عقد على هجوم الغوطة الكيميائي... سوريون يحيون ذكرى المأساة التي أودت بأكثر من 1400 شخص
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
نص: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
بعد مرور عشر سنوات على الهجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية قرب دمشق الذي تسبب بمقتل 1400 شخص، يحيي سوريون يعيشون في مناطق خارج سيطرة النظام هذه الذكرى الأليمة عبر نشاطات ثقافية تذكر وتعرف بما حدث. ويتهم النظام السوري بارتكاب المجزرة، فيما يأمل السوريون بتحقيق العدالة للضحايا وذويهم.
ونظم أهالي الضحايا وناشطون ومسعفون تجمعات منذ مساء الأحد في مناطق عدة بشمال وشمال غرب سوريا لإحياء ذكرى الهجوم الذي ينفي النظام السوري أي تورط له به.
في عفرين بشمال سوريا، شارك عدد من الناجين ذكرياتهم الأليمة بينما جسّدت مسرحية للأطفال المأساة التي طبعت ذلك اليوم.
"سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة"وقال محمّد دحلة، وهو أحد الناجين لوكالة الأنباء الفرنسية "نقيم هذه الفعالية ليس لنتذكّر نحن المجزرة، فهي تعيش في ذهننا بشكل يومي"، مضيفا "سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة". وعبر عن أسفه لتنفيذ النظام السوري "غيرها من المجازر فيما بعد نتيجة تخاذل العالم".
في 21 آب/أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية)، أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة، واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه.
وتم تداول عشرات مقاطع الفيديو في الأيام والأسابيع اللاحقة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جثث أطفال ونساء ورجال صدمت العالم، وأكد ناشطون أن عائلات بكاملها قضت.
في نهاية آب/أغسطس من ذلك العام، أعلنت الولايات المتحدة أنها على "قناعة قوية" بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا. وفي 16 أيلول/سبتمبر، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن "أدلة واضحة" على استخدام غاز السارين.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر في تصريحات في بداية الحرب السورية أن استخدام الأسلحة الكيميائية "خط أحمر". وكان على وشك شن ضربات عقابية ضد دمشق، لكنه تراجع. وأبرمت بلاده في أيلول/سبتمبر من العام ذاته، اتفاقا مع روسيا حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
"شممت رائحة الموت"واستعاد المسعف محمّد سليمان، ابن بلدة زملكا في الغوطة، الذي فقد خمسة من أفراد عائلته، تفاصيل يوم الهجوم.
وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "حوالى الساعة الثانية والنصف تقريبا، جاءتنا إشارة عبر الأجهزة اللاسلكية عن وقوع قصف كيميائي في مدينة زملكا، توجهت إلى المكان (...) وجدت عددا كبيرا من المصابين والشهداء، كأنه يوم القيامة، مشهد لا يوصف". ويضيف "شممت رائحة الموت، قمت بنقل الجثث (...) إلى مركز طبي قريبا من منزلي"، مشيرا إلى أنه كان يلف وجهه بوشاح لحماية نفسه من تنشق الغاز.
ويروي أنه بعدما توجّه إلى منزل عائلته، لم يجد أحدا. في هذه الأثناء، طُلب من جميع السكان إخلاء المنطقة ودخل المسعفون الذين يرتدون ألبسة وقائية فقط.
"أذكر أن رقم أبي كان 95"لكنه واصل مع شقيقه البحث عن عائلته. في مركز طبي قريب من المنزل، "وجدت أبي وسكانا من الحي وقد وضعت على جثثهم أرقام من دون أسماء، أذكر أن رقم أبي كان 95. وضعت الأسماء على الجثث التي تعرفّت عليها من سكان الحي".
وتبيّن لاحقا أن شقيقه وزوجة شقيقه الآخر مع اثنين من أولادها، قضوا في الهجوم. وتابع "حفرنا مقبرة جماعية تتسّع لمئات الاشخاص، وقمنا بدفن الجثث قرب بعضها، يفصل بين الواحد والأخرى حوالى خمسة سنتيمترات".
وقال سليمان "نتمنى من دول العالم إنصافنا.. فهي تستطيع أن تحاسب" المسؤولين عن الهجوم، مضيفا "نرجو من الله أن يأخذ حقّ الناس الأبرياء".
ورغم تأكيد دمشق تسليمها مخزونها من الأسلحة الكيميائية، تكررت بعد ذلك الاتهامات الموجهة إليها بشن هجمات كيميائية.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا السعودية ريبورتاج سوريا إدلب ذكرى هجوم بشار الأسد النظام السوری
إقرأ أيضاً:
معوض في ذكرى اغتيال الرئيس رينيه معوّض: قتلوه لأنهم خافوا من لبنان الذي حاول أن يبنيه
أكد النائب ميشال معوض، في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض، أنّه "بعد 36 سنة من الاحتلالات والوصايات والهيمنة، و36 سنة من الهيمنة الفكرية، صار من يريد لبنان دولة ووطناً هو المتّهَم والعميل".وقال إنّ الرئيس رينيه معوض "قُتِل لأنهم خافوا من لبنان الذي حاول أن يبنيه"، معتبراً أنّ لبنان اليوم أمام "فرصة تاريخية" لإعادته إلى "سكة السلام والاستقرار"، مشدداً على أنّ "الدولة هي التي تحمينا فقط، فالدولة الآن وليس غداً".
وتوقف معوض عند "36 سنة من الحروب العبثية، وضرب السيادة، وتدمير المؤسسات، والفساد، وغياب المحاسبة، وانهيار الاقتصاد وهجرة الشباب"، لافتاً إلى أنّ المشهد يتغيّر اليوم، "ولأول مرة منذ 60 سنة الصورة تنقلب".
وأشار إلى أنّ نظام بشار الأسد "سقط تحت وطأة جرائمه"، مضيفاً: "اليوم هو ذكرى عام على سقوط نظام الأسد لنؤكد أن الله يمهل ولا يهمل". مواضيع ذات صلة ضاهر في ذكرى الرئيس رينيه معوض: نستذكر رجل دولة لا يؤمن إلا بالدولة Lebanon 24 ضاهر في ذكرى الرئيس رينيه معوض: نستذكر رجل دولة لا يؤمن إلا بالدولة