هل ذكرت ليلة النصف من شعبان في القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما المقصود من الليلة الوارد ذكرها في قول الله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]؟ وهل هي ليلة النصف من شعبان؟).
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن أحد القولين في المقصود بقوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4] أنها ليلة النصف من شعبان؛ فقد روى الطبري هذا عن عكرمة حيث قال: في ليلة النصف من شعبان، يبرم فيه أمر السنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد.
ولعل مستند ذلك القول ما رواه ابن جرير في "تفسيره" مرسلًا عن عثمان بن محمد بن المُغيرة بن الأخنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تُقْطَعُ الآجالُ مِنْ شَعْبان إلى شَعْبانَ، حتى إن الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهْ، وَقَدْ خَرَجَ اسمُهُ فِي المَوْتَى» انظر: "تفسير الطبري" (22/ 10، ط. مؤسسة الرسالة).
وقال الشيخ أبو عبد الله بن الحاج العبدري الفاسي المالكي في كتابه "المدخل" (1/ 299، ط. دار التراث): [ولا شكَّ أنها ليلة مباركة عظيمة القدر عند الله تعالى؛ قال الله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم هل هي هذه الليلة، أو ليلة القدر؟ على قولين؛ المشهور منهما: أنها ليلة القدر، وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر، فلها فضل عظيم وخير جسيم، وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمِّرون لها قبل إتيانها، فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها، على ما قد علم من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره، هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة] اهـ.
وقال العلامة الغماري في "حسن البيان" (ص: 23-24، ط. عالم الكتب): [ولك أن تسلك طريقة الجمع -يعني بين القولين-؛ بما رواه أبو الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "إن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر"، وحاصل هذا: أن الله يقضي ما يشاء في اللوح المحفوظ ليلةَ النصف من شعبان، فإذا كان ليلة القدر سلَّم إلى الملائكة صحائف بما قضاه، فيسلم إلى ملك الموت صحيفة الموتى، وإلى ملك الرزق صحيفة الأرزاق، وهكذا إلى كل ملك يتسلم ما نيط به، وفي قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4] أشار إلى هذا -والله أعلم-؛ حيث قال ﴿يُفْرَقُ﴾، ولم يقل: يقضى، أو يكتب. والفرق: التمييز بين الشيئين.
وأوضحت أن الآية تشير إلى أن المقتضيات تفرق ليلة القدر بتوزيعها على الملائكة الموكلين بها، أما كتابتها وتقديرها فهو حاصل في ليلة نصف شعبان كما في الأحاديث المذكورة، وبهذا يجمع شمل الأقوال المتضاربة في هذا الباب، ويرأب صدعها، والحمد لله رب العالمين] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء شهر شعبان ليلة القدر القرآن الكريم ليلة النصف من شعبان المزيد لیلة النصف من شعبان ف یه ا ی ف ر ق لیلة القدر فی لیلة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز إخراج زكاة المال وفق التقويم الميلادي ؟.. الإفتاء تجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، يقول صاحبه: "هل يجوز إخراج الزكاة حسب التقويم الميلادي؟.
وأجابت الدار عن مسألة إخراج الزكاة وفق التقويم الميلادي، موضحة أن “الاعتداد بحَوَلان الحول في زكاة الأموال يكون بالسنة القمرية (الهجرية)، ويقدر مقدار الزكاة بربع العُشر (2.5%)”.
وأضافت: "ولكن في حال تعذَّر على المكلف حساب زكاته حسب السنة الهجرية لعدم وضوح قدر أمواله إلا وفق ميزانية مؤسسته بالعام الميلادي؛ فلا مانع شرعًا من احتسابها حسب التقويم الميلادي، على أن يُراعى في هذه الحالة تعديل النسبة لتصبح 2.577% بدلًا من 2.5%؛ لضمان دقة الحساب الشرعي.
الإفتاء تواصل حملة اعرف الصح لتصحيح المفاهيم الدينية
تواصل دار الإفتاء المصرية جهودها في حملة التوعية الدينية المعروفة باسم "اعرف الصح"، والتي تهدف إلى مواجهة المفاهيم المغلوطة والفتاوى الشاذة التي انتشرت في الفترة الأخيرة بين أوساط المجتمع المصري، سواء عبر التشدد أو التساهل.
وتسعى الحملة إلى إحباط محاولات التيارات المتطرفة التي استخدمت العاطفة الدينية لترويج معلومات مغلوطة، وترسيخ أفكار متشددة لدى بعض فئات المجتمع؛ من خلال تصحيح المفاهيم ونشر الوعي الديني الصحيح.
وتغطي الحملة مجموعة واسعة من الموضوعات التي تهم حياة الناس اليومية، مثل حكم العمل في مهنة المحاماة أو الالتحاق بكلية الحقوق، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والمناسبات الوطنية مثل السادس من أكتوبر، وقضايا بناء الكنائس، وترك الصلاة، والتعامل مع الآثار الفرعونية، وتحية العلم والوقوف حدادًا، وإيداع الأموال في البنوك، ومشاريع التصوير والرسم، وشراء السيارات أو الشقق عبر البنوك.
وتحرص الحملة على تقديم الفتاوى والتوضيحات بأسلوب علمي مدعوم بالأدلة الشرعية لتبديد الشائعات وتصحيح المفاهيم.
ولاقت الحملة تجاوبًا واسعًا من المجتمع، إذ تداول كبار الكتاب والمحللين مقالات داعمة لها عبر الصحف والمواقع الإلكترونية، كما أعاد العديد من المتابعين نشر رسائل الحملة على حساباتهم الشخصية لدعم نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي رسخت لدى البعض عبر السنوات.
وأسهمت هذه الجهود في توسيع قاعدة المستفيدين من الحملة وتأثيرها في نشر المعرفة الشرعية الصحيحة.