ترامب يسعى لفرض واقع جديد بالقوة في فلسطين

الرئيس الأمريكي يريد غزة "ملكية طويلة الأمد" ونشر قوات عسكرية في القطاع

اليمين المتطرف الإسرائيلي يتعهّد بـ"دفن فكرة الدولة الفلسطينية"

رفض عربي قاطع لتهجير الفلسطينيين والسيطرة الأمريكية على غزة

مسلسل التهجير بدأ منذ نكبة 1948 بمباركة أمريكية لطمس الهوية الفلسطينية

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كانت خطوة ضمن خطط السيطرة الإسرائيلية على كامل فلسطين

 

الرؤية- غرفة الأخبار

رغم الرفض العربي القاطع للمساعي الإسرائيلي والأمريكية لتهجير الفلسطينيين خارج حدود أرضهم، والتأكيد على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية استنادا إلى القوانين الدولية، يصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تأجيج الأزمة التي يعيشها الشرق الأوسط بتصريحاته التي يسعى من خلالها إلى فرض واقع جديد بالقوة عبر السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين.

وصرّح ترامب عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض: "أرغب في رؤية مصر والأردن يستقبلان سكانا من غزة، وأعتقد أن سكان القطاع يجب أن يحصلوا على أرض جيدة وجديدة"، كما دعا إلى أن تكون غزة "ملكية طويلة الأمد" لبلاده.

وإلى جانب الرفض والاستنكار العربي القاطع، عبرت دول أجنبية عن رفضها أي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم، مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وتركيا والصين وروسيا واسكتلندا والبرازيل، إلى جانب منظمات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعفو الدولية.

ولم تكن المساعي الأمريكية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وسرقة الوطن الفلسطيني لصالح إسرائيل وليد اللحظة، بل تعد الولايات المتحدة شريكا أساسيا في طمس الهوية الفلسطينية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا، رغم انتهاء عصور الاحتلال في العالم كله.

ومنذ اليوم الأول للنكبة عام 1948، بدأ المشروع الصهيوني لتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم لإقامة دولة إسرائيل، وتم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، واستُبدلت بأسماء ومستوطنات إسرائيلية جديدة بهدف مسح الهوية الثقافية والجغرافية الأصلية لفلسطين.

واستولت إسرائيل على القدس وسط محاولات لتهويدها بالكامل من خلال تغيير أسماء الشوارع والمناطق وهدم الأحياء الفلسطينية التاريخية، وتبارك أمريكا هذه المساعي والخطط وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر في ولايته الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في اعتراف ضمني بضم المدينة لإسرائيل.

وبالنظر إلى غزة، فإن مساعي التهجير والسيطرة على القطاع لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر 2023، بل منذ بدء حصار القطاع عام 2007 بهدف شلل الاقتصاد في القطاع وتقييد حركة الأفراد والبضائع ومنع إعادة الإعمار حتى يضطر السكان إلى الهروب من القطاع.

ودائما ما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترسيخ مفهوم صعوبة إعادة إعمار غزة، وأنه من الأفضل للفلسطينيين ترك هذا القطاع المدمر والانتقال إلى مناطق أخرى توفر لهم حياة جيدة، الأمر الذي يكشف أطماعه الاستعمارية في سرقة أراضي ودول الآخرين لإنشاء المشاريع الاستثمارية التي دائما ما يتحدث عنها.

كما أنه أعرب عن أمله بإمكانية نقل الفلسطينيين من غزة وإعادة تطوير المنطقة من قبل الولايات المتحدة، وأن تكون لها في القطاع "ملكية طويلة الأمد"، مضيفا أن القيام بذلك من شأنه أن يخلق "آلاف الوظائف"، ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة.

ولقد رحّب وزراء يمينيون متطرفون في إسرائيل بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، المدمَّر بسبب الحرب، بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصادياً.

وتعهَّد الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، بالعمل على "دفن" فكرة الدولة الفلسطينية "الخطيرة بشكل نهائي".

