قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية،  إنّ: "ترامب تفوّق على نفسه. فبعد عودته المضطربة للبيت الأبيض، كشف الرئيس الأمريكي عن أكثر خططه تهوّرا حتى الآن. فبعد أن هدد بالاستيلاء على غرينلاند وقناة بنما، أصبح الآن يستهدف غزة، الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب".

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21" أن: "اقتراحه بنقل سكان غزة البالغ عددهم 2.

2 مليون نسمة لمكان آخر، مع تولّي الولايات المتحدة القطاع بموجب وضع الملكية الطويلة الأجل، يستحق الاستنكار الأخلاقي بقدر ما هو خطير". 

وتابعت: "من السهل أن نعتبر تعليقات ترامب مجرد تصريح استعراضي آخر. فالخطة سخيفة للغاية للحد الذي يجعل من غير المرجّح أن ترى النور أبدا. ولكن مجرد قيام الرئيس بالكشف عنها أمام وسائل الإعلام العالمية، وبجانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يؤكد على الطريقة غير المسؤولة التي يدير بها أقوى زعيم في العالم، لسياسته الخارجية".

وأردفت: "يبدو أن الرجل الذي نصب نفسه كصانع عقارات بات ينظر للعالم كبازار عملاق، كل شيء  فيه مُتاح للاستخدام كأوراق مساومة، بدون الاهتمام بالعواقب"، مؤكدة: "هذه ليست لعبة يمكن لحلفاء الولايات المتحدة بجميع أنحاء العالم أن يسمحوا له بممارستها. إنها تولّد الخوف وعدم اليقين، وتضر بمكانة واشنطن العالمية وتضعف شبكة تحالفاتها".


"الاستيلاء الأمريكي على غزة من شأنه أن ينتهك كل المعايير الدولية" أبرزت الصحيفة، مسترسلة بأن: "أي عمل عسكري أمريكي في القطاع، الذي تسيّره حماس منذ عام 2007، من شأنه أن يتناقض مع وعد ترامب بإبقاء القوات الأمريكية خارج مناطق القتال في الشرق الأوسط".

وأوضحت: "سوف يحمل هذا أصداء الغزو الكارثي للعراق في عام 2003، وسوف يقوّض أي آمال لدى ترامب في التوصّل لصفقة كبرى من شأنها أن تؤدي لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل"، مردفة: "الطرد الجماعي القسري لسكان غزة من شأنه أن يرقى إلى مستوى التطهير العرقي" في إشارة لكونه سيُحيي ذكريات الفلسطينيين عام 1948، عندما نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين، قسرا، أثناء الحرب التي صاحبت إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ومضت بالقول: "يبدو أن ترامب يعتقد أنه يستطيع التخلص من الفلسطينيين في مصر والأردن. ولكن مصر والأردن، مثلهما كمثل الدول العربية الأخرى، رفضتا الفكرة بشدة". 

وتابعت: "كما حدث في ولايته الأولى، يبدو أن الرئيس الأمريكي غير قادر على إضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين، بل ينظر إليهم بدلا من ذلك على أنهم يمكن التضحية بهم في لعبة أوسع. وإذا كان بوسع ترامب أن يقترح الاستيلاء على غزة؟ فإنه قد يعطي حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية المحتلة، كما يخشى الكثيرون". 


وأشارت: "في ولايته الأولى، قلب ترامب عقودا من السياسة الأمريكية بالاعتراف بالقدس، عاصمة لإسرائيل وسيادة اليهودية بالسيادة على مرتفعات الجولان المحتلة. ويأمل حلفاء أمريكا العرب والغربيين أن يكون أداء ترامب، الثلاثاء الماضي، مجرد تهديدات، وحيلة تفاوضية ساخرة في سعيه لتأمين اتفاق بين  السعودية وإسرائيل، في حين يضغط على الدول الإقليمية لتحمل المسؤولية عن غزة".

وختمت الصحيفة بالقول: "تعهّد ترامب مرارا وتكرارا بإحلال السلام في الشرق الأوسط. ويبدو أن السلام بالنسبة له يعني التوصل لاتفاق بين إسرائيل والسعودية. ولكن يبدو أنه يتجاهل أن الطريق للرياض يتطلّب حلا سلميا للصراع العربي الإسرائيلي. ولا يمكن أن ينطوي هذا الحل على إفراغ غزة من سكانها لبناء منتجعات على ساحل القطاع على البحر الأبيض المتوسط".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب غزة الشرق الأوسط السعودية الاحتلال الشرق الأوسط السعودية غزة الاحتلال ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یبدو أن

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يُضاعف أيام الحر الشديد في ألمانيا خلال عام واحد

شهدت ألمانيا العام الماضي ما يقرب من ضعف عدد أيام الحر الشديد مقارنة بما كانت ستشهده لولا تغير المناخ، وفقا لتحليل جديد نُشر اليوم الجمعة.

وأعدت هذا التحليل مبادرة "إسناد الطقس العالمي"، ومركز المناخ التابع للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة "المناخ المركزية" غير الربحية.

ويُعرّف الباحثون أيام الحر الشديد بأنها تلك التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 90% من المتوسطات المسجلة بين عامي 1991 و2020.

وخلال الفترة بين مايو 2024 ومايو 2025 شهدت ألمانيا 50 يوما من أيام الحر الشديد، وارتبط 24 منها ارتباطا مباشرا بتغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية.

 ولتحديد تأثير الاحتباس الحراري، قام العلماء بمحاكاة مناخ خالٍ من الانبعاثات البشرية وقارنوه ببيانات درجات الحرارة الفعلية.

وتسبب تغير المناخ في 30 يوما إضافيا على الأقل من أيام الحر الشديد لنحو 4 مليارات شخص، أي حوالي نصف سكان العالم، خلال الفترة نفسها.

وفي 195 دولة ومنطقة، من أصل 247 شملتها الدراسة، تضاعف عدد أيام الحر الشديد على الأقل بسبب الاحتباس الحراري.

وقعت أسوأ موجة حر ناجمة عن تغير المناخ في أوروبا في يونيو 2024، عندما اجتاحت موجة حر من اليونان عبر رومانيا باتجاه سيا والشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • من صعدة إلى إب والحديدة .. قبائل اليمن تجدد النفير دعماً لغزة وتؤكد ثبات الموقف ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 54.381 شهيدًا
  • فلسطينيون عن توزيع المساعدات الأمريكية بغزة: فوضى وقتل وإذلال
  • أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
  • حماس تدعو العرب والمسلمين لتسيير قوافل إغاثة لغزة
  • تغير المناخ يُضاعف أيام الحر الشديد في ألمانيا خلال عام واحد
  • تفاصيل خطة أميركية جديدة لغزة تقترح اتفاقا لوقف النار بضمانة ترمب
  • أردوغان يعيد إحياء معركة الدستور.. ما موقف المعارضة وكيف يبدو المشهد؟
  • مناقشة سبل تذليل التحديات المالية التي تواجه الصناعيين في حماة
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين