيد والانخراط المحتمل في ترتيبات مستقبلية، بعيدًا عن عقود من العداء العلني"؛ بينما يسعى لتبرير رؤيته بالقول إنّ: "الواقع الجيوسياسي يخلق اليوم تقاطع مصالح نادرا بين إسرائيل وسوريا".

وختم بالقول: "إسرائيل تسعى لمنع تسلل الجهاديين نحو هضبة الجولان، وهو سيناريو يحمل في طياته خطر تكرار 7 أكتوبر من هذه الجبهة، ولذلك فهي بحاجة لتعاون من النظام السوري الجديد". مستطردا: "الشرع، من جانبه، يدرك تماما طبيعة العلاقة بين إسرائيل وبعض أفراد الطائفة الدرزية، وكذلك علاقاتها مع الأكراد، والإمكانات الكامنة في هذه العلاقات لزعزعة استقرار النظام في سوريا".


وأكّد نيريا: "نظرا إلى السياسة الأمريكية التي تسعى لتحطيم المحور الإيراني عبر إنشاء بديل إقليمي بقيادتها، من الجدير بصنّاع القرار وراسمي السياسات في إسرائيل محاولة نسيان النبي إرميا، ومنح الفرصة لشيء مختلف، كما قال مناحيم بيغن".

من جهته، قال البروفيسور في جامعة حيفا، أمازيا برعام، إنّه فيما يتعلق بالتقارير عن تنسيق عسكري جديد مع النظام في دمشق، فإنّ: "الحل يكمن في أن يرسل النظام الجديد في دمشق الأشخاص الأكثر ثقةً إلى مرتفعات الجولان السورية، وأن يُسلّحهم بالأسلحة الخفيفة فقط".

وأبرز برعام، في مقابلة له مع صحيفة "معاريف" العبرية، الاثنين، أنّه: "سيتعين عليهم أن يُظهروا لنا أنهم يحرسون خط التماس بيننا وبين سوريا. الأراضي الجديدة التي استولت عليها إسرائيل في جنوب سوريا كانت تهدف تحديدا لمنع المتطرفين من العمل ضدنا انطلاقا من الأراضي السورية". 

وتابع: "الآن، مع بروز اتفاق جديد مع النظام السوري الجديد ، بات من الواضح أن هذا المبدأ صحيح، وكان ينبغي التوصل إليه قبل بضعة أشهر"، مشيرا إلى أنّه: "إذا نجح النظام الجديد في جنوب سوريا، فهناك أمل في إمكانية الانسحاب بشكل تدريجي من جميع الأراضي التي استولينا عليها خارج الجولان الإسرائيلي". 

"سيكون الانسحاب من مرتفعات الجولان السورية ممكنا، ولكن في جبل الشيخ السوري، سيتعين علينا البقاء لفترة أطول لنرى كيف يعمل هذا النظام" تابع  البروفيسور في جامعة حيفا، مردفا: "هذه الاتفاقية ليست سوى الجزء المرئي من التعاون المطلوب".

وأورد: "بعيدا عن الأنظار، علينا التوصل إلى تعاون كامل مع النظام السوري ضد الجماعات الجهادية في الجنوب"، مبيّنا أنّ: "هناك العديد من العصابات والجماعات في جنوب سوريا التي لا يسيطر عليها الجولاني. إنهم في الواقع أعداؤه".

إلى ذلك، يقترح برعام، ما وصفه بـ"نموذج متقدّم للتعاون الاستخباراتي والعملياتي" بالقول: "عندما نتلقى تقريرا من النظام السوري يفيد بوجود مجموعة مسلحة هنا وهناك لا سيطرة للنظام عليها وتريد القضاء عليها، فإننا نستطيع المساعدة في القضاء عليها، حتى لو كانت على مسافة 100 كيلومتر داخل جنوب سوريا".

"لدينا مصلحة مشتركة جوهرية مشتركة في محاربة حزب الله. كل إجراء نتخذه ضد حزب الله في لبنان يساعد الجولاني، وكل مواجهة يخوضها أتباع الجولاني على الحدود مع لبنان عند المعابر الحدودية لمنع حزب الله من الحصول على الأسلحة والذخيرة تخدم إسرائيل" بحسب برعام.


وأضاف: "لدينا أيضا مصلحة في مساعدة الجولاني في كبح الأنشطة العراقية في شرق سوريا. لقد أطلقوا النار علينا خلال الحرب في الشمال، وهم يحاولون تهريب أسلحة إلى حزب الله. وقد طرد مؤخرا عناصر حماس وعناصر فلسطينية أخرى من سوريا".

وفي ختام حديثه، أكّد برعام على: "أهمية مراقبة تواصل الجولاني المفتوح" مبرزا "ما دام الجولاني يقول إنه لا يريد حربا مع إسرائيل، بل يريد التنمية فقط، ولا يريد أن تستفز القوى المتطرفة إسرائيل حتى لا تضرّ بالمصالح السورية، فهذا أمرٌ مهم". واستطرد: "بقوله هذا، يُخاطر ببعض شركائه، حتى في نخبته الذين ما زالوا جهاديين ، ومع ذلك يُعلن أنه لا يريد مواجهة إسرائيل. ولهذا السبب، هذا مهم"، مسترسلا: "عليكم أن تصغوا لما يقوله القائد. يقول الجولاني: لا أريد حربا، لا أريد صدامات، أنا بحاجة إلى تنمية".

مقالات مشابهة

  • فتح الأجواء السورية أمام الرحلات الجوية السعودية نحو تركيا وأوروبا الشرقية
  • صندوق النقد الدولي يزور دمشق ويضع خارطة طريق لتعافي الاقتصاد السوري .
  • الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بمنح كل مزارع يسلم قمحه إلى المؤسسة السورية للحبوب مكافأة تشجيعية قدرها 130 دولاراً عن كل طن
  • واشنطن قلقة على حياة الرئيس السوري أحمد الشرع
  • سياسي كويتي يذكر الرئيس السوري بـ”نجاحات” مرسي في مصر وخطوة أقدم عليها عبد الكريم قاسم في العراق
  • قرار الشرع بضم المسلحين والإرهابيين الأجانب إلى الجيش السوري.. تطبيع أم رهانات البقاء؟
  • السفير باراك: الرئيس الشرع شخصية محورية بإعادة بناء سوريا
  • "المونيتور": قلق أمريكي من محاولة اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع
  • مبعوث ترامب: الرئيس السوري معرض لخطر الاغتيال
  • دعوات إسرائيلية لإعادة تقييم الموقف من النظام السوري الجديد.. هل تُفتح صفحة جديدة؟