وأضاف سموتريتش، في كلمة مصوَّرة عبر حسابه على "تلجرام": "الخطة التي قدَّمها الرئيس (دونالد) ترمب، الثلاثاء، هي الرد الحقيقي على السابع من أكتوبر 2023"

وفي سياق متصل، أشاد إيتمار بن غفير، وزير الأمن العام الإسرائيلي السابق والسياسي اليميني المتطرف، بتصريحات ترامب عن ضرورة "إعادة توطين" سكان غزة خارج القطاع، ووصفه بأنه "الحل الوحيد".

من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء رفضها وإدانتها الشديدة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية إلى احتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني منه.

وقالت الحركة في بيان إن "تصريحات ترامب عدائية تجاه شعبنا وقضيتنا، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، وستصب الزيت على النار"، مضيفة أن "الشعب الفلسطيني وقواه الحية لن يسمحا لأي دولة في العالم باحتلال أرضنا أو فرض وصاية على شعبنا".

 

ودعت حماس إدارة ترامب إلى التراجع عن تلك التصريحات غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.

كما طالبت بموقف عربي وإسلامي ودولي حازم يحفظ الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

” المجاهدين الفلسطينية” : استخدام أمريكا “الفيتو” هو صك مفتوح لمزيد من القتل

الثورة نت/..

دانت حركة المجاهدين الفلسطينية، استخدام الإدارة الأمريكية للفيتو مجدداً في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة، مؤكدة أن هذا يدل بشكل واضح أن إدارة ترمب كسابقتها شريك أصيل في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

وقالت “المجاهدين”، في تصريح صحفي ، اليوم الخميس، إن فشل مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار وقف إطلاق النار بغزة بسبب الفيتو الأمريكي الجديد، يثبت مجدداً فشله وعجزه، وأن المنظومة الدولية بكاملها رهينة للهيمنة والغطرسة الصهيوأمريكية.

وأضافت أن “أمريكا والكيان الإسرائيلي هما تهديد حقيقي للأمن والاستقرار الدولي”، مطالبة المجتمع الدولي بالوقوف عند مسئولياته وإيقاف هذه الغطرسة الأمريكية.

وحملت “المجاهدين”،
الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ، فهي على اختلاف إداراتها تصر على دعم الكيان الإسرائيلي سياسياً وعسكرياً حتى النهاية، وتوفر الغطاء الكامل لنتنياهو ولعصابته المجرمة.

وأشارت إلى أن الصفقات الاقتصادية الضخمة والاستقبال الحافل الذي حظي به ترمب من دول المنطقة، كان مشجعاً له ولإدارته على المضي بدعمه المطلق لحرب الإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة.

ودعت “المجاهدين”، كل قوى الأمة الحية وكل أحرار العالم، للضغط على الولايات المتحدة بكل الوسائل حتى توقف دعمها لقتل الأبرياء بغزة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأزور الصين مستقبلا وآمل أن يزور الرئيس الصيني الولايات المتحدة
  • ترامب: الاتصال مع الرئيس الصيني ركز بشكل شبه كامل على التجارة
  • ترامب: أجريت اتصالا مثمرا مع الرئيس الصيني وناقشنا بعض تفاصيل اتفاقنا التجاري
  • الكشف عن السبب الرئيسي وراء قرار ترامب منع اليمنيين من دخول أمريكا
  • ” المجاهدين الفلسطينية” : استخدام أمريكا “الفيتو” هو صك مفتوح لمزيد من القتل
  • الأمم المتحدة: اسرائيل تتعمد ارتكاب جرائم قتل الفلسطينيين
  • FT: يفضل ترامب لغة التهديد في السياسة الخارجية.. ويتراجع عن التنفيذ
  • تهم “دعم الإرهاب” لتهجير الفلسطينيين
  • البيت الأبيض: ترامب سيحضر قمة الناتو
  • FT: مساحة غزة تضيق على الفلسطينيين وسط زيادة التوسع الإسرائيلي