القادة الشهداء والتجربة الملهمة لحركات المقاومة
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
تقرير/ عـبدالله علي صبري
مع نهاية الشهر المنصرم زفت حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى الشعب الفلسطيني استشهاد المجاهد الكبير محمد الضيف وثلة من رفاقه في قيادة المجلس العسكري لكتائب القسام. وقد نعت حركات المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد القادة الشهداء، وأكدت المضي على درب الجهاد والمقاومة انتصارا للقضية الفلسطينية ودفاعا عن الأقصى الشريف.
كان لافتا أن حماس أخفت حقيقة استشهاد قادتها أثناء معركة طوفان الأقصى، ما شكّل نجاحا مضافا لرصيدها المشرف في مواجهة العدو الصهيوني، باستخدام القوة العسكرية المتاحة، أو بتوظيف مختلف الأساليب السياسية والإعلامية والنفسية، والاستخباراتية، التي عطلت قدرات ومقدرات كيان الاحتلال، وجعلته عاجزا في النيل من فاعلية المقاومة، ومحبطا إزاء التطورات التي كشف عنها اليوم التالي لغزة.
كان من الطبيعي أن خبر استشهاد هؤلاء القادة وهم في مواقع حساسة ومتقدمة، بل وعلى رأس الجناح العسكري لحماس، أن يرتد بالسلب على الأداء العملياتي، وعلى معنويات المجاهدين الأبطال وحاضنة المقاومة الشعبية، خاصة وقد سبقهم في مضمار الفوز بالشهادة أهم قائدين لحماس وهما الشهيد إسماعيل هنية والشهيد يحيى السنوار، غير أن الواقع كان مختلفا تماما ومغايرا لما هو متوقع، فقد تحلّى المجاهدون بالإيمان العميق وبالصبر الجميل، وهم يحتسبون الأجر، ويأخذون بأسباب الصمود والنصر دون تراجع أو فتور أو قنوط.
هذه التجربة الملهمة التي تقدمها حركة المقاومة الإسلامية حماس حين تصدر قادتها ميدان الشرف ونال عدد كبير منهم الشهادة في سبيل الله، ليست بالجديدة على الحركة التي قدمت قائدها المؤسس أحمد ياسين شهيدا، واستمرت في مسار المقاومة، لكن على نحو تصاعدي في عدة جولات وصولات حتى ” طوفان الأقصى ” العملية التي زلزلت كيان العدو، وأفقدت جنرالاته هيبتهم وأخرجتهم عن طورهم، فعادوا لينتقموا من الأطفال والمدنيين في جريمة إبادة جماعية أبانت عن هشاشة القوة الغاشمة للكيان الصهيوني، وأفول أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
كما إن هذه التجربة ليست غريبة على بقية حركات المقاومة الفلسطينية، فحركة الجهاد الإسلامي مثلا قدمت مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي شهيدا على طريق القدس، وكذلك كان لسرايا القدس نصيب وافر من التضحية والاستشهاد أثناء ملحمة طوفان الأقصى وما قبلها.
حركة المقاومة الإسلامية في لبنان، كانت سباقة أيضا في تقديم قادتها قرابين فداء لفلسطين وغزة، وقد كان استشهاد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله علامة فارقة في معركة الإسناد، ودليل لا يخامره شك على مدى مصداقية حزب الله وقياداته في دعم قضية فلسطين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
لقد امتاز القادة الشهداء، بأنهم بلغوا أعلى درجات المصداقية في الإيمان وفي العمل، فاستحقوا الوصف القرآني في قوله تعالي: (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )). الأحزاب: 23
إن قادة بهذه المواصفات لا يمكن لهم ولمن يتبعهم ويقتفي أثرهم، إلا أن ينتصروا وتنتصر بهم القيم والمبادئ التي يجاهدون في سبيلها. وهذا النوع من القادة هم النموذج الذي يمثل القدوة والأسوة الحسنة، لمن شاء أن يسلك طريق الهدى وسبيل الاستقامة.
وفي يمننا العزيز، ثمة نماذج مضيئة اختارت درب الجهاد وفازت بالشهادة، وفي الطليعة منهم، الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أطلق الصرخة في وجه الاستكبار، وكان من تلاميذ مدرسته الشهيد الرئيس صالح الصماد، الذي تحل ذكرى استشهاده بالتزامن مع تطورات العدوان على غزة، وتجليات الموقف اليمني الشجاع وغير المسبوق في إسناد فلسطين والاشتباك العسكري المباشر مع العدوان الثلاثي ومحور الشر العالمي: أمريكا، بريطانيا، و”إسرائيل”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
حركة ديبلوماسية لتجنيب لبنان تداعيات أي توسّع للحرب.. السفير الاميركي: نتفهّم هواجس إسرائيل
تبدو الحركة الدبلوماسية النشطة باتجاه بيروت،وكأن المجتمع الدولي يسابق الوقت لتجنيب لبنان تداعيات أي توسّع للحرب، خصوصا وان الجانب الإسرائيلي مستمر في تهديداته يفصل تمامًا بين المسارين التفاوضي والعسكري.وسيكون الاسبوع المقبل حافلاً بالاجتماعات حول لبنان في باريس ، مع حضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي دعي إلى فرنسا التي تسعى إلى البحث معه في حاجات الجيش اللبناني، كما ستحضر المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستجري محادثات مع جان إيف لودريان بعد زيارته لبيروت وزيارة مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر إلى إسرائيل ولبنان، كما يزور باريس للمشاركة في المحادثات الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.
وتتخوف باريس من تصعيد عسكري إسرائيلي في لبنان، وتبحث عن الأساليب والوسائل التي تجنّب البلد تداعياته، وذلك في ضوء المهلة المعطاة للجيش للانتهاء من عملية نزع سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني مع نهاية الشهر الحالي.
ونُقل عن عيسى قوله أمام عدد كبير من السياسيين والإعلاميين الذين التقاهم على مدى الأيام الماضية، إنه "يهتم بتعزيز المناخ السياسي الذي بدأ مع تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة المفاوضات".
وأضاف "أن واشنطن تعمل على فتح هذه القنوات وتعزيزها، وأن المفاوضات هي مباشرة بمعزل عن الشكل الذي تُعرض فيه الأمور، وأنْ لا مجال للتوصّل إلى حل من دون هذه المفاوضات".
وكرّر السفير الأميركي لأكثر من مرة، بـ«أن بلاده لا تريد توسيع الحرب، ولكنها تتفهّم هواجس إسرائيل، وتعلم أنها لا تربط عملها العسكري بالمفاوضات، بل بتحقيق هدف نزع سلاح حزب الله".
وكشف السفير الأميركي في الأمم المتحدة مايك والتز، أن بلاده "تعمل على تقليص حجم قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان "اليونيفيل"حتى لا يستخدمها حزب الله غطاء لعملياته".
وذكرت مصادر سياسية أنّ تسريبات عدة صدرت من واشنطن وتل أبيب في الأيام الأخيرة، تتضمن رؤيتهما لما ستتضمنه جلسات التفاوض المقبلة في الناقورة، وتتركّز خصوصًا حول استكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف النار في جنوب نهر الليطاني، والحصول على ضمانات رسمية لبنانية حول الشق المتعلق بحصر السلاح في يد الجيش كاملاً، في شمال الليطاني أيضًا، بدءًا من السنة المقبلة.
وشددت مصادر مطلعة في قيادة قوات الطوارئ الدولية على" أن الجيش يقوم بواجبه على أكمل وجه في إنجاز المهمات الموكل بها وفقاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين وحقق 90 في المئة من إزالة المظاهر المسلحة وسلاح حزب الله ومواقع تخزين السلاح والأنفاق".
وكشفت المصادر أن بعض المهمات ينجزها الجيش بالتنسيق مع اليونيفيل ويدخلان إلى مواقع ومناطق للمرة الأولى ومن دون اعتراض الأهالي نظراً للثقة التي يتمتع بها الجيش في مختلف مناطق الجنوب. وشدّدت المصادر على أن إسرائيل تعيق استكمال أعمال الجيش في جنوب الليطاني وتخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتوسّع احتلالها وتعتدي على المدنيين وعلى الجيش وعلى قوات اليونفيل وبالتالي تهدّد الأمن والاستقرار على الحدود". المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة حركة ديبلوماسيّة مُرتقبة وجهود قطرية لمنع إسرائيل من شن حرب واسعة Lebanon 24 حركة ديبلوماسيّة مُرتقبة وجهود قطرية لمنع إسرائيل من شن حرب واسعة